أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / المرأة اليمنية .. صمود وكفاح رغم الحرب والمعاناة
11111

المرأة اليمنية .. صمود وكفاح رغم الحرب والمعاناة

العصفورة نيوز: تواصل المرأة اليمنية كفاحها وصمودها في العديد من مجالات الحياة، رغم استمرار الحرب في البلاد منذ قرابة عامين.

وبات ملفتا الواقع الكفاحي المستمر للمرأة اليمنية في العديد من المحافظات، عن طريق مشاركتها في كثير من الأنشطة المجتمعية، ونضالها مع رفيقها الرجل في التغلب على آثار الحرب الكبيرة.

وخلال هذا الشهر نُظمت عدة احتفالات في عدد من المدن يمنية، احتفاء بالمرأة اليمنية، تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من أذار/ مارس من كل عام، وتم تكريم العديد من النساء من قبل السلطات المحلية، و من قبل منظمات داعمة لنشاط المرأة.

وتستمر المرأة اليمنية في عملها المكافح كمعلمة وطبيبة وإعلامية وحقوقية، رغم الواقع الأمني الصعب وشبه الانهيار الاقتصادي الذي أثر على معظم الأسر في البلاد المصنفة من بين أفقر دول العالم.

وأحدثت الحرب في اليمن، العديد من التغييرات كتحول بعض النساء إلى عائلات لأفراد الأسرة بسبب فقدان العائل، أو مشاركتها الكبيرة في الجانب الإغاثي ومساعدة الفقراء والمعدمين.

لا للاستسلام

وعلى الرغم من الآثار السلبية التي خلفتها الحرب في اليمن على معظم الأفراد، والتي كان للمرأة نصيب منها، لم تستسلم اليمنيات لهذه الظروف؛ بل واصلن مشوار حياتهن، وعملن جاهدات في مساعدة المجتمع بالتغلب على مكدرات الصراع.

وعلى هذا الصعيد تقول الناشطة اليمنية صباح الشرعبي إنه ” رغم كل المعاناة التي واجهتها المرأة اليمنية بفعل الحرب العنيفة في البلاد؛ لم تستسلم لظروف الواقع المؤلم،” مشيرة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه كان هناك إصرار لدى العديد من النساء على ترك بصمة على أرض الواقع، مع تحد واضح في مواجهة هذه الحرب.

وبينت الشرعبي وهي أيضا عضو رابطة نساء من أجل السلام في اليمن أن ” المرأة في ظل الحرب عملت في تقديم المساعدات الإغاثية والبحث عن الأسر الأشد تضررا من الصراع، ومد يد العون لهم ، مع وجود دور ملموس في دعم جبهات القتال بالماء والغذاء والتطبيب والعمل كمتطوعة في مجال الصحة الإسعافية”.

وتواصل الشرعبي حديثها قائلة ” رغم الحرب والمعاناة عملت المرأة أيضا كراصدة للانتهاكات والأضرار العامة من أجل حفظ حقوق المتضررين، مع العمل كإعلامية تقوم بنشر الانتهاكات بحق الإنسانية من أجل الحصول على تأييد ومناصرة لكل القضايا التى أنتجتها الحرب”.

واضافت “لم تقف المرأة في بلدي مكتوفة اليدين رغم قساوة الحرب؛ ولكنها أصرت أن تكون شريكا أساسيا في كل ما يتعلق بالحفاظ على حقوقها”.

وفي الجانب الاقتصادي، حسب الشرعبي، تحملت المرأة اليمنية عبئا مضاعفا وواصلت كفاحها في تحمل نفقات أفراد الأسرة، و أصبحت الآلاف من النساء بدون عائل نتيجة وفاة العائل الوحيد لهذه الأسر، ما جعل المرأة تتحمل هذا العبء بصمود وكفاح،، لافتة إلى أن انعدام الرواتب الحكومية وانقطاعها منذ قرابة نصف عام زاد من مشقة الحياة على معظم هذه الأسر، ما دفع بالعديد من النساء إلى العمل والبعض إلى التسول من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهن.

واقع معاناة

وعلى الرغم من الكفاح الكبير للمرأة اليمنية في ظل الحرب، هناك العديد من القصص المؤلمة التي كان الصراع المستمر سببا رئيسيا فيها، إلا أن هذه الحالات لم تحد من مواصلة العيش رغم كل المكدرات.

اليمنية فاطمة في العقد الخامس من العمر، تتسول وسط العاصمة صنعاء مع اثنين من أطفالها من أجل الإبقاء على الحياة في ظل استمرار الحرب التي أدت إلى تدهور الجانب المعيشي لمعظم الأسر.

تقول فاطمة لـ (د.ب.أ)، إنها بدأت التسول بعد أشهر فقط من اندلاع الحرب بسبب عدم حصول زوجها على فرصة عمل بسبب الحرب التي جعلت الكثيرين يعيشون البطالة والفقر الكبيرين.

وأضافت فاطمة التي لديها خمسة أطفال ” كان زوجي يعمل قبل الحرب، بالأجر اليومي، وقد كان يحصل أياما على بعض المال، وفي عدد من الأيام يعود للمنزل دون الحصول على أي شي”.

وتابعت بالقول” صحيح كان وضعنا سيئا حتى قبل الحرب، لكن لم نكن نتسول كما هو الآن .. أصبحنا نحاول العيش بأي طريقة سواء بالتسول إو الإعانات التي يقوم بها البعض”.

تضيف فاطمة” نأمل انتهاء الحرب وعودة الأوضاع الاقتصادية إلى ما كانت عليه في السابق، لا نريد أن نعيش الرفاهية..فقط نريد العيش دون أن نطلب الناس، لكن نحن مجبرون على ذلك”.

وبالعودة إلى الناشطة اليمنية الشرعبي، تقول في سياق معاناة المرأة اليمنية، إنها لم تكن بمنأى عن القتل ولم تستثن؛ بل أصبحت آلة الحرب العبثية تطال المرأة مباشرة… هناك العديد من النساء تعرضن للقتل أو الجرح.

وتابعت الشرعبي ” المرأة اليمنية فقدت خلال هذه الحرب العديد من أقاربها …هناك من فقدت الزوج وأخرى فقدت الأولاد، وثمة من فقدت أسرة بكاملها…لقد تأثرت المرأة بدرجة رئيسية، وتحملت أعباء الحرب وتأثيراتها في كل مجالات الحياة”.

المرأة اليمنية والحاجة للدعم

واقع المرأة اليمنية الحالي في ظل الحرب، يتطلب المساندة الكبيرة من قبل الجهات المعنية في اليمن، أو من المنظمات الإغاثية أو الحقوقية، من أجل العمل على تخفيف آثار الحرب السلبية، وتعزيز التغييرات الإيجابية التي ظهرت في ظل الصراع.

وفي السياق نفسه، تقول الصحفية اليمنية وئام عبد الملك لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ” تحتاج المرأة إلى أن تلتفت لها المنظمات الإغاثية والإنسانية والحقوقية سواء العالمية منها أو المحلية ، ولا تجعل منها شعارا لمناسباتها فقط … تريد النساء في اليمن شيئا ملموسا على أرض الواقع كتوفير الرعاية الطبية لهن ومتابعتهن خاصة في فترات الحمل، وتقديم الخدمات الأساسية لهن خصوصا في المناطق الريفية”.

وأوضحت بأن المرأة في اليمن بحاجة أيضا لمساعدة ومساندة لتخفيف الضغط النفسي الذي تمر به، كأن يتم توفير فرص عمل لها حتى تشعر المرأة بذاتها، مع العمل على إدانة كافة الانتهاكات التي تتعرض لها، والحد منها وتجنيبها ويلات الصراع، ومعاقبة الطرف الذي يتسبب بها، والعمل على مساندتها أيضا من قبل الزوج أو الأخ أو أقاربها بشكل عام.

ودعت عبد الملك السلطات المعنية في اليمن والمنظمات الداعمة إلى مواصلة الإغاثة الانسانية والحرص على وصولها إلى مختلف المناطق من أجل تخفيف سوء التغذية التي تعاني منها العديد من اليمنيات، مع ضرورة قيام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحقوقية بدورها وعدم الصمت عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين والنساء في اليمن.

شاهد أيضاً

1163624-2

الكويت ..تكليف المهندسة رباب العصيمي مديرة لـ «القوى العاملة»

أصدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، قرارا وزاريا قضى بتكليف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com