الرئيسية / أخبار / الجزائرية سعاد شريط تكتب :8 اذار(مارس)..من ذاكرة النضال إلى ذاكرة الاحتفال
سعاد شريطي

الجزائرية سعاد شريط تكتب :8 اذار(مارس)..من ذاكرة النضال إلى ذاكرة الاحتفال

العصفورة نيوز:يحل 8 مارس (آذار) و يحل معه فلكلور وطقوس أفرغته من محتواه النضالي و حولته إلى يوم يغطي 364 يوم مختلف في التوجه و في المعاملة .وككل عام يتذكر العالم أن هناك نساء يتوجن ملكات اليوم الثامن منه ،و هل يكفي يوم لتثمين جهد كل أم وكل زوجة وكل امرأة وما قدمته للمجتمع. بعدما افرغ الثامن مارس من محتواه النضالي، وشُبع بمحتوى احتفالي و كرنافالي بعيدا عن روح نضال نساء دفعن ثمنه أرواحهن و كرامتهن و لقمة عيشهن. نساء نسي التاريخ معظمهن لكن أرواحهن تعانق روح الإنسانية كان همهن الوحيد أن لا تعيش ظروفا أحسن و أفضل.
بماذا ستحتفلين هذا العام سيدتي؟.
أي تاج ستضعين سيدتي؟.
و أي كلمات ستراقصك هذه السنة؟
في مجتمعاتنا مازالت النظرة الدونية للمرأة و اعتبارها مواطن من الدرجة الثانية بالرغم من المكانة العلمية و المهنية التي وصلت إليها إلى أن تواجدها في مصادر القرار ضعيف جدا و إن وجد فهي تابع لا تأثير له. فمازالت النساء و قضاياهن محل صراع بين التوجهات الثقافية التقليدية و الحديثة .
و تظهر تساؤلات كثيرة لبعض الحركات النسائية و دورها في تحويل هذا اليوم من يوم ذكرى لنضال نساء قدمن حياتهن من اجل الكرامة و تحويله إلى يوم يحول المرأة إلى فرد استهلاكي و من خلاله تنشيط تجارة قائمة تجعل من المرأة سلعة ترويجية.
فمثلا لزيادة قدرة المرأة على المشاركة في صنع القرار و القيادة ،فالدستور الجزائري منح النساء حصص مقاعد بالمجالس الشعبية المنتخبة بنسبة 30/100 من اجل ترقية النساء و إدماجهن في المجال السياسي،وبالمقابل يبقى ولوج النساء إلى مناصب القرار في الجهاز التنفيذي جد ضعيف بالمقارنة مع المجالس المنتخبة و التي تتسم بالضعف السياسي للمنتخبات نتيجة ضعف تواجد النساء في الأحزاب السياسية و وصولها إلى المناصب القيادية و ما كان متواجد ما هو إلا تمثيل ديمقراطي فقط للوجوب القانوني لا تحصيل سياسي نتيجة نضال و أفكار.وان هذه النقلة الكمية لا تعكس إيجابا النقلة النوعية ربما ستؤثر سلبا على قبول تواجد النساء في المناصب السياسية لأنها لم تبنى على كفاءات سياسية بل على حسابات انتخابية.ويبقى الجهاز التنفيذي صعب الولوج إلى النساء و كلنا يعلم انه صاحب القرار .ونرى بالمقابل في تونس أن المكتسبات النسوية قد بدأت تقوض و تتراجع بعد الثورة وهناك دخلات محتشمة هنا وهناك في الوطن العربي ولكنها لا تعبر على مواطنة المرأة العربية وبعيدة عن مصادر صنع القرار.
وفي النقابات تبقى النساء و بالصيغة الحالية لا تلبي رغبات و طموح النساء لأنه تبين أن النساء يعزفن عن الانتساب إلا إذا واجهن مشاكل أو نزاع فردي حيث تتضامن العاملات و تنتسب أي دون نزاع أو طلب حل مشكل فالانتساب ضعيف إن لم نقل منعدم. و بعد التحري تبين أن النقابات تتبنى خطاب ذكوري و هذا الأسلوب تاريخي بخلفياته الاجتماعية، و هذا ينفر النساء و يعتبرنه خطاب يستثنيهن من الرسالة النقابية. وقد تبنت بعض النقابات خطاب نسائي و لكنه لم يكن مجدي فالرسالة ضعيفة لأنها عبارة عن هجوم على الرسائل الذكورية مما خلق صراع و تنافر.و بعض النقابات تبنت حل لجان النساء العاملات و لكنها لم تعطها صلاحيات تنفيذية فكانت عبارة عن هيئة استشارية في قضايا النساء و بما أن هناك ما هو اشد إلحاح في قضايا العمل أصبحت هذه اللجان ديكورا ديمقراطيا لها.
فكيف ستحتفل النساء بفلسطين و المحتل يقتل و يسجن و ينتهك الكرامة كل يوم و كل لحظة و كيف ستحتفل النساء في العرق و سوريا و اليمن و ليبيا و قد أصبحن سبايا النزاع المسلح و ما يتعرضن له من اغتصاب و تنكيل و تثكيل و ترميل .و كيف ستحتفل النساء غدا في الوطن العربي و وطنهن ينزف من أبناءه و من خيراته و من تاريخه و من كفاءاته .أظن انه حان الوقت للتوقف قليلا لننطلق من جديد لبناء وطن أكثر عدالة و أكثر نضج.
سيدتي إذا قرأت موضوعي ووصلت إلى هنا ، لا تضني إنني متشائمة أو إنني لن احتفل سأحتفل و سأقبل الورود و سأبتسم و سأقول كلمة شكر و تقدير لأن ذلك في حد ذاته انجاز . ستقرئين هذا المقال ومهما كان تقويمه فنشره دليل على أن الكثير قد تحقق .ولأنه بمجرد كسر جدران الصمت وفضح السلبيات فإننا سنغير من الواقع الكثير ، بمجرد إنني استطعت أن أقول ما هو مكنون في عقلي وقلبي وحتى إن لم استطع أن أغير من الوضع فان ذلك، معناه أننا ندرك وضعنا و بمجرد أن نتكلم ستكون هناك أذن تسمع وان بداية التغيير هي الكلام وإسماع الصوت
وكل 8 مارس ( آذار)و نساء وطني العربي يخير
*الجزائر /سعاد شريط

شاهد أيضاً

جمباروز

الكويت..«الهيئة» تشيد بإنجار الرزيحان في «الجمباز»

استقبل نائب مدير الهيئة العامة للرياضة لشؤون الرياضة التنافسية بشار عبدالله في مكتبه بمقر الهيئة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com