الرئيسية / أخبار / «التاكسي النسائي» يتكفل بحماية المرأة من العنف في البرازيل
تاكسيي

«التاكسي النسائي» يتكفل بحماية المرأة من العنف في البرازيل

لدى أمريكا اللاتينية سجل مروع لحالات العنف ضد المرأة. يتحدث كثير من النساء حول ذلك، حتى أن رائدات كثيرات منهن قمن بتأسيس شركات للمساعدة في محاربة ذلك.
من بينهن جابرييلا كوريا، الرئيسة التنفيذية لشركة ليدي درايفر، التي تصدر تطبيقاً برازيلي لاستدعاء سيارات الأجرة، يقبل خدمة الركاب من الإناث فحسب، ولا يوظف إلا سائقات.
تقول كوريا: “عندما ذكرت لأول مرة هذه الفكرة، ضحك الناس مني، وقالوا إنها لن تنجح. الآن، حتى الرجال يعترفون بأن هنالك حاجة لذلك”.
في عام 2016، تعرضت السيدة كوريا في ساو باولو لمضايقات من قبل سائق يعمل لدى تطبيق قائم لاستدعاء سيارات الأجرة.
كان السائق قد أدلى من قبل بسيل من التعليقات غير اللائقة، عندما وصلا إلى الوجهة التي تبتغيها السيدة كوريا، عندما قال: “سأنتظرك في الخارج، وبعد ذلك سوف أستغلك”.
هذه مدينة كبيرة تتعرض فيها المرأة للإساءة في كل 15 ثانية، وفقا للأمم المتحدة.
تقول السيدة كوريا: “بعد ذلك فكرت بأنه من باب الأمان، أريد فقط الركوب مع امرأة”. وقد كشفت النقاب عن تطبيق ليدي درايفر خلال اليوم العالمي للمرأة في آذار (مارس) 2017، مع الشعار: “التآخي بين النساء والتمكين والمساواة”.
هذا التطبيق الذي يقتصر على النساء لاستدعاء سيارات الأجرة ليس فريدا من نوعه: على سبيل المثال، تم إطلاق تطبيق سي جين جو في كاليفورنيا في عام 2016.
بيد أن المفهوم وجد سوقا جاهزة في البرازيل، حيث ارتفع عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها بنسبة 3.5 في المائة لتصل إلى نحو 49500 حالة ما بين عامي 2015 و2016، وفقا للمنتدى البرازيلي سيجورانكا العام، وهو مركز فكري.
ولقد أشارت دراسة استقصائية أجريت في الشهر الماضي، من قبل مركز استطلاع الرأي داتافولها إلى أن 42 في المائة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة، كن يعانين التحرش الجنسي – مع حصول ربع هذه الحالات في وسائل النقل العام.
السيدة كوريا، البالغة من العمر 35 عاما، التي تحمل شهادة في إدارة الأعمال، وعملت ضمن فريق الإدارة المختص بأعمال البناء لدورة الألعاب الأولمبية المنعقدة في ريو، وظفت حتى الآن أكثر من 11 ألف سائقة.
كان هنالك 120 ألف تنزيل للتطبيق في ساو باولو، وستبدأ قريباً العمل في ريو دي جانيرو. وتقول: “إن كنت تعتقد أن 50 في المائة من سكان البرازيل هم من النساء، فأنا أعمل مع 50 في المائة من عدد السكان. إمكانات البرازيل هائلة”.
تطبيقات حجز سيارات الأجرة آخذة في الازدهار في البرازيل. البرازيل هي ثاني أكبر سوق لشركة أوبر خارج الولايات المتحدة، بما لديها من إجمالي سائقين يبلغ نصف مليون سائق و17 مليون مستخدم.
عدد رحلات سكان ساو باولو باستخدام سيارات أوبر يوميا أكبر من تلك المستخدمة في نيويورك.
الشركة المحلية الناشئة (99)، التي لديها 14 مليون مستخدم و300 ألف سائق، تم الاستحواذ عليها أخيرا من قبل تطبيق حجز السيارات الصيني ديدي تشاكسينج، في عملية استحواذ تصل قيمتها إلى مليار دولار.
في الوقت الذي تتعافى فيه البرازيل بعد تعرضها لفترة ركود قاسية، أصبحت تطبيقات استدعاء سيارات الأجرة وسيلة للتغلب على البطالة التي بلغت أوجها في البلاد.
يقدم تطبيق ليدي درايفر مجموعة من الامتيازات بما في ذلك الزيادات ودفع رسوم الطرق، ورسوم مخفضة مقارنة بالشركات المنافسة، لذلك فإن استخدام خدمة القيادة من خلال شركتها، قد يعود على السائقات بعائدات تصل إلى سبعة آلاف ريال برازيلي شهريا (2160 دولارا)، بحسب ما تقول السيدة كوريا.
تقول ميريلا جونس، سائقة سابقة لدى شركة أوبر تعرضت لمضايقات من قبل راكب في وقت سابق من هذا العام، وتعمل الآن بشكل حصري لدى تطبيق ليدي درايفر، الذي يسمح أيضا للسائقات بانتقاء نوعية الزبائن: “هذا الأجر أعلى مما يحققه بعض السائقين الذكور العاملين لدى تطبيقات أخرى، ونشعر هنا بأمان أكثر. هذا التطبيق يساعد في خلق أصحاب المشاريع”.
تم تأسيس تطبيق ليدي درايفر من خلال استثمار أسري أولي بلغت قيمته 150 ألف دولار، أعقبه استثمار بقيمة 300 ألف دولار من قبل مستثمرين برازيليين وبرتغاليين.
لا يزال التطبيق صغيرا، لكن المخاوف المتعلقة بالسلامة تعمل على تعزيز شعبية وشهرة التطبيقات المرتكزة على الإناث. هنالك الآن خدمة أخرى مخصصة كذلك للنساء فحسب في البرازيل هي: “فيمي تاكسي”.
كانت شركة 99 المحلية العملاقة أول خدمة في البرازيل تطلق خيار الراكبات فحسب. جاءت هذه الخطوة عقب إجراء دراسة شملت 36 ألف راكب، من الذكور والإناث، قال 70 في المائة منهم إنهم يفضلون التنقل مع سائقات.
تقول السيدة كوريا: “تمتلك النساء الآن الشجاعة للتحدث بصوت مرتفع”، وهي تتحدث أثناء تجمع عشرات النساء من اللواتي تم تعيينهن حديثا في قاعة مؤتمرات في مكاتب الشركة في ساو باولو، لحضور جلسة تدريبية. قبل ذلك، كانت هنالك حالات اغتصاب ومضايقات، لكن النساء كن يلتزمن الصمت، لأنهن يخفن من أن يُحكَم عليهن بصورة سيئة”.
تقول السيدة كوريا إن سوق تطبيقات حجز السيارات تحقق نحو 7.4 مليار ريال برازيلي سنوياً من المكاسب في ساو باولو بمفردها. “نعتقد أن 15 في المائة من هذه المبالغ يمكن أن تخصص لسيارات تعمل لدى تطبيقات حصرية للنساء”، حسبما أضافت.
وتسعى الشركة للحصول على أموال للانتقال إلى أسواق أمريكا اللاتينية الأخرى، مثل بيرو والأرجنتين والمكسيك، والتوسع أكثر في البرازيل.
يشرح باولو فوركويم، أستاذ في كلية الإدارة إنسبير في ساو باولو الوضع قائلا: “يشعر كل من الركاب والسائقين بأمان أكبر، في أن يتمكن التطبيق من تقديم خدمة تواصل مع شخص من الجنس نفسه، لذلك ربما يكون الطلب على هذا التطبيق مرتفعا”.
على الرغم من ذلك، يحذر من حدة المنافسة من قبل التطبيقات الكبيرة.
لا يزال بعض السياسيين البرازيليين يسعون إلى تنظيم تطبيقات استدعاء السيارات من خلال تصنيفها كوسائل نقل عام.
يعتقد فوركويم أن بإمكان تطبيق ليدي درايفر “الحفاظ على عملياته التشغيلية لعام واحد على الأقل، حتى وإن كان ذلك في مدينة واحدة، بالاستثمار في الإعلانات والعلاقات العامة، ليكون قابلا للاستمرار، لأن هنالك طلبا واضحا على هذه الخدمة”.
في بلد يعيش فيه 208 ملايين نسمة وعدد إناث أعلى قليلا، هدف السيدة كوريا هو الوصول إلى مليون سائقة بحلول عام 2020. وتضيف: “عندما بدأت هذه الشركة، حذرني الناس من خوض هذه التجربة، لأنه سيُحكَم علي سلبيا. أنا أؤسس شركة بهدف حل لهذه المشكلة، ولمنع حدوث ذلك مع نساء أخريات”.

شاهد أيضاً

طنجا

أباندا: المؤتمر الدولي بطنجة تثمين لخبرة وكفاءة المرأة الإفريقية

قالت رئيسة الملتقى العالمي الـ70 امرأة خبيرة إفريقية، صولانج بسابيم أباندا، الثلاثاء بطنجة، إن انعقاد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com