الرئيسية / أخبار / د. سلام الخليلي تكتب بالأرقام والمعلومات:”العنوسة” تبتلع أعمار فتياتنا.. ما السبب؟!!
سلام3

د. سلام الخليلي تكتب بالأرقام والمعلومات:”العنوسة” تبتلع أعمار فتياتنا.. ما السبب؟!!

العصفورة نيوز:تعتبر ظاهرة العنوسه آفة تكاد اليوم ان تكون موجودة في كل بيت، فلا يكاد يخلو بيت من وجود شاب أو فتاة بلغت سن الزواج وتجاوزته ولم تتزوج بعد وطال بقائها في بيت اهلها.
وكتابتي عن هذه الظاهرة لم تأتيني من فراغ، بل لانها اصبحت مشكلة حقيقية ومقلقة وظاهرة مأساوية مزعجة ، وأصبحت تنغص حياة الآلاف من الأسر وتهدد نفسيات الآلاف من الشباب والشابات وتغرقهم في بحار المتاهة ومستنقعات الفساد والضياع.
ولفظ العنوسة أطلق على الشباب والشابات ولكن اشتهر استعماله على الشابات اما الشباب فاشتهر اطلاق لفظ العزوبية ، فيقال انه أعزب وذلك للعرف السائد في المجتمع ، ويختلف من مجتمع لآخر، ومن المدينة الى الريف.
والعنوسة تعبير عام يستخدم لوصف الاشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل مجتمع وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال والصحيح انه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخراً هو إطلاق اللفظ على الإناث فقط.
ويقال عن العنوسة في اللغة انها عنست المراة فهي عانس إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها.ويخضع سن العنوسة الى النظرة الاجتماعية والبشرية المتغيره ، ويختلف هذا العمر من بلد لآخر ففي حين ترى بعض المجتمعات أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانساً، بينما نجد مجتمعات المدن تتجاوز ذلك الى الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليه صفة العانس نظرا أن الفتاة يجب ان تتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب.
اما ظاهرة العنوسة في المصطلح الشعبي العامي يعني البايره وتقال لكل فتاة تأخرت عن سن الزواج المتفق عليه اجتماعياً. وتعرف العنوسة بانها الفترة التي تتخطى بها الفتاه سن الزواج المتعارف عليه في المجتمع وفي تعريف اخر هي المرحلة العمرية التي يبدأ فيها جسد المراة بفقدان خصائصه الأنثوية الجاذبة للجنس الأخر، وتقل احتمالات قدرة المراة على الانجاب وبداية التغييرات الهرمونية والنفسية والعصبية للمراة. كما ان هناك تعريف اخر لكلمة عانس فكلمة عانس في اللغة تعني المراة التي طال مكثها في بيت اهلها ولم تتزوج قط، بينما في المعنى الشعبي العانس هي التي يطلق عليها بانها ذو عيب خُلقي او خَلقي يجعلها حبيسة الجدران وفي بعض اللهجات يستعاض عن لفظة العانس بلفظة البايره وهي مشتقة من الكلمة العربية بارت الارض أي فسدت ولم تعد تصلح للزراعة.
اما رأي بعض النساء الرائدات تشير الى كلمة عانس كلمة مسيئة للمراة وصمة عار او حتى شتيمة بحق المراة وانها تسمية قديمة ولا تتناسب مع الوقت الحاضر الذي نعيشه . فالغرب قد حارب هذه الكلمة وقضى عليها في القرن الماضي بينما نحن في مجتمعاتنا لا نزال نستخدم هذه الكلمة وعند لفظها يذهب الذهن الى المراة وليس للرجل وينسون بأن هذه الكلمة هي لكلا الجنسين دون استثناء ، وفي تصوري لا بد ان يطلق كلمة عزباء على المراة كما يطلق على الرجل أعزب.
وهناك رأي اخر لدى البعض إذ يفضل تسمية ظاهرة العنوسة بظاهرة تأخر سن الزواج، لأن كلمة عانس غير مريحة وكأنها ترتبط بإمرأة مرفوضة وفاشلة في ايجاد الزوج او أنها تملك عيباً في شخصيتها وبالتالي هذا يضع المراة تحت ضغط نفسي كونها مرفوضة اجتماعيا أو انها تبحث عن زوج أو حتى خطيره على صديقاتها المتزوجات !!!!!
وإن تجاوز المراة السن الذي يراه المجتمع مناسباً للزواج لا يعني انها لا تصلح أو انها غير جميلة ففي اغلب الاحيان فإن اللواتي يتاخرن في الزواج ناجحات في عملهن وفي حياتهن الخاصة والعملية ، لا وربما أكثر ممن تزوجت في سن مبكر . فالعنوسة عادة تعني السن التي اصبحت الفتاة دون زواج مقارنة بالسن السائد والمتعارف عليه وسط أسرتها والمجتمع وكل مجتمع يحدد سناً للزواج…..
