استكمل الملتقى الرابع للصحافيات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يعقد برعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وبتنظيم جمعية الصحفيين الكويتية وبالتعاون مع اتحاد الصحفيين الخليجيين تحت شعار «السردية الخليجية للمرأة في الصحافة والاعلام.. إنجازات وتحديات وخطط مستقبلية»، استكمل عقد جلساته لليوم الثاني على التوالي.
وتم عقد جلستين ركزتا على الحضور القيادي للمرأة في الإعلام والتجارب التي صنعت أثرا وبصمة في مسيرة الدولة الحديثة بالملتقى الذي جمع صوت المرأة الصحافية وصوت المرأة القيادية وصوت التجربة الخليجية المشتركة.
وعقدت الجلسة الأولى «جلسة القيادات النسائية ـ التجارب الوزارية»، والتي حملت عنوان «الإعلام والمرأة القيادية.. منابر التأثير ومسؤولية القرار»، واستضافت ثلاث قيادات نسائية بارزة تولين مسؤوليات وزارية مختلفة وأسهمن في تشكيل الوعي العام حول دور المرأة في التنمية، وهن: أول وزيرة في تاريخ الكويت وزيرة التخطيط ووزيرة الدولة لشئون التنمية الإدارية سابقا ووزيرة المواصلات سابقا ووزيرة الصحة سابقا وأستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت د.معصومة المبارك، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية سابقا ووزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفولة سابقا م.مي البغلي ووزيرة الأشغال العامة سابقا ووزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفولة سابقا ووزيرة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة سابقا د.أماني بوقماز. وأدارت الجلسة نائب رئيس الملتقى ورئيسة لجنة التدريب في جمعية الصحفيين الكويتية فاطمة العازمي.
في البداية، قالت الوزيرة السابقة د.معصومة المبارك إن اختيارها كوزيرة في الحكومة الكويتية جاء من القيادة السياسية، لافتة إلى أن القرار لقي ترحيبا كبيرا من النساء، لكن انقسمت الآراء من الرجال بين مرحبين بدخولها مجلس الوزراء ورافضين لوجود المرأة سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية، وقد واجهت تحديات عدة آنذاك، ولكن بعد ذلك أصبح هناك تقبل تدريجي لوجودها لاسيما بعد أن علموا أنه ليس لديها أي تمييز بين الرجل والمرأة.
وذكرت المبارك أنه بالنسبة لدخولها البرلمان كأول نائبة أيضا مع زميلاتي الثلاث الأخريات فالمجتمع قابل الموضوع بترحيب وتشجيع كبير أما المعارضة فكانت من أعضاء البرلمان أنفسهم والذي كان يشهد حالة من الحدية بين النواب والوزراء ولكن مع الوقت حدث قبول بأن يكون لها مشاركة سياسية نيابية، موضحة أنها بعد تقلدها أربع حقائب وزارية وقرارها بخوض تجربة مجلس الأمة سعدت كثيرا بحصولها على المركز الأول في الدائرة الأولى التي تعتبر من أصعب الدوائر الانتخابية.
وأفادت المبارك بأن أي مجتمع يمر بالتغيير لا بد أن يكون هناك حالة من التوجس وعدم القبول ثم بعد ذلك يتأقلم المجتمع رجالا ونساء مع تلك الحالة الجديدة وهي دخول المرأة في الحياة السياسية سواء النيابية أو الحكومية.
وفيما يخص الإعلام قالت المبارك إن الاعلام الرسمي يساند الحكومة ولكن الاعلام الخاص المقروء كانت تديره مصالح وبعض المصالح تساند بعض الوزراء ولها موقف آخر من وزراء آخرين ولكن بشكل عام وجدت تأييدا لي من الصحافة الخاصة والتلفزيون الرسمي.
وأشارت المبارك إلى أن المرأة عندما تصل الى منصب صنع القرار في مجلس الامة أو الحكومة يجب ان تكون قادرة على مخاطبة الإعلام وتوصيل الفكرة وقادرة على الدفاع عن قراراتها بوزاراتها.
