أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / د. سهير بنت سند المهندي تكتب :وطن الحقوق النابض
د. سهير المهندي
د. سهير المهندي

د. سهير بنت سند المهندي تكتب :وطن الحقوق النابض

*بقلم د. سهير بنت سند المهندي

في كل عام، حين يطل اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تنفتح أمام العالم نافذة كبرى للتأمل في قيمة الإنسان وكرامة وجوده، غير أنّ البحرين تمتلك في هذا اليوم خصوصية مختلفة؛ فهي لا تقف عند حدود الاحتفال الرمزي، بل تقدّم سرديتها الفعلية، سردية دولة جعلت من الإنسان بوصلتها ومن العدالة ركيزتها، ومن التنمية مساراً يمضي بثبات نحو المستقبل، فالبحرين ليست دولة ترفع شعارات، بل دولة تصنع من الحقوق واقعاً يلمسه المواطن والمقيم، واقعاً تمتزج فيه القيم بالتشريعات، والرؤية بالإرادة، والإنجاز بالمستقبل.

لقد حققت المملكة خلال العقدين الأخيرين نقلة نوعية لا يُمكن إغفالها في منظومة الحقوق، سواء في تمكين المرأة وإشراكها في مواقع صنع القرار، أو في تطوير التشريعات العمالية بما يحمي العامل ويصون كرامته، أو في تعزيز حماية الطفل ورعاية ذوي الإعاقة وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، هذه الإنجازات لم تأتِ صدفة، بل كانت حصيلة مشروع وطني متكامل حمل رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتولت مؤسساته التنفيذية تجسيده بفاعلية وشفافية، ليثبت للعالم أنّ دولة صغيرة بحجمها، كبيرة بطموحها، قادرة على ترك بصمة عميقة في سجل الإنسانية.

أما الأرقام والإحصائيات التي حققتها البحرين على الصعيدين الإقليمي والدولي فهي ليست مجرد إنجازات تُذكر في التقارير، بل هي محطات تؤرخ لمرحلة تقدم حضاري يتنامى عاماً بعد عام، تكريمات دولية، جوائز عالمية في مجالات تمكين المرأة، الحوكمة، الإصلاح القضائي، التنمية المستدامة، ومؤشرات تؤكد تصاعد حضور البحرين كنموذج يُحتذى في سيادة القانون واحترام الإنسان، كل تلك المكاسب ليست نهاية الطريق، بل بدايته نحو مرحلة أكثر رسوخاً واستدامة.

وفي جوهر هذه المسيرة، تتجلى مكانة المواطن البحريني باعتباره محور التنمية وأساس كل إصلاح، فكل قانون يصدر، وكل مؤسسة تُطور، وكل خدمة تُرقى، إنما تُبنى لصالحه ولصالح أسرته ومستقبل أجياله، هذا التوجه هو ما يمنح التجربة البحرينية قيمتها الحقيقية؛ فهي تجربة لا تُدار بالعاطفة، بل تُخطط بالأرقام، وتُقاس بالتأثير، وتُقوَّم بالمشاركة المجتمعية، وتُوجهها إرادة سياسية واعية بأن رفاه الإنسان هو أساس الأمن والاستقرار والنمو.

وإذ نحتفل بهذا اليوم العالمي، فإن البحرين تثبت مجدداً أنها ليست مجرد دولة تواكب المعايير الدولية، بل دولة تساهم في صناعتها، وتضيف إليها، وتمنحها روحاً من واقعها المتسامح، وتاريخها المنفتح، ومجتمعها الذي آمن دائماً بأن الحقوق ليست شعاراً تُرفع، بل مسؤولية تُمارس، ورؤية تُبنى، ومستقبل يُصنع على أرض ثابتة من العدالة والكرامة الإنسانية.

* إعلامية وباحثة أكاديمية

شاهد أيضاً

1335544-7

المؤتمر العربي رفيع المستوى حول هذا الملف انطلق بمشاركة الكويت.. فايز المطيري: الفقر والاقتصاد غير المنظم والأزمات الممتدة تشكّل بيئة خصبة لانتشار عمل الأطفال

أكد المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري أن «تداعيات الحروب والنزاعات والتغيرات المناخية وتقلبات …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com