أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / في حوار مع منى الأطرش حفيدة الفنانة أسمهان : قصص «تاء التأنيث ليست ساكنة» لم تُحكَ بعد ولم تُكتب نهاياتها!
ساك

في حوار مع منى الأطرش حفيدة الفنانة أسمهان : قصص «تاء التأنيث ليست ساكنة» لم تُحكَ بعد ولم تُكتب نهاياتها!

عندما ترث «تاء التأنيث» الفن أباً عن جد، ويكون الفن أحد الموروثات الجينية التي وهبها الله إياها، كالفنانة مروة الأطرش، كونها حفيدة الراحلة الكبيرة الأميرة الفنانة أسمهان الأطرش، وفريد الأطرش، وابنة الفنان الكبير ممدوح الأطرش، إذاً نحن أمام فنانة أكاديمية ستقدم فناً راقيا.

مروة حدثتنا هاتفيا من بغداد عن نتاج مسرحيتها «تاء التأنيث ليست ساكنة» التي عرضتها هناك، فقالت: توقف العديد من النقاد والإعلاميين عند اسم المسرحية وربما الكتاب في مجال النحو والإعراب، مستدركة: أنا لا أدعو في هذا العمل الى تمرد المرأة العربية على عاداتها وتقاليدها النبيلة التي حافظت عليها وعلى كرامتها عقودا طويلة، بل أدعو المجتمع الشرقي وتحديدا المجتمع الذكوري الى أن ينظر للمرأة الشرقية لأن لها حقوقا كما حملها واجبات أثقلت كاهلها، وأنا من ذاك المجتمع الذي أعتز بانتمائي إليه، فالمرأة العربية حتى اللحظة تعاني من قيود صارمة، حازمة ومؤلمة سواء من محيط الأسرة، الحارة والضيق مرورا بمواجهة مجتمع واسع رسخت في ذهنيته عادات وتقاليد تصل حد القيود المؤلمة، وسأبرهن عما أحببت أنا وفريق عمل الكتابة مرورا بالكاست الفني عما قلته.

وتابعت: أتساءل «يا ترى، هل تستطيع المرأة العربية عامة الخروج من جلباب جدتها من عادات وتقاليد بسهولة؟ فإن خرجت، فالويل والثبور وعظائم الأمور لما سيحل بها هذا من جهة، ومن جهة ثانية هل ستستمعون لها مجتمعيا؟! ذلك من خلال قصص حقيقية نكون معكم على مدار اربع وأربعين دقيقة من عرض لمسرحية «تاء التأنيث ليست ساكنة».. قصص لم تحك بعد ولم تكتب نهاياتها، عرضت من خلال مجموعة من الفنانات الجميلات الرائعات الموهوبات آمنّ بمضمون المسرحية بشكل احترافي أكاديمي منطلقات من عاصمة الرشيد (بغداد) الى كل الدول العربية، وربما الأجنبية لإيصال معاناة المرأة العربية عامة، والمرأة على سطح هذا الكوكب الجميل المليء بالمآسي على وجه الخصوص.

إن هناك نساء مضطهدات زوجن في سن صغيرة جدا، منهن من طلقن ظلما، وهذا ينطبق على معاناة المرأة أينما وجدت، من هذه النقطة المهمة انطلقت لأعلى الصوت من خلال مسرحية حملت في معانيها الكثير من معاناة المرأة لتدق جرس الإنذار معلنة ومنذرة بأن النساء العربيات ممثلات بـ «تاء التأنيث» لن تكون «ساكنة» ولم تكن يوما «ساكنة».