من جانبها، قالت الوزيرة السابقة د.أماني بوقماز إنها حملت أصعب وزارتين خدمتين بالحكومة الأشغال والكهرباء والطاقة المتجددة، فكان الحمل كبيرا لاسيما مع تذمر المواطنين من تأخر الأعمال الانشائية وعرقلة الشوارع وإغلاق الحارات وهنا كان دور الإعلام لتوضيح الأسباب بما يخفف حدة التذمر والنقد من التعطيل وتأخر بعض المشاريع.
وأكدت «أن الإعلام أداة أساسية ولكن مع الأسف خلال الفترة التي تولت فيها الحقيبة الوزارية كان الإعلام مستغلا بطريقة سلبية في عكس صورة الجهات التي كنت مسؤولة عنها كونها جهات خدمية وتعرضت لنقد كبير جدا وكنت حريصة على إجراء اللقاءات الإعلامية وأتحدث للمجتمع الكويتي وحرصت على الشفافية والمصداقية وأن أعدل الصورة السلبية الموجودة عن وزارتي الأشغال والكهرباء والطاقة المتجددة».
وذكرت بوقماز انه: من خلال تلك الرسائل حاولنا إيصال المعلومات لمستخدمي الطرق، وحول دخول المرأة في الميدان الهندسي اوضحت انها لم يكن لديها تخوف من نزول المواقع وبالفعل نزلت هي وزميلاتها وكان بابا انفتح لكل المهندسات وانكسر الحاجز، لافتة إلى أنها عندما كانت وزيرة للأشغال كانت حريصة على نزول المواقع وقت الأزمات ومنها نزول الامطار وغرق الشوارع وكانت دائما استباقية وقت الأزمات، مشيرة إلى أن الخطة التي وضعتها آنذاك خففت حدوث غرق الشوارع أثناء موسم الامطار.
وقالت بوقماز: الإصلاح يحتاج الى وقت ونأمل اليوم أن تكون هناك نتائج في الطرق، مشددة على أن تمكين المرأة لا يعني الوصاية عليها إنما تقديم الرعاية فقط حتى تتمكن من النجاح وضرورة الإيمان بأن المرأة قادرة على الإصلاح والتغيير والإنجاز.
من جهتها، قالت الوزيرة السابقة م.مي البغلي إن «قضايا المرأة والطفولة ينظر لها بأكثر من زاوية ومن زاوية الناحية الإنسانية للمرأة والطفولة يمكن أن نغير زاوية الحديث ونركز على المرأة وإمكاناتها ودورها وتمكينها ولكن مع وجود إعلام مهني يحلل الرسالة التي نريد إيصالها ويساعد في تغيير الوعي المجتمعي لصورة المرأة».
وقالت البغلي: هناك صورة نمطية في المجتمع بأن وزارة الشؤون دورها يقتصر فقط على المساعدات الاجتماعية، وهذا الأمر غير صحيح فللوزارة أدوار عدة أخرى، مضيفة «حاولنا توجيه الإعلام لتغيير النظرة المجتمعية والصورة الذهنية عن الوزارة بأنها ليست وزارة مساعدات اجتماعية فقط».
وذكرت البغلي أن النقد بشكل عام محمود ولكن النقد لمجرد أن من تحمل الوزارة امرأة فهذا الأمر مرفوض، يفترض ان يكون النقد بناء لتعديل مسار ولكن ليس النقد لأن امراة تحمل حقيبة وزارية.
وقالت البغلي: الإعلام شريك أساسي في تنمية المجتمع وكنا نقوم بالوزارة بحمل حملات إعلامية لايصال رسائل مفيدة للمجتمع وتلك الحملات حققت نجاحات واستدامة، وهذا دليل على ان الاعلام شريك استراتيجي أساسي اذا استخدم بشفافية وطريقة صحيحة، مضيفة أن هناك أمورا معينة تحتاج الى الظهور الإعلامي تأكيدا على الشفافية والمهنية.
الجلسة الثانية.. علاقات المؤسسات الحكومية بالإعلام
ناقشت الجلسة الثانية قيادات قطاعات التعليم والمالية والعلاقة بين المسؤول التنفيذي والاعلام، حيث حملت الجلسة عنوان «الاعلام كشريك في القيادة التنفيذية.. كيف يصنع المسؤول والاعلام سردية وطنية مشتركة»، شاركت فيها وكيلة وزارة المالية القيادية في الإدارة المالية والسياسات العامة أسيل المنيفي، والأمين العام لجامعة الكويت الأستاذة الجامعية والباحثة في التعليم العالي د.نورة السويح.
وناقشت الجلسة كيف تبني المؤسسات الحكومية كالجامعة ووزارة المالية علاقتها مع الإعلام وكيف تتحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية في صناعة الثقة والوعي العام، وقد أدارت الجلسة عضو اتحاد آسيا والمحيط الهادئ للصحافة ورئيسة لجنة الصحافيات بجمعية الصحافيين العمانية خديجة بنت سليمان الشحية.
وقد أوضحت وكيلة وزارة المالية أسيل المنيفي ان هناك علاقة وطيدة بين الإعلام وأي مجال في الدولة، ونحن من خلال الإعلام نستطيع ان نصل للشريحة المستهدفة ونحدد رسالتها اذا كنا نوجه رسالة للاقتصاديين أو السياسيين أو المواطن فإذا حددنا من هو المستهدف في الرسالة المالية نضع شكل تلك الرسالة بحيث تصل بشكل واضح وسلسل وصحيح، لافتة الى ان المعلومة المالية بها الكثير من التفاصيل لكن اليوم مع تطور الاعلام أصبحت الرسائل عبارة عن جملة واحدة يمكن ان تؤدي الهدف والغرض.
بدورها، أوضحت أمين عام جامعة الكويت د.نورة السويح ان جامعة الكويت لها دور ريادي في المجتمع وإحدى رسائلها خدمة المجتمع ولخدمة المجتمع، لافتة الى ان جامعة الكويت وأكاديميها يحاولون إيصال الرسائل العلمية سواء برامج علمية أو بحثية أو ابتكارات نقدمها للمجتمع للمعرفة وبلغة مبسطة.
وأفادت السويح بأن الجامعة تحرص على المشاركة في عدة فعاليات تخدم المجتمع من خلال رسائل قصيرة وأنشطة وورش عمل وأيام عالمية لعدة فعاليات سواء كانت على مستوى الكويت أو مستوى الجامعة من خلال تلك المشاركات تحاول جامعة الكويت تبسيط اللغة للتواصل مع المجتمع، والهدف ليس ابراز صورة الجامعة انما لخدمة المجتمع والتوعية للارتقاء بالمجتمع.
العازمي لـ«الأنباء»: الملتقى ناجح بكل المقاييس
أشادت نائب رئيس الملتقى الرابع للصحافيات الخليجيات فاطمة العازمي في تصريح لـ«الأنباء» على هامش الملتقى بردود الفعل حول فعاليات الملتقى منذ اليوم الأول، مشيدة بتعاون وزارة الاعلام مع جمعية الصحافيين الكويتية، مؤكدة ان الملتقى ناجح بكل المقاييس.وذكرت العازمي ان الملتقى شهد عقد جلسات حوارية ثرية، موضحة أن اليوم الأول شهد جلسة حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة الخليجية بين التمكين والتحدي، واليوم الثاني للملتقى شهد جلستين حواريتين حول الاعلام والمرأة القيادية والاعلام كشريك في القيادة التنفيذية بمشاركة وزيرات سابقات وقيادات في قطاع المالية وفي قطاع التعليم.وأشادت العازمي بترحيب وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري باستضافة الكويت للملتقى الخامس للصحافيات الخليجيات عام 2026 بما يعزز اختيار الكويت كعاصمة للثقافة والإعلام ودور الكويت الريادي في مجال الاعلام وفي دعم الاعلام وبالذات في دعم المرأة في جميع مجالات الاعلام والمؤسسات الإعلامية.
العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى