حلمت سيسيليا يوسكو، وهي ابنة مرشد جبلي، منذ طفولتها بالوصول إلى قمة جبل هواينا بوتوسي المكسوة بالثلوج. إلا ان مهامها اقتصرت مدى سنوات على طهو الطعام لمتسلقي الجبال وحمل حقائبهم.
وقررت مع مجموعة نساء يتشاركن الحلم نفسه، وبينهنّ أخوات لها، أن يغيرن هذا الواقع. وتساءلت “لماذا لا يمكننا أن نتسلق الجبال بأنفسنا؟”، متجاهلة شكوك بعض الرجال في ذلك.
وباتت سيسيليا مع ثلاث عشرة امرأة تراوح أعمارهن بين 18 عاماً و42، جزءاً من جمعية “تشوليتاس إسكالادوريس دي بوليفيا وارميس” التي تدافع عن حقوق نساء السكان الأصليين من خلال تسلق الجبال.
وهي تستذكر كيف تساءل جمع من الرجال عندما رأوهن يتسلقن الجبل لأول مرة “ما الذي تفعله هؤلاء النساء هنا في الجبال؟ لن يتساقط الثلج ولا المطر بعد الآن”.
وتقول المرأة البالغة 36 عاما “أردنا أن نُظهر أننا نحن النساء قويات وشجاعات، وأننا نستطيع (تسلق الجبال) ونحن نرتدي أزياءنا الخاصة”.
وتضيف “هناك قدر كبير من التمييز ضد المرأة”، متوقفة عند معدلات جرائم قتل النساء في بوليفيا، وهي الأعلى في أميركا الجنوبية بحسب المنظمات الدولية.
بعد سبع سنوات من الرحلة الاستكشافية الأولى، وبعد تسلق ما يقرب من اثني عشر قمة في بوليفيا وبيرو والأرجنتين، تحاول متسلقات “تشوليتاس”، وهي تسمية مستقاة من اسم نساء بوليفيات أصليات يُسمَّين “تشولاس” أو “تشوليتاس”، مجددا تسلق جبل هواينا بوتوسي في هذه الليلة خلال فصل الشتاء الجنوبي.