أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / نورية السداني.. الضوء الساطع في دنيا الخليج والعرب والمرأة الكويتية
642473-758094

نورية السداني.. الضوء الساطع في دنيا الخليج والعرب والمرأة الكويتية

العصفورة نيوز: جهد توثيقي واضح يلاحظه متصفح كتب ‘أستاذة الأجيال نورية السداني ضوء ساطع في دنيا الخليج والعرب’، الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. والحافل بمسيرة وعطاءات السيدة نورية السداني صاحبة النضالات المشهودة في مسيرة المرأة الكويتية.

بلا رتوش

يقسم الكتاب الى 4 فصول، أتى الفصل الأول بعنوان ‘شهادات وأقلام حرة’، تم عرض المقالات والكتابات التي خُطت والشهادات التي أعطيت بحق هامة نورية السداني، وجاء في مقدمة الفصل الأول:

شهادات صدرت في حق المؤرخة والباحثة نورية السداني من دون رتوش ولا تجميل، جاءت تعبيرا صادقا عن آراء اصحابها تجاه ذلك الضوء الساطع في المنطقة.

لم يطلب منهم احد ان يسجل ما يعتقد انه الأجدى والأنفع، بل جاءت الكلمات على سجيتها انسجاما مع مبادرات خرجت ومشاريع طرحت، بحيث صارت الإشارة الى اسم نورية السداني علامة فارقة ومميزة.

كلمات تحمل الكثير من الوفاء والأصالة، لم تغب عن الحدث، بل كانت مشاركة وحاضرة، ان لم يكن بشخصها فبما سطرت أو أقدمت عليه.

دخلت صميم الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي، وفي كل منها لها نصيب، ناضلت بالفكر والقلم وكان لها ما أرادت.

أكملت صنع الدائرة، بدأت بالدعوة الى نيل المرأة حقوقها السياسية والمدنية، انتقلت الى ميادين العمل، أنتجت مبادرات وطنية، دافعت عن الطبقة الوسطى، قادت حركة الكويت في القرن الحادي والعشرين، وفي كل الدوائر كان اسمها يصنع تاريخا.

اما الفصل الثاني، فقد تطرق لمقالات رسمت فيها الرأي والنهج والهوية، وجاء في نص مقدمة الفصل الثاني:

صاحبة فكر احترفت الكتابة والتعبير عن آرائها دونما حدود او مساحة معينة، مارست لغة الاختلاف في الرأي، وبقي السقف ثابتا، كيف نصون وحدة المجتمع بأطيافه ونحفظ تاريخ الكويت ونرتقي الى المستقبل بخطوات ثابتة.

الاسم دخل عالم الصحافة وصار جزءا منها، نأت بنفسها عن المساجلات الكلامية غير المجدية والمعارك الاعلامية الاستعراضية، صوبت نحو الهدف، ماذا تريد ان تقول، رسمت الخطوط العريضة ولم تسقط في وحول المناكفات.

بالدستور وبالقانون كانت المسطرة عندها واضحة، تعالوا نحتكم للمرجعية والبقية تفاصيل، حافظت على اكبر قدر من التوازن السياسي والاجتماعي، طرقت معظم القضايا الوطنية والاقتصادية والتاريخية والسياسية، رأت الكويت بعيون المواطنة ولم تشأ الانزلاق نحو الخطايا التي سقطت فيها مجموعات في لحظات الفرقة والتعصب.

آمنت بالوحدة الوطنية وبدولة شامخة واستقرار سياسي تحت ظل القيادة السياسية المتمثلة بصاحب السمو أمير البلاد، واعتبرت الديموقراطية جزءا من ميراث الكويت وانها لابد وان تخطو نحو التنمية وتحفظ الطبقة الوسطى من الانهيار.

مقالات نشرت على مدار سنوات شكلت جزءا من منهجها وهويتها وانتمائها.

