أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / الكويت ….«عناية مركزة».. كوميديا راقية وممتعة تجاوزت مرحلة الخطر
1304496-2

الكويت ….«عناية مركزة».. كوميديا راقية وممتعة تجاوزت مرحلة الخطر

 

ياسر العيلة..الأنباء ..

«عمق الضحك يأتي أحيانا من عمق الوجع»، هذا باختصار الإحساس الذي يشعر به كل من يشاهد المسرحية الكوميدية الاجتماعية «عناية مركزة» التي تعرض حاليا وبنجاح كبير على مسرح «دار المهن الطبية بالجابرية». وتدور أحداثها حول موضي (حصة النبهان) التي تدخل غرفة العناية المركزة بسبب معانتها من كدمات وكسور في جسمها مما أثر على ذاكرتها، ويحاول الطبيب رياض (عبدالله الخضر) الذي يشرف على علاجها جاهدا أن يعرف سبب ما حدث لها، وبالفعل كلما تتذكر «موضي» شيئا تعرضت له تخبره به، لتكشف لنا الأحداث أنها امرأة متزوجة ولها شقيقان، وتعمل في أحد البنوك، وكان زوجها يعنفها كثيراً، لذلك سعت لأن ترفع عليه قضية خلع لتضع حدا لمعانتها معه، وعندما يعلم الزوج بذلك يجن جنونه ويثور ويقوم بضربها ضربا مبرحا لتسقط خارج المنزل مغشيا عليها، ويتهم شقيقها المخمور دائما صقر (عبدالله الرميان) بأنه صدمها بسيارته، ويتصل زوجها بالمستشفى لنقلها ووضعها بالعناية المركزة مع التنبيه عليهم ألا يعالجها أي طبيب غيره وهنا نكتشف أن الطبيب الذي يعالجها هو نفسه زوجها الذي كان سببا فيما وصلت إليه من حال.

العمل بشكل عام جميل، ويحسب للقائمين عليه تقديمهم لقضية مهمة وبفكرة مختلفة عما يعرض حاليا من أعمال أخرى عبر الخشبة من خلال عرض ممتع وراق يطرح مجموعة من المشاكل التي تواجه النساء.

لقد قامت المسرحية على مفارقة بين ما هو مؤمل وما هو حاصل في الواقع، فالمؤمل أن هذه المرأة «موضي» ستحظى بحياة كريمة يسودها الاحترام المتبادل والتفاهم مع زوجها، لكن الحاصل، وفقا لأحداث المسرحية كان مأسويا، فالعنف المسلط على هذه الزوجة كان لفظيا وجسديا ورمزيا ونفسيا.

يبقى مخرج وصاحب فكرة العمل محمد الحملي فنانا لا يختلف عليه اثنان في موهبته كممثل ومؤلف ومخرج استطاع أن يحتفظ بملف فني نظيف بعيدا عن الإسفاف والابتذال، وله العديد من المسرحيات المهمة في مشواره الفني، حيث قدم قضية المرأة «موضي» من جميع وجوهها كقضية إنسانية واجتماعية ومجتمعية فيكشف بالكوميديا ما تتعرض له من أشكال الظلم والعنف ليؤكد في نهاية العرض وبشكل غير مباشر أنه من المحال أن يتقدم نصف المجتمع دون نصفه الآخر.

استطاع الحملي مع نجوم المسرحية: عبدالله الخضر وحصة النبهان وعبدالله الرميان وناصر البلوشي وعبدالمحسن العمر وعبدالعزيز السعدون وصادق بهبهاني وجمال الشطي وحسين المهنا وعبدالله البصيري ومشعل الفرحان، من الحفاظ على عنصري التشويق والإثارة، ونجح في تطويع كل عناصر العمل في تقديم عرض مسرحي حي، وأجاد بشكل مبهر في التنقل من لوحه إلى لوحة ثانيه بكل سلاسة، وكعادته في كل أعماله يقدم الحملي لمشاهديه المتعة البصرية والذهنية والكوميديا الراقية.

أما بالنسبة لأداء نجوم المسرحية، فقدم عبدالله الخضر شخصية الطبيب بشكل مميز كعادته، فهو يحرص دائما على التحرك خطوة إلى الأمام مع كل عمل مسرحي يقدمه، كما أنه يحب تقديم الكوميديا الإنسانية ذات المضمون الجاد والبعيدة عن الابتذال والإسفاف والسطحية، وكان متعايشا مع الشخصية بشكل مذهل واستحق إشادة الجمهور خلال العرض، فبمجرد دخوله على الخشبة ينال تصفيقا حادا ويفجر الضحكات بكاريزمته وألقه على المسرح.

أما حصة النبهان، فقدمت شخصية «موضي» بشكل احترافي بمعنى الكلمة من خلال أداء مزج بين الانفعالات الإنسانية المختلفة مثل أي امرأة تعاني من العنف من قبل زوجها رغم أن أكبر أحلامها أن تعيش حياة كريمة بسيطة بدون سب وإهانة، بالإضافة إلى معاناتها مع إخوانها الذين لم يحتووها ويكونوا ظهرا وسندا لها، ورغم أن حصة هي العنصر النسائي الوحيد في المسرحية والتي تمثل أمام تسعة ممثلين، فإنها استطاعت أن تخطف الأنظار بأدائها الاستثنائي سواء في المواقف الدرامية او بالمواقف الكوميدية التي أضافت حالة من البهجة والسعادة للعمل، واستطاعت بلغة جسدها وصرخاتها المكتومة والمعبرة والمعتمدة على السلوك الدرامي الفني من إيصال رسالة العرض.

وقدم عبدالله الرميان في العمل اكثر من «كراكتر»، مثل شخصية «صقر» شقيق «موضي» وشخصية «الرجل الشايب» في إحدى الجمعيات، وللحقيقة الرميان ممثل قوي له ثقله على خشبة المسرح، متمكن من أدواته ودارس جيد لأبعاد الشخصيات التي يقدمها، وشكل مع الفنان عبدالمحسن العمر «دويتو» جميلا، خاصة في مشاهد الجمعية.

وكان ناصر البلوشي «فاكهة العمل»، حيث جسد أكثر من «كاركتر» وتمكن من الانتقال ما بين الشخصية والأخرى بسلاسة وبطريقة أثارت انتباه الحضور، وقدم أداء تعالت معه الضحكات بشكل كبير، ووضح أنه وضع كل خبرة السنين التي يمتلكها في هذا العمل الذي يعتبره نقلة مهمة في مشواره الفني.

أما عبدالمحسن العمر، الذي يعود للعمل مع محمد الحملي بعد فترة غياب طويلة، فهو بحق إضافة جميلة للمسرحية، ويجسد من خلال أحداثها أكثر من دور منها «رجل مسن»، وكان ممتعا هو و«الرميان» في تقديم شخصيتين لرجلين من «الشياب» تجمعهما صداقة منذ أيام الطفولة، كما جسد شخصية موظف بالبنك، وشخصية شاب كويتي يعمل في كراج سيارات، وقدم أيضا بتميز شديد شخصية عامل هندي، وهو من عوامل نجاح العمل.

وكعادته قدم عبدالعزيز السعدون، أحد نجوم مؤسسة «باك ستيج قروب»، أداء رائعا وكان «ملح العمل» وبرع في تقديم كل شخصية جسدها خلال الأحداث، سواء دور أحد عملاء البنك، أو دور المرأة الموظفة في إحدى المؤسسات الحكومية، أو دور بائع بالجمعية، وتفوق السعدون على نفسه، مؤكدا أنه فنان صاحب موهبة كبيرة يمتلك القدرة على التلون مع أي شخصية تسند له.

وجسد الفنان القدير جمال الشطي أكثر من شخصية منها رجل الأمن بالبنك، وكاشير، وامرأة موظفة في إحدى الوزارات، فقد أجاد في تقديم الشخصيات التي أسندت له وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير.

فيما قدم الفنانون: صادق بهبهاني وعبدالله البصيري وحسين المهنا ومشعل الفرحان أدوارهم بشكل متمكن وبخفة ظل لا مثيل لها واستحقوا الثناء من الجميع.

في النهاية، مسرحية «عناية مركزة» تجاوزت مرحلة الخطر وحالتها الكوميدية ناجحة ومستقرة، وهي من تأليف ورشة كتابة تضم عصام الكاظمي ومصعب السالم ومحمد جمال الشطي.

شاهد أيضاً

1163624-2

الكويت ..تكليف المهندسة رباب العصيمي مديرة لـ «القوى العاملة»

أصدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، قرارا وزاريا قضى بتكليف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com