العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
في خطوة هي الأولى من نوعها انطلقت من وسط قطاع غزة أول محطة اذاعية متخصصة في طرح قضايا المرأة الفلسطينية، لتقدم بأسلوب مميز عبر برامجها صورة مختلفة للمرأة، وترصد الدور الايجابي لها في مختلف مناحي الحياة، لتعطي نماذج ملهمة في قوتها ونجاحها وصلابتها.
بهاء عابد مدير الإذاعة قال : أن إذاعة “حوا إف ام” انطلقت في الخامس من شهر أغسطس/ آب، لتستهدف الجمهور في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى أن الاستعداد لهذا الانطلاق بدأ قبل عام تقريباً”.
وتابع “حوا إف ام” هو ثمرة عمل دؤوب لشباب فلسطيني مثابر، ومدرك للصعاب التي يواجهها، ومن هنا جاءت الفكرة بإنشاء الإذاعة النسوية الأولى من نوعها مخصصة لكلّ ما هو متعلق بالمرأة والطفل الأسرة، وتبعد قدر المستطاع عن الجوانب السياسية، نظراً لتعدد المحطات الإذاعة المتعلقة بهذا المجال”.
وأشار عابد إلى التجهيزات الفنية، واستيراد جهاز الصوت من بلد المنشأ، واختيار الطواقم الإعلامية والفنية، والإشراف على تدريبها، أستغرق وقتًا طويلاً”.
ونوه إلى أن غالبية المحطات الاذاعية تكتفي بحصر المرأة في زاوية ضيقة من التغطية، ومن هنا جاءت الإذاعة لتعطي المرأة مساحة أكبر للتعبير عن موقفها تجاه كافة القضايا المطروحة في الساحة الفلسطينية”.
وابدى عابد سعادته إزاء التفاعل الجيّد مع الإذاعة معتبراً أن ذلك يدفع الطاقم نحو المزيد من الإنجاز، خاصة مع إيمان الطاقم بأن جهود الإذاعة هي تكميلية لعمل مؤسسات المجتمع في قطاع غزة، فهم بإمكانهم إيصال رسالتهم بشكل قوي من خلال الإذاعة، وكل هذه الجهود تسهم في تعزيز الهدف الأسمى في رفع صوت النساء.
وعن طبيعة البرامج يضيف عابد أنها منوعة ما بين ترفيهية وثقافية ومجتمعية مختصة بالمرأة، لافتاً ان هذا التنوع اكسب وخلق مزيداً من التواصل والتفاعل مع المواطنين الفلسطينيين والعرب بشكل عام.
وأوضحت( براء علي) مذيعة ومعدة برامج في إذاعة “حواء اف ام لـ “أمد”:” ان الإذاعة شهدت تطوراً ملحوظا بعد سنوات من العمل والخضوع للتدريب المستمر لطاقم الاذاعة، مشيرة إلى أن هذه الاذاعة جاءت بهدف إيجاد اعلام نسوي منظم قادر على الدفاع عن قضايا امرأة بكل اشكالها”.
وأشارت إلى أن إذاعة “حوا اف ام” تهدف على الصعيد الإعلامي إلى تقديم محتوى فريد وجديد من خلال آلية التقديم والإعداد، أما على الصعيد الأسري فتسعى إلى محاولة إنشاء أسرة آمنة، من خلال التركيز على المراحل العمرية لكلا الجنسين، وتوعية كل منهم بمراحله”.
وأضافت علي ” تلعب إذاعة “حوا إف ام ” دوراً هاماً على صعيد المرأة من خلال عمل جهاز نسوي قادر على إيصال صوته دون خوف، مع توعيتهن بحقوقهن الدينية والمجتمعية والقانونية إضافة لتعريفهن بواجباتهن”.
ونوهت إلى أن إذاعة “حوا إف ام” تطرح القضايا المختصة بالمرأة بطريقة متوازنة وحيادية وبشفافية عالية لكلا الجنسين المرأة والرجل، من خلال توعية الجنسين بالحقوق التي لديهم والواجبات التي عليهم، بهدف خلق بيئة أسرية أمنة، منوهة أنه ضمن فريق عمل الإذاعة بعض الزملاء من باب الايمان بأن لكل واحد دور يكمله الاخر”.
وأكدت علي على ضرورة وجود اعلام متخصص في مختلف المجالات، ليسلط الضوء على قضاياه، ويقدم ويناقش ويطرح ويتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة في العديد من الموضوعات المتخصصة الكثيرة التي تهم ويعاني منها مختلف شرائح المجتمع، بهدف المساعدة في توعية الأفراد في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم”.
بدورها ابتسام أبو شمالة مذيعة في إذاعة “حوا إف ام” أكدت ان الاذاعة تسعى إلى تقديم محتوى أسري متخصص يهتم ببناء الأسرة الفلسطينية ككل، ونؤكد على التكامل بين دور الرجل والمرأة في المسئوليات المجتمعية، وعلى أهمية التوازن في الأدوار، كذلك تعزيز مبدأ الشراكة في الحقوق والواجبات بين كليهما”.
وأكدت أن طريقة وأسلوب طرح القضايا المتعلقة بالمرأة يختلف عن مختلف المجالات الأخرى، خاصة مع وجود العديد من القضايا الحساسة في مجتمع محافظ، ، وهذا يتطلب المزيد من الجهد لإيصال صوتها للمجتمع، وتحسين صورتها السلبية، وعرض صورتها الايجابية”.
ونوهت إلى أن أهمية وجود اذاعة متخصصة بالمرأة ، لأن اعلامنا للأسف لم يعطي للمرأة حقها بالمستوى المطلوب، ولم يتحدث عن كافة مجالاتها ،ويحصرها دائما في زاوية ومساحة ضيقة في التغطية، والمرأة هي قلب المجتمع فإذا صلح القلب صلح باقي الجسد، لذلك كانت الحاجة ماسة لصوت نسوي متخصص يسعى إلى تغيير الصورة النمطية عنها وإبراز الجوانب المشرقة فيها”.
من جانبه يقول الدكتور نعيم المصري استاذ الاعلام في كلية فلسطين التقنية :” الاعلام المتخصص أصبح ضرورة العصر لا يمكن الاستغناء عنه في ظل النمو والتطور والثورة التكنولوجية وتعقيدات الحياة العصرية والتعدد والتنوع الثقافي والفكري لدى الجماهير سواءً من حيث الفئات ( كالأطفال والشباب والمرأة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ) أو من حيث اختلاف درجة اهتمامها وفقاً للقضايا والموضوعات كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والصحية والرياضية والأدبية والفنية والسياحي
وأوضح أنه يجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تمارس دوراً أكثر فاعلية في الاهتمام بقضايا المرأة وإبراز الجوانب الايجابية، وعدم التركيز فقط على الدور السلبي للمرأة وحصره في تربية الأبناء وإعداد الطعام من خلال طرح نماذج مشرقة تعزز الصورة الذهنية الايجابية للمرأة ودورها الاجتماعي والنضالي وقدرتها على المساهمة في البناء والتطوير، على اعتبار أنها ركن أساسي من مقومات المجتمع .
وأشار المصري الى ضرورة تركيز الإعلام على الأسلوب الدرامي، مشيراً إلى الدراسات العلمية أثبتت أن الدراما من أكثر الأشكال والأساليب المحببة لدى الجمهور لما تتمتع به من قدرة على جذب انتباه وإثارة اهتمام الجمهور، ومن ثم التأثير والتغيير في الرأي والسلوك نحو الأفضل.
وتابع ولكن للأسف نظراً للتكلفة العالية التي يتطلبها الإنتاج الدرامي من مسلسلات وتمثيليات ومسرحيات يتم اللجوء إلى استخدام أساليب أخرى مع أهميتها كالبرامج والمسابقات والحوار والندوات والنقاش والأخبار والترفيه وغيرها، لأنها أقل تكلفة وأسرع في الإعداد والإنتاج.
ويرى المصري أن الإعلام المتخصص في فلسطين يتسم بالندرة والعشوائية، ورغم ذلك هناك بعض المؤسسات تحاول أن توجد لها مكان بين الإعلام المتخصص، وأصبحت نواة للإعلام المتخصص مثل شبكة أمواج في مجال الإعلام الرياضي وشبكة حواء لإعلام المرأة والجريدة الاقتصادية للإعلام الاقتصادي وفرسان الإرادة لذوي الاحتياجات الخاصةوحول مدى اهتمام الاعلام الفلسطيني بقضايا المرأة قال :” الاهتمام بقضايا المرأة الفلسطينية نادر وقليل ولا يتيح مساحة ووقت كافي، وإنما يكتفي بخبر أو بصفحة ضمن صحيفة يومية أو أسبوعية أو برنامج ضمن إذاعة أو قناة تلفزيونية عامة، بالإضافة إلى التعرض السطحي والعام لقضايا المرأة الفلسطينية دون السبر في أغوار الموضوعات والتعمق في نقاش تفاصيل الموضوعات والتركيز على بعض الموضوعات وتكرار الحديث عنها دون الموضوعات الحيوية الأخرى”.وحول انطلاق اذاعة “حواء اف ام” أكد نعيم أنها تجربة رائدة ونوعية في خدمة الإعلام المتخصص بقضايا المرأة، مستثمرة تكنولوجيا الإعلام الحديثة وتسخرها لتعزيز دور المرأة الايجابي، وتسليط الضوء على الموضوعات ذات الاهتمام الخاص التي تلامس هموم ومشاكل وطموحات وآمال المرأة الفلسطينية والعربية للنهوض بواقعها ودورها لبناء جيل ومجتمع أفضل .يذكر أن إذاعة “حوا إف ام” هي شبكة تختص بالإعلام النسوي، انطلقت في العام 2013، وتعمل بشكل فاعل على الشبكة العنكبوتية، وبالتالي يعد انطلاقها على موجات الــ FM، نقلة جديدة في إطار عملها الإعلامي.
أمد/ترنيم خاطر
