الرئيسية / أخبار / د سلام الخليلى خلال مؤتمر التنمية المستدامة :تحظى دولة فلسطين بثروة سياحية متنوعة وفريدة..والاحتلال الإسرائيلي من اهم العوامل التدميرية للمواقع الاثرية والدينية
سلالام

د سلام الخليلى خلال مؤتمر التنمية المستدامة :تحظى دولة فلسطين بثروة سياحية متنوعة وفريدة..والاحتلال الإسرائيلي من اهم العوامل التدميرية للمواقع الاثرية والدينية

متابعة هناء السيد:

استعرضت د سلام الخليلى خبيرة قضايا المرأة والطفل في كلمتها خلال مؤتمر التنمية المستدامة الطريق لدعم السياحة والذي اختتم جلساته اليوم في القاهرة عن مستقبل الاقتصاد السياحي في فلسطين..وهذا نص الكلمة :”حيث تحظى دولة فلسطين بثروة سياحية متنوعة وفريدة ، فهي مهد الديانات الرئيسية الثلاث ومهد العديد من الحضارات التي تركت بصمات واضحة على التراث الإنساني الى جانب الأماكن المقدسة الدينية من مسجد اقصى كنيسة القيامة والمهد وعشرات المقامات الدينية والاديرة ، كما ان فلسطين ما يميزها كوجهة لملايين المؤمنين من اتباع الديانات السماوية ، كما تعد فلسطين معقلا مهما للعديد من الأماكن ذات الأهمية التاريخية فمدينة اريحا تعتبر اقدم مدينة في العالم ويوجد بها العديد من الاثار التاريخية والدينية ( مقر هشام ونهر الأردن بالإضافة الى أماكن الاستجمام الفريد مثل البحر الميت وكل ميزات الجذب السياحي في فلسطين يمكن ان تجعل من السياحة في فلسطين محركا أساسيا للاقتصاد والتنمية الاقتصادية المستدامة وتخفيف وطأة البطالة.

كما انه وبالرغم من صغر مساحتها فهي تتميز بجغرافيا غنية بتنوعها الحيوي والمناخي والذي يشكل عامل جذب لسياحة الترفيهيه وقضاء الاجازات ……..الخ.

لكن وقوع فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ حزيران عام 1967 حرمها من الاستفادة الكاملة من استغلال مواردها السياحية الثمينة جدا، بل ان سلطات الاحتلال احكمت سيطرتها على ابرز معالم السياحة وخصوصا القدس الشريف والبحر الميت وغور الأردن، وحرمت الفلسطينيين من استغلال تلك الثروات بينما سمحت لشركات السياحة الإسرائيلية باستغلال تلك الثروات السياحية وتسويقها على انها مرافق إسرائيلية ، وبالإضافة الى مواصلة سلطات الاحتلال في تضيق فرص استغلال الموارد السياحية التي اصحبت تحت ولاية السلطة الوطنية الفلسطينية بعد نشؤها عام 1994 وخصوصاً مدن بيت لحم ونابلس وغزه وجميع المدن والقري الفلسطينية الأخرى.

وبالرغم من ذلك فقد ثابرت السلطة الوطنية الفلسطينية والقطاع الخاص على تطوير البنى التحتية الضرورية للسياحة وبلغت الاستثمارات السياحية مستوى قياساً خلال الاستعداد لاحتفالية بيت لحم 2000، الا ان إعادة احتلال بيت لحم والمدن الفلسطينية الأخرى عام 2000 ألحق أضرارً وخسائر فادحة في القطاع السياحي، كما في سائر القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وهذا بدوره يوضح لنا مدى تأثر النشاط السياحي في فلسطين بالتقلبات السياسية والأمنية خصوصاً مع اندلاع الانتفاضة الثانية وإعادة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المدن الفلسطينية تباعاً ، مما أدى الى انخفاض عدد السائحين ( نزلاء الفنادق ) في فلسطين .

