أرخت تيمة المساواة بين الرجل والمرأة بظلالها على الموسم الثقافي للمعهد الفرنسي بمدينة الدار البيضاء، خلال الفترة المتراوحة بين يناير ومارس من السنة الجارية، حيث سينطلق الدخول الثقافي للمعهد تحت شعار “حصة المرأة” (la part des femmes)، في إشارة واضحة إلى انخراط المعهد الفرنسي في معركة إحقاق المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات بالمجتمع المغربي.
وقال مارتان شينو، مدير المعهد الثقافي الفرنسي بالدار البيضاء، إن “هذه الأمسية الفنية عرفت إطلاق الموسم الثقافي، الممتد من شهر يناير إلى غاية مارس المقبل، ذلك أن مختلف البرامج المُعلن عنها سوف تولي أهمية كبرى لموضوع المرأة داخل المجتمع المغربي، على اعتبار أن هذه الإشكالية المستجدة لها راهنية قصوى في الظرفية الحالية، على غرار النقاشات التي يعرفها المجتمع الفرنسي بدوره”.
وأضاف شينو، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الموسم الثقافي سيحاول الإجابة عن هذه الإشكالية التي تجد مشروعيتها في السياق الحالي، من خلال تنظيم العديد من الأشكال الفنية والإبداعية، من قبيل عرض الأفلام السينمائية والمسرحيات وتنظيم معارض فوتوغرافية واستضافة كاتبات أديبات وغيرها”.
وأوضح مدير المعهد الفرنسي بالدار البيضاء أن “تيمة المرأة لن تهيمن وحدها على جميع الأنشطة، التي من المزمع تنظيمها في الفترة المقبلة، حيث سنعمل على زيادة دروس الدعم والتقوية للأطفال، وكذلك تعزيز حصص تعلم اللغة والثقافة الفرنسيتين، إلى جانب مواكبة المعرض الدولي للكتاب الذي سنشارك فيه، كما سنستضيف كتابا ومؤلفين بالمعهد طيلة أيام المعرض الدولي”.
ويراهن المعهد الفرنسي بالدار البيضاء، حسب المنظمين، خلال اللقاء الثقافي الذي نظم ليلة الجمعة، على إحداث ثورة ثقافية حقيقية تروم زيادة حضور المرأة في وسائل الإعلام، مؤكدين أن “الأزمات التي نمرّ بها تستدعي طرح العديد من الأسئلة المحورية، في مقدمتها: هل ما زلنا لا نعترف بمساهمة المرأة في المجتمع، رغم أنها تمثل نصف الإنسانية؟ ألم يحن الوقت لتجديد برامجنا وإعطاء المرأة مكانتها الشرعية للمساهمة في بناء عالم الغد؟”. وأوضحوا أن هذه الانشغالات خيّمت على فترة إعداد البرنامج الثقافي، الذي يجسد أجندة ذات مسؤولية بيئية بالدرجة الأولى.
ويزاوج البرنامج الثقافي للأشهر الثلاثة المقبلة بين الحضور المتوازن والنوعي للأفلام السينمائية الفرنسية والمغربية، فضلا عن التركيز على المعارض الفوتوغرافية، التي ستتناول تاريخ التصوير الفوتوغرافي بالمغرب، وأبرز الأسماء الوطنية والعالمية التي بصمت على حضور متميز، إلى جانب المحاضرات الفكرية واللقاءات التنويرية والندوات الأدبية، دون إغفال أهمية الرسم التشكيلي والرقص.
هذه الأنشطة الفكرية والفنية ذات الطابع التثقيفي تعكس أساسا تصور البرامج الإبداعية الملتزمة التي تحمل رسالة نبيلة داخل المجتمع، ذلك أنها سوف تشمل مختلف الفئات العمرية، بدءا بالأطفال، مرورا بالشباب، ووصولا إلى الشيوخ.
العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى