الرئيسية / أخبار / حدث منذ أكثر من نصف قرن ..السندريلا تحاور الفيلسوف أنيس منصور والمايسترو صالح سليم ..ننشر نص الحوار
سعاددد

حدث منذ أكثر من نصف قرن ..السندريلا تحاور الفيلسوف أنيس منصور والمايسترو صالح سليم ..ننشر نص الحوار

منذ أكثر من نصف قرن استضافت مجلة الإذاعة والتليفزيون في مصر ثلاثة من نجوم المجتمع المصرى فى الأدب والفن والرياضة، فقد جمعت الزميلة فاطمة حسين بين الأديب الفيلسوف أنيس منصور والمايسترو صالح سليم والسندريلا سعاد حسنى، وجرى حوار بينهم كانت بطلته السندريلا التى ركزت فى حوارها على أنيس منصور، ورغم قلة مساحة الحوار مع صالح سليم سؤالا أو تعليقا إلا أن حديثه لم يخلُ من أهمية، خاصة اعترافه الشجاع لسعاد حسنى. عندما سألته عن ظهوره على الشاشة فقال: بصراحة أنا أعتقد أننى فشلت فى السينما.

 

بدأت سعاد حسنى المباراة بشخصيتها المرحة موجهة الحديث إلى أنيس منصور: هل تصوم؟

نعم

وما هى فلسفة الصيام؟

أن يمتنع الإنسان عن كل الطعام وعن كل كلام له رائحة الطعام.. فكما أن الطعام يجعلنا نفطر، فهناك كلام يجعلنا نفطر أيضا.. والصوم رياضة للجسم وللنفس أيضا..

هجومك على الستات

وعادت سعاد تقول:

الحقيقة أنا نفسى أعرف.. انت مشهور بهجومك على الستات.. ولكن بطلت تهاجم الستات بعد زواجك أو بالأصح أصبحت تتفادى الحديث عنهم.. فإيه يا ترى السبب؟

ورد أنيس منصور كأنه كان يتوقع هذا السؤال:

الحقيقة.. أنا لم أهاجم المرأة وإنما كنت أصارحها برأيى، والمرأة كما تعلمين لا تحب الصراحة، وترى أن الصراحة تجريح.. وحتى هجومى عليها كان نوعا من النقد الشائك فقط، والآن لم أعد أهاجمها وإنما فقط أتحدث إليها بعقل، ويظهر أنى لم أنجح، لأن المرأة لا تحب أن يتحدث إليها الإنسان بالعقل.. وعلى ذلك فلا أنا استرحت عندما هاجمتها ولا استرحت عندما ناقشتها.

لو كنت موجوداً

طيب وأصعب قول وجهته للمرأة؟

لو كنت موجوداً يوم بدء الخليقة لسألت الله: ولماذا يا ربى؟

وسكت أنيس منصور ثم قال:

الحقيقة أن الحياة بدون المرأة صعبة ومع المرأة أصعب.

وضحكت سعاد قائلة:

طيب ما انتم السبب..

فعلا

ووسط تفكير سعاد عن الستات والدنيا.. قالت:

طيب.. هل سيجيء الوقت الذى تصبح فيه حرية المرأة كحرية الرجل؟

أبدا.. إن المرأة مهما كان منصبها ومهما كانت مكانتها، تفضل أن تعطى حريتها كلها للرجل الذى تحبه، وهى سعيدة بهذا التنازل.

ولكن عايز أقولك إن الحرية الزائدة للمرأة ليست تعبيرا عن سعادتها، فالمرأة الأمريكية مثلا حصلت على كل حقوق الرجل، حتى أصبحت رئيسة لمجلس إدارة معظم الشركات.. هذه المرأة شقيت بحريتها.. شقية لأن الرجل أعطاها الحرية وكأنها لم تكن جادة عندما طلبت الحرية، ففوجئت بأن الرجل قد صدقها وضحك عليها وقال لها.. روحى انت حرة، فليست الحرية هى ما تريده المرأة، وإنما تريد الحنان والعطف.
وهزت سعاد رأسها يمينا وشمالا كلاعب فقد الكرة فجأة.. ثم قالت بعد فترة:

كلام مضبوط ولكن أرجو أن يحترم الرجل تنازل المرأة عن حريتها.

أمامك أجمل امرأة

وعادت سعاد تسأل أنيس:

أمامك أجمل امرأة فى العالم وأعظم كتاب.. مع أيهما تجلس؟

المرأة هى أعظم الكتب التى ألفها الله.

وهنا تدخل صالح سليم وقال ضاحكا:

ولماذا لا أقرأ الكتاب معها..

