استطاعت المرأة الكويتية أن تحفر اسمها في السجلات الرياضية في مختلف المحافل الدولية وتحقق رقما صعبا في تاريخ الرياضة الكويتية، ولاسيما بعد مشاركتها في اولمبياد باريس في منافسات الدورة التي تقام خلال الفترة من 26 يوليو الماضي وحتى 11 أغسطس الجاري.
ولفت أداء اللاعبات الكويتيات المشاركات بالمنافسات، أنظار وسائل الاعلام العربية والغربية، معتبرين أن حضورهن تاريخي واداءهن مشرف، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بتشجيع المراة وتمكينها رياضيا.
وأكد ناشطون ودبلوماسيون ومسؤولون أن مشاركة المرأة الكويتية في أولمبياد باريس خطوة رائعة وتؤكد دعم الكويت للرياضيين بلا تفرقة بين ذكر وانثى، فالمهم الكفاءة والقدرة على إثبات الذات والإنجاز وتحقيق بطولات رياضية من أجل رفع اسم الكويت عالياً في المحافل الدولية.
وفي حين هنأ هؤلاء الناشطون والدبلوماسيون عبر القبس اللاعبات لارا دشتي وسعاد الفقعان وأمل الرومي وأمينة شاه والوفد الرياضي الكويتي على ما حققوه من إنجازات وتمثيل مشرف للكويت في أولمبياد باريس أكدوا أن الرياضة النسائية في الكويت تعكس تمكن بنات الكويت المتميزات من كسر حاجز الخجل وإثبات كفاءتهن وتميزهن.
ولفتت ناشطات إلى أن تشجيع الرياضة النسائية في الكويت يعزز المساواة بين الجنسين، موضحات أن الرياضة النسائية تسير على الطريق الصحيح والمشاركة في الأولمبياد انجاز للمرأة الكويتية، مطالبات بزيادة الميزانيات المخصصة لرياضة المرأة، لافتات بأن عدم ملاءمة المنشآت الرياضية وضعف الوعي برياضة المرأة من أبرز العقبات .
وأكد مسؤولو الهيئة العامة للرياضة الاهتمام الكبير بالرياضة النسائية وتوفير البنية التحتية من ملاعب وصالات لخوض التدريبات والمباريات واستضافة العديد من البطولات من أجل الظهور بالشكل المناسب، بجانب اعتماد المعسكرات الخارجية والتجمعات الداخلية لرفع المستوى الفني والبدني وزيادة خبرات بناتنا اللاعبات.
وأضافوا: إن اولمبياد باريس شهد مشاركة رائعة للمرأة الكويتية وهناك العديد من البطلات المتوقع وجودهن في الدورة المقبلة، وبصفة عامة الاداء متميز ونطمح للمزيد خلال الفترة المقبلة.
أكدت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس أن المرأة الكويتية قدمت مساهمات ملحوظة في الأولمبياد في السنوات الأخيرة، معربة عن سعادتها برؤية الرياضيتين سعاد الفقعان وأمينة شاه تصبحان أول كويتيتين تشاركان في الرياضات البحرية في باريس هذا العام، كما سعدت جدًا برؤية سعاد الفقعان تتأهل إلى نهائيات الفئة «هـ» وتحصل على المركز الثالث في التجديف في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، كما تشرفت السباحة لارا دشتي بأن تصبح أول رياضية كويتية تحمل علم الكويت في أولمبياد طوكيو 2020.
وأشادت لويس في تصريح لـ القبس بدور الكويت واهتمامها بتشجيع المرأة الكويتية وتمكينها في الرياضة، مشيرة الى أن الكويت شجعت مشاركة المرأة في الرياضة من خلال دعم الرياضيات في مختلف التخصصات وتوفير منصات للنساء لتعزيز المساواة بين الجنسين في هذا المجال.
وأضافت: من الرائع أن نرى مبادرات الحكومة الكويتية لدعم الرياضيين، والمضي قدمًا في خططها لتعزيز الرياضة النسائية في البلاد من خلال التعاون مع المؤسسات الدولية وإطلاق حملات توعية لتسليط الضوء على أهمية الشمول في مجال الرياضة.
ولفتت الى اطلاق السفارة مشروع قيادة المرأة في الرياضة في العام الماضي، الذي نفذه «تحالف الحماية»، حيث عمل بشكل وثيق مع الهيئة العامة للرياضة، بالشراكة مع فاطمة حيات، عضوة اللجنة الأولمبية الكويتية ورئيسة الرياضة النسائية.
وتابعت: وقد دعم هذا المشروع النساء في الرياضة لتطوير مهاراتهن القيادية وربطهن بمجموعة العمل الدولية المعنية بالمرأة والرياضة، معترفًا بمساهمة الأشخاص الذين يدعمون الرياضيين، وكذلك أولئك الذين يتنافسون.
