أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / حوار صحفي ..خبيرة المساواة في «الاتحاد من أجل المتوسط» آنا دورانجريشيا: المرأة لا تزال تعاني من مشكلات التمييز بين الجنسين
مسا

حوار صحفي ..خبيرة المساواة في «الاتحاد من أجل المتوسط» آنا دورانجريشيا: المرأة لا تزال تعاني من مشكلات التمييز بين الجنسين

اجتمع وزراء الدول الأعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط ​​في مراكش بالمغرب، لحضور الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد ​حول التوظيف والعمل مع رئاسة المفوضية الأوروبية المسؤولة عن الوظائف والحقوق الاجتماعية في وقت تعاني نساء المنطقة بقوة من تداعيات عمليات الإغلاق بسبب كورونا في الفترة الماضية..
ألقى المؤتمر الضوء على الاستراتيجية الإقليمية لتوظيف المرأة، وإجراءات منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.

وبهذه المناسبة كان هذا الحوار مع  آنا دورانجريشيا خبيرة المساواة بين الجنسين في الاتحاد من أجل المتوسط، للحديث عن تحديات المرأة في مصر والمنطقة.

-حدثينا عن شغفك بعملك ومساعدة النساء في سوق العمل؟

واجهت في حياتي كل العقبات التي يمكن للمرأة أن تواجهها عندما يتعلق الأمر بمشكلات الصورة النمطية للمساواة بين الجنسين والعمل، أولا وقبل كل شيء أنا امرأة، ومن صقلية، حيث الثقافة الذكورية حاضرة بقوة. ثم أنا مهاجرة للعمل، وكنت أعمل في قطاعات مختلفة، ولكن دائمًا أقول أنا لست امرأة أنا إنسان.

لقد كنت أعمل بشغف من أجل ذلك طوال حياتي، ولم يكن الأمر سهلاً، فأنا أبلغ من العمر 52 عامًا ومازلت أواجه الصور النمطية وصعوبة الاعتراف الكامل بحقوق المرأة، بخاصة في بلدان البحر الأبيض المتوسط.
هناك دائمًا تحيز، وإذا كنت امرأة فعليك إثبات نفسك ومضاعفة العمل. كان هذا متعبا للغاية ولكن بالنسبة لي كان العمل على التمكين الاقتصادي والمساواة للمرأة هو الطريق الصحيح دائمًا.

على طول الطريق التقيت بأمثلة مذهلة كانت تمنحني الشغف للمواصلة: التقيت بامرأة من غزة في العشرينيات من عمرها يمكنها رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية، أن تنجح في تصنيع الطوب باستخدام الطاقة الشمسية.

وفي المؤتمر، قابلت مغربية في العشرينيات من عمرها أمكنها ابتكار طريقة لصنع منتجات جلدية من جلد السمك. رغم الصعاب، قرية صغيرة في منطقة ريفية ووسط مجتمع متخصص مثل الصيادين، بدأت مع امرأتين في قريتها المحلية ولديها الآن شركة ناشئة.

في تونس، سمعت شابات في مجال الذكاء الاصطناعي حصلن على تمويل بقيمة 100 مليون يورو بعد خمس سنوات من بدايتهن، نجحن من لا شيء.

أمر مذهل بلا شك، يقلص الصورة النمطية لقصر النساء على وظائف الخدمات والتعليم بدلا من التكنولوجيا. في كل مرة أسمع فيها عن هؤلاء الأشخاص، أشعر بالإعجاب والفخر والرغبة في مواصلة المسار الذي بدأته.

-ما أهم التحديات التي تواجه النساء فيما يتعلق بالتوظيف والعمل بخاصة في بلدان المنطقة؟

المساواة بين الجنسين هدف لم يتم الوصول إليه بعد من قبل جميع البلدان تقريبًا في العالم، ونقول دائمًا إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أسوأ، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا في الواقع.

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشاركة المرأة في سوق العمل من 20 إلى 25٪ مقارنة بـ 40٪ في أماكن أخرى. وفيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للمرأة، هناك تحد كبير من حيث عدم توافق المهارات، لأنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لدينا العديد من النساء اللائي تخرجن في الأقسام العلمية بالجامعات، ولكن لا يمكن لقطاع كبير منهن الوجود في سوق العمل، لأن التشريعات لم يتم تحديدها بعد لمعالجة جميع الحواجز التي تواجهها المرأة عندما تبحث عن وظيفة في هذا المجال، وأيضًا لأننا مازلنا نعاني من الصور النمطية، ونقص البيانات التي تساعد في تمكين المرأة في هذا الصدد.

