الرئيسية / أخبار / «المرأة الحديدية».. أول سيدة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا
مارجريتتتتتت

«المرأة الحديدية».. أول سيدة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا

تستعيد ذاكرة اليوم حدثاً استثنائياً، توّجت خلاله سيدة أول رئيسة لوزراء بريطانيا، لتبدأ بعدها بحصد الأرقام القياسية التي تجاوزت كونها سيدة لتصل إلى أول رئيس وزراء يعاد انتخابه 3 مرات متتالية، ليلقبها أنصارها ب «المرأة الحديدية». ويصادف اليوم ذكرى وصول مارجريت تاتشر إلى رئاسة الوزراء البريطانية في العام 1979، لترسم بسياستها المثيرة للجدل وتعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة ملامح مرحلة دولية جديدة عرفت منتصف الثمانينات بسياسيات«النيوليبرالية»، لتتحوّل بعدها تاتشر إلى ظاهرة في عالم السياسة خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
«ابنة البقال» كان هذا «الاسم الحركي» الذي لجأ معارضوها ومنتقدوها لاستخدامه عند الإشارة إليها، معتقدين أن تذكيرها الدائم بأصولها البسيطة يتسبب في مضايقتها، لكنها كانت دائمة الامتنان لتأثير والدها في شخصيتها وتربيتها الجادة التي كانت سبباً في صرامتها التي اشتهرت بها، وقناعتها الكاملة بتنفيذ أي قرار، مهما كانت الصعوبات أو التكلفة.
درست تاتشر الكيمياء بمنحة تفوّق في جامعة أوكسفورد، كما درست إلى جانبها القانون لتحصل على درجتين علميتين في الكيمياء والقانون، واشتهرت بتفوّقها الدراسي، وشغفها بالقراءة التي وفّرت لها ثقافة واسعة ساعدتها كثيراً في اعتراك الحياة السياسية.

عملت تاتشر لعدة سنوات في القطاع الكيميائي، والمثير أنها كانت واحدة من أوائل المبتكرين الذين دشّنوا مشروعاً لتطوير تقنية تمنع المثلجات من الذوبان، لكنها سرعان ما انشغلت بالعمل السياسي، وفي العام 1950 كانت أصغر عضو في حزب المحافظين. وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت في العام 1959 في الفوز بعضوية مجلس العموم، لكن أول ظهور مؤثر لها في الساحة السياسية كان عند حملها حقيبة وزارة التعليم بحكومة إدوارد هيث في العام 1970 إذ عملت على رسم سياسة تعليمية جديدة غيّرت تماماً السياسة السابقة عليها التي انتهجتها عشرات الحكومات، وفيها وجّهت الاهتمام إلى المراحل الأولى من التعليم، كما عملت على زيادة أعداد المعلمين المؤهلين، وهنا بدت شخصيتها القوية الصارمة تتضح للجميع إذ تمتعت بمقدرة خاصة على مواجهة الانتقادات، كما نجحت في تخطي العقبات أمام سياستها التعليمية الجديدة حتى نجحت في إقرارها من مجلس العموم.
كان فوز تاتشر برئاسة حزب المحافظين 1975 أولى معجزاتها السياسية إذ تعتبر أول سيدة تترأس الحزب الأكثر عراقة في التاريخ السياسي البريطاني، وقادته بنجاح إلى فوز كاسح بالانتخابات البرلمانية عام 1979 على غريمه التقليدي حزب العمال.
كان قرارها بمنع التوزيع المجاني للحليب على الأطفال أولى المواجهات القاسية في سدة الحكم، وبسببه شنت ضدها حملة شعواء لقبتها ب «سارقة الحليب» واضطرت تحت الضغط الشعبي المتزايد عليها إلى التراجع عنه. أما أصعب المواجهات فكانت مع الإضرابات العمالية التي استمرت عاماً كاملاً احتجاجاً على رفض الحكومة تعديل برامج مجلس الفحم الحجري التي كانت تعني إغلاق المناجم.
وبقيت مواجهتها الصارمة ضد المضربين عن الطعام من أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي الأكثر خطراً على سلامتها الشخصية إذ تسبب ذلك في إثارة موجة من السخط حتى في أوساط المعتدلين المؤيدين لها، وكانت سبباً في تعرضها لمحاولة اغتيال فاشلة بقنبلة خلال انعقاد مؤتمر حزب المحافظين في «برايتون» عام 1984.وبالرغم من سياستها المثيرة للجدل نجحت تاتشر في الاحتفاظ بمنصبها لأكثر من 11 عاماً بعد إحراز بريطانيا نصراً كبيراً في «حرب الفوكلاند» ضد الأرجنتين. ومع بداية التسعينات تراجعت شعبيتها كثيراً بسبب سياستها المالية، فاضطرت إلى تقديم استقالتها من زعامة الحزب، ومغادرتها مجلس العموم 1992، ومن ثم حصولها على لقب «بارونة» وانضمامها لعضوية «مجلس اللوردات» حتى رحيلها في العام 2013.

شاهد أيضاً

كويتن

الكويتيون زاد عددهم إلى 1.545 مليون نسمة

كشفت أرقام حديثة صادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء، عن أن عدد سكان الكويت وصل إلى …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com