واننا نجد ان العنوسة في الريف تختلف عن الحضر وفي البلدان العربية عن الدول الاجنبية وتنخفض سن العنوسة عادة في المجتمعات غير المتقدمة اكثر من المتقدمة،. والعنوسة لا تقتصر على فئة معينة وإنما ترجع الى جميع فئات المجتمع ( شابا وشابات) واستفحالها يؤدي الى انتشار الجرائم في المجتمع كالسرقة والاغتصاب ……….الى جانب كثرة الزواج العرفي وكثرة السحرة والدجالين المشعوذين………لهذا فالعنوسة أصبحت ظاهرة مرعبة وذلك لأعداد الفتيات العربيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج وتجاوزن سن الثلاثين الذي كثيرا ما كن يصبحن جدات عندما يبلغونه قبل مئة سنة أو أقل!!!!
وبعيدا عن المكابرة وعدم الاهتمام ، فالزواج هو أقصى آمال الفتيات اللواتي لم يتزوجن لأنهن يعرفن في قرارة انفسهن أنه الشيء الوحيد لإعطاء معنى لحياتهن واشعارهن بوجودهن وإنسانيتهن وأنوثتهن وأمومتهن ، إضافة الى اشباع احتياجاتهن الطبيعية وتأمين احساسهن بشئ من الاستقرار.
وبناءاً على ما ذكر فإن الفتاة التي تسمح لقطار الزواج ان يفوتها هي المتضرر الأول والأخير ، وكذلك هي المسؤولة عن السماح لذلك القطار ان يفوتها ، هذا من جانب ومن جانب اخر فهناك عدة عراقيل تقف خلف زواجها، منها جشع الأهل وتعاملهم مع مسألة الزواج كصفقة تجارية ، غلاء معيشة والعجز عن توفير المتطلبات الضرورية لفتح بيت جديد بمواصفات معينة وكل ما يرتبط بموضوع الزواج وتبعاته………الخ.
وإنني أرى أن الفتاة هي المسؤولة الوحيدة عن حرمانها من الزواج فالفتاة في مجتمعاتنا العربية تحمل فكرة سيئة عن الزواج كأن الزواج يتعلق بحياة ومستقبل شخص أخر غيرها، فهي كثيراً ما تقف عاجزه بذريعة الحياء الصادق أو المفتعل تنتظر أحدهم يطرق باب بيتها.
لا يا عزيزتي أقول بأن من حقك أن تبحثي عنه وأن تطرقي بابه إذ ما وجدته، كما فعلت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها عندما عرضت الزواج على سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو يصغرها بأكثر من عقد، لكن حتى وإن شاءت الأقدار ودق أحدهم باب بيتك فلا تتركية فريسة لجشع وطمع الأهل ولا تشاركهم في ذلك بطلبات تافه وكماليات باعتبارها ضرورية وأساسية لا غنى عنها، لاننا كثيراً ما نجد العريس قد فل بجلده، هذا الى جانب الإشتراط بأن يكون العريس أكبر منها بسنوات قليلة ومعدودة …….الخ متجاهلة قوله تعالى ” وانكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يُغنيهم الله من فضله والله واسع عليم” وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد مبين”. وكأن هذا الاوامر ليست موجه لها ولا تعنيها في شيئ وتبقى تتضرع الى المولى عز وجل ان يرزقها بإبن الحلال ؟؟؟!!!
أساب العنوسه
إن ظاهرة العنوسة أصبحت مشكلة اجتماعية تواجهها المراة من قبل المجتمع رغم انها ظاهرة منتشرة في العالم كله ، على الرغم مما تنشره وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وعقد العديد من الندوات للقضاء على هذه الظاهرة، أي أننا نجدها في حالة تفاقم وتزايد وأصبح حلها شبه مستحيل ، وهذا يدفعنا الى ضرورة معرفة الاسباب التي تؤدي الى تفاقمها وهي :
1- الاوضاع الاقتصادية هي عامل اساسي ورئيسي للعنوسة ، فطلب الأهل المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف الزواج مما يؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج وخاصة عند الشباب الغير قادرين على توفير متطلبات الزواج المرتفعه
2- عزوف الأهل عن زواج بناتهم أو أولادهم طمعاً في الراتب، وبهذا يصبح الراتب نقمه لا نعمة عليهم.
3- ارتفاع مستوى التعليم عند الفتيات يؤدي الى ارتفاع نسبة العنوسة ، مما يؤدي الى عزوف بعض الشباب عن الزواج من فتيات متعلمات واللواتي يعملن .
4- الاوضاع السياسية للمجتمع قد تؤدي الى العنوسة
5- الاسباب الاجتماعية مقدمة على الاسباب النفسية لانتشار العادات والتقاليد ، بينما الاسباب النفسية فردية وهي وليدة للاسباب الاخرى
6- غياب مطلق لوسائل الاعلام على صعيد التوعية باهمية الزواج لكلا الجنسين
7- العادات والتقاليد السيئة والاعراف الخاطئة السائدة كالتباهي بغلاء المهور والتفاخر في التجهيز …………..