هناك أيضًا الكثير من الجدل حول وظائف المستقبل، والتي يجب أن تجد المرأة متسعا فيها. نتحدث عن الاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفجوة الرقمية بين الجنسين، فهي كبيرة، النساء هن الأقل قدرة على الوصول إلى الموارد ورأس المال وأنظمة البنوك، مما يعني أيضًا أنهن يتمتعن بقدرة أقل على الوصول إلى التكنولوجيا.

نواجه حقيقة مؤسفة وهي أن المرأة في المناطق الريفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من مشكلات أكثر تعقيدًا.

-ما الخطوات الإيجابية التي تمت بالفعل؟

هناك الكثير من الخطوات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بالتشريعات، وتعمل معظم البلدان على استراتيجية المساواة بين الجنسين، كما هي الحال في المغرب والأردن ومصر.

كما أن هناك تحسينات في إشراك النساء في مجالس إدارات الشركات الخاصة والقطاع الحكومي، وتشريعات أفضل من حيث الحماية، ولكن لاتزال النساء في قطاع ريادة الأعمال أقل قدرة على الوصول إلى رأس المال بسبب الصور النمطية التي تقلل من قدر المرأة، وتمنحهن البنوك أدنى المعدلات عندما يطلبن قروضا.

مصر هي إحدى دولتين في المنطقة وقعتا اتفاقية مع البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير لإطلاق مبادرة تسريع سد الفجوة بين الجنسين. ويتضمن حزمة من المبادرات في العديد من المجالات التي تستثمر الكثير من الأموال لدعم المرأة من خلال بناء القدرات والتدريب والمساعدات المالية.

هناك خطط قيد التنفيذ ولكن لسوء الحظ علينا أن ندرك أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستعاني بشدة بسبب الحرب الأوكرانية.

-إلى أي مدى يمكن أن نقول إن جائحة كورونا، ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية كانتا انتكاسة لجهود المساواة والتوظيف للمرأة؟

الأزمات العالمية ليست أبدًا محايدة بين الجنسين، وكورونا وأزمة الحرب ليستا استثناء. أثناء جائحة كورونا، كان عدد الوظائف المفقودة بسبب الإغلاق ضخمًا وأثر في المقام الأول على الوظائف الأقل تأهيلًا والأقل أجورًا، حيث دفعت النساء الثمن الأكبر.

حاولت الحكومات المساعدة ، لكنها لم تكن كافية. توقعت الأمم المتحدة والبنك الدولي فقدان حوالي 700 مليون وظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال كورونا.

بالنسبة للحرب، المشكلة الرئيسية هي أن التأثير الرئيسي على قطاعي الغذاء والطاقة، والنساء أكثر معاناة لأنهن مسؤولات عن أسرهن فعليا وأكثر مشاركة وأكثر عرضة لفقدان الوظائف، للأسف لا نعرف متى سينتهي ذلك، لكننا نتوقع أن يجف مخزون الغذاء في بعض البلدان في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر. تتمتع مصر مثلا، والمغرب باقتصادات قوية، لذا فقد تكون أقل تضررا، ولكن على أية حال، فإن النساء في جميع المجتمعات يدفعن الثمن الأكبر.

-المساواة بين الجنسين والتوظيف، هل يأتي التغيير من أعلى أو من المجتمع نفسه؟

كلا الجانبين معا يجب تقنين السياسات في هذا الصدد، ويجب بذل مجهود للتغيير في جميع قطاعات المجتمع بما في ذلك الرجال للاعتراف بحقوق المرأة.

في دراسة حديثة للأمم المتحدة حول الدول العربية شمل 11 ألف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عامًا، قال 40٪ إنهم شاركوا مرة واحدة على الأقل في تحرش عبر الإنترنت، وعندما سئلوا عن السبب، قالوا: لأننا نستطيع فعل ذلك. التغيير مطلوب في جميع القطاعات لفهم أحقية المرأة في بيئة عمل آمنة.

-ما المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى تعقيد المشكلة؟

لسوء الحظ، يتم وصف النساء بأنهن ضعيفات، وهذه هي الطريقة التي يُنظر بها إليهن، ولا يُنظر إليهن كشريك مساو في بيئة العمل، لذا فإن هذه الصورة النمطية، تجعلهن لا يحصلن على المساواة في الحقوق والأجر. كما أن مسألة الالتزام بالنسب المئوية لتعيين المرأة في الوظائف موضع نقاش مع المؤيدين والمعارضين.

*المصدر :نصف الدنيا .

شاهد أيضاً

محاسن

الأردن يؤكد دعمه لتمكين المرأة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي

مثلت الدكتورة محاسن الجاغوب، رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الأردني، المملكة الأردنية الهاشمية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com