العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
لا شك أن المرأة المسلمة أكثر حرصًا على أداء فريضة الحج من كثير من الرجال، إلا أن هناك موانع شرعية قد تمنع المرأة من أداء بعض مناسك الحج مثل الرجل، مثل الحيض والنفاس، والمشقة التي لا تتناسب مع طبيعة المرأة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف تحج المرأة المسلمة كما حج الرسول؟
الاجابة على هذا السؤال المهم من خلال السطور التالية
«صحابيات حول الرسول»
في البداية أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، على أنه لا فضل للرجل على المرأة المسلمة في الحج، إلا بالتقوى والعمل الصالح، لما جاء في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة”.
وأكد “كريمة” على أن أزواج النبي والصحابيات من أزواج وبنات الصحابة الأجلاء شاركوا النبي صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع، بل حرص النبي أن تحج معه في حجة الوداع كل نسائه، وهي الحجة التي أوصى بها النبي كثيرًا بالنساء.
وأضاف “كريمة” أن هناك شروطًا وضوابط للحج ينبغي على كل امرأة مسلمة أن تلتزم بها، حتى تكون مناسكها متطابقة ومتوافقة مع هدي الرسول أولها إخلاص النية لله، والحرص على أداء المناسك كما أداها رسوله لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه مسلم.
ومن هدي الرسول في الحج ألا تخرج المرأة للحج بدون محرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” متفق عليه، والمحرم هو الزوج، وكل من تحرم عليه المرأة تحريمًا دائمًا بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة.
كما ينبغي على المرأة أن تلتزم بالضوابط الشرعية في لباس الإحرام، علمًا بأنه ليس هناك لبس بعينه لإحرام المرأة المسلمة، وإنما فقط تحري الضوابط الشرعية، والحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة والمزخرفة.
كما يحرم على المرأة المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، سواء كان في البدن أو في الثياب، وكذلك يحرم عليها إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر، كما يحرم علىها لبس البرقع والنقاب، ولبس القفازين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين» رواه البخاري.
ويجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف أن الحيض لا يمنع الإحرام، فالحائض تحرم، وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت الحرام، فتؤخر الطواف إلى أن تطهّر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه، فالواجب عليها الرجوع لتحرم من الميقات، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها.
«حج النساء جهاد في سبيل الله»
وفي نفس السياق قال فضيلة الشيخ مصطفى العطفي وكيل وزارة الأوقاف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، إن حج المرأة المبرور يعد من أفضل أنواع الجهاد في سبيل الله لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا ولَكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور”.
وأضاف “العطفي” أنه يتعيّن على المرأة أن تؤدي المناسك كما أداها الرسول، والتي تبدأ بيوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، فعلى المرأة أن تغستل وتحرم وتلبي لله تعالى بقول النبي صلي الله عليه وسلم: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وبعد الإحرام والتلبية تخرج إلى مِنى، وتصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية لركعتين بدون جمع.
وتتوجه المرأة المحرمة إلى «عرفة» مع بزوغ شمس اليوم التاسع، وتصلي بها الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في وقت الظهر، وتلبي لله في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة حتى غروب الشمس، ثم تنتقل من “عرفة” إلى المزدلفة، وتصلي بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وتمكث بها إلى صلاة الفجر، داعية مبتهلة لله تعالى.
وقبل شروق شمس يوم العيد تنطلق المرأة المحرمة من المزدلفة إلى مِنى لإتمام المناسك والتي تشمل رمي جمرة العقبة بسبع حصيات مع التكبير والتهليل مع كل حصاة.
كما تقوم بذبح الهدي بعد ارتفاع الشمس، ثم تقوم بتقصير شعرها ولو بقدر أنملة، وبعد ذلك تعود إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، ثم تقوم برمي الجمرات في أيام 11، 12، 13 بعد الزوال إذا أرادت التأخر، أو في يومي 11، 12 إذا أرادت التعجل، مع المبيت بمنى تلك الليالي.
وأخيرًا تقوم المرأة بأداء طواف الوداع، لتنتهي بذلك من أعمال الحج، ولتعلم المرأة المحرمة أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك وتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.وشدد الشيخ مصطفى العطفي على أنه ليس على الحائض والنفساء طواف وداع، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء.
*الدستور ووكالات .
