أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / بين برامج التجميل والطهي.الفضائيات.. تأخذ من المرأة ولا تعطيها!
فضاياات

بين برامج التجميل والطهي.الفضائيات.. تأخذ من المرأة ولا تعطيها!

في ظل الاهتمام بكل ما يهم المرأة تحت العديد من الشعارات، كانت المرأة محورا أثيرا للكثير من المؤسسات الإعلامية التي خصصت لها فضائيات بعينها، كما لا تخلو قناة من عدد كبير من البرامج الموجهة للمرأة، رغم كثرتها لم تتعدد أنواعها فما زالت لا تهتم سوى ببرامج التجميل والموضة والطهي مما ظلم احتياجات المرأة وأغفل دورها في قيادة نصف المجتمع والمجالات المهمة التي اخترقتها وحققت النجاح بها، فما أضافته برامج المرأة على شاشات الفضائيات للسيدة العربية، العادية التي لا تلهث وراء الموضة ولا أحدث وجبات الطعام؟!.
«1»
«نورا علي» -ربة منزل- ترى أن مثل هذه البرامج لا تغطي جميع احتياجات المرأة، فهي تهتم فقط إما بالطهي وفنونه وإما بالصحة والجمال دون أن تتطرق لمشاكل المرأة الأخرى، مثل المشاكل الاجتماعية والنفسية والمشاكل التي تقابلها في بداية حياتها الزوجية مثلاً، أو أثناء مراحل عمرها المتقدمة، لذا فهي ترى أن برامج المرأة بالشاشات العربية لا تفي بالغرض منها، وتوجه إلى شريحة بعينها تلك الشريحة التي تعبر عن واقع المرأة العادية التي تمثل الشريحة العظمى في مجتمعاتنا العربية.
أما «إحسان محمود» -طالبة جامعية- فتقول إن معظم برامج المرأة تقدم موادا إعلامية مستهلكة لا تهدف لزيادة وعي الفتاة بمشكلاتها وحقوقها وواجباتها، فالبرامج النسائية تقع بين المرآة والمطبخ وكأنها توجه رسالة غير مباشرة للنساء العربيات أن المكان المناسب للمرأة هو أمام المرآة أو بالمطبخ ولا مكان لك في تربية أبنائك أو ممارسة حقوقك أو فهم قضايا السياسة والفن والاقتصاد.
«2»
وترى «ابتسام سليمان» -سيدة أعمال- أن المرأة اليوم دخلت مجالات عديدة واخترقت حواجز قديمة تغفل عنها المواد الإعلامية هذه الإيام لا أعلم إن كان سهواً أم عن عمد، فمعظم البرامج النسائية تحدث النساء العربيات بلغة عام 1950 وحتى الآن لم نجد برامج متطورة تحفل بما أحرزته المرأة من تطورات أو بمحاولة تنمية فكر المرأة ومساعدتها في تخفيف أعبائها المنزلية والأسرية حتى تستطيع أن تجد لنفسها مكانا وتكون الشعارات التي تدعو لتمكين المرأة حال حياة، لأنه من المستحيل أن نطلق شعارات تمكين المرأة ونحن نساعدها أن تتقدم للخلف وأن تظل أسيرة للمرآة وأدوات المطبخ.
بينما ترى المحامية «سارة» أن برامج المرأة عادة لا تخدم شؤون المرأة على النحو الصحيح، فمشكلات المرأة كثيرة وتحتاج الكثير من الساعات على الشاشات العربية لتناقشها فلا نجد برامج جادة تناقش حقوق المرأة على زوجها أو حقوقها الدينية أو برامج تعلم المرأة كيفية تربية أبنائها وكيف تنمي لديهم القدرات المخبوءة، أو تناقش القضايا الاجتماعية مثل الطلاق والعنوسة والعنف والخيانة وكلها مشكلات نسائية يغفل عنها الإعلام العربي بشكل مبالغ فيه إلا من برامج قليلة.
«3»
ويقول «أشرف صالح» -معد ومخرج برامج تلفزيونية- إن ما يقدمه الإعلام العربي في مجال المرأة ما هو إلا صورة ممسوخة لصورة المرأة العربية، فهي صورة غير واقعية بالمرة فالنساء على الشاشات العربية إما متبرجات وفي أحسن حال من الزينة والملبس والمنازل الفخمة، وإما مقهورات لهن وهما صورتان مختلفتان تماماً وبعيدتان كل البعد عن الحقيقة، وفي نفس الوقت لا نجد الإعلام العربي يخدم قضايا المرأة القريبة من نفسها مثل الزينة والجمال والملبس فحتى هذه الموضوعات البسيطة نجدها منسوخة طبق الأصل من البرامج الغربية دون مراعاة الطابع العربي لنسائنا أو طبيعة ديننا وعاداتنا.
«4»
تشدد أستاذة الإعلام د.ليلي عبد المجيد على أن المرأة مظلومة ومشوهة الصورة في الإعلام العربي، فتقديم المرأة بهذه الصورة الغريبة الممسوخة جر عليها من الوهن ما لم يقدر عليه الجهل أو الفقر أو الأمية.. فتشويه صورتها إعلامياً أفقدها الكمال الذي تنشده وتسعى جاهدة له منذ زمن وحققت منه الكثير منذ أن تحررت وخرجت للعمل والتعليم وقيادة الأسرة بمفردها في غياب الزوج. فإعلام الشاشات العربية أسند لها دورين لا ثالث لهما هما دور المظلومة المقهورة التي يمارس العنف ضدها وهي قضية استهلكت إعلامياً بما يكفي لوصمها بهذه الصفة لسنوات.
«5»
والدور الثاني هو إظهارها بمظهر المدللة المرفهة التي ترتاد النوادي وتركب أفخر السيارات وتلبس أفخم الملابس.. وكلتا الصورتين مسخ لصورة الفتاة أو المرأة العربية في وقت استطاعت المرأة العربية أن تضاهي الرجل مهارة في قيادة أسرة وتربية الأبناء ودخلت جميع المجالات وحققت بها أعلى النجاحات.. وبهذا فالإعلام العربي الموجه للنساء يسير في وادٍ والواقع يسير في وادٍ آخر مما أجحف بالمرأة العربية في أبسط حقوقها وهو إبراز صورتها الإعلامية بشكل مشرف يخدمها ويخدم قضيتها.

شاهد أيضاً

christine2

“المرأة المحظوظة”.. فازت بمليون دولار في “اليانصيب” مرتين خلال 10 أسابيع

فازت امرأة “محظوظة” من ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بالجائزة الكبرى في “اليانصيب”، بقيمة مليون دولار؛ وذلك …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com