الأحداث التاريخية

تطرق الفصل الثالث للقاءات التي اجرتها السداني طوال مسيرتها النضالية وغاصت في جوانب اجتماعية وإنسانية وثقافية.

وأجابت السيرة عن مجموعة من الاسئلة، فهي رواية لاحداث تاريخية اطلقت فيها المبحرة في ثنايا هذا الوطن الرائدة نورية السداني من نافذ هيكله وزوايا بيئته.

مطالعة محطات من السيرة فيها جوانب اجتماعية وانسانية وثقافية غاصت فيها بأعماق الوجدان. تنقلت في اكثر من موقع وفي كل مكان لها بصمة، لم تكن عابرة سبيل، بل مؤثرة وفاعلة.

الشيء الجميل ان تطالع السيرة في مشاهد بانورامية لم تتوقف عن الحياة والعطاء، جزء منها روته بنفسها والقسم الاكبر تناولته اقلام الكتاب والباحثين.

نطالع عناوين ومواقف فيها تذهب العين بعيدا لتطالع ما يهواه القلب ويأنس له الفؤاد.

والرواية هكذا كانت بأكثر من قلم واكثر من زاوية.

مسيرة الإنجازات

نورية السداني ارتفع صوتها عندما لم تكن هناك اصوات، منذ السبعينيات استشرفت المستقبل ولم تستكن لمن اراد طمس هوية المتجمع، وعلى مرأى من الجميع، قالت في منتصف السبعينيات: ‘سننال حقوقنا’، لأن الوطن لا يتطور الا اذا نال كل فرد حريته، اجرت الحوارات وكانت تردد على الدوام: المشاركة في الانتخابات محسومة والقرار بيد صاحب السمو الأمير.

آمنت بالوحدة المجتمعية لأنه كفانا ما عانيناه من تمزق، على حد وصفها، وعندما حان وقت الحساب لم ترحم بيئتها، فقد مارست النقد الذاتي في اللحظة التي تراها مناسبة ‘فحركتنا النسائية فشلت في تحقيق الطموحات’، وكثيرا ما كانت تعتز بلقب ‘المحاربة’، فقد اولت للجيل المؤسس اهتماما بالغا، واعطته حقه، نظرا للمشاق التي تحملها وكابدها، ووقفت مع الجيل الصاعد، امسكت بيده، حفزته على العطاء، وكم من ندوة او مؤتمر شاركت فيه وحثت ابناء الكويت من الجيل الحالي على بذل مزيد من العطاء والحفاظ على تراث الكويت المعماري والثقافي.

وأتى الفصل الرابع ليبين انها قدمت اول مشروع لكويت القرن الحادي والعشرين عام 1975 وكانت بعيدة النظر لمستقبل الكويت.

اعطت للاسيرة وللشهيدة بقدر ما تستحق، تبنت قضاياهن، سجلت عطاءاتهن، وثقت بطولاتهن، وكانت على الدوام تفخر بهن وبإنسانيتهن.

وعندما سمعت بالرغبة الاميرية السامية ايام المرحوم الامير الشيخ جابر الاحمد ـ طيب الله ثراه ـ سجدت لله شكرا وحمدا، وذهبت مع مجموعة من القيادات النسائية الى قصر بيان، لتقول كلمة شكر وعرفان لمن منح الحق للمرأة بالترشيح ولمن سبق عصره، بل انها من اعدت الوثيقة فجرا والتي سلمت في اليوم نفسه لسمو الامير.

في مطلع الالفية، كانت السباقة لاطلاق رؤية ‘كويتيات القرن الحادي والعشرين’ الذي انطلق من منطقة الروضة، حيث المسكن والمقر في مرحلة من العمر، ففي هذه البقعة من الارض كانت شاهدة على دخولها معترك اول عضوة في مجلس ادارة جمعية تعاونية في العام 1969.