8- اصرار الاهل ان مواصفات حفل الزفاف ومكان انعقاده لا يقل عن حفل زفاف احد الاقارب سواء ابن العم او الاخت …. فالفتاه تريد الزفاف يُحكي عنه الناس وتكاليف كثيرة بغض النظر عن ظروف العريس وهذا يؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج وتكاليفه
9- الحروب التي يذهب ضحيتها كثير من الشباب فتزيد نسبة الفتيات عن الشباب، الى جانب عدم الاستقرار الامني والسياسي كأحد العوامل الداعمة لهذه الظاهرة على اعتبار ان هذه الظاهرة تؤدي الى عدم الاستقرار النفسي
10- انتشار ظاهرة الزواج العرفي حيث يلجأ اليه الشباب لانه يستصعب الزواج الشرعي ويبتعد عن ما له من تكاليف باهظه.
11- فقدان الامن والثقة في المستقبل وخاصة لارتفاع حالات الطلاق التي تؤدي الى الاحباط العام وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية ومشكلة السكن وندرة فرص العمل والبطالة وقلة الامكانيات المادية للشباب ………..
12- مغالاة كثير من الفتيات بمواصفات الزوج الخيالية علما بأن سيدنا محمد علية الصلاة والسلام ارشدنا الى اسس الاختيار بين الزوجين
13- تاثر كثير من الفتيات بالقيم الغربية مثل المجارة باللبس والاختلاط في الاماكن العامة ………..وهذا بدوره يؤدي الى نفور كثير من الشباب الاقتران بهن لانه يفكر بالفتاة التي سوف تحمل اسمه .
14- تعصب كثير من العائلات في مسألة الحسب والنسب
15- رفض كثير من الفتيات الزواج بشاب يعيش في الغربة خوفا من الغربة أو ماضية المجهول من علاقاته قبل الزواج
16- المغالاة في اشتراط الكفاءة الاجتماعية والاقتصادية بان تكون من عائلة معروفة ذات حسب ونسب وغنية ذات مركز مرموق وسمعه طيبة والرفض لمن تكون بمستوى اقل اجتماعيا واقتصاديا من الشاب كل ذلك بسبب الموروث الثقافي والمعتقدات الخاطئة التي تناقلتها الاجيال
17- كثرة المشاكل بين الوالدين فتنشأ الفتاة لديها فكرة سئية عن الزواج فترفض الإقدام عليه خوفا من الوقوع في نفس المشاكل .
18- معارضة بعض الاهل بتزويج بناتهم طمعاً في رواتبهم مع تبرير مواقفهم بحجج واهية كقولهم انه لم يحدث نصيب أو لا يوجد احد من مستواها ……………
19- بعض الفتيات تعمل على تأجيل فكرة الزواج لتكمل دراستها العليا من ماجستير أو دكتوراه مما يؤدي الى احجام الشباب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها .ورفضها الإقتران بمن هو أقل منها خوفا من الاضطهاده لها والتعامل معها بعنف ليقتل فيها احساسها بالتمييز
20- زواج كثير من الشباب بأجنبيات لان مهرهن اقل
21- اصرار كثير من الاهل على ألا تتزوج البنت الصغري قبل الكبيرة أو أن ابنتهم لا تزال صغيرة على الزواج أو تريد تكميل دراستها ……..
22- البطالة بين فئة كبيرة من الشباب اللذين في سن الزواج
23- المشاكل الاسريه والنزاعات والخلافات في البيوت سبب في صرف الناس من الفتاه خشية ان تكون مثل اهلها وبهذا يكون خوفا من الوقوع في تلك المشاكل
24- السمعه السيئة عن البنت أو أهلها لكثرة احتكاكها بالرجال ومخالطتهم وكثرة الخروج من المنزل بشكل ملفت للنظر وكثرة الكلام عنها
25- غرور بعض الفتيات بجمالهن وعائلاتهن المرموقة مما يؤدي الى الاعتقاد ان زوجها لا يكون إلا رجل في مستواها وأن لا أحد يستحقها إلا من كان فارس احلامها

الأثار السلبية لظاهرة العنوسة :
أمام التعدد والتنوع في الاسباب أدت الى فرز العديد من الآثار التي تهدد المجتمع وتؤثر في تماسكه ، وهذه الآثار تظهر :
1- خطورة الظاهرة على الفتاة بحيث تصاب الفتاة بالعديد من الآلام النفسية فتشعر بالحزن والاكتئاب، والنفور من الناس خشية السخرية والتلميح الجارح.
2- خطورة الظاهرة على الأسرة إذ أنها تحدث آثار نفسية سيئة على كل أسرة فيها فتاة غير متزوجه، حيث يشعر أفرادها بالهم والغم بل الخزي في بعض المجتمعات حيث الخوف من نظرة الناس وتفسيرها بغير معناها واعتبارها نوعا من الاتهام لهم ولبناتهم مما يؤثر ذلك بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية بين افراد المجتمع.
3- خطورة الظاهرة على المجتمع حيث يؤدي انتشار الظاهرة لأخطار شديدة على المجتمعات إذ يحدث التفكك وانتشار الاحقاد والضغائن بين افراده كما ينتشر الفساد والانحلال الأخلاقي والانحراف.
4- تنتشر بعض العادات الجاهلية كالسحر والدجل والشعوذة ظناً من البعض أن هذا سيؤدي الى زواج بناتهم
5- كثير من الفتيات اللواتي تأخرن في الزواج وفاتهن قطار الزواج ، أصبحن يعانون حياة الوحدة والإكتئاب ، فتقضي أوقاتها في قلق وحزن وألم وقلق نفسي وعاطفي وخاصة إذا عاملها من حولها معاملة فيها نوع من الاحساس بالنقص أو الشفقة .
6- إن فترة الخصوبة عند الفتاه تبدأ في سن 18 عاما وتصل ذروتها في سن 30 عاما وتبدأ الفترة بالهبوط في سن متأخرة تقل فرصة الحمل فيها لدى السيدة المتزوجة وعندما يحدث الحمل يؤدي الى حدوث مشكلات مثل الاجهاض أو تسوه الجنين أو نزيف قبل الولادة ومشكلات الضغط والسكر، والمراة لديها عدد من البويضات تستمر الى متوسط سن اليأس من 42-45 عاما وبعد سن 35 عاما ترتفع احتمالية ولادة طفل منغولي وتزيد النسبة بعد سن 40 عاما، بينما الرجل فإن تأخر سن الزواج لديه لا يؤثر على الانجاب ما لم يعاني من امراض في الجهاز لتناسلي أو ارتفاع الضغط او السكر أو إدمان المخدرات ….
7- إن إخفاق الفتاه في الحصول على شريك شرعي يحرمها من سعادة تتمناها وتترقبها والتي تنحصر في تحقيق ذاتها كربة أسرة تتحمل مسؤولياتها وامتلاك عائلة تشعرها بالاستقرار وبالشخصية بعيدة عن أسرة والديها وإخفاقها في الحصول على شريك سوف تحاصرها كوابيس مخيفة من وحدانية واكتئاب….. ومضاعفات جسديه الى جانب قمع الاهل من الاب أو الأخ بحجة أنها بحاجة الى حماية من المجتمع الذي لا يرحم.
8- تزداد مشكلة العنوسة عند الفتاة التي لا تعمل ففي العديد من العائلات لا زالت البنت التي تتأخر في سن الزواج تعاني من ضغوطات اجتماعية واسرية والكل يحاول استغلالها من اهلها فهم يرونها ان تُخدم عليهم وإذا تزوج اخوانها لا بد من ان تُخدم عليهم وعلى زوجاتهم .
9- شعور الفتاه التي تأخر سن الزواج لديها بالإحباط والخجل والغربة عن المجتمع والتوتر بسبب نظرة المجتمع لها كعانس أو فاتها قطار الزواج.
10- قبول بعض الفتيات الزواج بأي شاب من اجل دفع النظرة السلبية التي يرمق بها المجتمع لها، ما يؤدي في النهاية الى الطلاق وغيره فتنتقل من مشكلة تأخر سن الزواج الى مشكلة الطلاق نتيجة زواج خاطئ.
احصائيات ظاهرة العنوسة في المجتمع العربي :
لقد أصبحت ظاهرة العنوسة تمثل مشكلة كبيره تعاني منها الكثيرات ، فتأخر سن الزواج في وطننا العربي من المشكلات الكبيرة والمعقدة التي تبحث عن حل لها ، فانتشار الظاهرة بصورة كبيرة في مجتمعاتنا أصبحت أزمة ضخمة يصعب حلها ، فرغم الكم الهائل من الموروث الديني الثقافي الذي يعمل على منع ظهورها إلا أن عادات عقلية غريبة وشروط شكلية كثيرة تغير مسارات كثيرة نحو الاتجاه المعاكس ولكل بلد عاداتها وتقاليدها وعقليتها المختلفة التي تساعد على انتشارها ، فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم بها السن دون أن تتزوج.
والاحصائيات التي نقرأها بين الحين والأخر في الدول العربية عن ارتفاع نسبة تاخر سن الزواج تثير المخاوف وتنذر بخطر يهدد بتفشي هذه الظاهرة الاجتماعية التي تعد من أمراض المجتمع التي يجب مواجهتها والحد من انتشارها والبحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي أدت اليها خاصة أن الاسلام قد حض على الزواج وتشجيع العفاف وتكوين الأسر التي تعد الاساس الأول في بناء مجتمع قوي متماسك.
وظاهرة تاخر سن الزواج لم تترك دولة إلا وزارتها ولا مجتمع إلا وانتشرت فيه . إلا أن هذا السن يختلف من مكان لآخر حيث ان كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج تعتبر عانساً، إلا أننا نجد أن مجتمعات المدن تتجاوز ذلك الى الثلاثين وما بعدها لم تطلق عليها كلمة عانس نظراً الى ان الفتاة يجب ان تتم تعليمها قبل الارتباط والانجاب .
وتعتبر أرقام واحصائيات هذه الظاهرة في الدول العربية كفيلة بإبراز حجم هذه المشكلة ومدى المخاوف التي تفرض نفسها على تلك المجتمعات بقوة. فأخر الإحصائيات قد كشفت دراسة حديثة اجريت أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والامارات قد بلغن مرحلة العنوسة وانخفضت هذه الظاهرة في كل من اليمن وليبيا لتصل الى 30% في حين بلغت النسبة الى 20% في كل من السودان والصومال و10% في سلطنة عُمان والمغرب وكانت أدنى مستوياتها في فلسطين حيث تمثلت هذه الظاهرة الى 1% وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت الى 85%.
ومن أهم الدول العربية التي تبرز فيها أعلى نسبة من النساء اللواتي تاخر سن الزواج فيها فهي:
1- البحرين : يصل عدد الفتيات غير المتزوجات فيها ما يعادل 25% من عدد النساء البحرينيات.
2- اليمن : ويصل عدد الفتيات غير المتزوجات فيها ما يعادل 30% ، وتعد العنوسة مشكلة اجتماعية تتفاقم في اليمن وتعاني منها شريحة واسعة من النساء خصوصاً الناشطات منهن والمنخرطات في الحياة العامة أوحملة الشهادات الجامعية اللواتي يتأخرن في الزواج، وتعود هذه الظاهرة الى نظرة المجتمع السيئة الى المراة العاملة ويرى البعض المختصون أن هناك عوامل ترتبط بمسألة الفقر والعادات والتقاليد والقيم القبلية وتردي الوضع الاقتصادي الذي يجبر الشباب على التفكير ملياً قبل الاقدام على الزوج .
3- الكويت وقطر وليبيا : تصل عدد العانسات فيهما الى ما يعادل 35% ، ويعد هذا الرقم مرشح للارتفاع بفعل وضعها الأمني وعدم الاستقرار السياسي ، أما الكويت وقطر وتعود أسبابإرتفاع الأرقام الى المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وفقاً للأعراف الخليجية ما يتم التضييق على زواج المواطنات الخليجيات من الرجال الوافدين.
4- مصر والمغرب : تصل عدد العانسات فيهما ما يعادل 40% ، ففي مصر وصلت هذه النسبة وهو رقم مرشح أيضاً للارتفاع بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلد ، أما في المعرب فقد أثببت عدة دراسات وطنية فيها أن سبب ارتفاع نسبة العوانس الى الظروف المادية بالدرجة الأولى حيث تكثر البطالة والدخل الضعيف فيها.
5- السعودية والاردن : تصل عدد العوانس فيهما الى ما يعادل 45% ، ويعود ارتفاع نسبة العنوسة فيهما الى اسباب متعددة من أهمها غلاء المهور وتكاليف الزواج المرتفعة حيث يقوم بعض اولياء الامور بتحميل الخاطب فوق طاقته حتى صار الزواج عند بعض الشباب من الامور الشاقة والمستحيلة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع نسبة البطالة . الى جانب اشتراط الاهل تكافؤ النسب من لناحية الاقتصادية والاجتماعية او تزويجهن حسب ترتيبهن العمري أو يشترط ولي الأمر أن تتنازل عن الميراث حتى يوافق على تزويجها .
6- الجزائر : وتصل عدد العوانس فيها الى ما يعادل 51% وتعاني الجزائر من ارتفاع ملفت للنظر في هذه الظاهرة حيث تشير العديد من الدراسات أن عددهم يفوق عدد السكان في ليبيا ويفوق عدد سكا خمسة دول خليجية مجتمعة .
7- تونس : تصل عدد العوانس الى ما يعادل 62%، فقد اصبح الزواج فيها مؤجلاً لدى غالبية الشباب لعدة عوامل منها تأخر سن الدراسة والعمل فغالبية الفتيات اليوم يرغبن بمتابعة التحصيل العلمي حتى مستويات مرتفعة وبعد الدراسة يبدأ البحث عن فرصة عمل مناسبة قبل التفكير في الزواج كما أن الشباب أصبحوا يبحثون عن فتاة عاملة للمساعدة في تأمين نفقات الاسرة.
8- العراق وسوريا: يصل عدد العوانس فيهما الى 70% ، فان وضعهن نتيجة الوضع الأمني والصراعات الداخلية ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتأزم أدى الى عزوف الشباب عن الزواج ورفع معدلات العنوسة الى مستويات خيالية .
