أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / هل تستنسخ المرأة الموريتانية التجربة وتزاحم الرجل في الصيد البحري..؟
إيمراكن

هل تستنسخ المرأة الموريتانية التجربة وتزاحم الرجل في الصيد البحري..؟

العصفورة نيوز: تعد عملية ولوج المرأة الموريتانية لعالم الصيد البحري، والدخول لعمق البحر لاستجلاب أسماك للبيع ومصدر لعيش كريم، يعد الأمر ضرب من الخيال، في ظل دعوات نقابية لفك عقدة دخول المرأة عالم الصيد، وضرورة إقناع المرأة الموريتانية بأن استخراج السمك أمر طبيعي، والعمل فيه مصدر دخل من أفضل مصادر الدخل في موريتانيا.

والناظر فيما تشهده موريتانيا هذه الأيام يحس بحجم المعاناة وضرورة دخول الأطفال قبل النساء والرجال لاستخراج ما تمتلئ به شواطئ موريتانيا من ثروة سمكية ذات جودة عالية ووفرة تضمن للجميع سحب ما يريد وفق الإمكانيات والطلب.

فشواطئ موريتانيا تزخر بثروة سمكية مهمة وذات جودة تجارية عالمية، وتعرف منطقتها البحرية بوفرة وتنوع الموارد السمكية، ففي موريتانيا يوجد ما يقارب سبع مائة عينة من الأسماك، لا تحتاج سوى لإرادة وإصرار، وفرض ثقافة الصيد والعمل على خلق فضاء تنافسي مدعوم بسياسة ناجعة من اجل ضمان الاستمرارية والقوامة الاقتصادية.

تصريحات بعض المهتمين بقطاع الصيد البحري في البلاد رفعوا شعارات المطالبة بالتوجه نحو الماء الأخضر فهنا ـ حسب هؤلاء ـ ما يكفي لأن تستغني كل موريتانيا وتضمن اكتفاء ذاتيا من واحد من أهم متطلبات العيش في العالم، ما قاد هؤلاء لضرورة المطالبة بدخول المرأة الموريتانية لأعماق البحر واستخراج الأسماك ومختلف ما يجود به المحيط.

تجارب مماثلة

الزائر لأحياء “إيمراكن” وهو الاسم الشعبي لأحياء المواطنين المرتبطين بالشط وحياة البحر، والمستندين في عيشهم على ما يستخرج منه، يجد فيها نوعا من الخمود لدى المرأة وإن كانت من بين أكثر النساء حيوية فالمرأة هنا تكتفي باستصلاح السمك والعمل على تجفيفه وصناعة الزيت السمكي والبيض، دون أن تحلم ولو ليوم بالدخول ميلا واحد في عمق البحر، ما يعني أن النساء الأخريات ممن ليست لهن صلة مباشرة بثقافة البحر والصيد لازلن في مراتب متأخرة.1362178919

وفي ظل استنساخ التجربة فقد عرفت المغرب الجارة الشمالية لموريتانيا تجربة مماثلة حيث تعيش المرأة العربية بصفة عامة واقعا متقاربا، وفي هذا الصدد “يعتبر ولوج النساء المغربيات إلى العمل في قطاع الصيد البحري لم يكن أمرا ليس بالهين، حسب مديرة إحدى التعاونيات النسوية للمنتجات البحرية، ذلك لأنّهن كنّ متوجسات من اقتحام هذا المجال، لكنهن استطعن التغلب على هواجسهن، وأصبحن ينافسن الرجال.

تضيف مديرة التعاونية “أكاد أقول إن حضور النساء في هذا المجال قليل جدا، بل يكاد يكون منعدما، ولكن هناك نساء يعملن فيه”، تقول خديجة أرحيل، التي تصف هؤلاء النساء بـ”جنديات الخفاء”.

وبالرجوع لموريتانيا وأحياء “إيمراكن” ذات الدخل المستند على ما يجيد به عمق المحيط الأطلسي، فإن النساء هنا لديهن بعض التعاونيات النسوية ذات البضاعة البحرية لكن أدائها ضعيفا مقارنة بما يمكن أن يكون عليه الحال.

“أنديب” صاحبة محل لاستصلاح الأسماك ومساكن لإيواء القادمين على “إيمراكن” للاستفادة من غذائها الخاص في موسم الصيد المعروف في البلاد، تقول أنه من الصعب الاعتماد على السمك فقط لضمان عيش هؤلاء فالحياة لم تعد كما كانت، ورغبة الأبناء في ولوج عالم الحداثة والدراسة والتعلم تجعل ثقافة الصيد أمرا ثانويا لدى الجيل الجديد، ما يضاعف مسؤولية السلطات المعنية من أجل خلق فضاءات تعليم ومدارس تواكب حياة الساكنة في المناطق المحاذية للمحيط.

من جهة أخرى يرى ” ” أن الدولة عليها أن تعطي لفتة لأحياء “إيمراكن” مؤكدا أنهم الفئة الوحيدة التي ظلت قادرة على توفير متطلبات العيش من بين كل فئات موريتانيا، مضيفا انهم لا يحتاجون سوى لقليل من التكوين والتأطير حتى يواكبوا سير المدنية، ويستفيدا من فرص التعليم المتاحة وجمعها بهوايتهم “المصيرية” معتبرا أن حياة الناس هنا مرتبطة حد الموت بالبحر، فهو الغذاء والمسكن والملبس.

ومهما يكن من أمر فإن ولوج المرأة لعالم الصيد بمفهومه الدقيق يظل أمرا غاية في الصعوبة، إلا أن الاستعانة بتجربة الآخر، وتفادي العقبات بناء على العلم، قد يسهل من المهمة في المستقبـل، في وقت تبقى فيه المسائل الأخرى من استصلاح للسمك وما يتعلق به من زين وبيض، وإنشاء تعاونيات قوامها الصيد البحري، من تخصص المرأة الشاطئية فقط، في انتظار انتشار ثقافة الصيد بين مختلف نساء موريتانيا.

شاهد أيضاً

1323439-1

«الصحة»: الكويت حريصة على الارتقاء بحقوق المرأة

  في إطار الحرص على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في القضايا الإنسانية والصحية، استقبلت …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com