وهنا قالت سعاد حسنى:

عندى سؤال أخير وعاوزة الإجابة عليه بصراحة.. إيه رأيك فى بنات الأيام دى؟

وأجاب بسرعة قائلاً: بنات الأيام دى مهتمات بالأناقة وبالموسيقى وبالرقص، وهذه هى طبيعة العصر.. وأنا لا أعترض أن يكون الإنسان ابن عصره.. وإذا كان للبنات حرية ارتداء المينى جيب وحرية اختيار عدد الأولاد، فهذا كله طبيعى ولا ذنب لهن.. فالإنسان دائما شاهد على عصره، ولكن أنا أعيب على بنات الأيام دى، قلة معلوماتهن، ولابد أن يكن أكثر جدية.

وبطل جميل

وهنا انقطع التيار وأظلمت الغرفة، وأضاء أنيس الغرفة بفانوس.. وقلت لأنيس منصور على الضوء الخافت:

أريد منك تعريفا قصيرا لسعاد حسنى وصالح سليم..

قال أنيس وهو يهرش رأسه: سعاد حسنى فتاة جميلة صغيرة، يحاول المخرجون أن يحولوها إلى ذئبة تأكل الرجال قبل الأوان!

أما صالح سليم فهو بطل جميل من الشبان، وضحية لهذا الجيل أيضا.

وتدخلت لأسأل أنيس عما يقصده.. فقال:

الجماهير فى كل الدنيا فى غاية القسوة.. فهى عندما تذهب إلى الملاعب تريد أن تستمتع فقط.. فالمهم عندهم هو اللاعب الذى يسجل الأهداف، ولو سقط هذا اللاعب نفسه على الأرض وتعطل اللعب، فإن الجماهير تضيق لمجرد توقف اللعب، وليس حزنا على اللاعب.. وهذه هى القسوة.

قال صالح سليم: الجماهير فعلا فى غاية القسوة، وفى مصارعة الثيران نجد أن الجماهير لا تضيق ولا تهتز إلا عندما تسيل دماء مصارع الثيران، ونسيت الجماهير أن المصارع جرح وأنه قد يموت.

الصحف كانت أقسى

وسكت صالح سليم ليقول مرة أخرى:

ولكن الصحف كانت أقسى من الجماهير، فقد عاملتنى بعنف، بل إن الصحف تحولت كجماهير مصارعة الثيران.. لم تسترح إلا بعد أن أسالت الدماء من كبريائى.

واتجه أنيس إلى صالح قائلا:

أريد أن أعرف منك سبب هبوط مستوى الكرة؟

وتراجع صالح سليم إلى الوراء كأنه يلتقط كرة برأسه، ثم يرفعها لتصيب الشبكة.. وإن كان منظر أنيس منصور وهو يستمع إلى كلام صالح سليم يوحى بأن الكرة لم تدخل الشبكة وإنما خرجت إلى الأوت!

قال صالح:

باختصار أنا أعتقد أن نجاح كرة القدم يعتمد على عدة عناصر من بينها اللاعبون والإداريون.. وأعتقد أن مشكلة الكرة هى مشكلة إداريين أكثر منها لاعبين.. أما عن رفع مستوى الكرة فهو فى حاجة إلى سنوات يجب الاهتمام خلالها بالأشبال الذين ستقع على عاتقهم مهمة رفع مستوى الكرة مستقبلا.

أنت ظهرت على الشاشة

وتدخلت سعاد حسنى لتوجه الحديث مرة أخرى قائلة لصالح سليم:

انت ظهرت على الشاشة.. ويمكنك أن تظهر مرات كثيرة.. فهل تقبل إذا عرض عليك الدور المناسب؟

بصراحة أنا أعتقد أنى فشلت فى السينما.. وقاطعته سعاد حسنى لتؤكد له أنه يمكنه النجاح على شاشة السينما إذا وجد الدور المناسب.

شكل الممثلة له دخل

وسط تفكير صالح سليم للعودة مرة أخرى.. قال لسعاد:

سؤال لكِ انتِ بقى.. هل تعتقدين أن شكل الممثلة له دخل فى نجاحها؟

فأجابت سعاد كأنها فهمت محاورة صالح، وأن السؤال موجه لشخصها هى:

طبعا الشكل له دخل، ولكن ليس من الضرورى أن يكون شكل الممثل جميلا، فـ”أتوك ايميه” بطلة فيلم “رجل وامرأة” نجحت فى دورها رغم أن شكلها موش ولابد!

