حوار – ياسر العيلة/المصدر :الأنباء
الشيخة أبرار الخالد الصباح، رئيس مجلس إدارة شركة «أبيز برودكشنز»، وجه لمع في عالم الثقافة والفن، لها تأثير وحضور مميز، جعل اسمها يصنف من بين أهم الرائدات الخليجيات في عالم الاستثمار بالفن، وبالرغم من تحديات هذا المجال، إلا أنها من المنتجات الناجحات حاليا في صناعة الفن و«غير الفنانة» التي استطاعت أن تجعل شركتها «أبيز برودكشنز» وفي وقت قصير واحدة من أكبر الشركات في قطاع الإعلام والإنتاج بالكويت والخليج التي تدعم الحركة الفنية وتعمل على تشجيع وتطوير المواهب الشابة في كل المجالات.
«الأنباء» التقت الشيخة أبرار في مقر الشركة، حيث تحدثت معنا عن مشاريعها المستقبلية على مستوى الدراما والمسرح خلال رمضان والعيد المقبلين، كما تطرقت إلى كيفية الارتقاء بمستوى الفن والترفيه في الكويت، بالإضافة إلى العديد من الأمور المهمة التي جاءت في الحوار التالي:
بعد النجاح الكبير الذي حققته مسرحية «صنع في الكويت» هل لديك النية لخوض تجربة الإنتاج المسرحي مرة أخرى؟
٭ أنا سعيدة بنجاح «صنع في الكويت»، فهي خطوة مهمة في مجال المسرح، ومن خلالها أثبتت الشركة نفسها في فنون المسرح، وأظهرنا عمليا التزامنا تجاه مهمتنا نحو الكويت وإحياء مكانة وطننا في مجال الفن والترفيه في دول الخليج ودعم الكويت في تعزيز وضعها الفني، حيث نجاح هذه المسرحية أعطانا الفرصة لعرضها في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والترويج لثقافة وتقاليد الكويت من خلال فن راق يليق بمكانة ووضع ديرتنا الحبيبة، أيضا «صنع في الكويت» هي أول إنتاج مسرحي لنا بعد نجاحنا الكبير في إنتاج العديد من المسلسلات التلفزيونية التي عرضت على أهم القنوات العربية وحصدت نسبة تفاعل ومشاهدات عالية جدا وتصدرت المراكز الأولى على المنصات الرقمية العالمية، نحن مستمرون في هذا الجانب من النجاح وحريصون على تقديم أعمال بصورة مبتكرة من جميع النواحي الفنية والتقنية، إضافة إلى اهتمامنا بتقديم محتوى غني يتلاءم مع الثقافة الكويتية والخليجية ولدينا عدة أعمال قادمة بإذن الله، كما أنني أتابع عملي بدقة واحرص على اختيار النصوص التي تهم المشاهد، وأسعى إلى تقديم مواضيع مهمة وجديدة، ودائما أختار طاقم الممثلين والمخرجين بنفسي للتأكد من ملاءمة الكاست للعمل وقدرتهم على تقديم أفضل ما لديهم من الإبداع والجهد لتقديم أعمال تتناسب مع رؤيتنا وجودة أعمال شركة «أبيز برودكشنز».
وماذا لديكم من جديد في الفترة المقبلة؟
٭ أنتجنا مؤخرا فيديو كليب للفنان الشاب حسن عبدال بعنوان «الحب وياه»، وكان هدف الشركة من إنتاج هذا الكليب هو دعم عبدال كونه فنانا لديه طموح، وكان حلمه أن يخوض تجربة الغناء بعد إثبات نفسه كممثل، لقد حققت له هذا الحلم لأنني أؤمن بإمكانات ومواهب فناني الكويت التي يجب دعمها وتطويرها لوضع الكويت على الخريطة العالمية في هذا المجال، وسبق لنا أن أنتجنا فيديو كليب لأغنية «معشر العشاق» لعبدالعزيز الويس وليالي دهراب قبل عامين، وعلى مستوى الدراما نشارك في السباق الرمضاني والعيد المقبل بأعمال درامية ومسرحية، كما أن لدي مشاريع فنية كثيرة تليق بجودة أعمالنا وتطلعاتنا المستقبلية.
برأيك كيف يمكن للكويت أن تعزز قطاع الفن والترفيه والاستثمار فيها؟
٭ لدى الكويت إمكانية كبيرة في تعزيز وتطوير قطاع الترفيه والإنتاج الفني فهي تملك المواهب والكوادر الوطنية، وعلى الكويت التعامل مع قطاع الفن والترفيه كفرصة استثمارية لتسريع الانتعاش الاقتصادي بهدف تنويع مصادر الدخل للبلاد وتسويق السياحة وجذب المستثمرين من مختلف البلدان، ونحن بحاجة إلى تكاتف الجهود بين القطاعين العام والخاص وأهمية وجود رجال أعمال يستثمرون في قطاع الترفيه والإعلام والإنتاج يدركون مدى أهمية الاستثمار به والفوائد الاقتصادية التي يمكن تحقيقها، وأنا كمنتجة كويتية يهمني أن أعمل على تشجيع المهتمين بهذا القطاع، وأستثمر اليوم بشكل فردي في ظل غياب الدعم والاستراتيجية الواضحة على إنتاج وتسويق الدراما الكويتية، وللعلم تمكنت إنتاجات «أبيز» من الدخول إلى بيت المشاهد العربي وعرض أعمال تعكس واقع حياتنا، وحصدت المسلسلات التي أنتجتها على إقبال كبير واهتمام من قبل الصحافة العربية، وحققت نسبة مشاهدة عالية جدا، فهذا تحقق بمجهود فردي، فما بالك إذا كان هذا المجهود مدعوما من جهات حكومية ورجال أعمال، نحن لدينا مواهب وأسماء مهمة في عالم التمثيل والإنتاج والإخراج وصناع محتوى، وعلينا أن نستفيد منها ونستثمر بهذه الطاقات.
