الرئيسية / أخبار / المغرب..النساء أكثر تضررا جراء تغير المناخ.. مطالب بالمساواة بين الجنسين
مراكش

المغرب..النساء أكثر تضررا جراء تغير المناخ.. مطالب بالمساواة بين الجنسين

حظي موضوع النساء وتغير المناخ خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة بمراكش (جنوب المغرب)، باهتمام كبير من ممثلي البنك الدولي ورجال الأعمال وقادة الرأي الدوليين في مجال المناخ والمدافعين عن المساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة المناخ

تكيّف النساء مع تغير المناخ

وعقد، على هامش المؤتمر لقاء أفريقيا الملهمة Africa” Inspired”، حول موضوع “إمكانات النساء الأفريقيات ومساهمتهن الكبيرة في التنمية”.
وسلط الضوء خلال هذا اللقاء على إمكانات القارة الإفريقية الهائلة على مستوى الشباب والموارد الطبيعية والمعدنية والزراعة وغيرها، حيث جرى التأكيد على أن هذه القارة، وضمنها المغرب، ستصبح سوقا عالمية كبيرة، لا سيما في الصناعة والرقمنة.

ومن خلال هذه الموارد التي تتوفر عليها هذه الدول تمت دعوة الأفارقة إلى الثقة بأنفسهم وتشكيل تصورات جديدة عنهم، غير تلك التي كانت لدى البعض، وكسر جميع الصور النمطية عن أفريقيا.
وفي هذا السياق، عبرت العديد من النساء أمام ممثلي المجتمع المدني، ورجال الأعمال، وقادة الرأي عن وجهات نظرهن، وسردن قصصهن، وتقاسمن تجاربهن وخبراتهن في مجال التكيف مع التغير المناخي، وذلك باستعمال التكنولوجيات الحديثة، حيث أظهرن من خلال حكايتهن أنهن قادرات على مواجهة التحديات من قبيل تحدي تغير المناخ .

وفي هذا الصدد أكدت نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية بالمغرب، على الالتزام الثابت لعاهل البلاد في تعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة وأن المملكة المغربية بفضل توجهاته الملكية شهدت جيلا جديدا من الإصلاحات وحظيت خلاله المرأة بعدة مناصب.

وتابعت، الوزيرة أن “هذه النتائج هي ثمرة مقاربة شمولية، بدء بمراجعة دستور 2011، الذي يضمن المساواة بين الجنسين في جميع المجالات”.

واعتبرت المسؤولة الحكومية، أن الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين تمثل فرصة ذهبية لتسليط الضوء على تأثير النساء الإفريقيات في صناعة التاريخ، وكيف أصبحن بمثابة “النماذج”.

إطلاق ائتلاف نساء رائدات
وعلى هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي احتضنتها مدينة مراكش في المغرب على مدى أسبوع، تم إطلاق ائتلاف القطاع الخاص للنساء رائدات الأعمال الإفريقيات، بمبادرة من شبكة النساء الإفريقيات الرائدات (AWLN) وبشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وتروم هذه المبادرة العمل على تعبئة وحشد الدعم لفائدة الريادة النسائية خاصة في القطاع الخاص، باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية السوسيو – اقتصادية في إفريقيا، وتعزيز تمثيلية المرأة وتقلدها مناصب القيادة في ريادة الأعمال ومنها الانخراط في مواجهة تغير المناخ من خلال تمكين ودعم سيدات الأعمال، والارتقاء بمقاولاتهن، والتشجيع على استعمال التكنولوجيات النظيفة والتخفيض من استعمال الكربون، وتسهيل مشاركة المرأة في سلاسل الإنتاج العالمية، وتعزيز التكامل بين الأسواق الإفريقية، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى الأسواق الدولية.

المساواة بين الجنسين ضرورة أخلاقية واقتصادية ملحة، ومع ذلك، فإن تحقيقها ينطوي على تحديات وتعقيدات فريدة، لهذا شدد كل المشاركين ف هذه اللقاءات والنقاشات على العمل بشكل جماعي لتسريع وتيرة المساواة بين الجنسين من أجل عالم أكثر سلاما ورخاء وملاءمة للعيش وتحقيق عدالة اجتماعية ومناخية.

وعلى صعيد آخر، ضغط متحدثون من الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل الشمول الاقتصادي للمرأة وتمكينها، واتفقوا على الفوائد الهائلة التي تعود على الاقتصادات والمجتمعات من تسريع وتيرة المساواة بين الجنسين.

كما شدد المتحدثون على أهمية التزام وعمل الأطراف الفاعلة الدولية والوطنية لتمهيد الطريق نحو المساواة، على الرغم من حجم التحدي، وركزوا على الإمكانات التحويلية للتمكين المالي للمرأة، وأبرزوا الدور الأساسي للمالية العامة في توفير الخدمات الاجتماعية للنساء والفتيات، لاسيما الأشد فقرا والأكثر احتياجا من أجل مواجهة التحديات والإشكاليات المناخية.

ومن أجل دعم تسريع وتيرة المساواة بين الجنسين، تعمل مجموعة البنك الدولي إلى إصدار إستراتيجية جديدة للمساواة بين الجنسين للفترة 2024-2030 في أوائل العام المقبل – وهناك عملية تشاور جارية بشأن الإستراتيجية المقترحة مفتوحة حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

تمويل رائدات الأعمال
وجرى أيضا على هامش اجتماعات مراكش إطلاق مدونة تمويل رائدات الأعمال، وهي التزام من جانب مقدمي الخدمات المالية والجهات التنظيمية وبنوك التنمية وغيرها من الجهات الفاعلة في المنظومة المالية بالعمل معا لزيادة التمويل المقدم للمشروعات التي تقودها نساء، منها المشاريع البيئية.

وتم التوقيع على بيان دعم مشترك من رؤساء ستة بنوك تنمية متعددة الأطراف الشركاء المنفذون لمبادرة تمويل رائدات الأعمال، الذين سيطلقون تجربة مدونة تمويل مبادرة رائدات الأعمال في 24 بلدا في مختلف أنحاء العالم النامي.

وفي هذا الصدد قال أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، إن العالم يواجه “تراجعا في منحى التقدم” في مجال مكافحة الفقر، وأزمة مناخية وجودية، وانعدام الأمن الغذائي، والهشاشة، إضافة إلى العديد من النزاعات التي تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة.

رؤية البنك تشمل تغير المناخ

وتعهدت اللجنة النقدية والمالية خلال النقاشات بتحديث حصص التصويت بالصندوق نهاية العام لتعكس ثقل الأعضاء، في حين وافثت لجنة التنمية رسميا على الرؤية الجديدة للبنك الدولي “لخلق عالم خال من الفقر على كوكب صالح للعيش”،التي تهدف إلى توسيع مهمته لتشمل تغير المناخ والأوبئة والدول الهشة وغيرها من التحديات العالمية.

النساء أكثر فئة مهددة من المناخ
أكد مصطفى بنرامل خبير في المناخ في حديث مع “العين الإخبارية” أنه كان من المنتظر في اجتماع المجتمع الدولي بمراكش، أن يكون دعوة للاتحاد لحماية ازدهار الكوكب المستقبلي وعيش الإنسانية في كرامة وإنهاء الفقر المدقع،. لأن النمو العالمي وصل على المدى المتوسط لأدنى مستوياته منذ عقود. مما أدى لآثار ضارة وتعاقب الأزمات بشكل متردد، وذلك من خلال معاناة العديد من البلدان من ارتفاع معدلات التضخم، ارتفاع الديون، وبروز الفجوات التمويلية الكبيرة عدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية ودعم البنية التحتية والعمل المناخي والحد من الفقر، عدم تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، علما أن النساء أكثر فئة مهددة من آثار تغير المناخ، لهذا وجب الاهتمام بها أكثر في نقاشات مراكش.

وتابع بنرامل ” نتمنى أن لأن يتم تفعيل خلاصات لقاء البنك الدولي، خاصة الشق المتعلق بفصل النمو والمخاطر المناخية من خلال تطوير القدرات اللازمة لإدارة وتنفيذ استراتيجيات فعالة من حيث التكلفة للحد من مخاطر الكوارث والتخطيط، وتعزيز بناء وصيانة البنية التحتية المرنة في مواجهة الصدمات والكوارث المناخية، والاهتمام أكثر بفئة النساء اللواتي يعانين جراء تغير المناخ ويتعرضن للوفاة جراء الفيضانات والتساقطات المطرية، من خلال دعم المبادرات الإقليمية التي تهدف إلى الحد من المخاطر البيئية التي يمكن أن يؤدي ذلك إلى هجرات قسرية، لا سيما من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتشجيع ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي والمياه.

شاهد أيضاً

كويتن

الكويتيون زاد عددهم إلى 1.545 مليون نسمة

كشفت أرقام حديثة صادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء، عن أن عدد سكان الكويت وصل إلى …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com