وزادت بالقول: كما أحضرنا خبراء من المملكة المتحدة إلى الكويت لتقديم ورش عمل تعليمية تركز على الحماية للمشاركات الإناث وخلق بيئة إيجابية وشاملة للنساء. كما قاد «تحالف الحماية» جلسات تركز على التغذية السليمة وممارسة الرياضة وتقنيات الرياضة واتجاهات إصابات الرياضة النسائية والتوعية بها، بمشاركة ودعم ممتازين من اللجنة الأولمبية الكويتية.
وحول الصعوبات التي تواجه الرياضة النسائية في الكويت، قالت لويس: كما هو الحال في دول العالم، هناك العديد من التحديات التي تواجه الرياضة النسائية في الكويت.
أشادت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر بأداء الكويتيات المشاركات في الاولمبياد، مشيرة إلى أن المرأة الكويتية أظهرت تفانياً وصموداً ملحوظين في أولمبياد باريس.
وقالت لو فليشر لـ القبس إن أداء النساء الكويتيات هو شهادة على عملهن الجاد ومثابرتهن والدعم الذي يتلقينه من مجتمعاتهن والعالم الرياضي الأوسع.
وأضافت «إنهن لم يمثلن الكويت بكل فخر فحسب، بل ألهمن أيضًا العديد من الرياضيين الشباب، وخاصة الفتيات، لتحقيق أحلامهن في الرياضة، وإنني أتطلع حقًا إلى رؤية إنجازات أكبر منهن في المستقبل، وأهنئ لارا دشتي وسعاد الفقعان وأمل الرومي وأمينة شاه والوفد الرياضي الكويتي بأكمله على أدائهم المتميز». وحول تقييمها لاهتمام الكويت في تشجيع وتمكين المرأة الكويتية رياضيا، قالت لو فليشر «في السنوات الأخيرة، أعربت الكويت بشكل متزايد عن اهتمامها بتشجيع وتمكين المرأة في الرياضة، فقد حققت البلاد تقدماً في تعزيز الرياضة النسائية»، مضيفة «ففي عام 2015، سمحت الكويت للنساء بالمشاركة في الألعاب الأولمبية لأول مرة، وفي عام 2016، شهدت أول رياضيات يتنافسن في أولمبياد ريو».
وتابعت «لقد استثمرت الحكومة في البنية التحتية الرياضية الصديقة للمرأة ونفذت برامج لزيادة مشاركة المرأة في العديد من الألعاب الرياضية، فهناك زيادة تدريجية في ظهور الرياضيات الكويتيات في وسائل الإعلام والمسابقات الدولية، مما يساهم في تمكين وتطبيع الرياضة النسائية في البلاد».
واسترسلت بالقول «على الرغم من هذا التقدم، لا تزال الرياضة النسائية في الكويت تواجه تحديات ثقافية واجتماعية، فيمكن للمواقف والقيود التقليدية أن تحد من مشاركة المرأة ووصولها إلى الفرص الرياضية، إلا أن دولة الكويت تبذل جهوداً لتشجيع المرأة في الرياضة وهناك بوادر دعم إيجابية».
ولفتت لو فليشر إلى أن أداء الرياضيين الكويتيين في دورة الألعاب الأولمبية 2024 كان له تأثيره على المجتمع، حيث ساعد على إحداث تحول في الإدراك الجماعي والتغلب على حواجز الخجل الاجتماعية، وقد لعبت هذه الإنجازات الرياضية الرائعة دورا رئيسيا في تعزيز المساواة بين الجنسين وتحفيز المرأة في الكويت.
وزادت بالقول «ومن خلال عرض مواهبهم وإصرارهم على نطاق عالمي، لم يتمكن هؤلاء الرياضيون من زعزعة التحيزات القائمة بين الجنسين فحسب، بل شجعوا أيضا الأجيال الشابة على متابعة تطلعاتهم، بغض النظر عن الأعراف الاجتماعية التي تحدهم».
أكد المدير العام للهيئة العامة للرياضة بالتكليف بشار عبدالله، أن الرياضة النسائية تسير على الطريق الصحيح والتأهل للأولمبياد والوجود في هذا المحفل الدولي يعد انجازا للمرأة الكويتية، مشددا على أن الحكومة ممثلة في وزارة الدولة لشؤون الشباب وهيئة الرياضة لن تتأخر في دعم وتشجيع رياضة المرأة.
وقال في تصريح لـ القبس: نسعى خلال الفترة المقبلة إلى زيادة العدد بعدما فرضت رياضة المرأة نفسها على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي، ومنها وضعت قدما في الأولمبياد ونطمح إلى تحقيق أول ميدالية خاصة.
