أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / الكوتا النسائية في الاردن.. كيف عززت دور النساء؟
اردنن

الكوتا النسائية في الاردن.. كيف عززت دور النساء؟

في الاردنت النساء جزء لا يستهان به في المجتمع، ومكون رئيسي لا يمكن اغفاله، ووصول السيدات الى قبة البرلمان أصبح واقعا دائما بفضل قانون الكوتا الذي عزز دورهن وفرصهن في النجاح والتمثيل تحت القبة.

الكوتا شجعت النساء

النائب صفاء المومني ترى أن الكوتا شجعت النساء على المنافسة، “فالمجتمع الأردني مجتمع ذكوري”، فبالتالي أزاحت الكوتا حاجز الخوف عند السيدات، لأن الناس في العادة يفضلون الذكور على النساء، فلو لم يكن هناك كوتا هذه السنة، مثلا، لما نجحت أي سيدة، اذ ان جميع السيدات اللواتي نجحن هذه الدورة هن من السيدات بحسب المومني.

يذكر ان المومني هي المرأة الوحيدة التي عادت من النساء الى قبة البرلمان من المجلس السابق.

وتؤكد على الدور المهم للنساء في مجلس النواب، وانه في الدور الرقابي تتميز النساء في المجلس وساعد وجودهن في الأداء والرقابة والتشريعات والقوانين التي تتعلق بشكل خاص في الأسرة والطفل والمرأة.

وترى المومني أن وجود النساء ووصولهن الى قبة البرلمان له دور في تشجيع الحياة السياسية للمرأة وانعكاس ذلك على المجتمع، اذ ان السيدات يملكن انتماء لمناطقهن، مما يجعلهن قادرات على التغيير ومساعدة من حولهن، مع التركيز على التشريع والرقابة.

وتضيف أنه وفي كل مجالس العالم وجود النساء قليل، فالكوتا ساهمت في وصول السيدات للمجلس ودورها إيجابي، “عندما تنجح المرأة كتنافس ينظر لها أنها خسرت الرجال مقعد” تقول المومني.

وتؤكد على أن مجتمعنا الأردني تطور كثيرا لكن لا تزال هناك نظرة ذكورية، مضيفة أن للسيدات دور فعال وهن في كل المواقع الأقل فسادا والأكثر التزاما.

فكرة سائدة

تقول الصحفية والمحللة السياسية لميس أندوني أن الكوتا كانت ضرورية في الوقت السابق، لأنه بدون الكوتا الناس كانت ستتردد في التصويت للنساء، فنحن نريد أن نصل لمرحلة تفوز فيها المرأة كشخص مناسب وليس لأنها امرأة فقط، مع أنه هناك امثلة لنساء فازت بدون كوتا وقد تفوز بدون مقعد الكوتا لو تنافست مع مقعد خارج الكوتا.

وتكمل “لكن الكوتا كانت ضرورية لكي تغير الفكرة النمطية السائدة عن النساء وقدراتهن”، وأنه بفضل الكوتا رأينا عدد أكبر من النساء في البرلمان لكن الأحزاب استغلت الكوتا ليكون لها عدد أكبر من المقاعد في المجلس.

وترى أندوني أن المجتمع استفاد من الكوتا ووصول النساء لمجلس النواب، وذلك بأن غير الصورة النمطية، مضيفة ان حتى الأحزاب التي لا تؤمن بحقوق المرأة أو لديها تحفظات على حقوق المرأة في المجتمع اضطرت لتشريح النساء حتى تزيد عدد مقاعدها في مجلس النواب.

وتشدد على ان هذا لا يعني أن موقف هذه الأحزاب وبعض التوجهات والتيارات قد تغير من أغلب حقوق المرأة لكنها استفادت من الكوتا لتزيد المقاعد وبنفس الوقت هذا الوضع غير من الصورة النمطية التي يفرضها المجتمع على دور النساء.

مراحل متقدمة

وتتساءل أندوني أنه إذا أجرينا انتخابات بدون الكوتا هل سيكون لدينا نفس العدد من النساء في البرلمان؟ “لكن يجب ان نصل لمرحلة يكون التصويت للشخص بغض النظر عن كونه امرأة أم رجل” تقول أندوني.

وترى أن وجود المرأة في البرلمان خاصة الواعية والمثقفة والتي تؤمن بحقوق المواطنة ومنها حقوق المرأة والمساواة سيكون عامل تغيير كبير، لكن بعض النساء اللواتي وصلن من خلال الكوتا الى البرلمان لا تؤمن بهذه الحقوق أو تخاف من المجاهرة بها، او تكون قوى عكسية بحسب تعبيرها.

وتضيف أندوني أن وجود المرأة في البرلمان لا يعني دائما انها ستحمي حقوق المرأة.

وتعتقد ان المجتمع المدني بشكل عام والأحزاب السياسية التقليدية لعبت دورا أكبر بتطوير صورة المرأة في المجال العام، “العملية صعبة ومتشابكة لأن التغيير لا يحتاج وجود المرأة في البرلمان فقط، ولكن احترام دورها في المجال العام، وارفض ان يكون دور المرأة شكلي وان تكون تابعة لما يقوله الرجل لها” تقول أندوني.

