الرئيسية / أخبار / رواية لوزيرة الثقافة الفرنسية السابقة: هذا العالم يبغض المرأة
وزيرة

رواية لوزيرة الثقافة الفرنسية السابقة: هذا العالم يبغض المرأة

بول شاوول

أوريلي فليبيتي وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، تركت السياسة. لكنها تعود ربما في رواية، حيث يقع نائبان على المقعد الواحد في البرلمان في الغرام ببعضهما. الكتاب بعنوان «Les idéaus» (عن دار فايار بباريس).

يُذكر أن الكاتبة من مواليد عام 1973، انتخبت نائبة عن موسيل، وعيّنت وزيرة للثقافة ما بين العامين 2012 و2014.. وهي مؤلفة كتاب «أيام الطبقة العمالية الأخيرة» (2003).

أجرت معها مجلة «لونوفيل أبوسرفاتور» حواراً صريحاً، بعيداً عن اللغة الخشبية، صارماً، واضحاً، ناقداً، حول الحياة السياسية الفرنسية، وكأن خروجها من العالم السياسي، نوع من «الثورة» على ما عايشته في زمن هولاند وساركوزي.. وصولاً إلى وصول ماكرون إلى السياسة

هنا الحوار.

**************************************

*عن أي خيبة أو أسف في السياسة ولد هذا الكتاب؟

– من رغبة في كتابة إعلان حب للسياسة، عندما تكون مثالية. فالسياسة تستحق أكثر من هذه التعاملات التي نتلقاها. أثناء الخمسة أعوام الأخيرة عشت بزخم كبير الحياة السياسية في هذه البلاد. وكنت أحياناً مشاركة. لكنها ليست قصة خيبة. بل هو كتاب يبحث عن سبب انخراط الناس، أياً تكن التزاماتهم.

* أما زلت تتكلّمين عن الالتزام لخدمة اليسار الجمهوري؟

– أنا أؤمن بالتماثل الوطني: وقولنا إن كل شيء انتهى أمرٌ مؤسف. لأننا، بمعنى من المعاني، فشلنا، لأننا لم ننجح في تجسيد ما كنا نريد أن نجسّد، ولن نقول إن المثال الجمهوري قد مات إطلاقاً. في العمق، جوهر الكتاب، وحتى الأحداث التي عاشتها فرنسا، هو مسألة السلطة ضد السياسة.

* لكن من أين يأتي إيمانك الذي يكاد أن يكون كاثوليكياً بالمثال الجمهوري؟ أهناك لحظة ما حيث وعيت فجأة ما هي فرنسا؟

– كان ذلك قبلي. هذا مرتبط بأجدادي، بجدّي الميت والذي كان يناضل من أجل الحرية. وهذا ينتقل.

* تروين في الكتاب قصة إثنين تمّ انتخابهما، واحد من اليمين، والآخر من اليسار، يقعان في عشق بعضهما.. هذا الرجل أهو فريدريك دوسانت – سيرنان؟

– إنه مزيج بين الأشخاص الحقيقيين، منهم فريديريك لكنني استوحيت منه. إنه مثال غير موجود، مثل كل المثاليات. بل إنني وضعت منّي في شخصيته. كل ما يمكن القول إنه شخص يُجسّد الأفكار التي يدافع عنها.

*هل كان يعرف أنك تكتبين رواية مستوحاة منه؟

– كلّمته عنها، طبعاً، قرأ الكتاب وأحبّه كثيراً.

* لكن ماذا وجد فيه؟ أنه عادي، يميني، يتمتع بالسهولة التي يتمتع بها الأقوياء، وهو واثق من أصوله، باختصار، هو يجسّد ما تكرهه بطلتك… وأنت.

– لكن الرغبة مركّبة.. ربما لأننا كنّا مختلفين انجذبنا إلى بعضنا.. وهذا مطمئن.

* ما أجدت في روايته هذا الكشف هذه لقطة، إذا كان سيحدث، ما كانا ليعيشاه بالطريقة ذاتها: بالنسبة له قد يكون الأمر يتيماً، بينما بالنسبة لي فقد تكون الكارثة.

– نعم، لأن هذا العالم يبغض المرأة. وهذا مهم كثيراً بالنسبة إليّ: ما زلنا في بداية معركة المساواة بين النساء والرجال، في الأوساط السياسية وخارجها. لكن هذه الأوساط يجب أن تكون مثالية، وهم غير مثاليين بشكل كبير، الحياة الشخصية، المغامرات الغرامية للنساء، هي دائماً موجهة على حسابهن. وهي ليست حال الرجال.. وبهذه الطريقة، يسعى إلى مسّ صدقية النساء. إنه الدرس الذي استخلصته خلال السنوات التي عشتها في السياسة، وأنا لست وحدي في هذه الحالة.

