أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / “الخليج” : المرأة شريكة للرجل في إعمار الأرض
مراةو

“الخليج” : المرأة شريكة للرجل في إعمار الأرض

من أبرز الشبهات الحاقدة التي يرددها خصوم الإسلام ضد ديننا الحنيف، الادعاء بأن تعاليم الإسلام وأحكامه تظلم المرأة، وتهمش دورها، وتضعها في مرتبة أدنى من الرجل، ولا تساوى بينهما في المكانة والمنزلة الاجتماعية.
والصحيح الذي لا يماري فيه إلا حاقد أن الإسلام سبق مواثيق الدنيا كلها في مجال تكريم المرأة، وحمايتها، وصيانة جميع حقوقها، فقد جعل الإسلام المرأة شريكة للرجل في الاستخلاف، وإعمار الأرض، ولم يجعلها «تابعة» له ومنحها الإسلام ذمة مالية مستقلة قبل جميع النظم والحضارات. وتبرز مواقف كثيرة في السنة النبوية الشريفة أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أقر مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، كما تبرز تلك المواقف أن الرجل مطالب، في كل وقت، باستشارة زوجته باعتبارها شريكة له في مختلف أمور الحياة.
إن محاولات التشكيك في مكانة المرأة المسلمة، وإثارة الشبهات حول أوضاعها وحقوقها إنما تستهدف هزّ أركان الأسرة المسلمة، وزعزعة استقرار المجتمع، وشغله عن تحقيق تقدمه، واستعادة تميزه الحضاري في جميع المجالات والميادين.
تهمة قديمة جديدة

يقول الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية: «من أكثر الشبهات التي تثار ضد الإسلام والمسلمين تهمة «احتقار المرأة ومعاداتها» وهي تهمة قديمة وجديدة في الوقت نفسه.

وقد رأيت شخصياً بلورة لهذه الشبهة في اجتماع بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل؛ حيث تحدثت إحدى العضوات عن احتقار المسلمين للمرأة، وأنها لا تحب المجتمعات الإسلامية التي تعامل الإنسان كالأشياء، ولا تعطي المرأة وزناً أو اعتباراً.
وكان الرد الشافي من كثيرين من الحضور أن الإسلام أعطى المرأة حقوقاً كاملة، وساواها بالرجل في جميع الحقوق والحريات، وأن قوام هذه المساواة ورد في القرآن الكريم وفي سنة النبي- صلى الله عليه وسلم-، كما أنه تجلى في تعامل المسلمين مع المرأة في جميع مراحل التاريخ، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بجلاء في قوله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»… (سورة البقرة: 228).
ويلفت الدكتور عبدالسلام في كتابه «الإسلام وحقوق المرأة» إلى أن الإسلام عرف قبل أوروبا وغيرها الشخصية القانونية للمرأة، واعترف لها بذمة مالية مستقلة عن الرجل، سواء كان زوجها أو أباها؛ فتصرفاتها تنفذ بالقواعد والأسس نفسها التي تنفذ بها تصرفات الرجل، كما أنها لا تحمل اسم زوجها بدلاً من اسمها كما يحدث في المجتمعات الأوروبية.
ويشدد على أن المرأة المسلمة لم تكن في يوم من الأيام في حاجة إلى توقيع زوجها أو وليها لقبول «الورقة المالية» التي توقعها، كما كان يحدث في أوروبا حتى وقت قريب.
يوم الحديبية

ويتوقف أمام قضية مهمة بقوله: إن المسلمين، كباراً وصغاراً، كانوا ثائرين في «يوم الحديبية»؛ حيث استفزتهم طريقة المفاوضات التي استخدمها سهيل بن عمرو مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ابتداء من رفض «البسملة» على الطريقة الإسلامية، ورفض أن يكتب محمد صفته، ثم رفض دخول المسلمين الكعبة في عامهم الذي أتوا فيه، وتأجيل ذلك إلى عام مقبل، إضافة إلى الشرط المجحف الذي يعبر عن عدم المساواة في الالتزامات، وهو الخاص برد محمد من يأتيه من غير إذن وليه، وعدم التزام قريش بالرد بالمثل.
ويجيء «أبو جندل بن سهيل بن عمرو» أثناء توقيع العهد يرسف في أغلاله، وينادي المسلمين أن يخلصوه من الأغلال، ويأخذوه معهم، ولا يستطيع الرسول أن يفعل سوى أن يواسي «أبا جندل» وأن يرده إلى أبيه؛ لأنه وقّع مع القوم صلحاً.
ولم تتحمل أعصاب المسلمين كل هذا، على النقيض من الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي أمرهم في تلك اللحظات، بأن يحلوا إحرامهم، وأن يذبحوا الهدي إيذاناً بالعودة من دون تأدية العمرة. ويدخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته أم المؤمنين «أم سلمة» في خيمتها حزيناً قائلاً: «هلك الناس، هلك الناس، يعصون أمر نبيهم».
وتشير عليه «أم سلمة» بأن يحل الإحرام، وأن يذبح هديه من دون أن يناقش أحداً، أو يلتفت إلى قول. ويفعل الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وينقذ الأمة من فتنة شديدة أخذاً بمشورة «أم سلمة».
وهذا دليل على أن المرأة المسلمة كان لها دور سياسي بارز في حياة المسلمين، ولم تكن كماً مهملاً، فكانت تشارك في السياسة والتجارة، وفي الحرب، وفي جميع شؤون الحياة، ولكن غلب على الكثيرات العمل في المنزل، خاصة تربية الأبناء، وهي مهمة صعبة، وغيرها من المهام التي كانت المرأة تضطلع بها، وتوليها اهتماماً كبيراً.

هجمة غريبة

ويعرب الدكتور جعفر عبدالسلام عن تعجبه الشديد من الهجمة الشرسة على الإسلام، التي تتخذ المرأة وقوداً لها، ويحذر من أن تلك الهجمة الغريبة تستجيب لضغوط غربية تستهدف أن تكون المرأة المسلمة صورة للمرأة في بلاد الغرب، منفلتة من قواعد الدين، والأعراف والتقاليد التي عرفتها بلادنا لحماية المرأة من أي أضرار.
ويشدد على ضرورة تأمين مجتمعاتنا من مغبة الوصول إلى تفكك الأسرة، وانحلال العلاقات، كما هي الصورة الكاسحة عندهم الآن.
ويقول: «إن المرأة المسلمة مطالبة اليوم، أكثر من أي زمن آخر، بالتمسك بأصول الدين، ومبادئ الفضيلة التي استقرت في وجداننا زمناً طويلاً، وهي مطالبة كذلك بعدم الانزلاق إلى مهاوي الفساد والرذيلة التي تحاك ضدها».
ويلفت الدكتور عبدالسلام إلى حقيقة مهمة بقوله:»لا شك في أن العديد من الأحكام والمبادئ الخاصة بحقوق المرأة في الوثائق والصكوك والإعلانات والاتفاقات الدولية مصادرها التاريخية موجودة في الشرائع السماوية، وخاصة الشريعة الإسلامية».

*صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

ايطاتاا

“لا يزال هناك غدٌ”: تأمّل سينمائي في حال المرأة الإيطالية

تُنجر الممثلة والمخرجة الإيطالية باولا كورتيليزي، في “لا يزال هناك غدٌ” (2023)، إغواء مقاربة الواقع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com