العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
تتنوع أنشطة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الثامنة والعشرين، المقامة يومياً من خلال الفعاليات الثقافية والفنية والندوات والبرامج.
وفي هذا الإطار دشنت الدكتورة رفيعة غباش «موسوعة المرأة الإماراتية» وذلك في مؤسسة بحر الثقافة بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح. والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي.
شخصيات مؤثرة
واستعرضت د. رفيعة غباش رحلة الموسوعة، التي بدأتها كما أشارت قبل عشر سنوات. وقالت، «الموسوعة الموزعة على 16 فصلاً، أتت على ذكر 990 امرأة، كما ذكرت بالتفصيل سيرة 585 امرأة». وأضافت:
«لم يقتصر الحديث عن النساء الأكبر سناً، فالموسوعة التي تناولت الأكبر سناً وهي الشيخة سلامة بنت زايد الأول، تناولت أيضاً الأصغر سناً، وهي روضة السركال وعمرها 8 سنوات وحاصلة على بطولة العالم في الشطرنج. وذكرت غباش أن الموسوعة تتناول كل الشرائح من 1900 إلى الآن».
وتوقفت غباش عند الشيخة سلامة بنت بطي، وأوضحت: إنها زوجة الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة، وعرفت «بأم الشيوخ» وبشخصيتها القوية والمؤثرة. وأضافت، «لقد أظهرت شجاعة ورباطة جأش بالغتين في مواجهة التحديات. كما تحدثت غباش عن الشيخة حصة بنت المر «أم راشد» في دبي، زوجة الشيخ سعيد بن مكتوم، الذي كان حاكماً لدبي في بدايات القرن العشرين».
ووصلت غباش بحديثها لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وأوضحت: إنها امرأة ذات حضور استثنائي جمعت بين قوة الشيخة والقدرة على إحداث التغيير، تفهمت احتياجات المرأة والمجتمع، واستطاعت تطويع الثقافة القبلية لتستوعب المستجدات.
وأضافت: اهتمت سموها بتشجيع المرأة على إبراز مهاراتها القيادية في مجالات متعددة. وقالت: «لقد مثل جمع سموها بين الحفاظ على الموروث والتحرك بفاعلية نحو المستقبل أرضية صلبة ودافعة للمرأة على صعيد التعليم والتمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني».
أدوار متنوعة
وتناولت د. رفيعة غباش الأدوار السياسية لنساء الإمارات. وأشارت إلى الدور الذي قامت فيه نساء رأس الخيمة. وقالت في عام 1819 أثناء فترة الاستعمار البريطاني شهدت مجتمعات الإمارات أنماطاً من المقاومة الوطنية، وقامت المرأة بدور بطولي، حيث شاركت الرجال في التسلل عبر أسوار رأس الخيمة لتنقض على القوات الغازية وتلحق الخسائر بهم.
كما أوضحت أنه في تاريخ الإمارات تشير بعض الوثائق إلى شخصيات نسائية كان لها تأثير في القرار السياسي لما تميزت تلك السيدات من قوة الشخصية والحكمة وسداد في الرأي، والقرب من المجتمع. وتابعت: «فسجلن بمواقفهن ومشورتهن نقاط تحول أساسية في التاريخ السياسي منهن الشيخة عائشة بنت محمد بن علي بن هويدن والشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان وأخريات.
كما استعرضت أسماء عدد من النساء اللواتي وصفتهن بأنهن أبين العيش على هامش الحياة، فدمغنها بحضورهن الجليل».
كما قدمت د. غباش إحصائيات مختلفة عن نساء الإمارات الرائدات في مختلف المجالات، وذكرت في مجال الطب 57 طبيبة، وفي مجال الهندسة 46 مهندسة، وفي مجال الأدب 66 أديبة منهن 29 شاعرة وناقدتان، وتناولت أيضاً الصالونات الأدبية النسوية، وتاريخ تأسيسها، كما بينت أن المرأة الإماراتية كان لها دور كبير في حركة الاقتصاد في الدولة لما لهذه الحركة من تأثير في تغير المجتمعات. وقالت ظهرت المرأة أيضاً في المجال العسكري، والفنون التشكيلية التي يوجد فيها 33 فنانة متميزة.
يشار إلى أن الدكتورة رفيعة غباش هي رئيسة سابقة لجامعة الخليج العربي في البحرين، ورئيسة الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، حصلت على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة ثم درجة الدكتوراه في المجتمع والطب النفسي الوبائي من جامعة لندن. مارست مهنة طبيبة نفسية وشغلت منصب عميد كلية الطب والخدمات الصحية في جامعة الإمارات، حصلت على جائزة الأطباء المتميزين.
أم الإمارات
من جهة أخرى، وتحت عنوان «رحلة في قلب وعقل أم الإمارات»، تحدثت الإعلامية عبلة النويس في جناح مؤسسة بحر الثقافة، عن كتابها الذي أصدرته أخيراً «هكذا تحدثت فاطمة بنت مبارك»، والذي تجمع فيه الحوارات التي أدلت بها سموها في سنوات مختلفة منذ عام 1980 حتى عام 2003، وقالت النويس: تمثل هذه الحوارات ركيزة أساسية استند إليها فكر سموها، وسارت عليها، وما زالت تلتزم بها، مستلهمة إياها من نهج رفيق الدرب المغفور له الشيخ زايد.
وقالت عبلة النويس: عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الحكم في أبوظبي عام 1966، كان الوضع صعباً، مما تطلب منه توظيف كل قدراته وخبراته في القيادة، من أجل تطوير مجتمعه وشعبه للحاق بركب التقدم. وأضافت: كان وجود الشيخة فاطمة إلى جانبه بهذه المسيرة الشاقة عاملاً إيجابياً أسهم في جعل هذه المهمة أقل صعوبة.
وأوضحت: من يتأمل مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، يجد نفسه أمام إنجازات ضخمة تعدّدت مجالاتها وأبعادها، فسموها صاحبة أثر عظيم ودور بارز في رفع مكانة المرأة في مجتمع الإمارات خصوصاً والمجتمع الدولي بصفة عامة.
وقالت: إن قراءة وتحليل أحاديث سموها الصحفية هي بمنزلة قراءة في فكر شعب وأمة، للتعرف إلى المتغيرات التي مر بها المجتمع الإماراتي. وأضافت: تعكس الحوارات أيضاً اعتزاز الشيخة بمسيرة العمل النسائي في الإمارات، برغم حداثتها في ذلك الوقت، وثقة بما تقوم به من دور بارز لتهيئة المجتمع لتقبل التغيرات التي تتماشى مع بناء دولة حديثة، وتغيير فكر المرأة نفسها والأخذ بيدها على مسيرة التطور.
في مقام العرفان
كما استضافت مؤسسة «بحر الثقافة» ضمن برنامجها في المعرض الشاعرة الدكتورة بهيجة الإدلبي، لتتحدث عن كتابها «في مقام العرفان» الذي يسرد حياة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باستخدام ثلاثة مقامات «التأويل والسرد والشعر».
وقالت: «لقد تحدثت في كتابي عن رجل لم تتقيد عظمته بمكان أو زمان.. رجل أسس رؤىً وتاريخاً وفكراً ولذلك عندما فكرت في الكتابة عن الشيخ زايد بدايةً كنت في حالة بين الحيرة والدهشة والهيبة، لأن سرد سيرة رجل كهذا هي مسؤولية كبيرة فوقفت في مقام التأمل لفترة طويلة أتساءل كيف أكتب ما يليق برجل فاقت أخلاقه النبيلة ما قد تستوعبه الكلمات».
عقب ذلك احتفت المؤسسة بالفائزين بجائزة شما محمد للأدب في دورتها الأولى، حيث عبر الفائزون عن شكرهم لحرص الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، على دعم الكتاب والمفكرين وقاموا بإهداء وتوقيع كتبهم للجمهور. كما استضافت المؤسسة جلسة تعريفية ببرنامج دولة الإمارات الفضائي الطموح، تحدّث فيها الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء.
