الرئيسية / أخبار / د.سناء على العصفور تكتب :”الكوتا” حل عملي لمواجهة تهميش المرأة العربية
د.سناء العصفور
د. سناء العصفور

د.سناء على العصفور تكتب :”الكوتا” حل عملي لمواجهة تهميش المرأة العربية

العصفورة نيوز:منذ أيام قليلة ،أعلن الأمين العام للأمم المتحدة القادم أنطونيو غوتيريش تعيين النيجيرية أمينة محمد نائبة له، والبرازيلية ماريا لويزا ريبيرو فيوتي رئيسة للديوان. وفي بيان صادر عن مكتبه أعلن غوتيريش أيضا نيته استحداث منصب المستشار الخاص للسياسات لتشغلة الكورية الجنوبية السيدة كانغ كيونغ-وا. وقال بالنص: “يسعدني أن أعول على جهود هؤلاء النساء الثلاث اللاتي يتمتعن بدرجة عالية من الكفاءة ، واللاتي تم اختيارهن استنادا إلى خلفياتهن القوية في مجال الشؤون العالمية، والتنمية، والدبلوماسية، وحقوق الإنسان والعمل الإنساني. وأضاف، “تشكل هذه التعيينات أساس فريق عملي، والذي سيتم بناؤه في احترام لتعهدي بالمساواة بين الجنسين والتنوع الجغرافي.”..ويتزامن مع هذا القرار الدولي المهم ، نموذجا حديثا يكشف حقيقة وضع النساء في منطقتنا العربية من جانب حكومة الحريري الجديدة في لبنان التي أعلنت قبل أيام استحداث وزارة تتعلق بشؤون المرأة، تولاها رجل، كما لم تضم الحكومة سوى امرأة واحدة وهي عناية عز الدين كوزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، غير أن الحريري وعد بالعمل بجدية كبيرة، لإقرار قانون انتخابي جديد يتضمن بند “الكوتا”، بما يضمن تمثيل المرأة في الحياة السياسية،وهذا بالفعل يتطلب وقتا أطول ،ولكننا عزيزي القارئ لا زلنا في لبنان كنموذج حي وحديث،فلم تمثل المرأة في الحكومة اللبنانية السابقة إلا بسيدة واحدة، هي القاضية أليس شبطيني، التي تولت وزارة المهجرين، وفي حكومة عام 2009 تواجدت وزيرتان، ومثلهما في حكومة 2004،أما في البرلمان الحالي، فتوجد 4 نساء فقط من إجمالي 128 نائباً، ما يعني أنهن لا يملكن سوى 3% من إجمالي المقاعد النيابية، بينما مؤتمر بكين كان قد اقترح وصول 38 امرأة إلى البرلمان للوصول إلى التمثيل العادل للنساء،ومن بين 74 حكومة تعاقبت على لبنان، بداية من العام 1942، لم تنضم سوى 7 وزيرات فقط، ومعظم النساء اللواتي دخلن السياسة في لبنان من عائلات سياسية، مثل ستريدا جعجع، زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبهية الحريري شقيقة رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005، إضافة إلى نايلة معوض زوجة الرئيس اللبناني رينيه معوض الذي اغتيل عام 1989، والنائب نايلة تويني التي دخلت البرلمان عقب اغتيال والدها جبران تويني عام 2006..فرغم شهرة المرأة اللبنانية في مجالات الفن والإعلام وعالم الأعمال، لكنها تعاني من التهميش في الحياة السياسية، حيث تأتي لبنان في المركز قبل الأخير من ناحية التمثيل السياسي للمرأة، بحسب تقرير “الفجوة بين الجنسين”، الذي أصدره منتدى الاقتصاد العالمي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.هذا التقرير أحدث صخباً واعتراضاً واسعاً في الشارع اللبناني، محركاً مساعٍ تهدف بالدرجة الأولى إلى إقرار مشروع “الكوتا” النسائية في الحياة السياسية.واقترحت بعض الهيئات الناشطة في مجال حقوق المرأة إقرار “الكوتا” النسائية كمشروع مؤقت، لزيادة نسبة مشاركة النساء في الانتخابات اللبنانية، أسوة بدول متقدمة، مثل: فرنسا وإسبانيا..وبالفعل فإن ما يحدث في لبنان بشكل مباشر لا يقل خطورة على وضعية دور النساء في البلدان العربية المجاورة ،فنسبة مشاركة المراة في الحياة السياسية ضعيفة للغاية ،ووجودها في البرلمان يكاد يكون معدما ولا تتخطي أعدادهن أصابع اليد الواحدة أو ربما اقل بكثير في بعض البلدان ،والامر لا يقتصر على السياسة فقط ،بل يمتد الى المحليات ،و النقابات العمالية ،فقد شاهدنا نماذج تولي أمانات المرأة رجال في بعض “الإتحادات” ،كما يتم تهميشهن في كل الأدوار والمواقع ،ويجري إستخدامهن فقط كديكور أمام المنظمات الدولية وجهات حقوق الإنسان،وهو ما يمثل خطورة كبيرة وحرمان نصف المجتمع من العمل والمشاركة في عملية البناء والتنمية والتنوير ،وهو الأمر الذي يعيد إلى أذهاننا فكرة “الكوتة” كحل مبدئي للأزمة ..ولعلني الأن أتذكر أنه في العام 2000 قامت لجنة الفرص المتساوية( The Equal Opportunities Commission EOC) ، التي أنشأها البرلمان البريطاني في العام 1976، كبيت خبرة في مجال متابعة قضايا المرأة، بدراسة مقارنة، راجعت فيها اللجنة كافة الوثائق والسياسات المتعلقة بالتمثيل السياسي للمرأة في بريطانيا وفي ست دول صناعية أخرى هي أستراليا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، السويد واسبانيا،وفي بعض البلدان العربية ،وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام أنظمة الكوتا عامل سياسي هام جدا في تحقيق فرص المشاركة للنساء.. إن بلداننا العربية مليئة الأن بالشخصيات والمنظمات النسائية التي تحمل على عاتقها ملف الدفاع عن حقوق نصل المجتمع ،الا وهي المرأة ،وهي مهمة شاقة تتطلب المزيد من العمل والتعاون من إجل حقوق المرأة التي كرما الله سبحانه وتعالي بتخصيص سورة لها وهي سورة “النساء ” ،كما أوصى رسلنا محمد عليه الصلاة والسلام بها …..*بقلم د.سناء علي العصفور.

شاهد أيضاً

سلوىالصباح

«طائرة» سلوى الصباح بطل كأس الناشئات

أحرز نادي سلوى الصباح لقب بطولة كأس الناشئات تحت 18 للكرة الطائرة بعد فوزه على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com