وردا على سؤال يتعلق بمعايير اختيار الكاست الفني، أجابت الأطرش: لم يكن الاختيار بهذه السهولة، لأننا بحاجة الى إقناع المشاهدين بمتطلباتنا كنسوة، وكانت الطريقة التي ارتأيناها أن نعمل على إيصال معاناتنا مع «تائها» غير الساكنة من خلال طرح صور معبرة عن معاناتهن من خلال تعابير أجسادهن المثقلة المتعبة، لذلك استعنت بالدكتورة مها الأطرش لأنني أثق بها وبرؤيتها كونها خريجة أكاديميات موسكو في الرقص التعبيري والباليه، والحمد لله وفقنا وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز 25 يوما استطعنا ان نقدم مسرحية بمعانيها وتفاصيلها من خلال تعابير درامية جسدية أوصلت رؤيتي بمتطلباتنا نحن فصيل «تاء التأنيث» بعيدا عن تكرار لا يفيد، بالإضافة الى تواجد العنصر الذكوري معنا في المسرحية، فكان أن قدموا عرضا رائعا طغى فيه على العرض إحساس لا يستطيع أحد إدراكه الا من حضر وشاهد بأم العين، وأردفت: النجاح الذي حققناه كان نتيجة اقتناع «الكاست» من كتّاب ومخرجين وفنيين وإضاءة بالفكرة، ومن إيماننا المطلق بالأنثى ومعاناتها واحترام كيانها من هنا نجحنا في تقديم معاناة المرأة العربية بشكل عام والمرأة العراقية والسورية بشكل خاص.

وبسؤالها كيف تصف لنا المخرجة الفنانة والكاتبة مروة الأطرش تجربتها الإخراجية الأولى؟ وهل شعرت بالخوف خاصة ان خشبة المسرح هي اختبار حقيقي للفنان وناقد جارح بكثير من المطارح؟، أوضحت: الخوف مشروع، وأعتبره بداية النجاح، وجميعنا يتعلم، وأنا كفنانة لم أصبح فنانة من فراغ، عندما أقدمت على فكرة المسرحية وقررت الخوض فيها درستها من كل النواحي، فأنا أقدم مسرحية ببلد عربي عريق، لذلك فعلا كان بداخلي تحد وإصرار كبير لكي أقوم بإخراج عمل فني راق ممتع نلقي الضوء من خلاله للمرة الأولى على قضايا تعتبر من المحرمات بأغلب دول العالم الثالث ونحن منه، ولا أنكر مخاوفي أثناء بداية العرض كون العراق بلد محافظ يشبه أغلب البلدان العربية من حيث قوانينه المجتمعية الصارمة، لذلك تخوفت من طرح مواضيع جريئة، لكن إيماني وإيمان طاقم الكاست الفني بهذه الأفكار قررنا أن ننفذ فكرتنا المحقة، وأنا فخورة جدا بالكم الكبير من الحضور، فالمسرح لم يعد يتسع وهناك من جلس بالممرات وبعد انتهاء العرض كانت دموع الفتيات والنساء بطاقة النجاح التي انتظرتها، بالإضافة الى آراء الرجال المستنكرة وقالوا لي حرفيا «نحن لا نقبل بأن نعامل أسرنا بهذا الشكل ونرفضه شكلا ومضمونا، وإذا كان هناك من يفعل ذلك مع أسرته أخته أو زوجته.. فليتوقف» هنا كانت سعادتي مع فريق فني من الممثلات العراقيات الرائعات الأكاديميات المحترفات، وسنعمل على عرض المسرحية في المهرجانات الدولية والبلدان العربية.

يذكر أن مسرحية «تاء التأنيث ليست ساكنة» فكرة وإخراج: مروة ممدوح الأطرش، كريوغراف: مها الأطرش، سينوغرافيا: علي السوداني، ورشة الكتابة: لبوة عرب ومروة الأطرش وحسين بريسم، الممثلون: مها الأطرش ومرتضى نومي ومروة الأطرش ونعمت الفتلاوي وغفران فارس وأشرقت غانم ومروة أثير، منفذ صوت: علي عادل عبدالمنعم، فيديو بروجكتر: هشام كاظم، الاضاءة: ناظم شجر وسعد الشاهر ومصطفى شاكر وسامر محمد، مصورو الفوتوغراف: نور قصير وإبراهيم كامل الدبي، إنتاج: الفرقة الوطنية للتمثيل قسم المسارح دائرة السينما والمسرح وزارة الثقافة في بغداد، وعرضت على مسرح الرشيد.

*دمشق – هدى العبود..نقلاً عن الأنباء

 

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com