الرئيسية / أخبار / المرأة في أغاني إليسا و سميرة سعيد.. انكسار يقابله جبروت
اليساا

المرأة في أغاني إليسا و سميرة سعيد.. انكسار يقابله جبروت

بعض الفنانات كان مقدرًا لهن أن يصعدن إلى قمة الساحة الغنائية في الوطن العربي، ليس فقط لجمالهن وأناقتهن وصوتهن، لكن أيضًا لأن كل منهن امرأة تضفي على أغنياتها مما تحمل من مشاعر وأحاسيس، وبينهن ذوات الشخصية القوية مثل الديفا سميرة سعيد، والتي لم تدخر جهدّا لإنصاف المرأة في أغنياتها وإعلان قوة مشاعرها وقدرتها على الاحتمال وعدم الانكسار، وصولا لإعلان الثورة على الرجل عندما لا يحترم إنسانيتها ومشاعرها، وبينهن من عبّرت مشاعر نابعة من ضعف المرأة في مواقف الارتباك والحزن والألم والصدمة وغيرها من الحالات الإنسانية، وهذا ما سنتطرق إليه في هذا التقرير:-

إليسا

يعتبرها محبوها ملكة الرومانسية، تشدو بأغانِ تنُم عن حالة عشق نادرة، سواء في علاقات الحب أو حتى الفراق، نابعة من إحساس عميق يُجسده صوت دافئ، وبكلمات تدغدغ بها المشاعر، ومنذ أن بدأت إليسا مشوارها عام 1999، مع طرحها لألبوم “بدي دوب”، وأغانيها وألبوماتها تحمل طابعًا رومانسيًا هادئًا، وتصور لحظات حب حالمة وحالات انكسار ووجع. وعلى مدار مشوارها الفني، أصبحت إليسا صوتًا يعكس مشاعر المرأة العميقة في مواقف الفرح والأمل، والارتباك والحزن والانكسار والألم والصدمة، في مواقف العشق، والحب من طرف واحد، والفراق، وحتى خلافات ما بعد الفراق، وتناولت مشكلات كالعنف الأسري، وتحمل المرأة من أجل بيتها، وغيرها من مشكلات عميقة. في ديسمبر 2007، طرحت إليسا ألبوم “أيامي بيك”، واستخدمت فيه إليسا تميمة نجاحها، الرومانسية الهادئة، في أغان منها “خد بالك عليا” و”أديك عرفت” و”يا عالم” وغيرها، كما شهد نفس الألبوم أول خطواتها في غناء ما يمكن أن نطلق عليه “المشهد الغنائي”، وهو وصف مشهد معين بطريقة الأغنية، فتصبح الأغنية بالنسبة للمستمع قصة أكثر منها فقط كلمات حب وعشق، فكانت البداية من أغنية “أواخر الشتا”، كلمات نادر عبد الله. وبعد عامين طرحت ألبومها “تصدق بمين”، وتضمن 9 أغان من نوعية “المشاهد الغنائية”، ومن بينها أغنية “وبيستحي”، والتي قدمت فيها مشهد حبيبها الذي يرتبك ويستحي في حضرتها، وكان للجرح والألم مشاهد أيضًا من أبرزها أغنية “مصدومة”، التي وصفت فيها إحساس امرأة ورجل افترقا، فيما قام الرجل بالتحدث في حق المرأة بشكل سيئ. وصوّرت إليسا أغنية “من غير مناسبة”، عن قصة سيدة وقعت ضحية عنف أسري، بعد ضربها من قبل زوجها، فيما ترفض العودة إليه، ورغم أن الكلمات تعبر عن قوتها إلا أنها تقول