بحفل بهيج استقبلته منصة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، أسدلت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة الستار على الدورة التاسعة من “جائزة تميز للمرأة المغربية”، المنظمة هذه السنة حول موضوع يدمج “الشمول المالي والذكاء الاصطناعي في خدمة التمكين السوسيو-اقتصادي للنساء”، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والشمول المالي رافعتان لتسهيل فرص ولوج النساء للتنمية”.
و”جائزة تميز للمرأة المغربية”، البالغ قيمة مجموع جوائزها ثلاث مائة ألف درهم، غدت موعدا سنويا متجددا بلغ درجة من النضج، وتهدف إلى “تشجيع صاحبات المشاريع والمهنيات اللواتي تميـزن في مبادراتهن التنموية”، و”إشاعة وترسيخ ثقافة الاعتراف بمجهودات المرأة المغربية”.
كما تتوخى الجائزة، بحسب الوزارة الوصية عليها، “إبراز قيمة النماذج المبتكرة للإسهامات النسائية في مسيرة النماء الشامل التي تشهدها بلادنا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي تحت قيادة الملك محمد السادس وتنفيذا لتوجهاته الرامية إلى تعزيز حقوق المرأة المغربية والنهوض بأوضاعها”، وهو ما أكدت عليه عواطف حيار في آخر نشاط رسمي تحضره بصفتها وزيرة سابقة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، قبل أن تخلفها زميلتها الاستقلالية نعيمة بنيحيى في التعديل الحكومي المعلن عنه بالتزامن مع الحفل.
ومن فوق منصة الحفل، ألقت عواطف حيار ما يشبه “كلمة وداع”، معتبرة أن السنوات الثلاث التي أمضتها وزيرة على رأس قطاع التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة تجعلها فخورة بـ”الثقة الملكية السامية” وكذا معتزة بما قدمته وفاء للوطن والأسرة والمرأة المغربية، متمنية التوفيق للوزيرة الجديدة بنيحيى في مهامها الجديدة. كما لم يفت حيار أن تهنئ أيضا أمل الفلاح السغروشني، التي ترأست لجنة تحكيم الدورة التاسعة من جائزة تميز للمرأة المغربية، وحظيت بالتعيين الملكي في منصب الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.
وشددت حيار على أن “عدد الترشيحات لهذه الجائزة، الذي شهد تطورا ملحوظا من 65 مشروعا في عام 2021 إلى 836 مشروعا في عام 2024، مؤشر لافت يعكس التزايد المستمر في مشاركة النساء من مختلف جهات المملكة”، مبرزة أن “هذه الزيادة تظهر الآفاق الممكنة لنساء المغرب إذا توفرت لهن الإمكانيات المناسبة، مثل الوصول إلى الخدمات المالية والاعتماد على الابتكارات التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتسويق منتجاتهن”.
الجوائز الثلاث
علاوة على المشاريع الفائزة بـ”جائزة تميز للمرأة المغربية” التي احتلت المراتب الثلاث الأولى في المسابقة، تم تكريم نساء، بجوائز تقديرية، بصمن مسار العمل من أجل المرأة المغربية أو تميزن في مختلف أنشطتهن، من أبرزهن الفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي.
وحسب المعلن عنه خلال الحفل ذاته، فإن الجائزة الأولى آلت إلى “تعاونية جوري تطوان” (جهة طنجة-تطوان-الحسيمة) التي تميزت بمشروعها الهادف إلى “تطوير مهارات مالية باستخدام التكنولوجيا”، وتسلمت الجائزة رئيسة التعاونية لمياء خرباش، التي تلقت تتويجا بشهادة تقديرية ودرعا رمزيا ومكافأة مالية بقيمة 130 ألف درهم.
المركز الثاني في جائزة تميز المرأة المغربية في دورتها التاسعة حازته “التعاونية الفلاحية نساء دادس” عن إقليم تنغير (جهة درعة-تافيلالت، وتسلمت الدرع التقديري والمكافأة المالية (بقيمة 100 ألف درهم) الدريسية أيت حدو عن التعاونية ذاتها التي حاولت تجسيد الشمول المالي وتطبيقه في عملها مع ضمان التسويق الدولي للمنتجات الفلاحية والمجالية.
أما الجائزة الثالثة بقيمة 70 ألف درهم، فكانت من نصيب علامة الأزياء “تيتريت مود” (Titrit Mode) من جهة درعة-تافيلالت، ممثلة بمؤسستها حسناء فريد. وتميز هذا المشروع بـ”تطوير الحرف اليدوية المتعلقة بالأزياء والتطريز الذي يجمع بين النمطين التقليدي والعصري، واستخدام تقنيات تندرج ضمن مفهوم الشمول المالي والتكنولوجيات الحديثة”.
وفي تصريحات متفرقة استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية إثر نهاية تسليم الجوائز، عبرت صاحبات المشاريع الثلاثة الفائزة في الدورة 9 من جائزة تميز المرأة المغربية عن سعادتهن الغامرة بالتتويج، وأبرزن أن “استدماج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والشمول المالي في مشاريعهن وأفكارهن السوسيو-اقتصادية ساهم أكثر في التمكين لهن مع كسب زبائن جدد وضمان إشعاع واسع لمشاريعهن وطنيا ودوليا”.
من أجل المضي قدما في تنزيل مخرجات النموذج التنموي، والوفاء بالتزامات البرنامج الحكومي 2021-2026، ولا سيما في شقه المتعلق بالرفع من النشاط الاقتصادي للنساء، تسلط “جائزة تميز للمرأة المغربية” في دورتها التاسعة الضوء على أهمية الاعتراف بالمجهودات المبذولة لتعزيز استثمار الإمكانات والفرص التي يتيحها الشمول المالي والذكاء الاصطناعي في أفق النهوض بأوضاع المرأة في المغرب.
جدير بالذكر أن “جائزة تميز للمرأة المغربية”، التي تنظمها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، كل سنة، تمنح إلى “المبادرات والإسهامات المتميزة للأفراد أو الهيئات المدنية أو المؤسسات الوطنية التي تعمل على النهوض بحقوق المرأة المغربية وترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين”.
يشار إلى أن حفل تسليم جائزة تميز للمرأة المغربية” في دورتها التاسعة لم يخل من حضور وازن لشخصيات عمومية ومدنية، كان أبرزهم الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، فضلا عن أعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة التي اشتغلت بحسب رئيستها ما يربو على 3 أشهر قبل الحسم في هوية الفائزات.