العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
أدمنتُ أحزاني فصرت أخاف ألّا أحزنا وطعنت ألافاً من المرّات حتّى صار يوجعني بأن لا أُطعنا ولُعِنْتُ في كلّ اللّغات وصار يقلقني بأن لا أُلعنا ولقد شنقت علي جدار قصائدي ووصيتي كانت بألّا أُدفن وتشابهت كلّ البلاد فلا أرى نفسي هناك ولا أرى نفسي هنا وتشابهت كلّ النّساء فجسم مريم في الظّلام كما منى ما كان شِعري لعبة عبثيّة أو نزهة قمريّة إنّي أقول الشّعر – سيدتي – لأعرف من أنا، هذه كلمات شاعر القصائد الذي عشق المرأة وتغني بها في دداوينه حيث برهن عن عشقه لها عبر الكثير والكثير من اعماله الت تغني بها كبار الفنانين العرب حيث تحل اليوم ذكرى وفات الشاعر نزار قباني الذي ادهشنا بجمال اشعاره واحساسه وكلماته الرائعه، ولد نزار في مدينة دمشق القديمة في حيّ “مئذنة الشحم” يوم 21 مارس عام 1923 ، نشأ نزار فيها لأسرة من أصل تركي، واسم عائلته الأصلي آقبيق حيث انها عائلة مشهورة في دمشق، وقدم جده من مدينة قونية التركية ليستقر في دمشق، عمل والده في صناعة الحلويات وكان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الاستعمار الفرنسي في عهد الانتداب الفرنسي علي سوريا وكان عمه أبو خليل القباني رائد المسرح العربي، ومن أوائل المبدعين في فن المسرح العربي فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله.
ويقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك “وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان، وذكر نزار أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر تحديدًا لأنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف النباتات الشاميّة من “زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج”، وكأي فتى في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيرًا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ على يد “خطّاط يدويّ” ثم اتّجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانًا أسماهُ الرسم بالكلمات.
ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاص بالعزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعكف عنها، ثُمّ استقر في النهاية على كتابة الشعر، وأصبح يحفظ أشعار “عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح”، متتلمذًا على يدِ الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.
لحادث انتحار شقيقته بسبب اجبارها علي الزواج من رجل لا تحبه، اثر كبير في نفسه، حيث كان صغيرًا آن ذاك ولذلك اتجه الي فلسفته العشيقه ومفهوم صراع المرأه وانوثتها، وهو ما ثبت لاحقًا في مذكراته الخاصة، إذ كتب: “إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره”، يصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: “صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة” كما ارتبط بعلاقة قوية مع أمه.
وفي عام 1945 سافر في رحلة مدرسية بحرية الي روما وكان في هذا الوقت اول بياته للشعر كانت عن الاسماك والامواج، وكان في السادسة عشر من عمره، التحق نزار بكلية الحقوق جامعة دمشق، وتخرّج منها عام 1945، ونشر خلال دراسته ديوان قالت لي السمراء، أني أحبك؟ لا أعلم سؤال يحيط به المبهم وإن كان حبي افتراضياً. لماذا؟ إذا لحت طاش برأسي الدم وحار الجواب بحنجري وجف النداء. . ومات الفم وفر وراء ردائك قلبي ليلئم منك الذي يلئم تراني أحبك؟ لا، واثار هذا الديوان اندهاش طلاب الجامعة.
وتخرج من كلية الحقوق عام 1945 وبدأ عمله في عمر 22 عام والتحق بوزارة الخارجية السورية وانتقل الي السفارة السورية في مصر، ثم استقر في لبنان وتفرغ للشعر في عام 1966، قام نذار قباني بأنشاء دار النشر واطلق عليها اسم منشورات نزار قباني ، وبدأ بشكل بواضح بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل بعدها إلى شعر التفعيلة، حيث ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناول كثير من قصائد حريه المرأه، حيث اتجه الي الشعر السياسي بعد حرب 1967، وأصدر عدة قصائد ضد الحكومات والأنظمة العربية عمومًا وضد حكم البعث في سوريا.
تزوج نزار قباني مرتين الاولي انجب منها هدباء وتوفيق، توفي توفيق هام 1973، كان طالبا بكليه الطب السنة جامعة القاهرة ولذلك اثر فيه اثرًا كبيرًا وهداه قصيدة “الأمير الخرافي .. توفيق قباني” وبعد ذلك توفت زوجته الاولي عام 2007، أشيلك، يا ولدي، فوق ظهري كمئذنة كسرت قطعتين وشعرك حقل من القمح تحت المطر ورأسك في راحتي وردة دمشقية وبقايا قمر أواجه موتك وحدي وأجمع كل ثيابك وحدي ألثم قمصانك العاطرات ورسمك فوق جواز السفر وأصرخ مثل المجانين وحدي وكل الوجوه أمامي نحاس وكل العيون أمامي حجر كيف أقاوم سيف الزمان؟ وسيفي انكسر.
تزوج نزار للمرة الثانية من بلقيس الراوي وهي امرأة عراقيّة الأصل التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد، وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية في لقيت حتفها في حادث انتحاري عام 1982 استهدف السفارة العراقيّة ببيروت، وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة بلقيس التي قال فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها وبعد موتها غادر لبنان وانتقل الي جينف واستقر في لندن خمسة عشر عاما .
في عام 1977 بداء وضعه الصحي في يتدهور وبعد عدة اشهر توفي في لندن 30 ابريل 1998، عن عمر 75 عاما، بسبب ازمه قلبية في وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته: “الرحم الذي علمني الشعر، الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين، ودفن قباني في دمشق في باب الصغير بعد 4 اعوام ، شارك في جنازته كثير من المثققين والفنانين والشعراء العرب، وانتقل جسمانه بطائرة خاصة ارسلها له الرئيس السوري بشار الاسد انتقلت به من لندن الي دمشق.
ولأي سماء نمد يدينا؟ ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا.. يهاجمنا الموت من كل صوب.. ويقطعنا مثل صفصافتين وأذكر، حين أراك، عليا وتذكر حين تراني ، الحسين.
من اشهر اعماله التي تغني بها العندليب الاسمر هي قارئة الفنجان، ورسالة من تحت الماء، ولنجاة الصغيرة ماذا اقول له، متى يتعرف كم اهواك، اسالك الرحيل، ولفيروز لا تسألوني ما اسمه حبيبي، ووشايا، اما رسالة من امرأة فكانت للمطربة فايزة أحمد، لماذا لغادة رجب ، والكثير والكثير حيث قدم القيصر كاظم الساهر منفردًا 40 قصيدة تغنى بها منه: زيديني عشقًا، مدرسة الحب، قولي أحبك، حافية القدمين، اني خيرتكِ فاختاري.
*القرار العربي