بضعف كبير: “ما عدش ينفع أسامحو عاللي عمله فيّا.. لو ييجي يتأسفلي ولاّ يبوس إيديا.. بعد النهارده ازاي أنا على نفسي هرضى.. أرجع لحد قدر يمد إيديه عليّا”. تجاوزت إليسا حاجز السنتين، وعادت لجمهورها بألبوم “أسعد واحدة”، لتأخذ عشاقها في رحلة من الأحلام الرومانسية والمشاهد المؤلمة بنفس النهج الذي اتبعته في الألبومين السابقين، فيما كانت أغنية “متفائلة” حالة في ذاتها، حيث عكست مشاعر امرأة في حالة حب من طرف واحد مع رجل تأمل أن يرى فيها من يتمنى الارتباط بها، فتقول: “هتلاقي فيا حاجة حلوة أنا أتحب عليها.. وعيوبي اللي شايفها فحبك ليّا تحليها”. كما قدّمت أغنية “تعبت منك”، وخلالها تعرض معاناة المرأة الناجحة مع الحبيب الذي تدفعه ذكوريته إلى الغيرة من نجاح حبيبته، وتدخل العاشقة في دوامة عدم قبول حبيبها لنجاحها وغيرته المرضية منها، ويترجمها بتعنيف جسدي ومعنوي ينتهي بالقرار الحاسم بإنهاء علاقة حب”. وفي 2014، قدّمت ألبوم “حالة حب”، ويحوي 14 أغنية، من بينهم “بطلي تحبيه، لو اتقابلنا، إنسانة بريئة، وجعت قلبي”، وقدّمت أغنية “أنا نفسي” والتي عبّرت فيها عن آلام المرأة، وتقول: “ليه كل واحدة أقابلها تحكي حكاية آخرتها الندم.. تحكي وكلامها عذاب ويأس وخوف وبتموت من الألم.. أنا نفسي أقابل واحدة حاسة بالأمان”. وفي مايو 2015، طرحت كليب أغنية “يا مرايتي”، ويسلّط العمل الضوء على مناهضة العنف ضد المرأة، ومناقشة القضية بشكل أعمق وبحث سبل مواجهتها وحماية المجتمع من آثارها السلبية، في قالب اجتماعي عن حياة امرأة وعلاقتها بزوجها التي تمرّ بأزمات، وتحاول أن تكشف عن وجعها من معاملة زوجها لها، لتقع فريسة التفكير هل تكمل معه مسيرة الحياة أم تقرّر الابتعاد عنه، بعد حياة مليئة بالأزمات. وفي يوليو 2017، أطلقت كليب المنتظر “عكس اللي شايفينها” المليء بالشجن واللحظات المؤثرة، فكانت كالطائر الذي يرقص من الألم في مشهدية مؤثرة، تحكي وجع أم فقدت ابنها غرقًا، فقررت أن تطلق رصاصة الرحمة لتضع حدًا لحياة مليئة باليأس والحزن، لم ير منها الناس سوى ضحكة تغلف الألم الذي يعتصر قلب امرأة وأم عاشت حياتها كما يريدها الآخرون وليس كما تريدها هي. ومؤخرًا طرحت إليسا ألبوم “إلى كل اللي بيحبوني”، وتضمن كما كبيرا من الأغاني وصل إلى 16، مما يعكس حالة الوفرة الإنتاجية عند إليسا، والتي لم تحسن استغلالها لانتاج أغان مميزة، بقدر ما أرادت استغلالها لتعزيز صورة السيدة إليسا عند محبيها بعدد كبير من الأغاني التي تحمل العناوين الخادمة لهذه الصورة، وهي المرأة الوحيدة والضعيفة الحساسة والتي تظهر عكس ذلك أمام الجميع.

