العصفورة نيوز: ثمّن مشاركون في ندوة «المرأة الإماراتية.. المكانة والدور والمستقبل»، التي عقدها «مركز الخليج للدراسات» في «دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر»، صباح أمس السبت، دور القيادة الرشيدة في دعم المرأة على كل المستويات، والاستثمار في تنمية وتطوير قدراتها الوظيفية والمهنية، فضلاً عن توفير بيئة ومناخ إيجابي يُعنيان بالمرأة ويحفظان حقوقها.
دعوا في الندوة التي أدارتها الدكتورة رفيعة غباش، أستاذة الطب النفسي، مؤسسة متحف المرأة، إلى أهمية مراجعة أدوار المرأة في الجوانب الأسرية والتربوية والوظيفية المهنية، سعياً إلى مزيد من التمكين.
وتطرقوا إلى وضع الإماراتية ما قبل الاتحاد، حين كانت تجتهد وتعمل في سبيل أسرتها، معوضةً النقص عن غياب الرجل الذي كان يسافر بغرض العمل، أو يمتهن مهناً شاقة، ويغيب لفترات تتجاوز الأشهر الستة.
كما تطرقوا إلى اهتمام المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي حرص على دعم المرأة وتمكينها وحفظ حقوقها وشغلها مواقع قيادية في سوق العمل، في إطار التوجه العام للدولة، كون المرأة شريكاً استراتيجياً في التنمية.
واستعرضوا تجربة الاتحاد النسائي العام، الذي قدّم خدمات مميزة للجمعيات النسائية وفروعها في مختلف إمارات الدولة وفي المناطق البعيدة، للوصول إلى المرأة الإماراتية أينما كانت وأينما حلّت.
وفي هذا الإطار جرى تأكيد أن استثمار القيادة في المرأة، إلى جانب تحفيزها ودفعها إلى التعلم والإبداع والابتكار، وتضافر كل الجهود المؤسسية والمجتمعية لتعزيز دورها وتوسيعها، كل ذلك جعلها تتبوأ مناصب عليا في مؤسسات الدولة، وتشغل مساحة جيدة في سوق العمل بشكل عام.
وثمة من لفت من المشاركين إلى وجود تحديات كثيرة تؤثر في دور المرأة، سواء في ظل الأسرة أو في القطاع الوظيفي، من بينها صعوبة الموازنة بين الاهتمام بتربية الأطفال ومتطلبات العمل.
ودعا هذا الرأي إلى ضرورة مراجعة بعض القوانين والتشريعات من حيث خفض ساعات عمل المرأة، حتى تتمكن من ممارسة دورها الأسري والتربوي على أكمل وجه، وحتى تحمي أبناءها من أي تفكك أسري قد يحدث نتيجة غياب الأب أو الأم عن المنزل.
وأضاف أن البيئة اليوم تطرح أشكالاً مختلفة وجديدة من القلق تؤثر في أمن المرأة، مثل تحدي التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وتحدي العولمة الذي يعكس ثقافة مختلفة عن الثقافة الإماراتية الأصيلة، لافتاً إلى أن المرأة مطلوب منها أن توازن بين بيئتين: التي تعيش فيها لتربية أبنائها وتحصينهم، وبيئة العولمة نفسها التي تتطلب أن تكون موظفة منجزة للعمل وفق مقاييس عالمية.
أحد المشاركين ألمح إلى أن واحدة من التحديات التي تؤثر في مشاركة المرأة في سوق العمل، هو القطاع الخاص الذي يرى أن دوره ضعيف، ويدعو إلى توسيعه نحو دمج المرأة بقوة في سوق العمل، في حين أكد ما يقوم به الإعلام، من حيث الإحاطة بدور المرأة ومنجزاتها، والتعمق أكثر في موضوعات تعكس التحديات التي تواجهها، في الأسرة أو الوظيفة. وطالبت مشاركة أخرى من الإعلام أن يقدم الرموز الحقيقية التي يمكن أن تسترشد بها المرأة وتقتدي بها.
وفي نهاية الندوة أكد المشاركون، محورية دور المرأة في العملية الإنتاجية، وتنويع شغلها للمواقع الوظيفية المتخصصة في التكنولوجيا والوظائف الدقيقة والعلمية، وعدم الاكتفاء بالوظائف الخدمية وشغل قطاعات على حساب أخرى.
وشددوا على أن تحصين الأسرة وتأكيد دورها، مسؤولية الرجل والمرأة، مشيرين إلى أن دور الرجل تراجع في بعض الأحيان من حيث تربية الأبناء، وأن الشراكة مهمة بين الطرفين لتوفير جو أسري سليم، فضلاً عن أهمية المؤسسة التربوية التي تلعب دوراً كبيراً ومسؤولاً في تكميل الأسرة.
كما أوصوا بضرورة تطوير قدرات الشباب، يشمل ذلك الشاب والشابة، مؤكدين الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الإمارات 2015- 2021 التي أطلقتها سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تدعو إلى البناء على الإنجازات المتحققة للمرأة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه، عبر تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، فضلاً عن توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة، وأخيراً تنمية روح الريادة والمسؤولية وتعزيز مكانة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية.
المشاركون
شارك في الندوة التي سينشر المركز تفاصيلها في وقت لاحق: د. فاطمة الشامسي، نائب مدير جامعة باريس السوربون- أبوظبي، د. مريم سلطان لوتاه، أستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات، د. شيخة الشامسي، أستاذة جامعية في الاقتصاد، ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، د. سليمان الجاسم، باحث وأكاديمي، إبراهيم الهاشمي، كاتب وإعلامي، بدرية الشامسي، كاتبة.