أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / نضال المرأة الفلسطينية منذ قيامها بأول مظاهرة في عام 1893 حتى الحِراك الحالي في فلسطين.
فلسطينية

نضال المرأة الفلسطينية منذ قيامها بأول مظاهرة في عام 1893 حتى الحِراك الحالي في فلسطين.

العصفورة نيوز:“يليق بنا كفلسطينيات حمل السلاح، ووجود المرأة في المعركة دليل على أن فلسطين لنا جميعًا، وأن المقاومة والنضال ليسا حكرًا على الرجال، لنكن معهم جنبًا إلى جنب، ولنعلنها انتفاضة ثالثة”.
تعليق إحدى الفتيات الفلسطينيات اللواتي شاركن في مواجهات ضد الاحتلال الإسرائيلي، على مشاركة المرأة الفلسطينية بجانب الرجل في الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتي تناولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأنها عودة من جديد لنضال المرأة الفلسطينية كما حدث قبل ذلك في الانتفاضة الأولى. لكن هل نضال المرأة الفلسطينية بدأ منذ الانتفاضة الأولى فقط أم كان للمرأة دور في النضال ضد الاحتلال قبل ذلك؟ في هذا التقرير إجابة عن هذا التساؤل، لنتعرف أكثر عن نضال المرأة الفلسطينية منذ قيامها بأول مظاهرة في عام 1893 حتى الحِراك الحالي في فلسطين.

المرأة الفلسطينية وثورة البراق

بدأت المرأة الفلسطينية الدخول في الحياة السياسية، في عام 1893، بقيامها بأول مظاهرة احتجاج ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين، وذلك نتيجة إقامة أول مستوطنة يهودية في قرية العفولة الفلسطينية، ومن هنا بدأت المرأة دخول الحياة السياسية نتيجة الأوضاع التي تمر بها فلسطين. ثم يأتي بعد ذلك دورها البارز في ثورة البراق 1929، بالإضافة إلى تأسيسها الاتحاد النسائي العربي في القدس، والذي كان له دور هام في “ثورة البراق”، وكان الهدف من إنشاء هذا الاتحاد هو “مناهضة الانتداب البريطاني والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني”، بجانب وجود أنشطة أخرى للاتحاد مثل لجنة الإسعافات الأولية لتقديم الخدمات للثوار الفلسطينيين ضد اليهود، وإنشاء مستوصف لعلاج الفقراء بالإضافة إلى نشر القضية الفلسطينية داخل وخارج العالم العربي، وكشف حقيقة “المشروع الصهيوني” في فلسطين، وعلى الرغم من أن دور المرأة الفلسطينية كان الهدف مُنه في هذه الثورة هو مساعدة الثوار فقط، لكن شهدت هذه الثورة سقوط تسع شهيدات من النساء منهن عائشة أبو حسن وعزيّة سلامة وجميلة الأزعر وتشاويق حسين.
وقد كان للمرأة دور هام، في ثورة 1936 عن طريق نقل الأخبار، والرسائل، والتحريض، وإخفاء الثوار، وقد شهدت هذه الثورة سقوط الشهيدة فاطمة غزال.
2- المنظمة النسائية السرية “زهرة الأقحوان” ونكبة 1948
في الفترة من 1939 إلى 1947 كان للمرأة الفلسطينية دور هام في الحياة السياسية، والعسكرية، وذلك من خلال مشاركتها في الأحداث التي حدثت بين العرب واليهود خاصة بعد قرار تقسيم فلسطين. وقد كانت المرأة الفلسطينية حلقة الوصل بين الثوار، وفي خلال هذه الفترة ظهرت بعض الجمعيات، والاتحادات النسوية، بجانب مشاركة بعض من القيادات النسوية مثل سميحة خليل ويسرا البربري من أجل تحرير الوطن.
بدأ نشاط تنظيم “زهرة الأقحوان” في عام النكبة 1948 الذي تم تأسيسه على يد الأختين مهيبة وناريمان خورشيد، وقد كان نشاط هذا التنظيم يعتمد على النشاط الخيري في بداية الأمر، ثم تحول بعد ذلك إلى نشاط عسكري نتيجة استشهاد طفل فلسطيني على يد جندي في الجيش البريطاني.
وقد كان ظهور نشاط “زهرة الأقحوان” في يافا أكثر من أي مكان آخر بسبب الاشتباكات الدائمة بين سكان يافا العرب، وسكان تل أبيب اليهود. وظهرت خلال هذه الفترة أيضًا جمعية “التضامُن النسائيّ” وكانت تهتم بالتّمريض والإسعاف للثوار. ومُنذ حدوث النكبة بدأت المرأة تظهر بقوة من أجل النضال لتحرير الوطن، والإنسان الفلسطيني، وقد شهدت هذه الفترة استشهاد العديد من النساء لعل أشهرهن المناضلة حياة البلبيسي.
3- المرأة الفلسطينية والنكسة

كانت نكسة 1967 وضياع الضفة الغربية والقدس، ووقوعهم تحت الاحتلال الصهيوني سبب في حدوث تغيير كبير في نضال المرأة الفلسطينية. حيث خرجت المرأة الفلسطينية من دائرة المؤسسات، والجمعيات الخيرية إلى دائرة النضال الوطني الذي وصل إلى قمة نشاطه في تلك الفترة. وبدأت المرأة الفلسطينية تنضم إلى العمل المسلح والحركات الفدائية في فلسطين، مثل المناضلة عايدة سعد، والتي قامت بإلقاء قنبلة ضد الآليات الإسرائيلية الموجودة أمام مركز الشجاعية 1967، وفاطمة برناوي، التي اعتقلت بعد تفجيرها لقنبلة في سينما “صهيون”، وليلى خالد التي قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين، ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، وشهيدة حرب الأيام الستة شادية أبو غزالة التي استشهدت أثناء إعدادها لمتفجرة في تل أبيب في عام 1968، والشهيدة دلال المغربي قائدة المجموعة الفدائية، والتي قامت بتفجير حافلة إسرائيلية عسكرية، وقتل جنود إسرائيليين بداخلها وخارجها، والمناضلة فتحية عوض الحوراني التي داست الدبابات الإسرائيلية جسدها عام 1974، وصولا إلى تغريد البطمة التي استشهدت في عام 1980، بجانب وجود الكثير من المناضلات الفلسطينيات اللاتي ضربن المثل والقدوة في النضال من أجل تحرير الوطن.
4- دور المرأة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”
مشاركة المرأة في الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة”
لعبت المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى دورًا بارزًا حيث كان النضال السياسي في الماضي، يقتصر على النساء الناشطات فقط، لكن في هذه الانتفاضة تغير الحال، وشاركت جميع النساء، وقد ساعدت المرأة في هذه الانتفاضة عن طريق:
1- الدور الاجتماعي
: فقد قامت بإفشال خطة الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار الاقتصادي على القرى والمخيمات؛ حيث كانت تقوم بتهريب كميات كبيرة من الحليب والخبز، من أجل مساعدة الثوار في الاستمرار في النضال الوطني، وعندما قام الاحتلال بمنع الغاز عن المرأة الفلسطينية، قامت باستخدام الفرن البلدي “الطابونة”، من أجل توفير الطعام للثوار، بجانب استخدام المرأة الفلسطينية للتعليم المنزلي، من أجل استكمال تعليم الأطفال الصغار، وجعل العلم كسلاح في وجه الاحتلال بجانب تقديمها للمساعدات الصحية.
2- الدور السياسي:
ساعدت المرأة الفلسطينية على تحرير العديد من شباب وأبطال الانتفاضة وإنقاذ أعداد كبيرة من الثوار، وتهريبهم وتوفير أماكن لهم داخل البيوت أو الحقول، بالإضافة إلى خروج المرأة الفلسطينية للشارع من أجل المشاركة في الاعتصامات والمظاهرات ومقاومتها لقوات الاحتلال، وتقديمها لفلذات أكبادها من أجل تحرير الوطن، بجانب دورها في توعية المرأة الفلسطينية بأهمية دورها في المشاركة في الانتفاضة، وبسبب مشاركة المرأة الفعالة صرحت الإدارة الإسرائيلية بقولها: “إن الحرب هي الحرب وإن للنساء الفلسطينيات دورًا فعالاً في الانتفاضة لذلك لا بد من اعتقالهن وتعذيبهن إذ لزم الأمر لنزع الاعتراف منهن”. وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبالتحديد في عام 1987 حدثت أكبر عملية اعتقالات بحق النساء الفلسطينيات، وصلت إلى 3000 أسيرة فلسطينية.
