وظلت المرأة عبر العقود الطويلة صامدة تجاه تلك التحديات المجتمعية وسط صمت دولي كبير تجاه سياسات اسرائيلية احتلالية لا تراعي أي حقوق للمرأة داخل فلسطين التي لا توجد دولة في العالم عانت مثلها من تلك الانتهاكات من قِبل احتلال فعلي للأراضي والبيوت والمقدسات.

وكذلك لم تغفل المرأة الفلسطينية حقوقها الطبيعية في الحياة، فخرجت الفتيات للتعليم في المدارس والجامعات الفلسطينية وسط أحوال معيشية بالغة الصعوبة، الى جانب أوضاع انسانية تسعى لتضييق الخناق على المرأة في كافة ربوع الدولة الفلسطينية المحتلة سواء بقطاع غزة أو رام الله، الى جانب الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها المرأة، وهو ما دفع بالعديد من النساء داخل الأراضي المحتلة للبحث عن فرص عمل رغم قلتها للكسب ومواصلة الحياة في دولة لا تتمتع فيها المرأة بحقوقها الطبيعية وسط انتهاكات إسرائيلية واسعة.

وبالنظر إلى المشهد خارج فلسطين، نجد أن المجتمع الدولي قد انقسم الى أكثر من فئة، فالفئة الأولى التي يتصدرها عالمنا العربي والإسلامي وبعض الدول المناصرة للقضية الفلسطينية دعمت كافة حقوق المرأة الفلسطينية وتم على اراضيها تكريم العديد من رائدات الدولة المحتلة واعلان أن تلك الدول تناصر دور المرأة الفلسطينية وتدعمها على كافة المستويات. الفئة الأخرى وهى الممثلة في الدول الأوروبية، فنجد أن هناك انتقادات على استحياء للممارسات الإسرائيلية ضد المرأة الفلسطينية، وكذلك جاء دور المنظمات الحقوقية داخل تلك الدول الأوروبية لتعلن انتقادات حقوقية مع غياب إجراءات فعلية على الأرض. أما الفئة الثالثة فتتصدرها الولايات المتحدة والتي فقدت مصداقيتها في القضية الفلسطينية من خلال المناصرة الدائمة لإسرائيل وعدم وجود انتقادات لأي سياسات اسرائيلية، وهو الأمر الذي يمثل تناقضا واضحا في ظل وجود أغلب منظمات حقوق المرأة على الأراضي الأمريكية والتي مثَّل صمتها علامات استفهام واسعة حيال ما يجرى من انتهاكات كبيرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمرأة الفلسطينية الصابرة على تلك الأقدار الموجعة.

خلاصة القول، أن المرأة الفلسطينية قدمت نموذجا رائعا في التضحية والكفاح والمثابرة والتمسك بالحياة وسط حالة من صعوبة الحياة في ظل احتلال قمعي بغيض شكل تهديدا واسعا للحياة وحقوق المرأة داخل فلسطين، والتي لا تزال تنتظر إنصافا من مجتمع دولي يعلم جيدا أن الحق مسلوب وأن المرأة يجب أن تحصل على حقوقها المغتصبة تماما مثل الدولة التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي.

*أميرة عبد الحكيم..الاسبوع ..