وتؤيد استمرار الكوتا مع حملات توعية وتغيير في دور المرأة في كل المجالات.

وبحسب أندوني الكوتا لم تغير الكثير بدون تغيير دور المرأة في الأحزاب وألا تكون تابعة وتغيير في نظرة كل فئات المجتمع كنائبة أو كناخبة، وأن الكوتا لوحدها لا تكفي فهي غيرت الى حد ما في الصورة النمطية للنساء لكنها لم تحدث تغيير بشكل كبير بسبب عدم وجود استقلالية للقرار للكثير من النساء في المجال السياسي، مع التأكيد على أهمية بقائها.

تمثيل عادل

الرئيسة التنفيذية لجمعية معهد تضامن أسمى خضر تقول انه من المفروض بأن يكون هناك ضمان تمثيل عادل للنساء في كل المجالس التشريعية والتمثيلية.

كل النظام الانتخابي وكل المقاعد في مجلس النواب تشغل عن طريق تخصيص المقاعد لضمان التمثيل العادل لكل محافظة أو منطقة جغرافية أو فئة في المجتمع، أي أن الموضوع ليس محصورا على النساء فقط، وكل النظام الانتخابي قائم على فكرة بانه يجب أن يكون القانون قادرا على ضمان تمثيل عادل لضمان الحقوق بحسب خضر.

وتكمل “من هذا الباب اعتبرنا تخصيص مقاعد بالحد الأدنى للنساء لضمان التمثيل العادل لأنه يجب أن يكون النصف بالنصف، لكن لضمان الحد الأدنى للتمثيل تم وضع نظام الكوتا وتم تطوير 15 مقعدا مكفولات بموجب القانون.

وتضيف خضر ان النسبة العالمية المتوافق عليها هي ٣٠%، وأنه يجب تطبيقها في جميع أنحاء العالم ليس فقط في الأردن، فحيثما تقصى المرأة عن المشاركة السياسية يجب أن يوجد إجراءات.

وتؤكد على أهمية أن يكون النظام الانتخابي يلزم بقوائم يتم الترشح فيها إلزاميا “امرأة رجل امرأة رجل” بالتناوب بحيث ان تكون القائمة مؤلفة من الرجال والنساء، والا لا تسجل ويفضل ان تكون القائمة قوائم حزبية، لكن حتى الآن لا يوجد عندنا هذه الأحزاب التي قادرة على أخذ هذه المسؤولية العالية.

ترى خضر ان الكوتا لوحدها لا تكفي، لكنها في الوقت ذاته عززت وجود المرأة تحت قبة البرلمان، فأصبحنا نرى نماذج متميزة في البرلمان اذ ظهرت نساء قامن بأداء متميز ومقنع للشارع الاردني وبالتالي عززت قناعة المجتمع بأن المرأة قادرة على أن تتولى هذه المسؤوليات مما شكل صورة إيجابية.

وتشير الى ان الكوتا شجعت النساء على الترشح والدخول بالحياة السياسية وشكلت دافع لهن من أجل لمنافسة ودخول الحياة السياسية والترشح لمجلس النواب، وفتحت أبواب امام المرأة الأردنية للمشاركة في الحياة السياسية بصورة أفضل.

وتزيد أن الكوتا عززت ثقة النساء بقدرتهن وحقهن في المشاركة بالحياة العامة والسياسية وأصبح لديهن وعي.

“وارجوا التطلع إلى قانون انتخابي يرفع نسبة مقاعد الكوتا بنسبة 30% ونتطلع إلى تجربة مقنعة للنساء في البرلمان” تقول خضر.

حققت الهدف

وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة يقول أنه من المبكر الحديث عن أي تعديل على قانون الانتخاب والكوتا بشكل عام، ولا يوجد حديث عن هذا الشيء حاليا.

ويؤكد على أن الكوتا حققت الهدف منها وساهمت في ايصال النساء للمجلس، وساهمت بأن يكون المجتمع أكثر تقبلا ورأى المجتمع أيضا انه يوجد العديد من السيدات ادائهن ممتاز في مجلس النواب.

وينوه المعايطة في حديثه على أهمية التطور وزيادة عدد السيدات في مجلس النواب، ويجب على المجتمع بأن يقتنع بأهمية وصول النساء لقبة البرلمان، والحكومة تعمل على تطوير مشاركة المرأة في كل المجالات وهناك الاستراتيجية الوطنية للمرأة والتي أقرها مجلس الوزراء هذا العام، ويوجد هناك خطة تنفيذية لتطبيق ذلك.

من المهم أن الناس أصبحوا يتعاملون مع سيدات في البرلمان، والكثير من الناس رأى دور المرأة وامكانياتها مما أسهم في عدد من الدورات بانتخاب سيدات خارج إطار الكوتا، يقول المعايطة.

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com