الوريد الأجوف السفلي
ذكر موقع “ماذرلي” (Mother.ly) أنه وفقا لجمعية الحمل الأميركية، فإن نوم المرأة الحامل على ظهرها قد يؤدي إلى مشكلات عدة، تتراوح من آلام الظهر إلى انخفاض ضغط الدم، فضلا عن زيادة وزن البطن المتنامي على الأمعاء والأوعية الدموية الرئيسية، ما قد يؤدي إلى انخفاض الدورة الدموية للجنين، وفق بحوث علمية.
أما النوم على أحد جانبي الجسم، فيقلل من خطر ولادة جنين ميت بمقدار النصف، مقارنة بالنوم على الظهر. تقول الدكتورة غريس بين، أستاذة الطب المساعدة في كلية الطب في جامعة “جونز هوبكنز”، لموقع “لايف ساينس” (Live science) العلمي إن الجزء الأساسي من اللغز هو “الوريد الكبير الأجوف السفلي” (IVC) للأم، والذي يمتد على طول الجانب الأيمن من العمود الفقري، وهو المسؤول عن إعادة الدم من النصف السفلي من الجسم إلى القلب.
وإذا كانت المرأة الحامل مستلقية على ظهرها، فمن المرجح أن يضغط الجنين على الوريد الأجوف السفلي، ما يقلل كمية الدم المعادة إلى القلب. وهذا يعني انخفاض ضخ الدم من القلب وانخفاض ضغط الدم للأم عموما، وبالتالي انخفاض محتوى الأكسجين في الدم الواصل لكل من الأم والطفل، إذ إن دم الأم هو المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الجنين.
ويمكن أن يصبح الضغط على الوريد الأجوف السفلي أكثر خطورة بالنسبة إلى الحوامل اللواتي يعانين فعلا من مشكلات ضغط الدم أو التنفس. فقد تواجه النساء الحوامل المصابات بالربو توقف التنفس أثناء النوم بالفعل، وصعوبة في توصيل الكمية المطلوبة من الأكسجين إلى أجسادهن أو أجنتهن. وعندما تقترن ظروف كهذه بانخفاض تدفق الدم الناتج عن النوم على وضعية الاستلقاء، فإن التأثيرات يمكن أن تضخم بعضها بعضا بطريقة خطيرة.
نوم الحامل على الجهة اليسرى
معظم الأطباء لا يترددون في توصية النساء الحوامل بتجنّب النوم في وضع الاستلقاء (شترستوك)
دراسات تحذر
وجدت دراسة نُشرت في 2018 في “المجلة الدولية لأمراض النساء والولادة” (BJOG)، أن النساء اللواتي ولدن جنينا ميتا بعد الأسبوع الـ28 من الحمل كن أكثر عرضة بنسبة 2.3 مرة للنوم على ظهورهن في الليلة السابقة للإملاص (ولادة طفل ميت)، مقارنة بالنساء اللواتي استمر حملهن بشكل صحي.
كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في عام 2017، في مجلة “بلوس وان” (PLOS One)، أن النوم على وضعية الاستلقاء مرتبط بخطر الإملاص بنسبة 3.7 مرات، مقارنة بحالات النوم الأخرى.
وقد تكررت هذه النتائج المقلقة كثيرا إلى درجة أن معظم الأطباء لا يترددون في توصية النساء الحوامل بتجنّب النوم في وضع الاستلقاء.
ماذا لو استيقظت الحامل وكانت نائمة على ظهرها؟
يجيب موقع مركز “ستيل بيرث” (Stillbirth) للتميز البحثي، عن هذا السؤال بالقول إنه من الطبيعي تغيير الوضع أثناء النوم، لذا فإن الكثير من النساء الحوامل يستيقظن على ظهورهن.
ولكن يظل الشيء المهم هو أن تبدأ المرأة الحامل نومها بالاستلقاء على جانبها، سواء كان أثناء القيلولة النهارية أو أثناء الليل، وإذا استيقظت على ظهرها، عليها فقط أن تتدحرج على جانبها مرة أخرى.
وفي حال لم تستطع النوم على يسارها، وكان لديها حملٌ صحي بالفعل، فلا داعي للقلق بشأن النوم على الجانب الأيسر، إذ يمكنها النوم على الجانب الأيمن. فقد يكون ذلك أفضل لها مقارنة بعدم الحصول على قسط كاف من النوم، لأن قلة النوم أسوأ بكثير لنتائج الحمل، مقارنة بالخطر الطفيف للضغط على الوريد الأجوف السفلي للأم عند الاستلقاء على جانبها الأيمن.
وتشير البحوث إلى أن النساء الحوامل اللواتي لا يحصلن على قسط كاف من النوم، أي أقل من 5 أو 6 ساعات من النوم في الليلة، ربما يكُنَّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بأشياء، مثل سكري الحمل أو تسمم الحمل. لذا فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم مهم جدا للحمل.
نوم الحامل على الجهة اليسرى
الحوامل اللواتي لا يحصلن على قسط كاف من النوم، أكثر عرضة لخطر الإصابة بتسمم الحمل (شترستوك)
كيف أحصل على نوم أفضل ليلا؟
يجيب موقع “كيدز هيلث” (Kidshealth) عن هذا السؤال من خلال الخطوات التالية:
في بداية الحمل، حاولي التعوّد على النوم على جانبك. من المرجح أن يكون الاستلقاء على جانبك مع ثني ركبتيك هو الوضع الأكثر راحة مع تقدم الحمل. كما أنه يجعل عمل قلبك أسهل، لأنه يمنع وزن الطفل من الضغط على الوريد الكبير. ولا تصابي بالفزع أو القلق إذا استيقظتِ على ظهرك، لأن تغيير الأوضاع خلال النوم مسألة طبيعية لا يمكنك التحكم بها.
جربي وسائد الحمل لإيجاد وضعية نوم مريحة، إذ تضع بعض النساء وسادة تحت البطن أو بين أرجلهن. وقد يساعد ذلك على تخفيف بعض الضغط.
ابتعدي عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الصودا والقهوة والشاي، قدر المستطاع. يمكنك تناولها في الصباح، أو في وقت مبكر بعد الظهر فقط.
تجنبي شرب الكثير من السوائل أو تناول وجبة كاملة قبل ساعات قليلة من الذهاب إلى الفراش.
ثبتي روتين الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت ذاته يوميا.
تجنبي التمرينات القاسية قبل الذهاب للنوم مباشرة. يمكنك القيام بشيء يبعث على الاسترخاء، مثل قراءة كتاب أو تناول مشروب دافئ خال من الكافيين كالحليب مع العسل أو كوب من شاي الأعشاب.
تأكدي من حصولك على ما يكفي من الكالسيوم والمغنيسيوم في نظامك الغذائي بإشراف الطبيب، ما يساعد في تقليل تقلصات الساق.
يجب الحصول على قيلولة قصيرة من 30-60 دقيقة خلال النهار، لأنها تساعدك في الحصول على الطاقة اللازمة لإنهاء اليوم ومنح جسمك الراحة التي يحتاجها.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية