أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / هل تكثر المشكلات عندما تكون المرأة هي مصدر الدخل؟
2016_11_7_15_58_5_685

هل تكثر المشكلات عندما تكون المرأة هي مصدر الدخل؟

العصفورة نيوز: تناولت المسلسلات السورية وغيرها حال الأسر التي تدير المرأة أمورها المالية، وتكون هي العاملة التي تسرف المال حين يكون زوجها عاطلاً عن العمل وتصورنها على أنها امرأة متسلطة قوية، تريد أن تكون كلمتها هي الأساس، وتفرض رأيها وقوانينها الخاصة، فهل هذه النظرة صحيحة، أم أنها تحمل كثيراً من المبالغة؟

فالمرأة نصف المجتمع, هي الأم الحاضنة المربية العاملة المناضلة, لها حقوق وعليها واجبات قد لا تختلف كثيرا عن الرجل إلا في بعض الشكليات في سائر الحياة العامة ,فهي مسؤولة تماما مثل الرجل عن تربية الأبناء ,وتقاسم الرجل في إدارة شؤون البيت ,واليوم تطور الأمر كثيرا وأصبحت تنافسه في مجال العمل فمن النساء من تسلمت مناصب عليا في المجتمع , ولاشك أن للأزمة المالية التي نمر بها حالياً،وإنْ كان لها تأثير مباشر على الجميع، إلا أن النساء هن الأكثر تأثراً بها، فعندما تحدث أزمات مالية؛ يحدث تلقائيًّا تغيير مادي على دخل الأسرة بدءًا من الزوج الذي يقل دخله، وانتهاءً بالأبناء الذين يتأثرون تلقائيًّا بذلك، مما ينعكس في النهاية على الحالة الوجدانية للرجل وتكون النتيجة إصابته بكثير من الأمراض نتيجة الأعباء المتزايدة عليه.

خاصة إذا كانت زوجته من النوع الذي لا يقدر المسؤولية، وأن كل ما يهمها الحصول على الأموال بأي وسيلة، هذا متعارف عليه، ولهذا فكثيراً ما يطرح هذا التساؤل الذي يعتبره بعضهم بلا حل ويقولون إن المرأة لا يهمها كيف يدبر الرجل المال، كل ما يهمها أن تحصل على ما تريد,فما هو دور المرأة وما هو دورها في المجتمع وكيف تكون إدارة المرأة لبيتها في الأزمات , وفي تقاسم المسؤولية في تربية الأبناء ،وفي مصروف البيت, الحرب آثارها على دور المرأة في المجتمع؟.

حين تكون المرأة هي المنفقة

ماذا سيحدث لو أن زوجك دخل المنزل بدون قائمة الطلبات المدرجة على ورقة يحملها مغناطيس لطيف على شكل حبات الفواكه يلصقها بجدار الثلاجة ,مكتوب عليها الاحتياجات اليومية ,حتى أن كثيرا من الرجال أصبح يفضل أن تناوله زوجته ما يحتاج من الثلاجة خوفا من أن يتصادم بتلك الورقة ,وبعضهم وصفها بأنها “تسد نفسه عن الأكل والشرب” وآخرين قالوا بمجرد أن تتعطل الثلاجة نتركها لفترة أطول في ورشة ،التصليح كي لا نرى تلك الورقة, ولكن هذا ليس الحل فقد عمدت النساء إلى حلول أخرى كأن تلصق الورقة خلف باب المنزل ليراها الزوج وهو خارج، أو أن تكتبها له بالطبشور على لوح أطفالها ما تريد.

مثال للمرأة المتسلطة

عندما كنت في زيارة لإحدى قريباتي رأيت في المنزل المجاور رجلاً وقد وقف لنشر غسيل المنزل ثم عاد ليبدأ بتنظيف البرندا، وهنا دهشت كثيراً لكنني شعرت بالسعادة لأن هذا الرجل مثالٌ للتعاون بين الزوجين العاملين، إلى أن قريبتي قالت لي بأن هذا الرجل لا يعمل وبأن زوجته هي التي تعمل ولهذا فهو يقوم بالعمل ريثما تعود من عملها، وأن هذه المرأة متسلطة فأحببت أن أتعرف على الوضع عن قرب، فذهبت وقريبتي إلى منزل الجارة وحين دخلنا أشارت للرجل بالخروج. وما إن خرج الزوج حتى بدأت بالحديث عن انجازاتها ومساهماتها في المنزل وعن الأعباء الكبيرة التي تقع على عاتقها، وفعلاً أخذت بالتباهي في معاملتها لزوجها العاطل عن العمل، وكيف أنه لا يستطيع أن يرفض لها طلباً، ليس محبة بل لأنها هي التي تتعب في العمل.

كما ذكرت لنا عدداً من الحالات المماثلة لحالتها، وكيف أن الأزمة التي نمر بها قد قلبت بعض الأدوار،لم أكن أتوقع أن أرى هذه النماذج سوى في المسلسلات والأفلام، ولكن على ما يبدو أن ما تعرضه المسلسلات واقع موجود في مجتمعنا.

في الأزمات

الزوجة التي تراعي الظروف وتقف بجوار زوجها في الشدة وأصعب الأزمات من وجهة نظر الاختصاصية بعلم النفس رجاء محمود هي التي تكون نشأتها الاجتماعية صالحة، ويقال عنها زوجة أصيلة؛ تستطيع أن تعبر مع زوجها الأزمات، حتى وإن طالت مدتها، تكون هي العون والمدد له لاجتيازها، لأنها تضع مستقبل أسرتها وأبنائها وزوجها هدفها الذي تحارب من أجله وتحافظ على بقائه, وتلك الزوجة يحصل زوجها منها على الدعم النفسي، بل وأحيانًا المادي عندما تفكر في أي وسيلة لتعوضه ماديا عن خسارته، أو فقدانه لعمله خاصة إن كان لديها مصدر رزق خاص بها، فتتجاوز الأزمة معه بسرعة، وإن استمرت الأزمة طويلاً تعمل جاهدة على ألا يشعر الأبناء بها وكل المحيطين أيضًا.

نساء حفرن في الصخر من أجل الحياة

على النحو الآخر هناك نساء سطروا التاريخ ببطولاتهم ونضالهم المستميت من أجل الوطن والأسرة ,ويشهد العالم أجمع اليوم على دور المرأة السورية في صمودها وتحملها مهانة لقمة العيش في ظل الأوضاع التي تعصف بنا ,وليتركوا بصمات واضحة في تحملهم مشقة العيش ,والحرمان والصبر على ما يصيبهم من آلام وأحزان ستجعل منهم أسطورة يتحاكى بها مؤرخو التاريخ .

أم رامي الأم التي فقدت اثنين من أبنائها شهداء، وقد تهجرت من منزلها وتركت أرضها، ولكنها تتمتع بروح ومعنويات عالية, تعيش على أبسط حال, وبكل شموخ وصبر ,في البداية حاولت مواساتها ولكنها أصرت على مواساتي ,وحمدت الله كثيراً على ذلك قائلة: “لقد كنت في منزلي الكبير والآن أنا مستأجرة غرفة صغيرة هنا ولا يختلف ذلك عن هذا المهم أنني لم أغادر وطني وزوجي ومستعدة على أن أتقاسم معه التراب ولن أتركه” .

وتوافقها في الرأي أم سمير موظفة والتي تحملت أعباء المسؤولية الكاملة في بيتها بعد إصابة زوجها بمرض عضال حال دون عمله ,فهي تعمل في الصباح وتعود إلى البيت وتواصل عملها كأي ربة أسرة بالإضافة إلى رعاية أبنائها الذين يصغرهم ربيع الطالب في الرابع الابتدائي ,أم سمير لم تشكُ أبدا ولكنها سعيدة بنضالها من أجل الأسرة السعيدة التي تحاول دائما إدخال البسمة والسرور على شفاههم.

لم تختلف عنهم أم هاني التي استشهد زوجها تاركا خلفه أربعة أطفال أكبرهم لا يتجاوز الخمسة عشر ربيعا ,وبيت لم يكتمل بناؤه سوى غرفة وحمام ومطبخ صغير وعن السنين الأولى التي مضت عليها بعد استشهاد زوجها تقول: لقد عشت أصعب أيام حياتي بعد المرحوم وبصراحة مر علينا أكثر من سنة ولم نعرف كيف ندبر طعامنا ,سوى ما قسمه لنا الله من مساعدات أهل الخير ,وبعد أن استلمت مبلغ الاستحقاق لزوجي الشهيد ,حرمته على نفسي وأنفقته على أولادي بالإضافة ثم جاءت وظيفتي، والآن كما ترى أمورنا والحمد لله جيدة.

وكذلك تقول نوال التي أصيب زوجها إصابة بالغة لم يستطع بعدها العمل، فقالت : لقد استلمت الأمور المادية وتأمين متطلبات المنزل، وخرجت للعمل في محل لخياطة لأستطيع تأمين لقمة عيشنا، وأعود إلى المنزل وأعمل أيضاً في “عمل المؤونة لبعض المحال كتقطيف الملوخية، وغيرها من أمور الخضار والفواكه، وهو عمل متعب لكن لابد أن أقوم به لأستطيع تأمين المال اللازم للمنزل.

نظرة للمرأة تغيرت

المرأة السورية  لا تختلف عن سائر نساء العرب فقد كرمها الله بعزة نفس بنت حصنا منيعا في وجه العازة والفقر ما جعل منها إنسانة لا يعتريها الخوف والطمع والجشع وترضى بما يقسمه الله من رزق توزعه بين أولادها وقد تحرم نفسها منه أحيانا لتجدد بناء أجيال ,لم نمدحها كثيراً ومهما فعلت لن نكافئها ,ولكن نحاول أن نستخدم عبارات تليق بمكانتها ،وإن عجز اللسان في كثير من الأحيان لمنحها حقها الطبيعي في التعبير .

في المجتمع الشرقي الرجل هو المسؤول الأول والأخير عن مصاريف البيت والزوجة في مفهومه القديم أنها لا تتجاوز حدود ربة البيت , ولكن بعد الانفتاح الكبير التي طرأ على المجتمعات العربية ،جعل الرجل أكثر تفهما لاقتحام المرأة مجال العمل ,وعند بعضهم الآخر أصبح خروج المرأة للعمل حاجة ضرورية وملحة لبناء اجتماعي سليم أساسه التكامل الاجتماعي الاقتصادي لتوفير المناخ السليم لتربية الأولاد ومراعاة متطلباتهم واحتياجاتهم المتزايدة.

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com