أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / أول ضابطة مصرية بقوات حفظ السلام : جينات النجاح فى دم المرأة المصرية.. فخورة بما وصلت إليه وسعيدة بتحقيق أحلامي..
ناهد

أول ضابطة مصرية بقوات حفظ السلام : جينات النجاح فى دم المرأة المصرية.. فخورة بما وصلت إليه وسعيدة بتحقيق أحلامي..

اللواء ناهد الواحي: الشرطة النسائية اقتحمت عالم الرجال فى العمليات الخاصة وقدمن الشهداء

سيدة من طراز خاص اقتحمت عالم الرجال، والتحقت بجهاز الشرطة، ولم تكتف بذلك، بل اجتهدت فى عملها، حتى باتت ضابطة متميزة، لتكون أول ضابطة تعمل بقوات حفظ السلام، وترسم خريطة المستقبل للشرطة النسائية المصرية، وبالرغم من طبيعة شخصيتها الحاسمة والصارمة إلا أنها أم حنون على بنتيها وأحفادها.

“اللواء ناهد الواحي” أول ضابطة مصرية بقوات حفظ السلام، فتحت خزائن أسرارها فى حوار تحدثت فيه عن عملها وسيرتها الطيبة بين زملائها وأسرتها وقدرتها على ترسيخ الانضباط والالتزام بمنزلها.

 

وإلى نص الحوار:

بداية.. كيف التحقتى بكلية الشرطة؟
منذ نعومتى أظافرى وأنا شديدة الالتزام والانضباط، ففى الوقت الذى كانت تحلم فيه الفتيات أن تكون طبيبة أو صيدلانية، كنت أحلم أكون ضابطة شرطة، أحافظ على أمن بلدى وأصونه، وكبر هذا الحلم بداخلى لدى دراستى الثانوية، حتى درست اللغة الفرنسية بالجامعة، وقرأت أنباءً عن طلب كلية الشرطة لفتيات يجدن الحديث باللغة الفرنسية، فتجدد الحلم لدى، وأسرعت نحوها للتقدم بأوراقى، وقد اجتازت جميع الاختبارات، وصرت طالبة بكلية الشرطة، حيث كان إحساسى وقتها لا يوصف، ومرت الأيام وتخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1988.

ما شعورك وأنت ترتدى البدلة الميرى؟
شعرت بمسئولية كبيرة، والتزام جاد، أخذت على نفسى العهد والوعد، أن احترم القسم، وأصون هذه البدلة وشرفها، على مدار عملى بجهاز الشرطة، وهو ما تحقق بالفعل.

ما هى أول إدارة عملتى بها؟
عملت فى بداية عملى بـ”الجوازات”، وكانت فرصة عظيمة ورائعة لخدمة المواطنين، والتسهيل عليهم، خاصة كبار السن والحالات الإنسانية، حيث كانت متعتى فى ذلك، عندما أرسم البسمة على الوجوه، فشعار “الشرطة فى خدمة الشعب”، ليس كلاما يتردد، وإنما واقع يتجسد على الأرض، ونحن جزء من نسيج هذا الشعب العظيم، نخدمه ونعمل على راحته، حيث حرصت على تقديم خدمات إنسانية على مدار 25 سنة بالجوازات.

وماذا عن المحطة الثانية؟
المحطة الثانية كانت مكافحة العنف ضد المرأة التابعة لقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وكنت أجد متعة خاصة بالعمل فى هذه الوحدة، لحماية المرأة من كل ما يضايقها وخلق أجواء آمنة لها، وكنا نتواجد باستمرار بمحيط المدارس والجامعات فى أوقات المدارس، وفى الميادين وبمحيط دور السينما خلال الأعياد لخلق مناخ طيب للسيدات فى العيد، حتى أصبح الشارع المصرى آمنا، واندثرت وقائع مضايقة السيدات، وبات الهدوء يعم أرجاء البلاد، بفضل الانتشار الشرطى الجيد، ووعى المصريين، ودور الاعلام الاحترافى للتوعية فى هذا المجال، وأصبحت سعادتنا غامرة ونحن نرى الفتيات يتحركن بأمان على مدار الـ24 ساعة.

امرأة فى قوات حفظ السلام.. اعتقد أنها التجربة الأعظم فى حياتك؟
نعم.. هذا تحدى ضخم، نجحت فى اجتيازه بإرادة وعظيمة، حيث أننى كنت أطمح فى تحقيق نجاح يليق بالمرأة المصرية، ووفقت فى أن أكون أول سيدة مصرية تشغل هذا المنصب، وفتحت المجال بعد ذلك للعناصر النسائية، وكانت الفرحة تسيطر على وأنا أشاهد علم بلادى هناك.

كيف تم اختيارك لهذه المهمة؟
التحقت بقوات حفظ السلام لعام 2014/2015، فى مهمة للصحراء الغربية فى إقليم “العيون”، وعملت رئيس مكتب البوليس المصرى، وكنت أنظم جدول الخدمات وأشرف على برنامج الزيارات، حيث قضيت قرابة العام هناك، وكانت رحلة موفقة، نجحت فى تحقيق العديد من النجاحات والخبرات، وتم الاعتماد على بشكل كبير فى المهمة، وكان لا بديل عن النجاح حتى أفتح المجال لسيدات بعدى بالسفر، وهو ما حدث بالفعل.

