أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / قلب معايير صورة المرأة والحارة الدمشقيتين… مسلسل “العربجي” وتساؤلات حوله
لمى طيارة كاتبة وناقدة سورية
لمى طيارة كاتبة وناقدة سورية

قلب معايير صورة المرأة والحارة الدمشقيتين… مسلسل “العربجي” وتساؤلات حوله

*بقلم ..لمى طيارة كاتبة وناقدة سورية ، حاصلة على دكتوراه في الاعلام، عضو في الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، سبق وان شاركت في عدة لجان تحكيم عربية ودولية، وصدر لها مجموعه من الأبحاث والكتب..رصيف 22

صعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/
عادت الدراما السورية بقوة لتحتل مكاناً لائقاً على خارطة الدراما العربية بعد توقف دام لسنوات لجأ فيها العاملون بهذا الحقل لشتى الحلول تحقيقاً للبقاء والاستمرارية، فكانت أعمال الـ”بان أراب” أو المشتركة، وغيرها، لكن أعمال البيئة الشامية أو الدمشقية، والتي لم تتوقف بشكل كلي في السنوات الماضية، بقيت موقع اهتمام ليس فقط في صفوف الجمهور السوري وإنما العربي أيضاً.

وبسبب هذه الجماهيرية يحاول أغلب المخرجين، وليس فقط المنتجين، طرقَ بابِها بين الحين والآخر؛ خير مثال على ذلك عودة رشا شربتجي لأعمال البيئة الشامية واختيارها لمسلسل “مربى العز” برغم النجاح الكبير الذي حققه مسلسلها الاجتماعي “كسر عضم ” في العالم الماضي، بالإضافة إلى صمود شركة “قبنض للإنتاج الفني” مع مسلسل “باب الحارة” ليصل هذا العام إلى الجزء 13، على الرغم من انكسار خطه البياني الجماهيري، على الأقل لدى الجمهور السوري، وتغير معظم الوجوه المشاركة فيه. كما عاد عثمان حجي ليقدم “العربجي” الذي تدور أحداثه ضمن حارات دمشق. ولكن أعمال البيئة الشامية على الرغم من جماهيريتها تتعرض لانتقادات وخاصة من أبناء بيئتها. فما هي سلبياتها، ولماذا يتم انتقادها؟

برغم أن العمل يدور في فكرته الأساسية حول “العربجي” وما سيعانيه من مكايد وصراعات، إلا أنه في واقع الأمر سيكشف جانباً ليس خفياً عن الحارة الدمشقية في فترة زمنية من تاريخ سوريا
بدأت موضة أعمال البيئة الشامية منذ التسعينيات، مع مسلسل “أبو كامل”، الذي كتبه فؤاد شربجي وأخرجه علاء الدين كوكش، ثم تبعه مسلسل “أيام شامية”، الذي كتبه أكرم شريم وأخرجه بسام الملا، و قام بإنتاج العملين التلفزيون السوري حين كان لنتاجاته أهميتها وميزانيتها الكبيرة كمؤسسة تدعم الإنتاج الدرامي والقائمين عليه.

ويعتبر مسلسل “أيام شامية”، وبشهادة العاملين في الدراما السورية، واحداً من أعمال البيئة التي عكست صورة صادقة عن حياة الدمشقيين وعاداتهم مع بداية القرن العشرين، وكان من بطولة كلّ من خالد تاجا، سليم كلاس عباس النوري، رفيق السبيعي، سامية جزائري، وآخرين.

حقق مسلسل “أيام شامية” نجاحاً وجماهيرية كبيرة؛ الأمر الذي دفع العديد من الكتاب والمخرجين للاقتباس منه، بما فيهم مخرجه بسام الملا. فكان مسلسل “باب الحارة” الذي كتب فكرته مروان قاووق، بينما أسند السيناريو والحوار فيه لكمال مرة، وأنتجته “شركة عاج” للإنتاج الفني والتوزيع في أول أجزائه. ولعب بطولته بسام كوسا، عباس النوري، صباح الجزائري، حسام تحسين بك، سامر المصري، والراحل عبد الرحمن آل رشي، ومنى واصف، إلى جانب عشرات من النجوم الشباب حينها أمثال وائل شرف، أناهيد فياض ، ميلاد يوسف، حسام الشاه. وحقق الجزء الأول منه نجاحاً مدوياً وخاصة شخصية “الادعشري” التي قدمها بسام كوسا وانتهت مع نهايته.

استمر مسلسل “باب الحارة” حتى الجزء الرابع مع نفس الفريق، وربما بنفس النجاح والجماهيرية، إلى أن بدأ مؤمن الملا، شقيق بسام الملا، بمساندته في الإخراج، وانضم إلى العمل كلّ من فايز قزق، قصي خولي، ومهيار خضور، وزهير عبد الكريم، بينما انتهى دور آخرين، كدور أبي عصام الذي كان يلعبه عباس النوري، ودور العقيد أبو شهاب الذي كان يلعبه سامر المصري، لأسباب غير درامية، كما صرح أصحاب الأدوار حينها، ثم توقف لسنوات، وعاد عام 2014 مع الكاتب عثمان جحى والمخرج عزام فوق العادة.

عاد عثمان حجي ليقدم “العربجي” الذي تدور أحداثه ضمن حارات دمشق، ولكن أعمال البيئة الشامية برغم جماهيريتها تتعرض لانتقادات وخاصة من أبناء بيئتها. فما هي سلبياتها، ولماذا يتم انتقادها؟.
والأهم من كل ذلك أن شخصية أبو عصام التي كانت قد اختفت عادت مرة أخرى للحياة، ضاربة بعرض الحائط كلَّ الانتقادات التي قد توجه لتلك العودة درامياً، معتمدين ومراهنين على جماهيرية الفنان عباس النوري التي وصلت حينها إلى مصر بسبب نفس العمل، وعلى السمعة الطيبة التي حققها.

استمر نجاح باب الحارة عربياً برغم الهفوات، وتمادت شركات الإنتاج في استثماره طالما هناك من يرغب بعرضه، برغم انه أساء، بشكل أو آخر، لصورة المرأة السورية حين اختصرها بمجرد ربة منزل تتزوج وتنجب وتربي الأولاد، بينما لا حضور لها أمام سطوة الرجل، سواءً كان ذلك الرجل أباً أو زوجاً أو حتى ابناً، في حين كانت المرأة في تلك المرحلة من التاريخ شديدة الزهو سواء في مجال الثقافة أو الإعلام أو حتى الطب وغيره.

ورأى البعض أن العمل قدم تلك الحقبة الزمنية بصورة مشوهة وتناقض مع ما كان سائداً داخل الأوساط الدمشقية آنذاك، كما أنه لم يستطع أن يلامس قضايا سياسية هامة كانت تعيشها سوريا في تلك المرحلة الزمنية، وبرر أصحاب العمل ذلك بسبب سطوة الرقيب.

ويعود هذا العام عثمان حجى الذي كتب بعض من أجزاء “باب الحارة” بمسلسل جديد عن البيئة الدمشقية بعنوان “العربجي” من بطولة باسم ياخور، وسلوم حداد، ونادين خوري، وديمة قندلفت، ومحمد قنوع، وميلاد يوسف، وفارس ياغي، ومديحة كنيفاني ،وطارق مرعشلي، وروبين عيسى، وقد اعتبر واحداً من أعمال البيئة الشامية التي قلبت المعايير حول صورة المرأة بشكل خاص، والحارة الشامية بشكل عام.

ولقد شاركه في كتابة النص مؤيد النابلسي، وحظي العمل بمتابعة واهتمام جماهيري، برغم أنه كانت قد تعرض لعقبات إنتاجية كثيرة وتطلب من مؤلفيه إعادة كتابته -بالأصح تعديله درامياً-؛ الأمر الذي جعله ينتقل من مخرج إلى آخر، وحتى أن بعضاً من نجومه قد تبدلوا لظروف بعضها فني وبعضها الآخر بسبب التزامات بأعمال أخرى، فلعبت -ربما لحسن الحظ- ديمة قندلفت دورَ الداية “بدور”، أحد الأدوار المحورية والأساسية في العمل، كما أُسند الإخراج إلى سيف سبيعي.

شاهد أيضاً

محاسن

الأردن يؤكد دعمه لتمكين المرأة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي

مثلت الدكتورة محاسن الجاغوب، رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الأردني، المملكة الأردنية الهاشمية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com