الكلُّ يُجْمِعُ على أن هذا الزخم الكبير.. وهذه المكانة العالمية العليا التي وصلت إليها المرأة البحرينية وراءها بالدرجة الأولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.. فجلالته هو نصيرُ المرأة وحاميها ودافعها إلى الأمام.. حتى جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية.. كما أعلنت سموها مؤخرا عندما نوَّهت بدعم جلالة الملك لأعمال هذه الجائزة منذ انطلاقتها الأولى مؤكدة «إن تأسيسها قد جاء بأمر ملكي.. وقد مر على إنشائها 14 عاما».
لذا؛ فإن قضية المرأة هي من أبرز القضايا التي هي موضع اهتمام ودعم متواصل من لدُن جلالة العاهل المفدى.. فجلالتهُ هو المتابع الأول لمسيرة المرأة على أرض المملكة.. كما أن جلالته هو المتابع لخطوات المجلس الأعلى للمرأة على وجه الخصوص؛ فعين جلالته هي على كل خطوة يخطوها هذا المجلس الذي يحقق رسالته بجدارة مشهودة.
وقد وجدنا جلالته لدى التقائه المشاركين في تحكيم هذه الجائزة ومعهم المشاركون في المؤتمر الدولي حول دور المشاركة السياسية للمرأة في تحقيق العدالة التنموية.. يعبر عن إشادته خلال اللقاء بالنتائج الطيبة التي تحققها مملكة البحرين على مستوى تقدم المرأة البحرينية، وتقديره الكبير للجهود التي تبذلها جميع المؤسسات، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة قرينة جلالته.. فقد قال جلالته في هذا الشأن: «لقد استند هذا المجلس عند وضع منهج عمله على السيرة والمسيرة الحافلة بالإنجاز والعطاء للمرأة البحرينية».
وقد لاحظ الجميع متابعة جلالة الملك لمسيرة جائزة الأميرة سبيكة العالمية لتمكين المرأة على مستوى العالم.. ولذلك فإن جلالته يشعر بالفخر والاعتزاز الكبيرين وهو يستمع إلى ما قالته الشخصيات العالمية التي تزور البحرين للتحكيم في الجائزة، وللمشاركة في المؤتمر الدولي حول دور المشاركة السياسية للمرأة في تحقيق العدالة التنموية حول تقييم هذه الجائزة العالمية، ومن أبرز الخطوط العالمية في التقييم الذي شهدت به هذه الشخصيات العالمية لجائزة صاحبة السمو الملكي: أن هذه الجائزة تمثل محطة مهمة على صعيد ودعم وتمكين المرأة عالميا.. وأن هذه الجائزة تحقق هدف ضمان المساواة بين الجنسين في الدساتير الدولية، وإجماع قيادات منظمة الأمم المتحدة على نجاح شراكتهم.. وأن وصول حجم المشاركات من أنحاء العالم إلى 1880 مشاركا أو متقدما لنيل الجائزة يؤكد أن رهان المنظمة الدولية على نجاح الشراكة مع البحرين في إطلاق هذه الجائزة واعتبارها من الجوائز العالمية الرئيسية قد كان في موضعه، وأن موافقة الأمم المتحدة على تبني هذه الجائزة العالمية قد جاء بعد إثبات البحرين أنها عند مستوى متطلباتها.
أجمعت هذه الشخصيات العالمية أيضا على أن متابعة سمو الأميرة لهذه الجائزة منذ انطلاقها قد أسهمت في تحقيق الجائزة لأهدافها.. وأهم ما أجمعت عليه هذه الشخصيات الدولية من خلال التقييم العلمي الرصين هو أن هذه الجائزة قد مكَّنت مملكة البحرين من إيصال رسالة حضارية جدا إلى العالم.
وعموما فقد أثبتت جميع الجوائز العالمـية التي أطلــقها قادة البلاد -ومن بينها الجائزة العالمية لتمكين المرأة- أن لمملكة البحرين دورا مشهودا على الصعيد العالمي لتثبيت ودفع القيم الإنسانية الأصيلة في أبرز المجالات، ومنها مجال حقوق الإنسان، والتنمية بمختلف أهدافها.. مستدامة وغير مستدامة، وخاصة التنمية الحضارية.. وإشعال قرائح المبدعين في مجال البحث العلمي على مستوى إنشاء الكراسي العلمية في أكبر الجامعات.. وإشعال التنافس العالمي على صعيد العطاء للمرأة.. وهي نصف المجتمع.
ثم إن مثل هذه الجوائز العالمية التي تنافس في الإغداق بها قادة البلاد يعود نفعها وصداها الطيب على مملكة البحرين بالدرجة الأولى في إبراز دورها العالمي.. وتأكيد أنها المعطاءة على الصعيد العالمي في تقدم ونفع البشرية في كل المجالات.. وترسيخ دور البحرين بأنها داعية سلام بالدرجة الأولى.
ولذلك رأينا أعضاء لجنة تحكيم الجائزة يعلنون أهداف هذه الجائزة العالمية على صعيد نفع البشرية عموما من حيث: الحث على التزام دول العالم بسياسة عدم التمييز ضد المرأة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص على جميع الأصعدة، وتعزيز مكانة المرأة على المستوى العالمي، والسعي نحو الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بتحقيق العدالة بين الجنسين.
ومن أبرز النتائج وراء هذا الزخم الكبير الذي تبذله قيادات البحرين ذي الصبغة العالمية هو ما مكّن البحرين ويمكّنها دائما من استقطاب الشخصيات العالمية ليروا بأنفسهم حجم التقدم على أرض البحرين، وأنها دولة تسامح وسلام بالدرجة الأولى.
ولذلك تكون استجابة هذه الشخصيات العالمية ذات التأثير العالمي النافذ ليروا بأنفسهم ويتفاعلوا مع ما يُلقَى على مسامعهم أو تشهده أعينهم.. ولذا كان تجاوب هذه الشخصيات والوفود العالمية كبيرا مع ما طرحته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم خلال جلسات هذا المؤتمر الدولي.. وخاصة ما أكدته سموها من أن: مملكة البحرين تشهد مشاركة متنامية للمرأة في جميع مواقع العمل، وتسجل أرقاما مرتفعة في المناصب القيادية التنفيذية، وهو ما ينسجم مع خبرتها العريقة في تنمية مجتمعها والنهوض به.
كما تفاعلت جميع هذه الشخصيات والوفود العالمية بدرجة أكبر مع ما أكدته صاحبة السمو -وهذا يسعد الجميع وخاصة المرأة البحرينية- بأن كفاءة المرأة البحرينية تؤهلها للقيادة في جميع المجالات الوطنية، ومن بينها مجال العمل السياسي.
وأكدت سموها أيضا من خلال كلمتها الرئيسية أمام المؤتمر الدولي للمرأة أن المرأة البحرينية قد أثبتت من خلال مشاركتها الفاعلة أنها قادرة على احتراف العمل -كل عمل- بمهنية.. كما أشادت سموها أيضا في فخر ومباهاة بهذا الإقبال الكبير للمرأة البحرينية على المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية.
كل هذا.. وجميع ما أشارت إليه وأكدته صاحبة السمو.. يؤكد أن إنشاء جائزة سموها العالمية لتمكين المرأة والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي عن المرأة وشؤونها وشجونها لم ينطلق من فراغ.
*لــطفـــــــي نصــــــــــر/ أخبار الخليج