الرئيسية / أخبار / ورقة تحليلة: انقطاع الطمث مرحلة طبيعية بحياة المرأة وليس مرضًا.. ولا حاجة للدواء
طمث

ورقة تحليلة: انقطاع الطمث مرحلة طبيعية بحياة المرأة وليس مرضًا.. ولا حاجة للدواء

توصلت خبيرات دوليات إلى أنّ النساء لسن كتلة واحدة، وتجاربهن في مرحلة انقطاع الطمث ليست سلبية بالمجمل، وأنه لا ضرورة لإضفاء الطابع الطبي على هذه المرحلة من الحياة.

في مقال تحليلي نُشر في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، ورد نقاش بين طبيبة التوليد مارثا هيكي من مستشفى النساء الملكي في فيكتوريا بأستراليا، وثلاث أساتذة في صحة النساء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، تناول المواقف الاجتماعية والثقافية لمرحلة الحياة عندما تنقطع الدورة الشهرية لدى معظم النساء، وهي عادة بين 45 و55 سنة، ورأين أن ثمة حاجة إلى “تطبيع” مرحلة انقطاع الطمث.

 

وكانت دراسة استقصائية عالمية أجريت في عام 2021، كشفت أن بين 16 إلى 40٪ من النساء يعانين من عوارض معتدلة إلى شديدة خلال انقطاع الطمث، مثل الشعور بالتعب والهبات الساخنة وصعوبة في النوم وآلام العضلات أو المفاصل. أما العلاج الشائع راهنًا للتخفيف من هذه العوارض هو العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، الذي يستخدم الأدوية لتعويض الهرمونات التي فُقدت خلال انقطاع الطمث، فتخفف بدورها من هذه العوارض. وأظهرت العديد من الدراسات فعاليتها بمساعدة النساء خلال هذه السن رغم وجود مخاطر جراء تناولها، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن يُعتقد أن الفوائد تفوق هذه المخاطر.

رغم ذلك، رأت هيكي والمشاركات معها أن العلاجات الفعالة، مثل العلاج التعويضي بالهرمونات مهمة لمن يعانين من عوارض مزعجة، لكن “العلاج الطبي قد يزيد من قلق النساء، واستيعابهنّ لهذه المرحلة الطبيعية من الحياة”.

وأضفن “أنّ إضفاء الطابع الطبي على انقطاع الطمث يهدد بضرب تجارب واسعة النطاق لنساء في متوسط العمر عشن هذه العملية الطبيعية عرض الحائط، وتحويله إلى مرض محدد بدقة يتطلب العلاج، ويميل إلى التأكيد على الجوانب السلبية لانقطاع الطمث”.

كما لفتت الخبيرات الأربع إلى أنه في حين “أنّ بعض النساء اللواتي يعانين من الهبات الساخنة الشديدة والتعرق الليلي يستفدن غالبًا من العلاج الهرموني لانقطاع الطمث، فإن معظم النساء يعتبرن انقطاع الطمث عملية طبيعية ويفضلن عدم تناول الدواء”.

الحذر الطبي من استخدام العلاج التعويضي بالهرمونات ليس بجديد. فقد بيّنت إليزابيث سيغل واتكينز، أستاذة تاريخ العلوم الصحية، في كتابها المنشور عام 2007: “إكسير الإستروجين: تاريخ استبدال الهرمونات في أمريكا”، أسباب الرواج المتزايد للعلاج التعويضي بالهرمونات والاستجابات له.

بالنسبة لواتكنز، لا تكشف مقاربة علاج انقطاع الطمث أين يقف العلم منه فحسب، بل موقف الثقافة عندما يتعلق الأمر بالنساء في منتصف العمر. وأشارت واتكينز إلى إي. كوست شيلتون، أستاذ الطب السريري في جامعة كاليفورنيا، الذي “روج للعلاج الهرموني طويل الأمد كحل لمشاكل النساء في منتصف العمر”، معتقدًا أن هرمون الاستروجين لن “يمنع فقط” تطور هشاشة العظام، وهي حالة شائعة تصيب النساء أثناء انقطاع الطمث، بل أنه سيساهم أيضًا بالحفاظ على المظهر الشاب، والسلوك الإيجابي، والزواج السعيد”.

يقتبس الكتاب من مقال كتبه شيلتون عام 1954، قال فيه إن نقص هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث “غالبًا ما يكون مصحوبًا بتراجع الجاذبية التي كانت تتمتع بها المرأة سابقًا.. وأنها تشعر بعدم الأمان والنقص، وأنها مهملة في معظم الأوقات خلال المرحلة التي تكون تشعر بالهشاشة الكبرى في حياتها الزوجية”.

 

وخلص تحليل مجلة الطب البريطانية إلى النتيجة عينها: “إن تطبيع الشيخوخة لدى النساء، والاحتفاء بالقوة، والجمال، والإنجازات التي حققتها النساء في منتصف العمر يمكن أن يغير السرد ويقدم نماذج إيجابية”.

شاهد أيضاً

خارححح

آن كويستنين: الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للكويت وهناك إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون

  شارك وزير الخارجية عبدالله اليحيا في الاحتفال السنوي بيوم أوروبا الذي أقيم بحضور رؤساء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com