لكن ومع تراجع حدة العنف وتحسن الاستقرار الأمني في فلسطين عاود النشاط السياحي نموه بشكل مضطرد.

· تاريخ السياحة في فلسطين

تتصدر فلسطين التاريخية والضفة الغربية على وجه الخصوص دول العالم من حيث :

– توفر المواقع الاثرية والدينية فيها

– تتميز عن الأقطار العربية والاسلامية الأخرى بأنها محور اهتمام المسلمين والمسيحيين واليهود في جميع البلدان

– توفر العديد من المدن والأماكن الدينية المقدسة خاصة مدينة القدس التي تضم الكثير من الأماكن المقدسة .حيث شكلت القدس قبلة المسلمين الاولي وثالث الحرمين الشريفين وتضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ومسجد عمر بن الخضاب رضي الله عنه وتعتبر وجة الحجاج المسلمين بعد أداء مناسك الحج حيث انقطعت زيارتهم عنها بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في عام 67 (هذه المدينة والتي تعاني اشرس مراحل التهويد والتدمير جراء سياسات الاحتلال.

– تعتبر مدينة بيت لحم ذات أهمية دينية خاصة حيث شهدت مولد سيدنا المسيح عليه السلام كما يحج اليها الحجاج المسيحين سنويا وتوجد بها كنيسة المهد ومغارة الصليب

– تعتبر مدينة الخليل ( خليلي الرحمن ) من الأماكن المقدسة إضافة الى كونها مدينة تاريخية قديمة ويوجد بها المسجد الإبراهيمي الشريف ومغارة المكفيلا التي يعتقد بانه تم دفن الأنبياء إبراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام

– تنتشر في مختلف فلسطين الكنائس والاديره القديمة مثل دير قرنطل ودير حجلة ودير مار يوحنا والمغطس في اريحا وكنيسة القديس بورفيريوس في غزه وبئر يعقوب في نابلس وكنيسة مارجرجيس في برقين قرب جنين وكنيسة الافتقاد في البيره.

– تضم فلسكين في الضفة الغربية وقطاع غزه الكثير من المساجد التاريخية وقبور واضرحة ومقامات الانبياء والصحابة مثل مقام النبي موسى عليه السلام في اريحا ومسجد بلال ابن رباح باقرب من بيت لحم ومسجد هاشم في غوه ومسجد النصر في نابلس الذي يضم اضرحة المجاهدين اثناء الحروب الصليبية والعديد من المزارات للاولياء والصالحين مثل قبر يوسف ومزار عماد الدين في نابلس

وعلى الرغم من هذه الاثار التاريخية والدينية في فلسطين الا ان الاحتلال الإسرائيلي واجراءاته التعسفية أدت الى عزوف الملايين من المسلمين والمسيحيين عن زيارة الأماكن المقدسة وخاصة الحرم القدسي الشريف وكنيستي القيامة والهد واقتصر دور السياحة في فلسطين على قلة من المسلمين وبعض المسيحيين الذين يتمكنون من الحج الى المقدسات المسيحية والإسلامية ، الى جانب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من الإجراءات العدوانية والتعقيدات الاستفزازية التي دأبت على اتخاذها ضد المسلمين والمسيحيين من شكان الضفة الغربية وقطاع غزه فحالت بينهم وبين الوصول الى الأماكن المقدسة .

· تطوير قطاع السياحة في فلسطين

لعبت مكانة فلسطين التاريخية والدينية على الخصوص دوراً مهما في جذب السياح من مختلف انحاء العالم فمع بداية القرن العشرين ازداد عدد السياح الى فلسطين ليبلغ ما عدله 20000 الف سائح اجنبي سنوياً هذا بالإضافة الى السياح لمسلمين والمسيحيين الذين يتوافدون لزيارة المسجد الأقصى والكنائس المسيحية في القدس وبيت لحم .

وقد ظلت الحركة السياحية في فلسطين بالتطور حتى في ظل الانتداب البريطاني إلا أن نكبة حرب 48 وإعلان قيام دولة إسرائيل أثر سلبياً وبشكل حاد على النشاط السياحي في الضفة الغربية وقطاع غزه ، وأدت قلة الدراسات في الفترة التي تلت النكبة الى صعوبة حصر النشاط السياحي واعداد السياح القادمين الى مناطق الضفة الغربية والتي انضمت إداريا الى الحكم الأردني حتى عام 67 اما قطاع غزه الذي كان يخضع للسيطرة العسكرية المصرية فلم تكن هناك احصائيات دقيقة باعداد السياح الوافدين اليه.

كما وتعرضت أيضا السياحة في فلسطين الى انتكاسات أخرى مع الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزه عام 67 ، حيث استولت على الأماكن السياحية الفلسطينية وجنت عوائدها الاقتصادية على حساب الفلسطينيين خصوصاً وادي الأردن ومنطقة اريحا الغنية بالمواقع الاثرية والتاريخية مثل كهوف قمران وعين فشخه وواد القلط.

وامتاز القطاع السياحي الفلسطيني في الفترة التي تلت عام 67 بخضوعه الى القيود القانونية والمالية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي خصوصاً في مدينة القدس من أوجه ذلك رفض اصدار تصاريح بانشاء أو توسع الفنادق عن طريق اصدار قوانين عسكرية خاصة بالاراضي الفلسطينية أو زيادة صعوبة الحصول على القروض المالية من البنوك الإسرائيلية والتي كانت تسيطر على القطاع المالي في ذلك الوقت .

وهذا كله أدى الى ضمور القطاع السياحي وضعف نموه هذا الى جانب أسباب عدة أدت الى عدم تطور القطاع السياحي على النحو المطلوب منح الأفضلية التنافسية حصريا لقطاع السياحة الإسرائيلية ويظهر ذلك بوضوح من خلال منح القروض المالية طويلة الأمد لهذه الشركات الإسرائيلية إضافة الى الاعفاءت الضريبة .

· الاقتصاد السياحي في فلسطين

تلعب السياحة دورا هاما في اقتصاديات كثير من دول العالم كمصدر للدخل القومي أضافة الى ما توفره من العملات الأجنبية وفرص العمل الى جانب تشجيعها للاستثمار في مجال الخدمات السياحية كانشاء الفنادق والمطاعم والفنادق والمنتجات الفولكلورية ، ووفق لمفهوم السياحية المتعارف عليه فهي ظاهرة طبيعية من ظواهر الإنسانية تهدف للحصول على الترفيه والاستجمام ………. فهي اذن تشتمل على العمليات الاقتصادية التي تتعلق بوجود وإقامة وانتشار الأجانب داخل وخارج منطقة سياحية معينة بما في ذلك الخدمات المباشرة وغير المباشرة المقدمة للسائحين حيث أصبحت السياحة صناعة متكاملة وعنصر رئيسي في موازنات الدول في العالم وهذا يشير الى ان السياحة تحتل مكانة هامة في الاقتصاد، حيث يلعب هذا القطاع دورا هاما وبارزا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول لاسهامها في زيادة الدخل القومي الى جانب تنشيط الاستثمارات وتطوير الصناعات السياحية والفلوكلورية .

ولكن عند النظر الى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزه نجد انهما تفتقران الى الموارد الأولية والموارد الطبيعية ولا يوجد بها صناعات متطورة علما بان السياحة تلعب دورا هاما في تنمية الاقتصاد الفلسطيني ولكا كانت الضفة الغربية وقطاع غزه ما تزال فعليا تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي خاصة فيما يتعلق بالمعابر وحرية التنقل، فان الفلسطينيين لا يستفيدون الا بنسبه ضئيلة جدا من المردودات السياحية وتبين الأرقام ان ما نسبته 78% من السياح الوافدين الى إسرائيلي يقومون بزيارة المناطق السياحية في الضفة الغربية وبشكل خاص مدينة بيت لحم وبالرغم من ارتفاع هذه النسبة الا ان الإيرادات الفلسطينية من السياح الزائرين للمناطق الفلسطينية هي إيرادات محدود جدا وتشكل ما نسبته 5% فقط من ما ينفقه السائح الأجنبي من زيارته للأراضي المقدسة ( بسبب الفترة الزمنية المحددة لهم في زيارة الأماكن المقدسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي).

وخلال الفترة الزمنية بين عامي 95 و 2000 ساهمت صادرات السياحة والسفر بحوالي 25% من الصادرات الخدمية الكلية وكان ذلك انعكاسا لفترة الهدوء السياسي النسبي الذ اعقب بدء تطبيق اتفاقيات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وما تبع ذلك منت تغير في بعض الإجراءات المتعلقة بحركة السياحة والسفر من والى الأراضي الفلسطينية وهو ما زاد من مساهمة هذا القطاع في التجارة الخدمية الفلسطينية خلال هذه الفترة . وفي عام 1995 حقق قطاع السياحة في الضفة الغربية عائدات اجمالية بلغت 152 مليون منها 132 مليون دولار كان من نصيب القدس الشرقية أي ما نسبته 86% بينما حققت اريحا وبيت لحم معظم المبلغ المتبقي

إلا ان التصعيد الإسرائيلي مع اندلاع انتفاضة الأقصى المجيده أدى الى تراجع حاد في النشاط السياحي فقد بلغ عدد الفنادق العاملة في فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزه مطلع الانتفاضة عام 2000 ما مجموعه 116 فندقا لتتراجع نهاية العام 2002 الى 72 فندق

وهذا ما اشار اليه التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة في فلسطين تحضيرا للقمة العالمية حول التنمية المستدامة في جوهانسبرغ في العام 2003 والذي اكد ان مساهمة السياحة في الاقتصاد المحلي انخفضت الى ادنى مستوى لها بسبب الحصار الإسرائيلي من أيلول 2000 على المناطق الفلسطينية.

ومع استعادة الاستقرار عام 2007 تم إقامة بعض الفنادق ليصل عددها منتصف العام 2010 ما مجموعه 94 فندقا منها 86 في الضفة الغربية حظيت محافظة القدس بعدد الأكبر منها بواقع 29 فندقا بينما بلغ الفنادق في قطاع غزه 8 فنادق فقط وهو ما يعكس الواقع الذي يعيشه قطاع غزه في ظل الحصار الإسرائيلي مما يؤدي الى تقويض القطاع السياحي فيه.

اما فيما يتعلق بالعمالة في القطاع السياحي الفلسطيني فقد بلغ عدد العمال في المنشات السياحية المختلفة في الضفة الغربية وغزه 5297 عامل في عام 2000 بينما كان عدد العاملين في عام 1995 2903 وهو ما يشير الى الارتفاع الملحوظ نتيجة الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية الفلسطينية في هذا المجال، إلا ان هذا العدد اخذ بالتراجع خلال انتفاضة الأقصى ليعود الى التوزان عام 2007 ليصل الى 4361

مما ذكر سابقا يبقى الواقع الفلسطيني العام وممن ضمنه ما يتعلق بالجانب الاقتصادي ومساهمة القطاع السياحي فيه مرتبطا بالوضع السياسي ، وقد اكد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني ماس حول من الدراسات التي اعدها حول تعزيز قدرات الاقتصاد الفلسطيني الذاتيه ونبهت الى مخاطر الفصل الفلسطيني بين السياسة والاقتصاد قبل إقامة الدولة الفلسطينية والتحرر من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي كما تناولت الدراسات أيضا التشوهات في البنية الاقتصادية خلال الاحتلال حيث تدنت مساهمة القطاعات الإنتاجية في الناتج المحلي والتشغيل والصادرات وتعرض قطاع الخدمات لتشوهات أيضا الى جانب القطاع السياحي الذي واه عراقيل نتيجة اهمال للمواقع الاثرية وعدم صيانتها وتقييد تراخيص بناء الفنادق والأدلاء السياحيين .

