العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
يحفل تاريخ النضال الوطني المغربي بصفحات مشرقة سطرتها المرأة المغربية قبل الاستقلال والتي كانت على الدوام شريكة أساسية في الكفاح ضد الاستعمار، متصدية بشجاعة لكافة أشكال الظلم والهيمنة.
فقد لعبت دوراً ريادياً إلى جانب الرجل في مسيرة التحرير، مقدمة نموذجاً مشرفاً في التضحية ونكران الذات من أجل الحرية واستعادة السيادة الوطنية.
وعبر سنوات الحماية، أظهرت المرأة المغربية صلابة استثنائية، سواء في صفوف المقاومة المسلحة أو من خلال أدوار داعمة كإيواء الفدائيين، نقل المعلومات، وإسعاف الجرحى.
وتخلد الذاكرة الوطنية أسماء نسائية خالدة مثل: الشهيدة فاطمة الزهراء بنت مولاي الحسن البلغيتي، أول شهيدة سقطت في مظاهرة المشور بمراكش عام 1953، ومليكة الفاسي، المرأة الوحيدة التي وقّعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، إلى جانب كثيرات لم تُذكر أسماؤهن لكن أفعالهن نقشت في تاريخ الوطن
ولم يكن نضال المرأة مجرد انفعال عابر بل حركة متجددة تطورت مع الزمن، فقد انخرطت النساء خلال أربعينيات القرن الماضي في العمل الحزبي والجمعيات النسائية، مما أتاح لهن فرصة تنظيم جهودهن بشكل ممنهج لترسيخ القيم الوطنية وبناء وعي مجتمعي مستدام.
وكانت هذه المرحلة نقطة تحول هامة، إذ انتقلت المرأة من المشاركة الفردية إلى العمل الجماعي المنظم، مساهمة في نشر الروح الوطنية بين الأجيال الصاعدة.
ومع بزوغ فجر الاستقلال، واصلت المرأة المغربية مسيرة عطائها من خلال أدوار محورية في التنمية المجتمعية، وأسست الجمعيات النسائية التي عملت على تمكين النساء والفتيات من مهارات ومعارف تساهم في بناء مغرب حديث، قائم على قيم المساواة والشراكة الحقيقية بين جميع مكوناته.
اليوم، يُعد استحضار نضال المرأة المغربية في صفوف المقاومة الوطنية واجباً وطنياً واعترافاً بتضحياتها الكبيرة في سبيل تحقيق الاستقلال.
فقد أثبتت أنها ركيزة أساسية في صمود الوطن وازدهاره، ورافداً مهماً في معركة البناء والتنمية التي انطلقت بعد التحرر من نير الاستعمار..احتفاءً بعيد الاستقلال، نستحضر بإجلال دور المرأة المغربية التي كانت ولا تزال رمزاً للصمود والتحدي، ومصدر إلهام للأجيال، في معركة مستمرة من أجل مغرب مزدهر يعتز بماضيه ويطمح لمستقبل مشرق.
