العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
أجرى الحوار محمد عبدالجواد
الدراما الهندية والتركية تسحب البساط من الفن العربى المأزوم .. و الدبلجة باللهجة العامية ساعدت فى انتشارها
- رفضت دخول ابنتى مجال الفن فى البداية خوفا عليها تقوم بالتمثيل معى تحمل نتيجة اختيارها .
- الوضع الإقتصادى والتطور التكنولوجى وانتشار الفضائيات وتنوع المعروض سبب ضعف الاقبال على المسرح
- الاعمال التاريخية من أهم الاعمال الدرامية ولكنها مكلفة جدا فى الانتاج ويجب التركيز عليها للتعرف على تاريخنا
أكدت نجمة الدراما الأردنية الفنانة عبير عيسى أن القاهرة هى «هوليود العرب» وتوافد النجوم عليها أمر طبيعى لأنها قبلة الفن على مدار التاريخ مشيرة إلى أن الفن من الممكن أن يورث للأبناء بشرط توافر الموهبة
وقالت عبير عيسى فى حوار خاص أن الدراما الهندية والتركية تسحب البساط من الفن العربى المأزوم لأن الدبلجة باللهجة العامية ساعدت فى انتشارها ، وأعربت عن أمنيتها بالمشاركة فى عمل مصرى خالص بشرط أن يتناسب مع مسيرتها الفنية وسنها ووجود نص جيد ومخرج متميز ، مشيرة إلى أنه رفضت فى البداية دخول ابنتها مجال الفن خوفا عليها لكنها تقوم الأن بالتمثيل معها وعليها تحمل نتيجة اختيارها .
وأضافت أن الوضع الإقتصادى والتطور التكنولوجى وانتشار القنوات الفضائية وتنوع المعروض سبب ضعف الاقبال على المسرح مؤكدة ان الاعمال التاريخية من أهم الاعمال الدرامية ولكنها مكلفة جدا فى الانتاج ويجب التركيز عليها للتعرف على تاريخنا.. وفيما يلى نص الحوار
• بداية .. نريد أن نعرف عدد الأعمال الفنية التى قمتى بتقديمها خلال مسيرتك الفنية الحافلة والممتدة منذ عام 1977؟
** تقريبا قدمت 150 مسلسل و13 مسرحية بجانب أعمال الدوبلاج والكرتون والأعمال الإذاعية .
• رفضتى منذ البداية دخول ابنتك مجال الفن هل الفن لأن من وجهة نظرك لا يوريث أم لأسباب أخرى ؟
** إطلاقا الفن من الممكن ان يورث بشرط توافر الموهبة فى الأبناء .. فى البداية رفضت دخولى ابنتى الوحيدة مجال الفن حتى لا ترى المتاعب التى تعرضت لها أى أن رفضى كان خوفا عليها لكنها الآن بدأت دخول المجال وتقوم بالتمثيل معى وهذا اختيارها وعليها أن تتحمل نتيجة هذا الاختيار .
• فى رأيك لماذا تتفوق الدراما الهندية والتركية فى تحقيق أعلى نسبة مشاهدة داخل البلدان العربية ؟
** الدراما التركية والهندية تتفوق على العربية لأن الناس بالتأكيد ترى فيها شئ مميز ومختلف وأنا طالبت أكثر من مرة بضرورة تشكيل لجنة لدراسة هذه الظاهرة والتعرف على أسبابها لأن الجمهور لا يمكن أن يتفق رأيه على شئ خطأ وبالتالى علينا دراسة الأمر بعناية لأن هذه الأعمال تسحب نسبة كبيرة من مشاهدينا إليها .
• هل تنفيذ أعمال الدوبلاج لهذه الدراما ساعد على انتشارها ؟
** نعم الدبلجة باللهجة العامية ساعدت فى انتشارها ولكن قد يكون انتشار هذه الأعمال بسبب أنها تحمل وجهة نظر مختلفة فى بيئة مختلفة .
• هل تعيش الدراما العربية أزمة فى الوقت الراهن ؟
** الدراما العربية تعيش فى أزمة لأنها جزء من الواقع العربى المأزوم منذ سنوات وبالتالى يجب تقديم الأعمال التى تشرح وتوثق هذه الأزمة .
• لماذا تراجع المسرح العربى وقلت الأعمال المعروضة خلال السنوات الأخيرة وهل تقدم السن بكبار نجوم المسرح العربى له دور فى ذلك ؟
** الفن أجيال و دماء يجب أن تتجدد من خلال دعم الرواد الأوائل من ممثلين ومخرجين وكتاب لأنهم حلقة مهمة جدا من حلقات تطور الفن كما أن الدراما التليفزيونية أخذت الناس من المسرح بجانب الوضع الإقتصادى أثر على الناس وجلعهم أسرى البيوت يضاف إلى كل ذلك التطور التكنولوجى وانتشار القنوات الفضائية وتنوع المعروض عليها كل هذه أسباب ادت إلى ضعف الاقبال على المسرح .
• ما رأيك فى جيل الشباب الصاعد فى عالم التمثيل بالبلدان العربية ؟
** أنا مع الجيل الصاعد فى التمثيل بالبلدان العربية ويجب الوقوف خلف الأجيال الصاعدة من الممثلين والمؤلفين والمخرجين الشبان ومع مرور الوقت سيتم فرز الغث من الثمين لأن الجمهور العربى رغم كل شئ ذواق للفن .
• خضتى تجربة الإخراج منذ فترة .. هل لديك الرغبة فى تكرار التجربة من الجديد؟
** تجربتى فى الاخراج كانت جيدة وأنا نفسى مولعة بالاخراج وسوف أكرر التجربة مرات أخرى وسيكون لى أعمال جديدة .
• هل تفتقد الدراما العربية للكتاب المبدعين حاليا أم أن الموجود يكفى ؟
** الدراما العربية لا تفتقد للكتاب المبدعين وهناك كتاب رائعين يملكون رؤية جيدة ولكنهم يحتاجون لمن يبحث عنهم خصوصا من جانب المنتجين الذين يكتفون بمن سبق لهم التعامل معهم فالكتاب الجيدين موجودين فى كل البلدان العربية ولكنهم يحتاجون من يبحث عنهم ويصل إليهم ويقدمهم للناس ويضعهم على أول الطريق وهم سيواصلون السير فيه بدرجة ممتازة.
• ما هى أسباب قلة الأعمال الدرامية التاريخية هل تكاليف الانتاج أم عدم وجود نصوص مكتوبة بشكل جديد أم مخاوف المنتجين من عدم الاقبال على مشاهدتها؟
** الاعمال التاريخية من أهم الاعمال الدرامية ولكنها مكلفة جدا فى الانتاج كما أن اللغة العربية الفصحى تنقرض فى الأعمال الدرامية والكل يستسهل من خلال اللغة العامية .. وأنا أؤيد بشدة التركيز على الأعمال التاريخية حتى نعرف تاريخنا جيدا ونبتعد قليلا عن الأعمال الهندية والتركية المدبلجة، وبالفعل هناك بعض المنتجين يخشون من تقديم الأعمال التاريخية خوفا من عدم الاقبال عليها وتحقيق خسائر مالية ولكن العمل حينما يقدم فى قالب جيد يفرض نفسه على الجميع ويحظى بنسبة مشاهدة عالية.
• كيف ترين الدراما المصرية فى الوقت الحالى ؟
** أنا من أشد المعجبين والمتابعين للدراما المصرية ولكنى فى نفس الوقت ضد التكرار فى الأفكار والأعمال والنجوم ومع طرح مواضيع أخرى ويجب أن نراعى أن الاعمال ليس المطلوب منها أن تقدم الواقع بكل تفاصيله ولكن يجب تقديمه من خلال الاسقاط مع مراعاة قيم وأصول وتقاليد المجتمع لأن الحياة ليست كلها شرب ورقص ونوادى ليلية ومخدرات وجنس إلا إذا كان العمكل يتطلب هذه الأمر بجانب مراعاة قيم المجتمع فى ملابس الممثلات ومن وجهة نظرى أرى أنه يجب القفز على كل هذه الأمور وتقديم ما يجب أن يكون عليه المجتمع من خلال أفكار جديدة وأنا دائما من أنصار الدراما التى تحترم قيم المجتمع وتراعى الأخلاق العامة للمشاهدين لأنها تدخل كل البيوت.
• ما رأيك فى توافد الكثير من النجوم العرب على القاهرة للمشاركة فى الأعمال الدرامية المصرية ؟
** القاهرة هى هوليود العرب وتوافد النجوم العرب عليها أمر طبيعى لأن الجميع تربى على الفن المصرى وأنا أرى أن هذا الأمر ظاهرة صحية للغاية لأن القاهرة تتوافر فيها كل عناصر النجاح للممثلين أو للمطربين من كتاب ومخرجين ومنتجين ووسائل إعلام تحظى بالانتشار الواسع وإمكانيات جبارة تساعد على النجاح.
• قدمتى الكثير من أعمال الرسوم المتحركة والكرتون للأطفال .. هل مازال الأطفال العرب فى حاجة إلى مثل هذه الأعمال مع انتشار التكنولوجيا والانترنت؟
** نحن مقصرين كتليفزيون وسينما فى أعمال الأطفال حتى كل أعمال الكارتون الأن معظمهم حروب وأسلحة وتوقفنا عن تقديم الأعمال التى تنمى ذكاء الأطفال وتساعد فى بناء شخصية الطفل وعلينا الاهتمام بهذا الأمر لأننا نراهن على أن هؤلاء الأطفال هم مستقبل الأمة العربية كلها لذلك يجب الاعتناء بهم وحمايتهم من المخاطر الرهيبة التى تهدد وجودهم من خلال أفكار جديدة .
• بعد ما تعرضت له العديد من البلدان العربية من تغييرات بعد ثورات الربيع العربى .. هل يمكن أن تساهم الدراما فى تقديم رصد وثائقى لما حدث خلال تلك السنوات العجاف؟
** المفروض أن يكون للدراما رأى فى ثورات الربيع العربى لأن هناك أراء متناقضة هناك من يقف معها وهناك من يقف ضدها وهذا خلف حالة من العنف والتنافر والكراهية داخل المجتمعات العربية بل حتى داخل الأسرة الواحدة ولكن الوقت يحتاج للمزيد من الوقت للدراسة ورغم انى كنت مع الربيع العربى ولكن فى البدايات وليس بعد أن وثبت بعض القوى على أحلام الشعوب وحولتها إلى مساراتها ومصالها الشخصية لتحقيق أهداف معينة.
• الفن مرآة المجتمع.. برأيك هل تساهم الدراما فى نقل صورة حقيقة عن المجتمعات العربية ؟
** أنا مع مناقشة الظواهر السلبية التى تهدد المجتمعات العربية من خلال الأعمال الدارمية ولكن مع التركيز على ضرورة تقديم الحلول للخروج من المأزق وليس تكريسه فالدراما هى مرآة المجتمع وعليها التوسع فى مناقشة هذه السلبيات من أجل الاصلاح والسعى للوصل إلى مجتمع أفضل وليس هدم المجتمع وتدميره .
• هل يمكن ان يساعد الانتاج المشترك بين أكثر من دولة عربية مع وجود ممثلين من أكثر من دولة فى الانتشار الجيد للأعمال الدرامية؟
المشاركة العربية إذا كانت فى مكانها الصحيح وليس لتعبئة الفراغ فهذا أمر أجيد لأنها ستجعل المشاهد يستمتع وسيقبل الجمهور عليها من مختلف الدول لمشاهدة نجومه المفضلين ويشعر انه مشارك فى العمل.
• متى نرى عبير عيسى فى عمل درامى مصرى خالص ؟
** أتمنى المشاركة فى عمل دارمى مصر يكون مناسب لسنى ومسيرتى الفنية من خلال نص جيد ومخرج جيد وأنا فعليا أسعى لهذا الأمر وأتمنى حدوثه .
• شاركتى فى أعمال متعددة من بعض عمالقة الدراما المصرية .. كيف استفدت من هذه التجارب وهل أثرت على مسيرتك الفنية؟
** نعم استفدت كثيرا من العمل مع عمالقة الفن المصرى لأننى أخذت من خبراتهم واطلعت على كيفية تعاملهم من كل المحيطين بهم ووجهة نظرهم فى المواقف التى تحدث اثناء التصوير فعندما شاركت مع سيدة المسرح العربى سميحة أيوب والفنان القدير عزت العلايلى والراحل صلاح قبيل استفدت كثيرا وأفدونى أكثر
• أخيرا… ما الشئ الذى ترى عبير عيسى أن الدراما العربية مقصرة فى تقديمه للمشاهد العربى حتى الآن ؟
** الوعى وطرح المواضيع الجادة التى يستفيد منها أبناء الشعوب العربية هى الأمور التى أرى أن بعض الأعمال الدرامية مقصرة فيها تجاه المشاهد العربى وأنا ارى ان هناك أجندات معينة لتسفيه وتسطيح الأفكار العربية من أجل تدمير الأجيال الصاعدة من الشباب والصبايا العرب .