وأنا أريد أن أسالك أيضا وأرجو أن يكون سؤالى هذا فى الصميم.. فى الشبكة:

لو عرض عليك دور أمام ب. ب، ودور آخر أمام بيتى دافيز.. فأى الدورين تختار؟

ولم يفكر صالح سليم طويلا وقال:

أختار التمثيل أمام ب. ب مع الاهتمام طبعا بنوع القصة.

أجاب عن سؤال كمتفرج

ولو أننى أعتقد أن صالح سليم قد أجاب عن السؤال كمتفرج وليس كممثل، فإن اختيار دور أمام ب . ب يجعله فى الظل، فالناس كلهم سينظرون إلى ب .ب ولا ينظرون إليه، ولكن دوره أمام بيتى دافيز فلن يتردد الناس فى النظر إليه هو!

ووضع صالح سليم ساقا على ساق وكأنه يهاجم أحد النقاد الرياضيين قائلا لسعاد:

انت متهمة بأنك فنانة القطاع الخاص.. فما هو دفاعك؟

وضحكت سعاد حسنى:

الحقيقة أنا احترت الموسم الماضى، قالوا علىّ إنى محتكرة أفلام القطاع العام، ولا أعطى فرصة للوجوه الجديدة.. ولما قللت ظهورى هذا الموسم فى أفلام القطاع العام، قالوا عنى إنى فنانة القطاع الخاص.. فماذا أفعل إذن بذمتك؟

آخر أفلامك

وهنا تدخل أنيس منصور ليخفف حدة هذا التنافس بين سعاد وصالح قائلاً لسعاد:

إيه آخر أفلامك؟

عندى فيلم تدور أحداثه فى الاستديو نفسه، فهو فيلم عن الذين يصنعون الأفلام، وفيه مرح وضحك وبغنى فيه مجموعة من الاستكشات الصعيدية، وإن كان العمل فى الأفلام ليس كله مرحا وضحكا، ولكنها محاولة لجعل حياتنا وردية اللون.

لم أجد الدور المناسب

وعاد أنيس يسأل سعاد:

هل فكرت فعلا فى العمل على المسرح؟

فكرت فعلا، ولكنى لم أجد الدور المناسب، لأن صعودى على المسرح لابد وأن يضيف جديدا لسعاد حسنى ممثلة السينما.. وإلا ما الفائدة؟

على أى حال، هذا اتجاه شاق، فالمسرح أصعب من السينما لأن الممثل المسرحى يواجه الجماهير يوميا وهذه المواجهة يعمل لها ألف حساب، أما ممثل السينما فهو لا يواجه الجماهير، وليس من الضرورى أن يحفظ دوره.. والفرق بين التمثيل على المسرح والتمثيل فى السينما، كالحفلات الغنائية والأسطوانات المسجلة.

وهنا تدخلت سعاد لتقول: أبدا.. التمثيل فى السينما أصعب لأنه كثيرا ما يظهر الممثل فى لقطة واحدة وبعد شهر يظهر فى لقطة أخرى يسترجع إحساسه فى اللقطة الأولى، وإلا ظهر المشهد منقطعا من ناحية الإحساس وهذا عيب كبير.

فقال أنيس منصور:

أنت تتحدثين من وجهة نظر المتفرج، ولكن فن التمثيل على المسرح أصعب من السينما تماما.

ولم توافق سعاد على وجهة نظر أنيس، فقال صالح سليم معلقا:

أنا أوافق الأستاذ أنيس أن المسرح أقسى من الشاشة.

مباراة ودعاء!

وأمسكت بقلمى لأنهى المباراة التى خلت من العنف، وسألت أنيس:

أريد منك أن تدعو بالتوفيق لسعاد وصالح.. بطريقتك الخاصة؟

فقال: أدعو لصالح قائلا: ربنا ما يفرقع لك كورة

وسعاد: ربنا ما يضلم لك شاشة!

فقلت: طيب ودعوة لأنيس منصور؟

أقول له: ربنا ما يغلب لك بنت!

فسألته بسرعة.. وهل عندك بنات؟

فأجاب: بنات أفكارى طبعا.

من الذى فاز؟

سؤال أخير يا أستاذ أنيس:

انتهت هذه المباراة.. فمن الذى فاز بها؟

فقال: مجلة “الإذاعة والتليفزيون”.

أما أنا.. فأعتقد أن الذى فاز بها القراء أنفسهم.

*فاطمة حسين/ إتحاد الإذاعة والتليفزيون

شاهد أيضاً

جمباروز

الكويت..«الهيئة» تشيد بإنجار الرزيحان في «الجمباز»

استقبل نائب مدير الهيئة العامة للرياضة لشؤون الرياضة التنافسية بشار عبدالله في مكتبه بمقر الهيئة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com