أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح تكتب.. «جرائم الحرب وجريمة الصمت!»
27394939_10154966655222130_443959397_n

الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح تكتب.. «جرائم الحرب وجريمة الصمت!»

العصفورة نيوز: تمر علينا هذه الأيام الذكرى٧٣ للهولوكوست تلك المذبحة التى ارتكبها الحزب النازى المتطرف والتى كان الهدف منها إبادة اليهود والمثليين والغجر والمعاقين ذهنياً وجسدياً وذلك لخلق مجتمع نازى قوى صحيح معافى بدنياً وذهنياً وسلوكياً ، والحقيقة أن هذه السياسة العنصرية هى حلقة فى سلسلة طويلة من الجرائم التى تم ارتكابها فى حق الجنس البشرى والتاريخ طافح بالكثير من هذا النوع من جرائم الإبادة الجماعية بدعوى التطهير ولم يسلم منها أى عرق أو دين أو مذهب أو طائفة بهدف القضاء على المخالفين أو المعارضين أو من يمثل عقبة أمام أى مجرم طاغية لا شك أنه مختل عقلياً ونفسياً عديم الرحمة والإنسانية .

ولكن هناك جريمة أخرى لا تقل فى بشاعتها عن جرائم الحرب والإبادة وهى جريمة الصمت من المجتمع الدولى حيال هذه الإبادة لمخلوقات كرمها الخالق سبحانه وتعالى عن باقى المخلوقات ، فالصامت الغير مبالى كالصامت المتشفى كالصامت المنتفع كلهم خائنون للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية المشتركة بين الجميع ، فاليهودى يتذكر ضحاياه فقط وكذلك المسلم والمسيحى ، والمسلم السنى يفرح فى أخيه الشيعى والعكس ، والارثوذكسى يشمت فى الكاثوليكى والبروتستانى والعكس ، كذلك عنصرية البيض والسود والإنتقائية فى التعاطف .

جريمة معسكرات الهولوكوست لا تقل فى بشاعتها عن مذابح وإبادة المسلمين فى البوسنة على أيدى الصرب الأرثوذكس ، ولا تقل عن إبادة مسيحى نيجيريا على أيدى تنظيم بوكو حرام المسلم وإبادة المسلمين فى أفريقيا الوسطى وبورما ، والأمثلة قريبة لنا فى الشرق الأوسط وإنتقائية التعاطف المذهبى فى العراق و سوريا واليمن ولبنان وليبيا ، من يتذكر السكان الأصليين من الهنود الحمر فى أمريكا الشمالية وإبادتهم على أيدى المستعمر الأوروبى الأبيض والصراع البريطانى / الفرنسى على الأرض وأصحابها الأصليين !! …

لذلك على كل فرد منا قبل أن يتعاطف أن يكون تعاطفه مبنى على قاعدة إنسانية ترفض قتل الإنسان لأخيه الإنسان أو حتى لحيوان فقتل الأنفس ترفضه كل الأديان والشرائع والقوانين فى كل زمان ومكان ، ونتذكر قول الله تعالى ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ( من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل فى الكتاب أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد فى الأض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون) .

لا يجب علينا أن نهتز ونتردد ونرضخ للضغوط التى تريد أن تمنعنا من التعبير عن تعاطفنا والتنديد بكل جريمة فى حق الإنسانية وحق العيش فى أمن وسلام وأن حق البشر فى الحياة الآمنة ليس لعبة فى أيدى الطغاة من المتطرفين سياسياً ودينياً ، علينا أن نحيى كل ذكرى لكل إنسان برئ فقد حياته من أجل توجه عنصرى مجرم لا يقيم للحياة وقدسيتها وزناً.

شاهد أيضاً

اردنيات

الأردن..تمكين المرأة يواجه تحديات في بيئة العمل وبناء القدرات

أظهر تقرير سير العمل في الربع الأول من البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وجود تحديات …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com