العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
العصفورة نيوز: يشتعل الجدل الاجتماعي مجددا في أوساط فلسطينيي الداخل بعدما كرر عضو كنيست قوله إنه لا يعتبر صوت المرأة عورة إلا إذا بدأت «تتغنوج» في أغنيتها، وبعدما دعت جهات محافظة النساء المشاركات في مسيرة كفر قاسم لعدم التبرج. ونشب الجدل الساخن في منتديات التواصل الاجتماعي بالأساس بعد إعلان جهة غير معروفة سبق المسيرة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لملحمة كفر قاسم، دعا النساء للحضور الى المسيرة «بلباس محتشم»، وعدم التبرج و»الحفاظ على قدسية الذكرى وهيبتها». وظهرت في الإعلان صورة لطفلة محجبة والى جانبها آية من القرآن.
ووقع الإعلان من قبل «لجنة المنظمات»، لكن اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى المجزرة والحركة الإسلامية في كفر قاسم، نفيتا وجود أي علاقة لهما بالإعلان، وقالتا إنه تم نشره من قبل مجموعة من النساء، على مسؤوليتهن الخاصة. ولم تخرج الحركة الإسلامية ضد الإعلان، وأعلن قسم من المعقبين على الشبكة عن دعمهم لنصه. وشجب رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، هذا الإعلان، وقال في حسابه في الفيسبوك إن «النساء اللواتي يشاركن في المناسبات الوطنية في المجتمع العربي هن بطلات، وكل من يعارض ذلك فلينزر في دواخله».
ورد عليه الرئيس السابق للجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، ابراهيم صرصور، قائلا: «من المؤسف انك نشرت هذا المنشور، لأنك هدمت ما نحاول غرسه بين أولادنا – احترام الرأي الآخر». ولاحقا تبين أن بركة بادر لشطب ما نشره أعلاه ونشرت المحامية شذى عامر من كفر قاسم، ردا على البيان، أشارت فيه الى أسماء الشهيدات اللواتي ارتقين في المجزرة، وكتبت «هذا يعيدنا الى النقطة التي تحاول فيها هذه المجموعة فرض إرادتها على مجموعة أخرى او إقصاء جمهور النساء، وهذا ليس مقـبولا».
وقالت النائب عايدة توما سليمان، رئيسة لجنة دفع مكانة المرأة في الكنيست، انها ترفض تقبل كل حوار يقصي النساء او يعين نفسه وليا على حياتهن وخياراتهن. لكنها دعت الى عدم استغلال الإعلان من أجل شن حملة لنزع شرعية جمهور يحمل آراء مختلفة. وقالت إن الرد الأفضل على الإعلان تمثل في مشاركة نساء من مختلف الأجيال في المسيرة.
وتجدد الجدل الاجتماعي مجددا على خلفية تصريحات عضو الكنيست عبد الحكيم حاج يحيى(مندوب الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة) نفى فيها معارضته لإحياء الفنانة أمل مرقس حفل غنائي في مدينته،الطيبة. كما نفى حاج يحيى ما نسب له من قول إن صوت المرأة عورة. في مؤتمر حول المكانة القانونية للمجتمع العربي في إسرائيل استضافته الناصرة أمس، تابع حاج يحيى «صوت المرأة ليس عورة لكن الموضوع سيختلف حينما تبدأ الفنانة تتغنوج «.
وأثارت أقواله هذه ضجة واسعة في المؤتمر وفي منتديات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية بين مؤيد وبين معارض. وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي رجا زعاترة بهذا الصدد: «صوت المرأة ثورة وجوهرة، والفكر الظلامي هو العورة. دخلت البارحة إلى اليوتيوب وشاهدت أغاني وحفلات حية لأمل مرقص ودلال أبو آمنة وغيرهن من فناناتنا اللاتي أحيين التراث الفلسطيني وغنين قصائد محمود درويش وتوفيق زيّاد وسميح القاسم. بحثتُ في الفيديو عن «التغنوج» على حد تعبير عضو الكنيست عبد الحكيم حاج يحيى. تفحّصتُ ومحّصتُ جاهدًا فلم أجد سوى تفاعل إنساني وحضاري طبيعي جدًا وجميل جدًا مع اللحن والكلمة والمعنى، مثلما نفعل كلنا عندما نطرب ونغني وتلامس الموسيقى أرواحنا. لا أعرف ماذا قصد الشيخ الجليل، ولماذا – إذا لحظ ما يمسّ معتقده – لم يغضّ الطرف، ولم يركّز في القصيدة أو في اللحن وأصرّ، برؤيته النافذة، أن يرى ما لا يراه عامّة الشعب. إنّ هذه الثقافة – ثقافة تحريم الموسيقى والفن وتكسير الآلات الموسيقية – غريبة عن شعبنا وتراثه. غريبة عن أصحاب الــدبكة والدحــية و»عالأوف مشــعل» و»ليا يا بنية» و»نــعنع يا نعنــع «. وخلص زعاترة للقول «نعتزّ بأمل ودلال وكل مبدعاتنا ومبدعينا. ومن يرى غير ذلك فعليه أن يفحص نفسه، من باب اللي ببال الشيخ بهدس فيه».
وعقب عليه عيس بيادسة ناشط اجتماعي من مدينة باقة الغربية بالقول «المنشور لتحذير النساء المسلمات العفيفات وتذكيرهن بالله وبأمر الله ولا أرى فيه فرضا على أحد بارتداء شيء عكس فكره او دينه». وتساءل بيادسة ما بكم لا تفهمون ما تقرؤون ؟. وتابع لمن قال الملصق مرفوض «ومن لا يعجبه ذلك فهو متدخل بحرية المسلمين وتعاملهم بينهم بما أمر الله لأننا نحن المسلمون نذكر بعضنا البعض بما علينا من فروض ربنا لنا ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. أفهم من الذي يريد أن يحجر على البشر؟. الإسلاميون أم أمثالكم الإقصائيون يا من تتغنون بالحرية؟ هذه دعوة ولفتة – من أراد فليتبع. ومن أراد فلا يفعل».
*الناصرة ـ «القدس العربي»