9- الامارات العربية المتحدة: يصل معدلات العنوسة فيها الى ما يعادل 75% ، يرجع الارتفاع الملحوظ في معدلات العنوسة في دول الامارات الى الارتفاع الباهظ في تكاليف الزواج والى السماح للرجال بالزواج من غير الاماراتيات بينما يتم التضييق أو منعه على الفتيات الراغبات بالزواج من غير مواطني الدولة
10- لبنان ، يصل عدد العانسات الى ما يعادل 85% ، وقد لوحظ أنه ليس من السهل الحصول على زوج حيث أظهرت الدراسات الحديثة في لبنان ان 15% فقط من كلا الجنسين وفقن في الحصول على شريك لتسجل لبنان أعلى نسبة عنوسة في الوطن العربي بالنسبة المذكورة اعلاه من مجموع الفتيات في سن الزواج.
11- فلسطين / يصل عدد العانسات لا تتعدى 7% ، حيث اشارت إذاعة هولندية ان فلسطين سجلت اقل نسبة عنوسة على المستوى العربي.

علماً بأن هذه الارقام مرشحة للارتفاع بفعل تغير البنية الاجتماعية والأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
حالات واقعية ممن فاتهم قطار الزواج
اقول عبارات كثيره من الفتيات افصحن عن ما وجهنه في حياتهن حيث يقلن : اليك مأساتي وايامي المظلمه السوداء اليكي الظلم والقهر الذي أعيشه اليك معاناتي ، وإن كان لكل منا مأساتها لكنها في النهاية تصب في واقع واحد وهي اننا بلا أزواج بلا اطفال بلا حياة قتلها الالم والحزن . لكن يا عزيزتي بالرغم من أن كثير من الفتيات اخترن وفضلن العنوسة على الزواج رغم الجمال الذي تتمتع به هؤلاء الفتيات ، على الرغم أن كثيراً منهن قد تقدم لخطبتهن رجال متزوجون باخريات ورفضن الزواج وبعض اخر ينظرن حولهن فلا يجدن رجل بمعنى الكلمة يوفر لهن الحب والرعاية والأمن والأمان، حيث فضلن العنوسة على الحياة مع زوج يعيش عالة عليهن او يطمعن في مالهن او..أو…….علماً بان الزواج حلم كل فتاة لتتوج ملكة في بيت الزوجية وتمارس غريزة أودعها الله بقلبها وهي غريزة الأمومة .
ويعلم الله كم هو حجم الألم والأسى الذي أشعر به عند سماع كلمة عانس ، هذه الكلمة تزيد الألم والأسى ، كلمة تؤذي وتعكر الصفو وتزيد الهم ،عندما أرى هذه الكلمة تطلق ويقال فلانه عانس أو في بيت فلان عانس، وقد احترت من أين ابدأ وأين هي الكلمات التي ستساعدني لاستند اليها للوصول الى كلمات تصل الى قلب هذه الفتاة التي اراها دائما شاردة الفكر والذهن وغارقة في بحر الأمنيات!!!!! فهذه حالات واقعية لفتيات لم يخترن واقعهن :
1- هذه حالة بدأت تتكلم عن واقعها بالم وحسرة وتقول إنني وفي عمر الثامنة عشره تقدم لي العديد من الخطاب ولكني كنت أرفض الزواج متذرعة بحجة أنني اريد بعد انهاء تعليمي المدرسي اسجل في الجامعة واصبح قاضية ادافع عن هموم ومشاكل الغلابة والمظلومين، وأصبح قاضية مشهورة تشاور علي الناس لشهرتي واخلاقي ونجاحي ……حتى وصلت الى سن الخامسة والثلاثين وأصبح الذين يتقدمون لي هم من المتزوجين وأنا طبعاً أرفض لأنني بعد كل هذا التعب والسهر النجاح أتزوج إنسان متزوج فأنا يا عزيزتي لدي المال والجاه والشهادة العليا وأتزوج مثل ذلك الشخص ؟، ومضت الأيام واصبح عمري الثانية والأربعين، وبدأت أسمع الأحاديث تدور من حولي عن تأخر سن الزواج وأنني اصبحت عانس وبدأت هذه العبارات تستفزني بالرغم من أنني مقتنعة بما وصلت اليه وأنني قد حققت ما كنت اصبوا اليه من نجاح وشهرة وان لدي من المال ما يساعدني العيش بكرامة دون أن احتاج المساعدة من أحد، وانا حقيقة دون مراوغه سعيدة في حياتي .
2- فتاة اخرى من اسرة طيبة وأب لا يخاف الله وتقول انني قد تعلمت للمرحلة الاعدادية ثم توقفت عن التعليم لان والدي لا يريدني ان اكمل تعليمي وبقيت جليسة في المنزل اساعد والدتي باعمال المنزل وتربية اخواني …..، آه يا عزيزتي كلي الم وحزن لانني لم اكمل تعليمي فقد كنت من المتفوقات في الدراسة لكن والدي الله يسامحة الذي أخرجني من المدرسة ، وقد اصبح عمري الخامسة والعشرين وكان الخطاب يتقدمون لي ولكن والدي كان يرفضهم بحجة انه يريد شخص من اسرته ، ولكن شاءت الاقدار ان تقدم لي شخص مستقيم وذو اخلاق عاليه ومن اسرة والدي، ولكنه فقير الحال فرفض والدي رفضاً قاطعاً بدون إبداء الاسباب ، والعمر يا عزيزتي يمر وانا الان أصبح عمري اربعين سنه، وكما انا حبيسة المنزل لا حول ولا قوة لي .
3- قصة واقعية أخرى حيث التقيت بها في إحدى الجلسات مع الصديقات وأخذتني جانباً وتحدثني ودموعها تنهمر وقلبها ينفطر ألما وحسرة وهي ممن فاتها قطار الزواج وتقول بأنها أصبحت من عداد العوانس ، وإنني اعاني من هذه الكلمه اشد المعاناة ، فوالدي الذي ذبحني بغير سكين ، ذبحني يوم حرمني من الأمان وحياة الاستقرار والزواج والبيت الهادي والامومة رافضاً كل من يتقدم لخطبتي بسبب مرتبي الذي اتقاضاه من عملي نهاية كل شهر من تعبي وجهدي، ومرت السنوات واصبح عمري اربعين عاما ، فمن يتقدم لخطبة فتاة اصبحت بهذا العمر ، فانا لا اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل .
4- فتاة تحدثت ليست عن ماساتها فقط بل اخواتها ايضاً تقول انني اعيش انا واخواتي وبلغن من العمر فوق سن الخامسة والثلاثين واكبرنا سنا اربعين عاما ، وتقدم لخطبتنا خطاب لا يعدوا ولا يحصوا الا أن والدي كانت دائما لغة في فمه ليس لدي بنات للزواج بحجة انه غير مناسب أو فقير لا يستطيع اعالتنا أو خوفاً على امواله وممتلكاته حتى دخلن في سن العنوسة ؟، عزيزتي سامحيني إذا قلت ذلك على والدي ولكن رغما عني ” اننا اصبحن جميعا لا نطيق والدي ونكرهه كرها شديدا لانه حرمنا من حقي في الحياة وحقي بحياة الاستقرار والامومة التي تحلم بها كل فتاه
الاقتراحات والتوصيات
1- على الرغم من قلقنا من العنوسة وآثارها فيجب ان نحترم البشر في زواجهم أو عدمه فلا ترغم الفتاة على زواج لا ترغبه لمجرد التخلص من شبح العنوسة.
2- نشر ثقافة الزواج واهميته لتوفير الكثير من الاحتياجات الفطرية للنفس السوية بما يتلائم مع القيم الدينية والاخلاقية والأعراف السليمة لان الزواج هو افضل مؤسسة اجتماعية لاستمرار الجنس البشري وارتقائه وخاصة في حالة قيامه على اسس سليمه.
3- الاهتمام بدعم شبكة العلاقات الاجتماعية والاسرية التي تساهم في عملية التعارف والتزاوج وتعزيز الثقة المشجعة على الزواج.
4- تبسيط وتسهيل إجراءات الزواج ونفقاته وتبعاته بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة .
5- اتاحة فرص عمل للشباب العاطل عن العمل لان العاطل عن العمل يعيش حياة غير مستقرة وبذلك يؤدي الى حالة من عدم الاستقرار في المجتمع ككل وينتج عنه الكثير من مظاهر التطرف أو الانحراف.
6- تقديم رعاية نفسية واجتماعية للفتاه التي فاتها سن الزواج خاصة إذا تعرضت لمشكلات مادية ونفسية واجتماعية مع مراعاة مشاعرها وعدم تجريحها بالتلميح أو التصريح
7- على كل فتاه فاتها سن الزواج ولم توفق في اختيار الشريك المناسب واختارت الوحدة ان تجد معنى للحياة وتوجيه طاقاتها في أمور ايجابية تساعدها في التعويض عن الزوج والاطفال والجو الاسري وبمساعدة المجتمع في احترام ظروفها وخياراتها.
8- ابتعاد الاهل عن العادات السيئة والاعراف القبيحة التي تؤدي الى العنوسة كاشتراط الاهل زواج البنت الكبري قبل الصغرى او ما له علاقة بالنسب ……….
9- تغيير مفهومنا وثقافتنا عن الزواج ونؤمن بأن الزواج مسكن ومودة ورحمة بين الزوجين والبعد عن تكاليف الزواج الباهظة حتى يستطيع كل من كلا الجنسين الزواج
10- البعض يرى ان ظاهرة العنوسة ظاهرة معقدة والقضاء عليها بالدعوة الى تعدد الزوجات ولكن هذه الدعوة قد خلت عن الحكمة بالتعدد وليست حل لذلك والتعدد ليس حق للرجل كما يتخيل الكثيرين فمن يتخيل ذلك فهو مخطئ فلم يشرع الله عز وجل تشريعاً إلا لحكمة وضرورة فقد أتاح الله عز وجل الفرصة للرجل للاقتران بأكثر من زوجة ولكن بقواعد وشروط محكمة .
11- إن حل هذه الظاهرة والقضاء عليها يكمن بالعودة للاسلام الذي دعا الى تيسير سبل الزواج والبعد عن مظاهر الترف والبعد عن المغالاة في المهور ……، ودعا الى إرساء المفاهيم الاسلامية التي تحض على الزواج كحصانة للشباب والشابات واعتبار الزواج مصاهرة وتقوية العلاقات الاجتماعية .
12- اقامة احتفالات الزواج الجماعية التي تقلل من مصاريف الزواج لتلعب دوراً كبيراً في تشجيع الراغبين في الزواج وتحد من مظاهر العنوسة
13- الطلب من خطباء المساجد والوعاظ طرح مشكلة العنوسة وأسبابها وزيادة انتشارها في المجتمع وآثارها السلبية .
14- المساعدة في إيجاد فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة لانها سبب رئيسي لظاهرة أو مشكلة العنوسة.
15- عدم مغالاة الشباب فرض شروط شريكة الحياة لان هذا بدوره يؤديى الى تفاقم الظاهرة
16- الاقتداء بقول رسول اللله صلى الله عليه وسلم” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”.
17- عقد الندوان والمحاضرات التوعوية المتعلقة بمفهوم الزواج وضرورة تسهيلة على الشباب باعتبار أن الزواج رابطة اسرية وليست كما يعتقد البعض صفقة تجارية مبنية على الربح والخسارة.
18- مساهمة وسائل الاعلام بكافة انواعها بالتوعية بخطر هذه الظاهرة ومضارها على كلا الجنسين ورفض الزواج العرفي والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في تيسير المهور والحض على اختيار الزوج صاحب الدين والخلق
ختاماً:
إن إعراض كلا الجنسين عن الزواج في مجتمعاتنا أصبح ظاهرة ملحوظة بشكل ملفت للنظر وملاحظة هذه الظاهرة ودراستها والتعمق بها أمر ضروري من اجل تدارك جوانبها السلبية وتأثيراتها النفسية والاجتماعية
وموضوع الظاهرة موضوع يبقى مفتوحا ًوحديث لا ينتهى نقاشه ، لانها بدأت بالانتشار والازدياد عما كان سابقاً مع العلم أن النظرة اليها بدأت بالتغير حيث أصبح عدم الزواج واقع قائم في مجتمعنا بحكم الظروف الموجودة وذلك لعدم وجود شريك مناسب للزواج أو لعدم الرغبة في الزواج….. وليس بسبب الحظ.
وبما ان الحياة يعيشها الانسان مرة واحدة ويملك خيارات توجهه بالشكل الذي يناسبه على ان يعيش بطريقة صحيحة وصادقة مع النفس .
عزيزاتي اعزائي
توقفوا عن التدخل في شؤون العازبات فقد تكون حياتهن أكثر سعادة وتوفيق من الكثير من المتزوجات، فالفتيات لم تخلق كلهن للزواج أو يكن أمهات فقد تكون رسالتهن في الحياة العمل ، أو رعاية الوالدين أو لأي هدف أخر تراه ذو أهمية أكثر من الزوج
ولا تلقي اللوم على احد وتقولي الامر ليس بيدي والامر لاسرتي هي التي تقرر ، لا يا عزيزتي فالحياة حياتك انتي وليس لأحد شأن بها لانك ستجدي نفسك وحيدة يشتد بك وجع الكآبة والافتقاد لونيس وتبكين على فرص السعادة التي افتقتيها وسلبت منك والتي سمحتي للأخرين التحكم بها نتيجة ضعفك وسلبيتك ، فالحياة يا عزيزتي تنزع ولا تعطى…فمن حقك عزيزتي ان تناضلي من أجل سعادتك وبناء أسرة تجلب لك السعادة ، ولكن دون النظر لهذا الموضوع نظرة مفرطه في المثالية والتفاؤل فالزوج هو مغامرة حقيقية وتجربة قد تحتمل النجاح أو الفشل والفشل لا يعني نهاية العالم ودخولك حالة من الكآبة والاحباط وكره الحياة بما فيها الرجال. فالزواج هو رحلة قد تكون صعبة أو سهله وميسرة قد تؤدي الى حياة سعيدة أو يصعب معرفة وتنبؤ مسارها ونهايتها.
واقول للمتطفلين الرجاء ثم الرجاء الصمت الصمت.

*بقلم د. سلام الخليلي

شاهد أيضاً

خلالالالا

«الخليج» الأفضل في تنفيذ مبادرات «التنوع والشمولية» و«تمكين المرأة»

تقديرا لدوره الرائد في تنفيذ مبادرات نوعية لتعزيز التنوع والشمول داخل البنك وخارجه، منحت مجلة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com