سميرة سعيد

تجربة الديفا سميرة سعيد الفنية مليئة بالإيجابية والطاقة المعبرة عن طبيعتها المرحة العابثة، والأنوثة القوية ذات المشاعر المتدفقة والصوت قوي النبرات حالم شاب، واستطاعت بأغانيها توحيد القلوب المتناحرة والغناء للسلام والحب والأمل، وتوحيد مستمعين قد ينتمي كل منهم إلى عالم يتنافر عن الآخر. أغاني سميرة جاءت دائمًا متمردة، مثلها، على المرأة العاشقة المتألمة التي كانتها يومًا، بطريقة لامبالية، تنتقل بها من العشق للتجاهل للعبث المحبب، تختزل انفعالات المرأة المتناقضة في الحب. من منّا ينسى أغنيتها “قال جاني بعد يومين” (1982)، والتي أطلقت خلالها العنان لطبقات صوتها الرحبة تعلو وتهبط، تمسك بزمام المشاعر فتعرف كيف تتوحش وتؤكد قدّرتها على الاحتمال ومتى تنكسر، تعطي إيحاءً بامرأة تجلس وحيدة في الظلام، تجتر ذكريات لقاء مع حبيب غادر، ما زال حبه يشتعل في قلبها بينما هو منشغل بأخرى، ورغم ذلك هي قوية. حتى في حبها تظهر سميرة قوية، يظهر ذلك في “مش هتنازل عنك أبدًا مهما يكون” (1987)، الفتاة المثابرة على حب رجل، أحيانا حتى رغم أنفه. أخذت على عاتقي الغناء للمرأة، وإثبات أنّها قوية، وكل أغنياتي تبرز هذه الصفات فيها.. الديفا عام 1989 قدّمت سميرة ألبوم “أنا ولا أنت”، وضم أغنيات ذات كلمات غير مألوفة وقتها وجريئة مقارنة بالأغاني التي كانت تُقدم في ذلك الوقت، مثل أغنية “بلا لعب عيال”، وتقول فيها: “عايزني أضيع عمري معاك.. بلا لعب عيال”. قوة مفرطة تُظهرها في “بشتاقلك ساعات” (1992)، فتظهر امرأة واثقة من نفسها، قوية بجمالها ودلالها، راقصة شيك، توحي بجو البارات ورقص التانجو، يمتزج فيها صوتها العابث بالترومبيت والتشيللو، فتغني سميرة على لسان حبيبة تعبث بلعبة الحب كيفما تشاء، ولا تنهمر مشاعرها على حبيبها، لكنها تخبره وبكل ثقة أنها “تحتاجله ساعات”. أيضًا أغنية “عالبال” (1998) والتي تحررت فيها من المشاعر المتشابكة المرهقة، وحلقت في سماء المرأة العابثة المستمتعة بما تفعل، سواء أكان غزلا أو دلالا أو عتاب لحبيبها. “آه بحبك” (1999) تبحث فيها سميرة عن الحبيب الغائب، بل وتعزز ثقته في حبهما، كالعادة هي مصدر القوة، هي التي تمده بالثقة والأمان على الرغم من خوفه من الحب. سميرة تُقدّم نمطا ساخرا في ألبومها “يوم ورا يوم” (2002)، من خلال أغنية “الله يسهلك”، وتقول فيها: “الله يسهلك ياللي صغرت في عينيا.. أنت بس اللي خسرت يوم ما جيت عليّا”. وفي ألبوم “قويني بيك” (2005)، قدّمت سميرة أغنية “قال إيه”، والتي وصفت بها نفسها بعد الانفصال بكلمات جريئة ضد الرجل، وتقول: “قال إيه بيهون عليه فراقي.. هو أنت يا روحي كنت لاقي.. لو ناسي زمان أفكرك بيه”. وفي نفس الألبوم قدّمت أغنية “ما خلاص”، وتقول: “ما خلاص إيه جابك تاني.. ارتاح وانساني.. واللي هيجي منك.. والله مانيش عايزاه”. في “حب ميئوس منه” (2008) تُجسد سميرة لحالة عودة الحبيب الهاجر الظهور في حياة الفتاة القديمة بعد ارتباطه بأخرى، وتظهر متحديةً إياه، لتعلمه أن حياتها لم تعد ملكه، وأنها ليست لعبة بين يديه، حتى وإن كانت ما زالت تكن له مشاعر. سميرة كانت حريصة كذلك على إظهار أن تخلِّي رجل عن امرأة لا يعني نهاية العالم كما في أغنيتها “محصلش حاجة” (2016)، وتُصّر على أن ذلك مجرد حالة تعاني منها بعض الفتيات ثم يضحكن عليها بعد أن يمر الزمن ويندهشن من تصرفاتهن حينها مع أن الأمر في غاية البساطة، وتقول: “وادينى سيبته وشوفت أهو ومحصلش حاجة”. وتستعد الديفا لطرح ألبومها الجديد، وطرحت منه أغنية “سوبر مان”، والتي تسخر فيها من الرجل وهيئته وتصرفاته بعد الزواج بكلمات جريئة وطريفة، وتقول صراحةً: “بقى بارد جدًا.. بقى دمه تقيل.. بقى ندل قوي وطماع وبخيل”. وهكذا كل نجمة عبّرت عن طبيعتها سواء بالميل إلى القوة أو بالميل إلى الضعف من خلال صوتها، واستطاعت أن تُعبر كل منهما عن فئة بعينها من النساء.

 

شاهد أيضاً

سلوىالصباح

«طائرة» سلوى الصباح بطل كأس الناشئات

أحرز نادي سلوى الصباح لقب بطولة كأس الناشئات تحت 18 للكرة الطائرة بعد فوزه على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com