· الاحتلال الإسرائيلي واستهداف القطاع السياحي

تزدهر السياحة في ظل الاستقرار والسلام وتتأثر سلبا وبشكل كبير بالحروب والكساد وعدم الاستقرار السياسي وقد شكلت الظروف السياسية التي مرت بها فلسطين بصورة عامه والناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي واجراءاته القمعية عائقا امام تطور صناعة السياحة في فلسطين رغم الأهمية الكبير التي تتمتع بها الأراضي المقدسة على صعيد الحركة السياحية

ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي من اهم العوامل التدميرية للمواقع الاثرية والدينية في فلسطين وخاصة ما يتعلق منها بالمواقع الدالة على عروبة المنطقة أو ذات صلة بالديانتين الإسلامية والمسيحية. فبعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزه عام 67 قامت سلطات الاحتلال

– باستبدال السلطات الإدارية الأردنية في الضفة الغربية و المصرية في قطاع غزه بما يسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية والتي قامت بتشكيل وحدة إدارية تعني بالشؤون السياحية والاثار والتي نجحت في إعاقة الفعاليات السياحية العربية وتشجيع الإسرائيلية .

– كما عملت على طمس المظاهر السياحية الاسلامية والمسيحية ومحاولة تزييف وإظهار مظاهر يهودية الامر الذي أدى الى شل الحركة السياحية في الضفة الغربية وقطاع غزه.

– عملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على استبدال القوانين الأردنية والمصرية باوامر عسكرية بهدف الحد من النشاطات السياحية وفرض محددات تنسجم مع الأهداف الاستيطانية الإسرائيلية ما أدى الى توقف الحركة الاستثمارية في المجالات السياحية وضعف المرافق السياحية العاملة واهمال المواقع الاثرية وهذا بدوره أدى الى تراجع حجم الأداء السياحي في الضفة الغربية وقطاع غزه.

– لم يحظى القطاع السياحي الفلسطيني تحت الاحتلال بأية تسهيلات مالية تذكر باستثناء المبالغ الزهيدة التي كانت سلطات الاحتلال تقدمها لقسم الاثار الذي كان تابعا للإدارة المدنية آنذاك

– كما ان معاناة القطاع السياحي الخاص خلال الانتفاضة الأولى عام 87 و94 تسبب في تقليص حجم النشاطات السياحية الخاصة واستثنت الاستثمارات العربية في شرقي القدس من التسهيلات السياحية التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية للاستثمارات السياحية اليهودية والتسهيلات البنكية الميسرة للمستثمر الإسرائيلي

– قيام سطات الاحتلال بعزل مدينة القدس الشريف عن محيطها ببناء المزيد من المستوطنات اليهودية لقطع اوصال المنطقة

– فرض حصار مشدد على مدينة بيت لحم والمناطق الأخرى التي تعتبر قبلة السياح والحجاج.

· صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها وحربها ضد القطاعات الاقتصادية المختلفة كما مختلف جوانب الحياة الفلسطينية من خلال اعمال القضف والتدمير والتجريف للمصانع والمنشآت الاقتصادية والأراضي الزراعية وبناء جدار الفصل العنصري الذي شكل ضربة قاصمه للقطاع السياحي هذا من جانب

· ومن جانب اخر ممارسة سلطات الاحتلال حملة عدائية مكثفة ضد الشعب الفلسطيني في الخارج وذلك من خلال توليد شعور عند السياح بان الاراضي الفلسطينية غير أمنة وغير مستقرة وبالتالي فهي غير مهيأة لاستقبال السياح .

