الرئيسية / أخبار / قصة المرأة التي اخترعت ألياف سترات الوقاية من الرصاص!
ستالفي

قصة المرأة التي اخترعت ألياف سترات الوقاية من الرصاص!

عالمة كيمياء، قامت بصناعة ألياف السترات الواقية من الرصاص، ويندهش البعض منا عند سماع ذلك، إلا أنها حصلت على 40 براءة اختراع في مجال صناعة الألياف، إنها “ستيفاني كوليك”، ولدت عام 1923 بنسلفانسا في الولايات المتحدة، احبت مادة العلوم عندما كانت طالبة شغفت بالكيميائية والتفاعلات والفيزياء والمادة.

امتهنت والدتها الخياطة بعد وفاة والدها فولع حبها للأقمشة والخيوط، ولكن والدتها كانت حريصة على ابتعادها عن هذا المجال لاكتمال دراستها، وبعد الانتهاء من الثانوية رغبت في الالتحاق بالطب الامر الذي يعد صعبًا بالنسبة لها لمصاريف الكلية الباهظة فأقدمت للبحث عن وظيفة.

وبعد مقابلة مع مدير الأبحاث بشركة”دوبون” للكيماويات صارت باحثا في مختبر أبحاث الشركة في “بوفالو” بنيويورك، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فقدت نساء كثيرات وظائفهن، وخوفا من فقدان وظيفتها ومصدر دخلها الوحيد عملت بمنتهى الجد والالتزام، وفي هذه الظروف الضاغطة والغريبة اكتشفت روعة البحث العلمي فنسيت الطب وامتهنت الكيمياء مدى حياتها.

وعندما افتتحت الشركة مختبر الأبحاث المتقدمة، في”ويلمنجتون” بولاية “ديلاوير”، عام 1950م، انتقلت إلى هناك لتشارك مع “هيلكارش” مدير المختبر، في ابتكار مواد اصطناعية جديدة.

كانت “ستيفاني” في الثانية والأربعين من عمرها، عندما كلفتها الشركة بالبحث عن “جيل ثان” من الألياف يمكن استخدامها بدلا من الصلب في صناعة إطارات السيارات.

حضرت “ستيفاني” مركبات كيماوية أروماتية وسيطة ذات أوزان جزيئية كبيرة، ثم أذابت هذه المركبات في مذيبات معينة، لتكوين محاليل بلورات صلبة، وكانت النواتج عكرة وتشبه زبدة اللبن في مظهرها.

في بداية الامر رفض مسؤول أجهزة الغزل العمل على هذه المواد التي بدت غريبة، خوفا من أن يكون سبب العكارة جسيمات صغيرة قد تسبب انسداد فتحات المغزل الدقيقة جدا، وبعد مناقشات طويلة رضخ لطلبها وقام بالغزل.

كانت النتيجة مفاجأة للجميع: ألياف خفيفة جدا، نصف كثافة الألياف الزجاجية، وقاسية جدا، أقسى من الصلب بخمس مرات، ومقاومة للتآكل والصدأ والنار.

واكتشفت “ستيفاني” أن جزئيات هذه المواد -في ظل شروط معينة- شبيهة البنية بالقضبان تصطف موازية لبعضها البعض بحيث إذا تم نسجها معا فإنها تكون مواد ليفية متبلرة مرنة وعالية القوة والقساوة.

في عام 1966م، تم تسجيل براءة اختراع هذه الألياف الاصطناعية، التي أطلقت الشركة عليها اسم “كفلار”، ليبدأ تسويقها منذ عام 1970م، حيث استخدمت في صناعة إطارات السيارات والدراجات الهوائية.

ابتكرت “ستيفاني” نوعا ثانيا هو “كفلار-29″، والذي كان غير قابل للاشتعال، ومقاوم للحرارة المرتفعة، ومن ثم يحمي من القنابل الحارقة وقنابل المولوتوف، واستخدم في صناعة السترات الواقية من الرصاص والدروع الخفيفة، واستخدمته الولايات المتحدة في صناعة “سيارات برادلي” المصفحة لحمايتها من قذائف آر.بي.جيه.

ثم ابتكرت نوعا ثالثا، هو “كفلار-49″، وهو خفيف الوزن، لكنه له قدرة كبيرة على تحمل عزوم الدوران، وقوة الالتواء، وإجهادات الشد المرتفعة، لذلك يستخدم في صناعة الطائرات والقوارب والمراكب الشراعية وهياكل السفن ومركبات الفضاء والطائرات المقاتلة.

ثم اتسعت استخدامات “كفلار”، لتشمل دواسات الفرامل، بديلا عن الاسبستوس، وفي حماية كوابل الألياف البصرية، والجسور المعلقة، وخوذات الأمان، ومعدات التخييم، والملابس والأدوات الرياضية، كمضارب التنس والقفازات.

عملت “ستيفاني” في شركة “دوبونت” لمدة 40 عاما، لم تبخل خلالها بالنصيحة والتوجيه لشباب الباحثين، خصوصا من النساء، وحصلت خلال مسيرتها المهنية على 28 براءة اختراع، منها 5 براءات عن ألياف “كفلار”، كما ألقت عشرات المحاضرات عن موضوعات مختلفة في الكيمياء، ولعبت دورا في تبسيط العلوم وتقريبها للأطفال، ومساعدة طلاب المدارس العليا في الكيمياء.

بعد تقاعدها، في عام 1986م، واصلت العمل كمستشار غير متفرغ للشركة، ووجدت -أخيرا- الوقت الكافي لممارسة هواياتها القديمة، حياكة الملابس والبستنة.

أدرج اسم “ستيفاني كوليك” كرابع امرأة، ضمن قائمة أشهر المخترعين الأمريكيين، وتم تكريمها بالميدالية الوطنية للتكنولوجيا، وميدالية “بيركن” من جمعية الكيمياء الصناعية، ثم “جائزة كيلبي” المرموقة، وتقديرا لمسيرتها الرائدة، وتشجيعها للمبدعين من الجيل المقبل منحها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في عام 1999م، جائزة “ليملسون” للإنجاز مدى الحياة.

وتوفيت “ستيفاني” عام 2014 عن عمر يناهز 90 عامًا، وكانت قد سجلت قصة كفاحها في كتاب يطلق عليه اسم “المرأة التي اخترعت الخيوط التي توقف الرصاص”، ولا تزال حتى الآن خالدة في ذاكرة الكثيرين.

 

شاهد أيضاً

خلالالالا

«الخليج» الأفضل في تنفيذ مبادرات «التنوع والشمولية» و«تمكين المرأة»

تقديرا لدوره الرائد في تنفيذ مبادرات نوعية لتعزيز التنوع والشمول داخل البنك وخارجه، منحت مجلة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com