شاركت بل تقدمت الصفوف في العمل الوطني، صاغت ‘الملحمة الوطنية’ في العام 1999 وقدمت بجدارة، خاضت تجربة جديدة بإصدار اول مجلة نسائية كويتية عبر الانترنت سميت بـ ‘كويتيات’ عام 2000.

نظمت مؤتمرات، تنادت الى جمع شمل المهندسات والجسم الطبي، تعالوا الى كلمة سواء، كذلك فعلت مع الرعيل الاول الذي دعت الى تكريمه، وطالبت بوقفة وفاء مع المؤرخ سيف مرزوق الشملان على سبيل المثال.

لم تركض سعيا خلف المناصب لأنها زائلة وصناعة التاريخ باقية، كما قالت يوما في حديث صحافي مع ‘الهدف’ عام 2006. وفي معظم الحالات كانت ركنا من اركان المجتمع، خصوصا عندما ينزل ضيوف كبار على الكويت، كما فعلت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في أثناء زيارتها الى الكويت عام 2007 وكانت سابقة تاريخية وفريدة من نوعها عندما خصصت وقتا من برنامجها للقائها ومجموعة من نساء هذا الوطن. وقد انبهرت كوندوليزا رايس لحديثها فسألت السفير الأميركي وهي متجهة إلى المطار عنها فقيل لها إنها نورية السداني، لأنها لم تحدث كوندوليزا عن حقوق المرأة السياسية بل حدثتها عن أزمة الشرق الأوسط كأنها تنظر إلى المستقبل الذي ستعيشه المنطقة.

في رحلة العمر، هناك أوراق روتها من التاريخ الخليجي والعربي والدولي، وغرستها في جغرافية الوطن العربي على امتداده، ومن الخمسينيات والستينيات وهي في قلب العاصفة، في القاهرة الى بيروت الى عواصم الخليج المهمة، وهي تبحث وتلتقي مع الرائدات والرواد بحثا عن مستقبل أفضل ومجتمع منفتح ومتقدم ومعطاء.

أنشأت مشروع ‘تنامي’ تخطت به حدود الزمن مع سيدات مخضرمات وجدت فيهن الأمل والتغيير، حسمت موقفها منذ زمن، قالت فيه: إن جهود المرأة ستبقى مبعثرة في ظلال الدكاكين النسائية ورفضت تعيين المرأة في البرلمان بنظام الكوتا حتى لو لم تصل إليه إلا بعد 100 عام.. وكما هي في حياتها الخاصة كذلك صدقيتها مع المحيط، فقد أحبت القاعدة وليس القمة.

طرحت مشروع النهوض بالطبقة الوسطى في وقت الأزمة المالية العالمية التي اطاحت بالعديد من اقتصادات الدول الناشئة والغنية وأقامت من أجل ذلك ورش عمل وندوات متخصصة وقدمت في سبيل ذلك مقترحات وتوصيات لأصحاب القرار بعدما استنفرت نخبة من الرجال والنساء وحشدت لهم مناظرات جدية، أثمرت مشاريع كانت على مستوى عال من الدقة والدراسة.

ذات باع طويل في ابتداع العناوين الوطنية التي تجذب الرأي العام بعقلانية، وهي كذلك، كما فعلت في مؤتمر التآزر الوطني ومع مجموعة 20/50 للتنمية المجتمعية ومع مشروع حملة تنمية المناطق، وهذا ما جعلها تتبوأ أول مركز على مستوى الكويت والخليج العربي بصفتها مستشارة لشؤون المجتمع المدني، ثم رئيسة لفريق الشراكة الحكومية- المجتمعية في جهاز متابعة الأداء الحكومي.

شاهد أيضاً

christine2

“المرأة المحظوظة”.. فازت بمليون دولار في “اليانصيب” مرتين خلال 10 أسابيع

فازت امرأة “محظوظة” من ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بالجائزة الكبرى في “اليانصيب”، بقيمة مليون دولار؛ وذلك …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com