· نجاح سلطات الاحتلال الإسرائيلية جراء ممارساتها التي اتبعتها في تقطيع اوصال الأراضي الفلسطينية وعزلها عن بعضها.

· جهود فلسطينية لتطوير قطاع السياحة

يعتبر توفر الامن والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي من المستلزمات الأساسية للتنمية السياحية في أي بلد ، لذلك فإن أي تنمية سياحية فلسطينية حقيقية تتطلب زوال الاحتلال ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني واثاره وبنيته التحتية علاوة على السماح بحرية الحركة على المعابر الدولية وداخل الأراضي الفلسطينية ……….. لخدمة النشاط السياحي.

كما يتواصل الجهد الفلسطيني في مختلف المحافل السياسية لتكريس الحق الفلسطيني بهذه الأرض وما تحمله من بصمات وآثار تدل وتؤكد على عروبة فلسطين ومن هذ1ه الجهود السعي لانضمام فلسطين لعضوية منظمة اليونسكو والتي تشكل منبرا دوليا لتوكد على المطالبة بحماية التراث والآثار الفلسطينية من الاعتداءات الإسرائيلية

كما وتعمل المؤسسات الفلسطينية المختصة السلطة الوطنية الفلسطينية على تأهيل وتطوير المعالم السياحية والاثرية للحفاظ عليها كمظهر من مظاهر الحضارة الفلسطينية كما تقوم أيضا بتسويق ذلك لدى السياح من مختلف انحاء العالم وذلك من خلال المواقع الالكترونية او النشرات والمعارض التي تقيمها السفارات والممثليات والجاليات الفلسطينية ف مختلف انحاء العالم

· تنمية السياحة في فلسطين

ان التنمية السياحة في فلسطين تنطلق من مجموعة من الاعتبارات بدءاً من الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية المتدهورة التي تشهدها المنطقة وذلك على اعتبار ان توفر الامن والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي من المستلزمات الأولى للتنمية السياحية في أي بلد فعندما تتدهور الأوضاع الأمنية وتفتقد البلد الى الاستقرار السياسي والاقتصادي تصاب السياحية بالشلل الكامل وهذا ما نراه بصورة واضحة وجلية ليس في الأراضي الفلسطينية بل في جميع الأراضي المقدسة أو أي بلد يمر بظروف مماثلة

لهذا لا يمكن ان يكون هناك تنمية سياحية حقيقية قبل زوال الاحتلال ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا ومقدساتنا واثارنا وبنيتنا التحتية الى جانب حرية الحركة والتنقل على المعابر.

ولتحقيق ذلك لا بد من قيام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالنشاط السياحي ووضع خطة تمهد للتنمية السياحية استنادا الى :

– نشر الوعي السياحي بين أبناء الشعب الفلسطينية من خلال ادخال المناهج والمقررات الدراسية الاجبارية والاختيارية المتعلقة بالنشاط السياحي في الجامعات والمراحل التعليمية المختلفة الى جانب الحملات الإعلامية توضح أهمية القطاع السياحي الفلسطيني وضرورة المحافظة عليه

– رفد وزارة السياحة والاثار بخبراء في مجال صناعة السياحة

– ارسال بعثات تدريبية ودراسية لإعداد خبراء وكوادر في القطاع السياحي

– التنسيق مع المغتربين الفلسطينيين والعرب في الخارج للقيام بحملة إعلامية دعائية للسياحة الفلسطينية وحثهم على زيارتها

· الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والسياحية في فلسطين

– استعراض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أبرز المؤشرات السياحية في فلسطين.

– شهدت المواقع السياحية في الضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2017 حركة زوار وافدين ومحليين نتج عنها 3.26 مليون زيارة الى المواقع السياحية والحدائق والمتنزهات المختلفة 1.40 مليون زيارة من قبل الزوار الوافدين ، و1.86 مليون زيارة من قبل الزوار المحليين. وبالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2016 فقد ارتفعت عدد زيارات الوافدين بنسبة 47.2%، وكذلك ارتفع عدد الزيارات المحلية بنسبة 66.5%.

– إن أكثر من 3.2 مليون زيارة للمواقع السياحية في الضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2017.

– تركزت زيارات الوافدين في محافظة بيت لحم بنسبة 30.8% يليها محافظة أريحا والأغوار بنسبة 29% من مجموع الزيارات الوافدة ثم محافظتي نابلس وجنين بنسبة 15.6% و14.5% على التوالي

– إن أكثر من نصف الزيارات الوافدة كانت من فلسطينيين الأراضي المحتلة عام 1948

– حوالي 261 ألف نزيل ف فنادق الضفة الغربية أقاموا 783 الف ليلة مبيت خلال النصف الأول من عام 2017، حيث بلغ عدد النزلاء في فنادق الضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2017نحو 260.868 نزيلا اقاموا 782.756 ليلة مبيت وبالمقارنة مع النصف اول لعام 2016 فقد ارتفع عدد النزلاء بنسبة 34.6%.

– وقد تركز تزاجد النزلاء في فنادق جنوب الضفة الغربية حيث وصلت نسبتهم الى 56.7% من مجموع النزلاء يليها فنادق محافظة القدس بنسبة 22.5% وفي وسط الضفة الغربية ( محافظتي رام الله والبيرة وارسحا والاغوار ) بلغت نسبتهم 13.1% في حين بلغت نسبة نزلاء الفنادق في شمال الضفة الغربية 7.7% بلغ عدد الفنادق العاملة في الضفة الغربية 125 فندقا بي شهر حزيران عام 2017 وبلغ عدد الغرف 7.202 غرفة ويوجد 7.218 منشأة عاملة في القطاع السياحي في فلسطين عام 2015 تشمل ” 3.685 منشأة عاملة في مجال أنشطة المطاعم ، و382 منشأة لبيع التحف والهدايا التذكارية ، و105 منشأة عاملة في الصناعات التقليدية والتحف الخشبية ، و 264 منشأة لتأجير السيارات إضافة الى 105 منشأة لتنظيم رحلات الحج والعمرة ، و106 منشأة عاملة في مجال أنشطة الإقامة القصيرة المدى ( الفنادق ) و107 منشأة لتنظيم الجولات السياحية إضافة الى 52 وكالة سياحة وسفر

– ويعمل في هذه الآنشطة نحو 21.717 عاملا تضم منشآت المطاعم وانشطة تقديم المشروبات النسبة الاطبر من العاملين بلغت 65% يليها أنشطة الإقامة في الفنادق بنسبة 10.4% ثم أنشطة التسلية والترفية بنسبة 6.7% اما بيع الهدايا التذكارية ومنتجات الحرف اليدوية بالتجزئة فيعمل فيها ما نسبته 4.5% فيما يتوزع ما نسبته 13.4% من العاملين على بقية الأنشطة.

– وتبين ان هذا الإنجاز هوو نتيجة التعاون المشترك والشراكه الحقيقية بين قطاعي السياحة الفلسطينية العام والخاص وتقوم به وزارة السياحة والآثار للترويج لفلسطين في أسواق السياحية العالمية والنهوض بالسياحة الفلسطينية من خلال فتح أسواق جديدة والترويج لانماط سياحة جديدة وتطوير المواقع الآثرية والسياحية ومساهمو القطاع الخاص عبر مزيد من الاستثمارات السياحية وخاصة في قطاع الفنادق مما ساهم في استقطاب مزيد من السياح

– إن أكثر المحافظات استقبالا للسياح هي القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين وبيت لحم واريحا والاغوار

معوقات نمو الاقتصاد السياحي في فلسطين:

إن اهم المعيقات التي تواجه نمو القطاع الاقتصادي السياحي في فلسطين

1- إن التقلبات السياسية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشريف فلسطين ومنع الفلسطينيين من استغلال مواردهم السياحية إضافة الى الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزه والتي تشكل النافذة الساحلية للفلسطينيين من اهم المعيقات الأساسية امام النهضة السياحية في فلسطين.

2- نقص خدمات البنية الأساسية في المناطق ذات الثراء السياحي.

3- عدم المقدرة على المنافسة مع الشركات السياحية الإسرائيلية

4- ضعف الإمكانيات المالية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لشراء أو استملاك بعض المواقع الأثرية

5- النقص في الكوادر والخبرات السياحية المؤهلة

6- تحكم الشركات السياحية الإسرائيلية بالبرامج السياحية التي عادة تستثني زيارة المواقع السياحية الفلسطينية او حصر زيارة المواقع الأثرية لساعات محددة وهذا يفسر التباين الكبير بين عدد الزوار الوافدين ونزلاء الفنادق خصوصاً في بيت لحم واريحا والاغوار.

7- الأوضاع السياسية الحالية السائدة وانسداد الأفق السياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لن التنمية الاقتصادية المستدامة لن تؤتي أكلها بالشكل المطلوب. بوجود الاحتلال الإسرائيلي

8- استمرار الاحتلال الإسرائيلي واجراءاته التعسفية المتعلقة بمصادرة الأراضي وجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية وعدم السماح باستغلال الموارد الطبيعية …………هذا بدوره يحول دون استغلال الفلسطينيين لمصادره السياحية وخصوصاً في القدس والمناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية (مناطق ج)

9- تحكم الاحتلال الإسرائيلي بالنشاط السياحي داخل المدن الفلسطينية ويظهر هذا بوضوح في مدينة بيت لحم حيث يلزم السياح الأجانب القادمين من إسرائيل بواسطة الشركات الإسرائيلية السياحية بالمكوث في المدينة لساعات قليلة وهذا بالتالي يقلص الانفاق السياحي بشكل كبير مما يترك تأثيراً سلبياً واضحاً على العائد الاقتصادي للسياحة الفلسطينية

10- النشاط الاستيطاني الإسرائيلي من أبرز المعيقات التي تستغلها سلطات الاحتلال لضرب النشاط السياحي الفلسطيني وذلك من خلال إقامة المستوطنات على المحاور والطرق الرئيسية التي تصل التجمعات السكانية بعضها ببعض والمناطق الدينية والتاريخية.

التوصيات:

1- تأهيل وزيادة عدد الكوادر السياحية المؤهلة وتطوير التسويق السياحي الخارجي من خلال المشاركة الفاعلة في المعارض السياحية الدولية والتعاقد مباشرة مع الشركات السياحية الدولية الكبرى وذلك لجعل فلسطين وجهه أساسية للسياح خصوصاً للبرامج السياحية التي تتضمن زيارة اكثر من بلد يمكن لذلك ان يزيد من إطالة إقامة السياح في المناطق الفلسطينية وبالتالي زيادة العائد الاقتصادي للسياحة.

2- تنوع النشاطات السياحية لتضمن السياحة التاريخية بالإضافة الى السياحة الدينية ففلسطين تحتوي على مئات ممن المواقع الاثرية التاريخية لمختلف الحرات وهذا بدوره يؤدي الى عامل جذب مهم لقطاع واسع من السياح

3- ربط السياحة الفلسطينية بالهوية الثقافية الفلسطينية بحيث تشكل علامة سياحية مميزة يمكن ان يتم ذلك عن طريق إقامة مهرجانات ثقافية وموسيقية محلية وأيضا دولية في مختلف المناطق الفلسطينية وعدم حصرها في مدينة او اثنتين

 

شاهد أيضاً

خلالالالا

«الخليج» الأفضل في تنفيذ مبادرات «التنوع والشمولية» و«تمكين المرأة»

تقديرا لدوره الرائد في تنفيذ مبادرات نوعية لتعزيز التنوع والشمول داخل البنك وخارجه، منحت مجلة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com