أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / قنابل موقوتة .. مرصد الأزهر يكشف أساليب داعش لاستقطاب النساء
داعشيبلاتت

قنابل موقوتة .. مرصد الأزهر يكشف أساليب داعش لاستقطاب النساء

قال مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ جعل للمرأةِ مكانة عظيمة فى الدين الإسلامىّ؛ وذلك لما لها من دور فاعل فى الحياة البشريّة يعمد إلى بناء المجتمعات واستقرارها.

وأوضح المرصد فى بيان، أن التنظيمات الإرهابية المتطرّفة نظرت إلى المرأة باعتبارها صيدًا ثمينًا، وفريسةً سهلة المنال للوقوع فى براثن التطرّف، بواسطة الإقناع العاطفىّ بتلك الأفكار السوداء التى ترتكز على نشر الدمار فى المجتمعات الآمنة؛ لتصبح وسيلة ناجحة فى تلويث عقول الأبرياء سواء من أبنائها، أو أسرتها، أو من بنات جنسها.

وعقد المرصد مقارنة بين الحياة الخياليّة للمرأة فى طيَّات سطور الإصدارات المتطرفة، وبين الواقع الاجتماعىّ الذى تعيشه المرأة عند الانضمام الفعلىّ لتلك الجماعات الإرهابيّة، للوقوف على مدى استغلال الجماعات الإرهابيّة للمرأة والتلاعب بعواطفها بغية ضمِّها إلى صفوفهم.

واقع المرأة داخل التنظيمات الإرهابيّة

بحسب بيان المرصد، فقد ظهر اهتمام التنظيمات الإرهابيّة بالمرأة جليًا فى عام 2017م عند إصدار أول مجلة نسائيّة تحمل شعارًا زّائفًا يعمل على جذب النساء واستعطافهنَّ فى مشارق الأرض ومغاربها تحت لواء “خير الأمة شقائق الرجال”، الأمر الذى يوحى للقارئ فى بادئ الأمر أن أولئك المجرمين يحترمون النساء ويقدرونهنَّ فى مجتمعهم الزّائف، وفى هذا الشأن أصدر مرصد الأزهر دراسة تحت عنوان “النِّساءُ فى صُفوفِ الجماعاتِ المُتطرِّفة”؛ للوقوف على واقعيّة الحياة الاجتماعيّة التى تعيشها النساء فى صفوف تلك الجماعات.

وبالمتابعة المستمرة للإصدارات المختلفة لتلك المجلة المتطرّفة فقد ظهر تزييف تلك التنظيمات للتفاصيل الاجتماعيّة للمرأة، لإظهارها فى صورة جميلة، فكان تناول التقدير الذاتىّ للمرأة، والاهتمام بجمالها، وبيتها سّمة رئيسة فى التخدير المعنوىّ لقرَّاء تلك المجلة من النساء، تلك المرحلة التمهيديّة التى تتهيّأ فيها المرأة لاستيعاب السمِّ بسهولة ويسر، فتقرأ المقال الأول ثم الذى يليه دون استشعار منها بالامتعاض العقلىّ، الذى يرفض الأفكار السَّامة فى الكلام الظاهر.

نساء داعش
وفى كثير من الإصدارات المتطرّفة نجد العديد من المقالات التى تناولت حاجة المرأة إلى الاسترخاء بعيدًا عن صخب المسئوليات الاجتماعيّة، وترويج صورتها باعتبارها الملكة التى تعمل فى بيتها، ومن أهم مهامها العمل على تحضير بعض الوجبات السريعة لأسرتها، وبالمقارنة على أرض الواقع نجد أن تلك الملكة تعمل لدى كتيبة أسَّسها تنظيم “داعش” الإرهابىّ للعمل فى “الحِسبة”، وهى المعسكر النِّسائى الذى أنشأه التنظيم الإرهابىّ؛ ليكون بمثابة “الجَناح النسوىّ” المُشرف على ضبط الحياة فى المجتمع النسوى الداعشى، واستكمالًا للحياة المتوهَّمة للملكات فى ذلك التنظيم الدّامى، تقول بعض العائدات فى وصف نساء الحِسبة: “إنهن الأكثر شرًّا بين نساء هذه الجماعة، حيث يمارسن الضرب المُبَرِّح، والسلوك العدوانىّ، وكانت أشهر أسلحتِهِنَّ فى معاقبة المخالِفات أداةً تُسمّى “العَضّاضَة”، وهى قطعة حديديّة ذات أسنان مُدبَّبة، كما كنَّ يَصْفَعْنَ وجوهَ النساء المخالفات، ويَرْكُلْنَهُنَّ بأرجلِهِنّ فى الطرقات، ويُغرِّمْنَهُنَّ ليَجْمَعْنَ الغرامات الماليّة”، حسبما أكد المرصد.

التلاعب بالاحتياجات الإنسانيّة لاستقطاب النساء

أما عن الحب فى حياة المرأة فنجد عدة مقالات فى مجلاتهم النسائيّة إمَّا تلميحًا أو تصريحًا تفيد أهمية تلك العاطفة فى الحياة الاجتماعيّة للمرأة، بينما نجد هذا الحب على أرض الواقع يتبلور فى حقيقة أخرى مفادها التلاعب بالفتيات للسيطرة عليهن، وضخّ الأفكار السوداء فى عقولهن، عن طريق اجتزاء النصوص من سياقها، وتفسير النصوص الدينيّة وَفقًا لأفكار مغلوطة، وإيهام المرأة بأن ذلك التفسير هو التفسير الصحيح للدين ــ كما يدَّعون دومًا ــ ومن ثم تصبح فريسة سهلة لتنفيذ ما يأمرها به المتطرف، حتى يصل بها إلى غرس فكرة الانتحار فى عقلها باسم الإسلام ـ وهو منهم براء-، وهو ما ظهر جليًّا فى حادثة التفجير التى استهدفت تجمع لقوات الشرطة بمدينة “الموصل” العراقيّة، حيث قامت امرأة تنتمى إلى تنظيم “داعش” الإرهابىّ فى يوليو 2017، بتفجير نفسها وهى تحمل رضيعها بين يديها.

نساء داعش
وعن الأمان الذى تحلم به المرأة فى كنف ذويها، فقد تلاعبت به أيضًا التنظيمات الإرهابيّة فى مجلاتها المتطرفة من خلال مقالات متعددة، وبالمقارنة بين ما يذكر بين طيّات سطور تلك المجلات، وبين الواقع المعيّش نجد أن هذا الأمان المزعوم يتلخّص فى الأسر والعبوديّة، حيث يتم بيع النساء “فى أسواق النخاسة”، ولكل واحدة منهنَّ سِعرها حسب الحاجة والطلب، تلك الأسواق التى منعها الدِّين الإسلامىّ الحنيف تكريمًا للمرأة.

واستكماًلا لهذا الأمان المزيَّف تطالعنا إحدى الهاربات من بين أنياب الذئاب المفترسة بقصتها الواقعيّة قائلةً: “تقوم الجماعة ببيع النساء اللاتى يأسرونَهُنَّ فى أسواق النّخاسة، إلى جانب اعتماد الجماعة على نظام المقايضة”، واستطردت حديثها عن تلك المآسى قائلة: “لقد تمّ بيعى خمس مرات، خلال عشرين شهرًا، هى مُدّة أَسْرى على يد الجماعة الدّامية”، وهو ما رصده مرصد الأزهر لمحاربة التطرف.

وبالنسبة للحالة النفسيّة للمرأة نجد اهتمام التنظيم بذلك، حيث يشكل الحديث عن ضرورة الاهتمام بالحالة النفسيّة للمرأة محورًا مهمًّا فى كتاباتهم، لا سيّما الاهتمام بالمرأة حينما تطرأ على المرأة بعض التغيرات النفسيّة التى تحدث للمرأة بعد الإنجاب، أو معالجة الأفكار السلبيّة فى عقل المرأة التى تحدث نتيجة الضغوط التى تتعرض لها فى حياتها، وبنظرة إلى الواقع الاجتماعى المعيّش نجد إهمالًا للمرأة فى صفوفهم، واعتبارهًا كمًّا مهملًا لا ثمن له.

تربية الأطفال من منظور تنظيم “داعش” الإرهابي

وسيرًا على نفس المنهج من خلال دسِّ السُّم فى العسل، لم يغفل تنظيم “داعش” الإرهابىّ جانب التربية – كوسيلة من وسائل الجذب- حين خصَّص فى مجلاته المتطرفة قسمًا خاصًّا بتربية الأطفال، وكيفية التعامل مع الأبناء خلال المراحل التعليميّة المختلفة فى كل إصدار من تلك الإصدارات المتطرّفة، ودائمًا ما يتحدث هذا التنظيم المتطرّف عن كيفية احتواء الأطفال من خلال تقديم الحب لهم، وكيفية التعامل النفسىّ مع الأطفال، وحين ننتقل إلى الواقع المعيّش نجد أن تلك التربية المزعومة تؤول إلى المصائب والمآسى حيث يستخدمون الأطفال فى العمليات الإجراميّة والانتحاريّة، وتلك هى الحقيقة الموجعة، والتى أشار إليها مرصد الأزهر فى مقالات عديدة تتحدث عن الأطفال فى تربويات “داعش”.

نساء داعش

ونبه مرصد الأزهر على البونُ الشّاسع والفرق الكبير بين الصورة الذهنيّة التى يرسمها التنظيم الإرهابىّ للمرأة بغية استقطاب النساء، وبين الصورة الحقيقيّة، والواقع المعيّش الذى تعاني فيه المرأة صورًا من الذّل والإهانة والاستعباد باسم الدِّين، وهو منهم براء.

وأكد المرصد فى بيانه على ضرورة توخى الحذر وعدم الانسياق وراء العبارات الرنَّانة التى تتشدّق بها العناصر المتطرفة فى إصداراتهم، فهذه الإصدارات لا تحمل بين طيَّات سطورها سوى الغلو والتشدّد والتطرّف، مصبوغًا – زورًا وبهتانًا- بصبغة دينيّة أو اجتماعيّة أو ثقافيّة، فتلك الإصدارات ما هى إلا قنابل موقوتة تعمل على تدمير الحياة الاجتماعيّة.

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com