وأضاف: إن اولمبياد باريس شهد وجود الدكتورة سعاد الفقعان في التجديف التي أصبحت ملهمة لبنات جيلها ومثلا أعلى لهن بعدما فرضت نفسها في أول مشاركة لها، وكذلك بالنسبة للاعبة الشراع أمينة شاه التي تأهلت عن جدارة واستحقاق في دورة الالعاب الاولمبية، أما مشاركة لارا دشتي في الاولمبياد تأتي ضمن خطة طموحة لاكتسابها الخبرة ورفع مستواها لتكون من الأبطال المتوقع لهم ميدالية. مردفا بالقول: واخيراً أمل الرومي في العاب القوى المتوقع لها الوجود على منصات التتويج في المحافل الدولية والعالمية، وهناك العديد من البطلات المتوقع وجودهن في الدورة المقبلة، وبصفة عامة الاداء متميز ونطمح للمزيد خلال الفترة المقبلة.
وقال إنه بناء على الرغبة السامية لسمو أمير البلاد بدعم أبنائنا وبناتنا الرياضيين، ماديا ومعنويا، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والوجود على منصات التتويج الخارجية والمساهمة في رفع علم الكويت، تعمل الهيئة العامة للرياضة من خلال استراتيجية تطوير الرياضة الكويتية 2022 – 2028 في توفير البنية التحتية من ملاعب وصالات لخوض التدريبات والمباريات واستضافة العديد من البطولات من أجل الظهور بالشكل المناسب بجانب اعتماد المعسكرات الخارجية والتجمعات الداخلية لرفع المستوى الفني والبدني وزيادة خبرات بناتنا اللاعبات.
أشادت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، لولوة الملا، بأداء المرأة الكويتية ومشاركتها في الأولمبياد، لافتة إلى أن هذه المشاركة تعكس وتبرز صورة الكويت الحضارية.
وقالت الملا لـ القبس: «إننا فخورون بتمثيل المرأة الكويتية وتفوقها في مجال الرياضة والسباحة والغوص والتجديف، وغيرها من المجالات، ونأمل ونتطلع بثقة وأمل كبير إلى مزيد من الإنجازات النسائية في المجال الرياضي».
قالت المديرة الوطنية للأولمبياد الخاص الكويتي رحاب بورسلي ان الرياضة في بلدنا ظُلمت على مدى سنوات ولم تكن أولوية جادة في سلم الحكومات المتعاقبة وانعكس هذا الأمر بلا شك على رياضة المرأة الكويتية وعلى أداء الفتيات والنساء الرياضيات واقتصر الأمر فقط على رياضة المشي بحسب الأحوال الجوية والظروف البيئية.
وقالت بورسلي لـ القبس ان ما هو موجود من أداء رياضي للمرأة الكويتية بغض النظر عن المستوى الرياضي ونتائجه مقارنة بما هو قائم خليجيا وإقليميا ودولياً يعتبر مفخرة، فيكفيها أنها تحدت كل الظروف وعبرتها للتمثيل الدولي ورفعت العلم الكويتي جنباً إلى جنب مع شقيقها الرياضي الكويتي، وإننا لنفخر ببنات الكويت في تمثيلهن لبلدهن الكويت ودخولهن مع بقية دول العالم في المشاركات والمسابقات الدولية.
وطالبت بزيادة الميزانيات المخصصة للصرف على رياضة المرأة، ومعالجة قصور التشريعات القانونية والفنية للعمل على تعزيز وتمكين المرأة رياضيا.
وضعت الفارسة الكويتية إيمان حمود العتيبي سباقات القدرة والتحمّل في الكويت على خريطة أكبر السباقات وأصعبها في العالم، بالمشاركة كأول كويتية في سباق العلا بالسعودية على كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمّل 2022، الذي يُقام سنوياً في منطقة العلا شمال المملكة.
وأشادت العتيبي بأداء اللاعبات الكويتيات في أولمبياد باريس، واصفة أدائهن بـ«المبشّر» جداً، مما يدل على جهود كبيرة مبذولة لتحقيق إنجازات باسم الكويت في مجال الرياضة، وبداية جميلة لمزيد من التطوّر والدعم للمرأة الكويتية في مجال الرياضة.
وأشارت إلى أن نظرة المجتمع بدأت تتطور من نظرة سلبية إلى نظرة إيجابية شيئاً فشيئاً، وهذا التطور يحتاج إلى تحفيز لتشجيع المرأة الكويتية على الخوض في التحديات ونيل المراكز المتقدمة.
*المصدر /القبس
العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى