قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام اعتنى بالمرأة في في كل أطوار حياتها، ويتضح هذا الاهتمام منذ طفولتها فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه».
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه كذلك نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يفضل الذكر على الأنثى -كما كانت عادة العرب- في التربية والعناية، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني الذكور عليها أدخله الله الجنة» .
وأضاف أن ما مر يبين مكانة المرأة في نصوص الشرع الإسلامي من القرآن والسنة، وإذا نظرنا إلى الواقع التاريخي الذي عاشه المسلمون نعلم أن هناك نساء كثيرات أثرن في مسيرة الأمة الإسلامية، وساهمن في رفعة مجدها في جميع المجالات، ولقد بدأ الدور النسائي في المسيرة الإسلامية مبكرًا جدًا، فالمرأة هي أول من آمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ، والمرأة هي أول من استشهد في سبيل الله، والمرأة هي أول من هاجرت إلى الله ورسوله مع زوجها بعد نبي الله لوط عليه السلام، وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها أحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ودلل بأن السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها هي أول من آمن بالرسول وصدقه، غير أنها زادت على ذلك فقد كانت ملاذًا له -صلى الله عليه وسلم- ومأمنًا ومطمئنة له، بل ونصرت النبي -صلى الله عليه وسلم- بمالها ورزقه الله منها الولد، ولقد سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- عام فراقها له بعام الحزن.
وتابع: وكانت السيدة سمية بنت خياط زوج ياسر والد عمار هي أول شهيدة في الإسلام، وكانت أقوى من ولدها الشاب حيث رفضت سب النبي -صلى الله عليه وسلم- والنطق بكلمة الكفر في سبيل نجاتها وأظهرت التمسك والإيمان بدينها وبنبيها حتى استشهدت رضي الله عنها، وكانت السيدة رقية بنت سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي أول مهاجرة في سبيل الله مع زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنها.
وواصل «المفتي الأسبق»: وكانت السيدة فاطمة والسيدة عائشة رضي الله عنهما من أحب الناس إلي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد « سئل -صلى الله عليه وسلم- من أحب الناس إليك ؟ قال : فاطمة» ، وكذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقد روى أنس رضي الله عنه قال : « قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال : «عائشة» قال : من الرجال ؟ قال : أبوها».
وأشار إلى أن مكانة المرأة لم تقتصر في الإسلام على كونها أول مؤمنة في الإسلام، وأول شهيدة، وأول مهاجرة، وأحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بل تعدت مكانتها ذلك عبر العصور والدهور، فحكمت المرأة، وتولت القضاء، وجاهدت، وعلمت، وأفتت، وباشرت الحسبة .. وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين.ونبه إلى أنه لا يقصد بحكم النساء للبلاد أن يكن لهن التأثير والنفوذ وتسيير الأمور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها، فهذا الشكل لا يحصى وقد كثر في الدولة العباسية خاصة بشكل كبير بداية من الخزيران بنت عطاء زوجة المهدي العباسي وأم بنيه الهادي وهارون وقد توفيت سنة 173 هـ؛ مرورًا بقبيحة أم المعتز بالله، وفاطمة القهرمانة، وأم موسى الهاشمية قهرمانة دار المقتدر بالله، وأم المقتدر بالله شغب وغيرهن الكثير مما لا يحصى ولا يعد.