وما هى الصعوبات التى واجهتك؟
صعوبات كثيرة، لعل أبرزها أننى كنت أعيش فى مخيمات فى جو صحراوى، قاسى البرودة وشديد الحرارة، ولم أعبأ بجميع هذه الظروف الصعبة، أملًا فى نجاح المهمة، وكنت لا أرى الظروف ولا أشعر بها، ولا أرى أمامى سوى اسم بلدى “مصر”، حريصة على أن أضيف لهذا الاسم، وأكون نموذجًا مشرفًا لبلدى، فقد كنت مضرب المثل فى الالتزام والجدية، وكانوا يلقبونى بـ”المصرية”، وساهمت فى حل مشاكل البسطاء من المواطنين هناك، وعشت أجواء صعبة كان نجاحى فى عملى لا يجعلنى أبدًا أشعر بها، فالمرأة المصرية بصفة عامة قادرة على تحدى الظروف والتعايش معها، وضابطة الشرطة مثل أى امرأة مصرية قادرة على العمل فى أى موقع شرطى، حتى لو تطلب الأمر العمل فى العمليات الخاصة، إلا أن هذا الأمر يحتاج تدريبات معينة، لكن الأصعب فى الأمر أننى ترك بنتين بمفردهما.

بمناسبة البنتين.. حديثنا عن اللواء ناهد الواحى فى المنزل؟
أنا سيدة صارمة وحاسمة فى عملى، لكنى أم حنون وطيبة فى منزلى، وعلاقتى بالبنتين أكثر من رائعة، فنحن الثلاثة أصدقاء، إلا أن طبيعة عملى تنعكس على تصرفاتى فى المنزل، حيث أكون شديدة الالتزام مع أولادى حريصة على الاستيقاظ مبكرًا، أقدس الانضباط، فلدى بنتين “نور” مترجمة ومتزوجة و”نرمين” طبيبة، ولأن أمانع اذا ما فكرت فى الالتحاق بكلية الشرطة، لكن لا أجبر أحد على اختيارته.

كيف نجحتى فى التوفيق بين المنزل والعمل؟
ربما كان هذا الأمر صعبا للغاية، لكن كنت فى تحدى مع نفسى، فقد كنت أستيقظ فجرا لإعداد الطعام للبنتين قبل الذهاب للعمل، وأتابعهما تليفونيا، وأعود نهاية اليوم وأمارس عملى المنزلى، وأتجاذب معهما أطراف الحديث، فقد نجحت فى الاثنين معا والحمد لله.

اللواء ناهد الواحى أول ضابطة تلتحق بقوات حفظ السلام..كيف ترى مكانة المرأة فى الشرطة؟
المرأة حققت نجاحات كبيرة فى جهاز الشرطة، واقتحمت عالم الرجال، ودخلت معظم المواقع الشرطية، فالمرأة ليست منظرا جماليا بالشرطة، ولكنها تحقق نجاحا كبيرا فى كافة القطاعات، حيث عملت بالحماية المدنية والقوات الخاصة والمرور والجوازات وحقوق الإنسان ومديريات الأمن وكافة المواقع الشرطية، وهناك دعم كبير من الدولة للمرأة بصفة عامة.

كيف ترى دعم الدولة للمرأة؟
المرأة حققت نجاحات كبيرة خلال هذه الأيام لم تتحقق من قبل، والدولة تدعم السيدة المصرية فى كافة المؤسسات والمجالات وأتاحت لها الفرصة لاثبات نفسها فى الجمهورية الجديدة، فمن حقنا أن نفخر بما وصلنا إليه فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجينات النجاح موجودة فى دم المرأة المصرية، خاصة الشرطة النسائية التى قدمت الشهداء من أجل هذا الوطن.

ما رأيك فى اهتمام الداخلية بأسر الشهداء؟
الدولة لا تنسى أبنائها، ووزارة الداخلية تولى اهتمام كبير بأسر الشهداء بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، حيث يتم الاحتفاء بهم فى كافة المناسبات، والتواصل المستمر مع أبناء الأبطال، وزيارتهم خاصة فى مواسم الدراسة والأعياد، ورسم البسمة على وجوههم، فلولا دمائهم الذكية ما كنا قد وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.

ما هى رسائلك لبناتك فى جهاز الشرطة.. ولبناتك فى المنزل؟
أقول لبناتى فى جهاز الشرطة كن فخورات بأنفسكن، وأحرصن على تحقيق النجاح بالإرادة والعظيمة، ولا يبخلن أحد بمد يد العون للجميع، فمصرنا تستحق الكثير، وأهالينا يستحقوا كل عون والقادم أفضل باذن الله.

وأقول لبنتى بالمنزل، أنتما شريكتين النجاح، فقد استمديت القوة والإرادة منكما، فخورة بما وصلت إليه، واتطلع لكما فى مستقبل واعد، ونجاح كبير يضيف لبلدنا.

*حوار محمود عبد الراضي..اليوم السابع 

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com