كل ما عشناه، في السنوات الأخيرة، يظهر بطريقة أو أخرى، دائماً ما يحاولون المس بالنار.

* وهل عانيت شخصياً أكثر كونك وزيرة أو نائبة؟

– نكون أكثر تعرضاً عندما نكون وزيرات. الأشكال مقنعة، والتمييز بين المرأة والرجل في الحكومات رهيب.

* ما تقولين يعني أن رئيس الحكومة عندما يعيّن نساء في حكومة، فذلك يتم بعد مشاكل تبدأ، لأن الأوليغارشية الإدارية لا تكف عن وضع العصي في عجلاتهن.

– تماماً.. وأشكال التمييز ضد النساء تتم في التراتبية البروتوكولية للمسؤوليات الوزارية؟

* لدى قراءة روايتك، ثمّة شعور أن فرنسا غير قابلة للحكم. أهذا هو رأيك؟

– وهل هذا مقتصر على فرنسا؟ على المستوى الأوروبي، ما يحدث ليس مُسرّاً. لا أظن أن فرنسا عصيّة على الحكم. أظن أنه نتوصل إلى ممارسة الحكم بشكل أفضل، عندما نفهم أن هذا النظام البرلماني، المهدّد باستمرار، هو تحديداً، الذي يسمح بتسوية الأزمات بين الشرائح الاجتماعية وسيادة الإرادة الشعبية.

تحزنني الصورة الرهيبة لهذه المؤسسة في الرأي العام.

*هل تظنين أن هولاند هو حفّار قبر اليسار في فرنسا؟

– لا تقع المسؤولية، في السياسة، على شخص واحد. مع هذا، كان هو الرئيس الذي انتخب عام 2012. ويعني أنه هو من يتحمل المسؤولية فعلاً. ثم أن المؤسسات تمنح الرئيس السلطة بشكل واسع.. لكن هل هولاند مسؤول عن كل شيء؟ لا! لكنه يتحمل الجزء الأكبر.

* هل تتأسفين على أن الحزب الاشتراكي صار صدفة فارغة؟

– أنا طردت منه. وتقع عليهم مسؤولية بناء تاريخهم.

* لكن ألا يمكن أن تعودي؟

– لم تعد تهمّني السياسة..

* لعبة تحطيم كل شيء هل هي التي سمحت بوصول ماكرون إلى السلطة، أهو إيجابي أو سلبي؟

– حدث ذلك لأن كل الباقي مات. ما يحدث أنه عندما نفقد مُثلُنا وأفكارنا، لا يتبقّى شيء.. عندما يُختزل حزب بحصص في المناصب، كل شيء سينهار كقصر من الورق. هذا تحديداً ما حدث. والنتيجة أن القوى العميقة التي تلغم فكرة المساواة بين المواطنين، هذه القوى هي أقوى من أي وقت.

* هل تظنين أن الفكرة الاشتراكية ماتت في فرنسا؟

– كلا، الفضاء السياسي موجود. السؤال الحقيقي من سيحتلّه غداً؟ هذا الفضاء «الاشتراكي» الديموقراطي، البيئي، النسوي، الموجّه نحو التطور الاجتماعي، طبعاً موجود. لكنه مخرّب. ويلزمه وقت.

* لماذا؟ ألأنه غير مجسّد اليوم؟ لأنه ينقصه الشخص؟

– لا. ليس الشخص. بل التطلع إلى الجماعي.

* بعد كل هذه السنوات حيث كنت في نار العمل والنشاط، فأي أثر يمكن أن يتركه فيك عندما تجدين نفسك وحدك في المكتب وأنت تكتبين؟

– عندما نعيش بلا انقطاع في الظهور، خاضعة لقانون الصورة، نفقد جوانيّتنا. وهنا، عندما نخوض في مشروع كتابة، فنحن مضطرون أن نواجه أعمق ما في ذواتنا، وهذا مصدر كبير للرضى.

ترجمة وتقديم: ب.ش

شاهد أيضاً

خارححح

آن كويستنين: الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للكويت وهناك إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون

  شارك وزير الخارجية عبدالله اليحيا في الاحتفال السنوي بيوم أوروبا الذي أقيم بحضور رؤساء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com