3- الدور التنظيمي والنقابي
: قيامها بتشكيل العديد من اللجان في جميع أنحاء فلسطين، بهدف تكوين أكبر عدد من النساء للمشاركة في نشاطات هذه اللجان المختلفة، من أجل مقاومة الاحتلال الذي لعب دورًا هامًا، في استخدام سياسية التعتيم الإعلامي، لدور المرأة في القضية الفلسطينية، بالإضافة لتنظيمها لحملة مقاطعة للبضائع الإسرائيلية.
5- الانتفاضة الفلسطينية الثانية
الشهيدة ريم الرياشي
على الرغم من أن دور المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى”، كان أقل ووجدت قيود كثيرة عليها عكس مشاركتها البارزة في الانتفاضة الأولى، ويعود ذلك لظهور الحركات الإسلامية التي رفضت بعضها مشاركة المرأة، بحجة أن المرأة غير مؤهلة، لمثل هذه العمليات الفدائية، ولكن على الرغم من ذلك شهدت هذه الانتفاضة مشاركة للمرأة ولعل من أبرز هذه المشاركات ريم الرياشي أول فدائية تجهزها كتائب القسام الذراع العسكري لحماس، وكان تعليق الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس عن تنفيذ هذه العملية “أن عهد جهاد المرأة الفلسطيينة قد بدأ” بالإضافة إلى وفاء إدريس أولى الفدائيات في انتفاضة الأقصى بعد قيامها بعملية تفجيرية في عام 2000، وآيات الأخرس التي قامت بتفجير نفسها في متجر بالقدس الغربية في 2002، ودارين أبو عيشة وغيرهن، وقد بلغ عدد النساء اللاتي استشهدن خلال انتفاضة الأقصى 460 امرأة، وعدد حالات الاعتقال تقريبًا 900 امرأة.
6- الحراك الفلسطيني الحالي “الانتفاضة الثالثة”

الانتفاضة الثالثة “انتفاضة السكاكين”، وعودة المرأة الفلسطينية إلى قمة المشاركة في النضال الوطني، ووقوفها من جديد بجوار الرجل جنبًا إلى جنب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومن أجل تحرير فلسطين، ولعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تنقل صور الفتيات الملثمات في مواجهة قوات الاحتلال؛ وهن يرشقن الجنود بالحجارة دون خوف، حتى لو كان الثمن حياتهن، ولعل من أشهر الفلسطينيات التي تحولت إلى رمز وقدوة في هذه الانتفاضة هي الطالبة داليا نصار، التي أصابها جنود الاحتلال برصاصة في الصدر، وأصبح إخراج الرصاصة يمثل خطرًا على حياتها، وهي الآن تعيش وداخلها رصاصة، وما زالت الانتفاضة في فلسطين مستمرة حتى الآن، ومستمرة معها المرأة الفلسطينية في نضالها بجانب الرجل من أجل الدفاع عن الوطن واستقلال فلسطين.

شاهد أيضاً

محاسن

الأردن يؤكد دعمه لتمكين المرأة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي

مثلت الدكتورة محاسن الجاغوب، رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الأردني، المملكة الأردنية الهاشمية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com