أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د .جنان الحربي أن ذبابة النفط، «هيلومايا بيترولى»، سابقا كانت يطلق عليها «سايلوبا بترولى» وهي تنتمي إلى عائلة «أيفريدي» ثنائية الأجنحة.
وقالت ان هذه الحشرة غير مألوفة ربما بسبب نطاقها الجغرافي المحدود، كما أن الدراسات حولها قليلة، مشيرة إلى انه تم رصد ذبابة النفط لأول مرة في برك النفط الخام في لا بريا بالقرب من لوس أنجيليس، كاليفورنيا في عام 2018 مما أثار اهتمام علماء الحشرات مؤخرا بإجراء المزيد من الأبحاث حولها.
وأضافت ان طول الحشرة البالغة يصل إلى حوالي 0.5 سم، وتتميز بجسم أسود يميل إلى اللون البني ويمتلك رأسها زوجا من العيون المركبة الكثيفة الشعر التي تبرز في وسط الرأس، بالإضافة إلى زوج من الهوائيات التي تساعدها على الغوص في النفط الخام، أما أجنحتها فتكون شفافة تميل إلى اللون الرمادي، ولديها أنبوب للتغذية يوجد على البطن.
وتعيش الحشرة البالغة على تسريبات النفط وبرك زيت النفايات اللزج وفي أبار النفط الخام وتستطيع السير برشاقة على سطح الزيت بفضل الإفرازات الغدية من شعرها على الطفو.
وأضافت الحربي ان هذه الحشرة تعتبر من المفترسات، حيث تتغذى هي ويرقاتها على الحشرات الميتة واللافقاريات الأخرى التي تحبس في برك النفط الطبيعية، وبذلك تعد النوع الوحيد المعروف من الحشرات التي تتطور في النفط الخام، وهي مادة تتميز عادة بسمومها القوية على الحشرات.
أما اليرقات فأسطوانية وشفافة، ولها رأس خال من العيون ولا تحمل أي زوائد وعديمة الأرجل، لكنها مزودة بأنابيب هوائية تمتد خارج جسمها. تسبح اليرقات عادة ببطء ولأوقات طويلة على سطح الزيت، مبرزة أطراف الأنابيب كنقاط دقيقة فوق الزيت مثل الغواصين.
وقالت ان اليرقات تعيش بشكل حصري مغمورة في زيت النفط، حيث تبتلع كميات كبيرة من الزيت والاسفلت، مما يجعل أمعاءها تبدو باللون الأسود نظرا لامتلائها بالنفط، ورغم أن النفط يمكن أن يسجل درجات حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية، إلا أن اليرقات لا تتعرض لأي آثار سلبية بسبب الحرارة، حتى عند تعرضها لمكونات مثل 50% من التربنتين أو 50% من الزيلين في التجارب المخبرية، تظل هذه اليرقات سليمة وحيوية.
وقالت: يعتقد أن البيض لا يوضع داخل النفط، ولكن على أطراف البرك النفطية، ولكن اليرقات بعد خروجها من البيض تقضي مراحلها العمرية حصريا في بركة النفط، وتترك اليرقات البركة فقط من أجل التحول إلى عذارى، حيث تنتقل إلى سيقان العشب القريبة على حواف البركة أو بعض الحواجز الترابية. وأوضحت الحربي ان هذه الحشرة تعتبر واحدة من الكائنات القليلة التي تستطيع الحياة في البيئات القاسية لبرك النفط، فبإمكانها تحمل درجات حرارة عالية جدا، داخل برك النفط وبالقرب منها، مما يجعلها مميزة عن معظم الحشرات الأخرى. حشرة النفط هي فريدة من نوعها حيث تستضيف يرقاتها حوالي 200.000 نوع من البكتيريا السالبة المتحملة للمذيبات التي توجد في أمعائها المليئة بالنفط الخام..
*المصدر/الأنباء الكويتية