أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / هل تصبح تكنولوجيا “المرآة السوداء” حقيقة؟!
سوداااء

هل تصبح تكنولوجيا “المرآة السوداء” حقيقة؟!

يعرض مسلسل الخيال العلمي البريطاني “المرآة السوداء” الجانب المظلم من التكنولوجيا وتأثير التقنيات الحديثة على الإنسان وحياته، التي من المرجح أن تكون مجموعة كبيرة منها جزءا من مستقبلنا القريب، وفقا لما ذكره الكاتب زاكاري توملينسون في مقاله الذي نُشر في موقع “إنترستننغ إنجينيرنغ”.

وقد تطرق العمل في مواسمه الأخيرة إلى مجموعة كبيرة من التقنيات القابلة للتصديق، على غرار نظم المراقبة الأبوية، والوعي السحابي، وحتى كلاب الروبوت القاتلة. ولكن ما مدى احتمال أن تكون هذه التقنيات جزءا من مستقبلنا القريب؟
زراعة أجهزة للمراقبة الأبوية
في حلقة “آركنجيل”، أُتيح للمشاهدين رؤية إلى أي مدى قد يؤدي قلق الوالدين المبالغ فيه إزاء أبنائهما، حيث تقرر أم عزباء يعتريها قلق شديد على ابنتها زرع جهاز مجهري شبيه بالحاسوب في مجرى دم ابنتها، مما يسمح لها، عند وصله بإحدى التطبيقات على الحاسوب اللوحي، أن ترى بشكل فعلي كل شيء من خلال أعين ابنتها، فتتحقق من سلامة أعضائها الحيوية، وتتبع مكانها، وحتى تفرض رقابة على الأشياء التي تعتبرها غير مناسبة لتقوم ابنتها بتجربتها.

والسؤال هنا هو هل يمكن لهذه التنكولوجيا أن تصبح واقعا ملموسا؟

رغم أن هذه التقنية المثيرة للاهتمام ووجود باحثين يعملون على ابتكار روبوتات دقيقة تكون لها استخدامات أحادية، من قبيل علاج مرض، أو تتبع وتنظيم عمل الأعضاء الحيوية في الجسم، فإننا ما زلنا بعيدين جدا عن اختراع حواسيب يمكن حقنها في جسم الإنسان.

في المقابل، تتطلب فكرة إمكانية وجود نظام معقد ومتعدد الاستخدام كما وصفه المسلسل تقنية أقل ما يقال عنها إنها من محض الخيال. وفي حال امتلاكنا لهذه التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل، فإننا قد نتمكن من تجاوز القلق الذي يعترينا بشأن الوضع الصحي اليومي لأطفالنا.

محاكاة عوالم المواعدة
تعتبر حلقة “هانغ ذا دي جي” واحدة من الحلقات المبهرة والمثيرة للدهشة في المسلسل، حيث تصور عالما محاطا بالجدران تخضع فيه عملية المواعدة إلى نظام شديد الصرامة. فكل شخص لديه مقدار محدد من الوقت يقضيه مع شريك محتمل، إذ يختلف المجال الزمني المحدد استنادا إلى مدى توافق الطرفين معا في صلب هذا النظام.

وعندما يقع الطرفان في الحب ويحاولان الهرب من النظام سيدركان حينها أن العملية كانت مجرد محاكاة للتحقق مما إذا كانت النسخ الحقيقية من هؤلاء الأشخاص ستتوافق مع بعضها البعض.

من الواضح أن المواعدة عبر الإنترنت قد غيرت العالم إلى حد ما. ولكن هل يمكن أن يتحقق هذا الشكل المخيف على أرض الواقع؟

في حال سمعت عن نظرية المحاكاة، من المؤكد أنك تعلم بوجود إمكانية عيشنا جميعا في حالة محاكاة. وتتمثل الفكرة في أنه بمجرد أن تصبح المحاكاة المتقدمة بشكل كاف أمرا ممكنا، يمكنك إدارة أكبر عدد ممكن منها.

وليس من المبالغة أن نتخيل ظهور بعض أجهزة حاسوب متقدمة بشكل غير محدود في المستقبل يمكنها أن تتعرف على أهم السمات الأساسية داخلنا وتطبقها على صفات شخص آخر. كما يمكن تجميع عمليات محاكاة الواقع الافتراضي الشبيهة بتلك الموجودة في فيلم “ماتريكس”، حيث سنتمكن استنادا على ذلك من إعادة صياغة هذه الحلقة.
تحميل الوعي
تظهر هذه الفكرة خلال حلقتين مختلفتين من المسلسل الذي تعتبر عملية تحميل الوعي موضوعا رئيسيا فيه، ويمكننا مشاهدة ذلك في حلقة بعنوان “المتحف الأسود” وحلقة “سأعود حالا”.

لكن هل يعتبر انتقال الوعي الإنساني من العالم المادي إلى العالم الرقمي أمرا واقعيا، أم أن مسلسل المرآة السوداء يقدم لنا أكاذيب طوال الوقت؟

بعبارة أبسط، تعد المشكلة أكثر تعقيدا مما يقدمه المسلسل. في البداية، ما زلنا غير متأكدين تماما من مفهوم الوعي، ناهيك عن كيفية نسخه أو إعادة إنشائه في صيغة رقمية. ومن الممكن أن يكون الحاسوب العادي المبني على المفاتيح الثنائية والبوابات المنطقية والعتاد المعدني للحاسوب غير قادر حتى على تخزين الوعي.

في المقابل، وفي حال نظرنا إلى أبعد من ذلك وتخيّلنا عالما حُلَّت فيه هذه المشكلة على الأقل، فحتما سنواجه مشكلات أخرى. فلأن شبكاتنا العصبية تتغير باستمرار، فمن الممكن أن تكون أي لحظة عابرة نقوم بها ويقع تحميلها لا تتعدى كونها تجسيدا لجزء صغير منك.

وتعمل الكثير من الشركات في الوقت الحالي على بناء برامج يمكن أن تقربنا بشكل موثوق ونحتل مكاننا في غرف الدردشة الافتراضية، أو مكالمات خدمة العملاء أو مواكبة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.

وربما سنتمكن في يوم من الأيام من أخذ جوهر الشخص الفعلي، وتحميله في سحابة رقمية. لكن بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى هذه المرحلة، سنواجه بالتأكيد مجموعة مختلفة تماما من المشكلات بالمقارنة مع تلك التي يمكننا تصورها اليوم.

الروبوتات القاتلة
ظهرت هذه الروبوتات خلال حلقة “ميتال هيد”. وتدور الفكرة حول روبوتات شبيهة بالكلاب ذات حجم كبير تقوم بمراقبة وتعقب سكان منطقة، لم يحددها المسلسل، وتقتل بشراسة أي إنسان يرونه على مرآى بصرهم.

كما يبدو أن هذه الكلاب الروبوتية قادرة على الاختراق والسيطرة على أنواع أخرى من التكنولوجيا. ويتمثل السؤال الحقيقي في مدى واقعية هذه التكنولوجيا؟

تقوم شركة بوسطن ديناميكس بتصنيع روبوتات على شكل كلاب منذ بضع سنوات، قادرة على اتباع الأوامر والتنقل حول العقبات والبحث عن أشياء محددة والتكامل مع التكنولوجيا اللاسلكية لمساعدتها على التنقل، تماما مثل الكلاب الموجودة في المسلسل.

لحسن حظنا، لا تؤذي هذه الروبوتات الإنسان نظرا لكونها مصنوعة لنقل الحمولات الثقيلة على الأراضي الوعرة والمساعدة في المهام المتكررة في بيئات العمل، لكن ينتابنا القلق من أنه بمجرد تطوير الذكاء الاصطناعي بالقدر الكافي، سينقلب ضدنا رغم أن نسبة حدوث هذا الأمر ضئيلة حيث اتخذ الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي الخطوات اللازمة لتفادي هذه النتائج.

في المقابل ستصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء للحفاظ على حياة البشر وستجعلنا خاضعين لها. لذلك، ربما ستصبح الروبوتات الشبيهة بالحيوانات الأليفة أسياد هذا العالم الحقيقي في نهاية المطاف.

*المصدر /عربي اليوم.

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com