أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / د.سلام الخليلي تكتب:تذكار الماضي والحاضر
د..سلام

د.سلام الخليلي تكتب:تذكار الماضي والحاضر

العصفورة نيوز:في يوم كنت جالسة في شرفة المنزل احتسي فنجان من القهوة وإذا بصديقة غالية على قلبي تهاتفني وهي تجهش بالبكاء وتطلب من ان أكون الأذن الصاغية لما تقوله لتفرغ ما فجعبتها من حزن وألم وحنين وتقول عزيزتي وغاليتي :
إن اروع ساعة يحياها المرء في ساعة يقضي وقته ليحاسب نفسه على فعل ارتكبه فيما مضى ليكسب النفس استجمامها ويستعيد قوتها في ساعة يرى ماضيه فيعكس أمام عينيه كأنه مرآة واضحة تعكس ضميره ونواياه.
واستمرت بالحديث تقول: إنني أعيش لحظات يرتفع خيالي عبر الآفاق البعيدة والبعاد السحيقة، أذكر فيها ما مرَ وعذب من ذكريات عشت أمرها في بداية عمري وما زلت أقاسي منها في حاضري هذا أمرَ ما قاسيته في ماضي حياتي لأتعذب في ذكريات تلك الأيام القاسية.
وأحيانا أعيش في جو ترفرف السعادة حولي ويخفق قلبي خفقة هناء لذكرى جميلة تبعث في لكن نفسي الشجاعة والأمل لأتم مشوار حياة بدأتها بالأشواك المريرة واتمنى أن تتم حياتي في جو من الزهور اليانعة والعطرة الندية لأحقق أسمى هدف عشت وما زلت أعيش على أمل في تحقيق ما تصبو اليه نفسي
لكن أقبح ما أذكره ويتجدد في ذاكرتي يكاد يحطمني ويهدد معنوياتي ويضعف قوتي، تلك الساعة التي عشتها بين أحضان الموت ، فكاد يخطفني لولا رأفت الله ورحمته في نجاتي من مرض ألم بي .
هذا ما أذكره ليطعنني بخنجر في قلبي يكاد يقتلني ويوقع بي أرضاً لهول ما أحمله على عاتقي من ذكريات مريرة قاسية أعوضها بما أذكر من حياة سلفت عشتها ببعض السعادة والهناء.
وفي لحظة أضع فيها رأسي على وسادة كثيراً ما اشتكيت همي لها وأذرفت دموعي عليها ، فكدت أغرقها ، في ساعة أذكر فيها ذكريات مريرة أطلب العون واستمد القوة والعزم من الله عز وجل.
وأنا أعلم يا عزيزتي بأن ذكريات المرء لقطة تذكارية تبقى محفوظة مدى العمر ليعيش على ذكراها مثل هذه اللحظة ساعة فقدت أعز مخلوقة شاركتني حياتي في مرها وعذبها وعشت معها عمري منذ البداية ، ساعة تركتني ورحلت عن عالمي….تاركةً رائحتها العطره …كلماتها أفعالها…..توجيهاتها…..جميعها تحاصر حياتي من كل جانب. أنظر الى سريرها أرى النور المشع من ملامح وجهها على السرير المقابل لسريري ،أفتح التلفاز على القران الكريم الذي كنا نستمع اليه معاً كل صباح ….فيأتيني صدى صوتها من بعيد طالباً الدعاء….أخرج من المنزل محاولة النظر للجانب المشرق في حياتي كما كانت تنصحني دائماً….. فلا أجد سوى مستقبل مبهم وسط حاضر ملبد بهموم وبغيوم ضبابية……أعود مسرعة لتضمني بين ذراعيها علني اجد حلا يساعدني على التخلص من مخاوفي، لأفاجأ بغرفة مليئة بأثاث أصم خال من الأنفاس،وهنا أدرك أنني فقدت أغلى …وأطهر…..وأعظم أم في الوجود.
يا أغلى الحبايب …. بالرغم من رحيلك عني منذ اكثر من خمس سنوات، إلا أنك كنتي وما زلتي الأم ، الصديقه ، والأخت الحنونه، يا أغلى وأعز وأطهر أم حنونة،ما زلتي في قلبي غالية.
إن الذكرى يا عزيزتي عمود الحياة لمرء خلق ليذوق مر الحياة وجميلها ، يعيش فيها يقضي حياته في مر وحلو في سعادة وتعاسة فقد تكون الذكرى سند يمد المرء بالقوة والشجاعة ويبعث الامل في النفس وتكون حاكما لأعمال قام بها أو تصرفات بدت منها أساءت أم حسنت الى غيره.
فالذكرى تضع النفس في دوامة الذكريات التي تنقله من عالم الوجود المحسوس الى عالم يخلو من التعاسة ويخلو من الالم والحقيقة المرة ليعود فيها في شجاعة الجندي وبراءة الطفل وقة الشبل كانه عاش من جديد ليبدأ صفحة بيضاء لا تخلو من الذكريات .

*بقلم :د.سلام الخليلي

شاهد أيضاً

christine2

“المرأة المحظوظة”.. فازت بمليون دولار في “اليانصيب” مرتين خلال 10 أسابيع

فازت امرأة “محظوظة” من ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بالجائزة الكبرى في “اليانصيب”، بقيمة مليون دولار؛ وذلك …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com