تقدم د.مستورة المطيري بعض الوصايا النافعة للمرأة المسلمة، فتقول: إن شهر رمضان موسم الطاعات والقربات والخيرات والبركات، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، يتسابق المسلمون في شتى بقاع الأرض لاغتنامها والفوز بها لعظيم فضلها وقدرها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» (رواه أحمد).
وإدراك فضل رمضان خاصة ليلة القدر يستوجب من المرأة المسلمة أن تضع لها منهجا يساعدها في تحقيق تلك الغاية من خلال اتباع جملة من الوصايا مستفادة من الكتاب والسنة وهي كالآتي:
أولا: عقد النية على صيام رمضان إيماناً واحتساباً
إن عناية المرأة المسلمة بعقد النية على صيام رمضان إيمانا واحتسابا يعد أول خطوة صحيحة تستفتح فيه صيام هذا الشهر المبارك، راجية من الله مغفرة الذنوب والثبات على الدين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري).
ثانيا: الاجتهاد في بذل الطاعات والقُرب
لابد أن تحرص المرأة المسلمة على جدولة يومها الرمضاني بما تستطيع ملئه من طاعات وقرب متنوعة، فتحرص على أداء صلاتي التراويح والقيام. فإن كانت تؤدي تلك الصلوات في المساجد عليها الالتزام بضوابط خروج النساء إلى المساجد حتى لا ينقص أجرها، وإن كان الأفضل صلاتها في بيتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن» رواه أحمد.
وتحرص كذلك على إخراج الزكاة وبذل الصدقات، ويعد إطعام الطعام في رمضان من أفضل الصدقات والقرب. وقراءة القرآن بحيث تجعل لها وردا يوميا تلتزم به حتى تتمكن من ختم القرآن ولو مرة واحدة في رمضان، وإن زادت فهو أفضل، وكان الزهري، رحمه الله، يقول: «إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة قرآن وإطعام طعام»، مما يدل على أهمية هذين الأمرين.
وغيرها من الطاعات والقرب كالإكثار من الدعاء والذكر، وصلة الأرحام، وكل أعمال البر.
ثالثا: حفظ اللسان
إن مما يجب أن تعتني به المرأة المسلمة في رمضان حفظ لسانها من القيل والقال، والسب، والشتم وغير ذلك من آفات اللسان التي تؤثر على سلامة العمل وقبول الصيام.
فقد قال صلى الله عليه وسلم «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن سابه أحدا فليقل إني امرؤ صائم» (رواه أحمد).
وقال صلى الله عليه وسلم «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر» (رواه أحمد).
رابعا: حفظ الوقت
إن مراعاة حفظ الوقت مسألة مهمة في الدين الإسلامي، ويتأكد هذا الحفظ في شهر رمضان الذي هو شهر العبادة والتفرغ للطاعة، الموصل إلى الخير والثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
فتحرص المرأة المسلمة على صرف وقتها منذ أول الشهر في الأعمال الصالحة، حتى يحالفها التوفيق بإذن الله وفضله وكرمه إلى ليلة القدر. أما اشتغالها ببعض أمور الدنيا الزائدة والدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والتي ضررها أكبر من نفعها كوسائل التواصل الاجتماعي أو الإسراف في المناسبات الرمضانية يعد مدخلا للحرمان والخذلان، نسأل الله العافية والسلامة.
خامسا: تأصيل حب العبادة في نفوس الأطفال
تحرص المرأة المسلمة على اغتنام شهر رمضان، فتعود أطفالها على حب الطاعة والالتزام بها من خلال حثهم وترغيبهم وتشجيعهم على الصيام وغيرها من القيم التعبدية تمرينا لهم بحسب قدرتهم واستطاعتهم، ومن غير إلحاق الضرر المشقة بهم، وهذا نهج الصحابيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الأنصار «من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم»، قالت: فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار» (رواه البخاري).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.