كيف يمكنك من خلال موقعك كمنتجة شابة كويتية ناجحة تسليط الضوء على الدراما الكويتية والمساعدة في تطويرها؟
٭ هدفي من خلال عملي هو تشجيع المهتمين بهذا القطاع على دخوله، وبالتالي تقديم المساعدة من خلال خبرتي، وأنا أقوم بدوري الآن من خلال نشر أعمال الفن الكويتي على المنصات العربية المهمة التي تحظى بمشاهدة عالية مثل «شاهد»، وقد عرضت مسلسلات «أبيز برودكشنز» أيضا على أهم القنوات العربية كقناة «إم بي سي»، تلفزيون دبي، وقنوات إماراتية وسعودية، ومحليا عبر تلفزيون الكويت وقناة atv، فأنا أسعى للوصول إلى مجتمعنا العربي من خلال المسلسلات التي انتجتها الشركة، ومؤمنة بهذا القطاع. وأدعو جميع رواد الأعمال المهتمين لنعمل سويا لتطوير الدراما، ووضع الكويت على الخريطة الترفيهية بين الدول العربية والعالمية، فعلى سبيل المثال إذا أخذنا بلدانا ركزت في اقتصادها على قطاع الترفيه والفن نرى التأثير الاقتصادي والنهضة الإيجابية التي حققته «نتفليكس تركيا» والتي تصل عائداته إلى 52 مليون دولار سنويا، إضافة إلى أنه وبسبب دخول المسلسلات التركية المدبلجة إلى العالم العربي تعرفنا على تركيا وارتفعت نسبة السياحة العربية إليها، وبالتالي الدراما كانت لها علاقة غير مباشرة في تحسين عجلة الاقتصاد، فوفقا للإحصاءات والمقالات أن 7 ملايين سائح عربي زاروا تركيا عام 2015 أي مع بداية ظهور الدراما التركية في الدول العربية.
برأيك ما التحديات التي تواجه هذا القطاع في الكويت، وما المتطلبات التي يريدها ليتطور ويحقق أرباحا؟
٭ أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع في الكويت غياب خطة استراتيجية قصيرة وطويلة المدى لكيفية تطوير وإنعاش هذا القطاع، فضلا عن أن الاستثمار في هذا المجال ما زال ضعيفا، خاصة في الكويت، ومن النساء تحديدا، فنرى العديد من الممثلات الكويتيات الموهوبات، ولكن هناك عددا قليلا من المنتجين، علينا أن ندرك أهمية الاستثمار في هذا القطاع لأنه نافذتنا على العالم العربي والغربي، فالفن هو الوسيلة الأسرع لإيصال فكرة أو رسالة إلى المشاهد وقادرة على صنع رأي عام وتغييره، فعلى المهتمين في هذا المجال العمل معا لتطويره، ومن الجانب الفني، يجب أن يكون هناك اتحاد للمنتجين له دور في وضع أسس وقوانين وسياسات تتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي وتدعم المنتجين والطواقم الفنية في تطوير القطاع الفني في الكويت.
وهل لديكم في «أبيز» أفكار للنهوض بالترفيه في الكويت؟
٭ نتمنى أن تبني الدولة مدينة إعلامية وفنية متكاملة واستوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات لتصوير أعمالنا فيها، ومسارح تخصصها الدولة للفن الكويتي.
وماذا عن دور الرقابة على الأعمال، خاصة أن الكثير من المنتجين يشتكون من عدم وجود سقف من الحرية لتقديم أعمال مختلفة عما تم تقديمه السنوات الأخيرة؟
٭ أنا لا مع ولا ضد الرقابة، وحلو أن تكون هناك رقابة حتى لا نشاهد أعمالا تسيء إلى مجتمعنا، لكن في الوقت نفسه «ما يصير» انهم يقفون لنا على كلمة في سياق الحوار أو مشهد لا توجد فيه إساءة، وأتمنى أن يتم تطبيق القانون على الجميع بمعايير واحدة، وأن يتعاملوا بروح القانون ولا بد من تجديد وتطوير النصوص القانونية لتواكب عصرنا الحالي وتطور الكويت في هذا المجال، حيث إن القوانين المتواجدة حاليا تم تشريعها منذ سنوات وكانت تتناسب مع العصور الماضية، لكن الوضع الثقافي والإبداعي والفني في الكويت والعالم تغير ولا بد من تحديث القوانين لتتماشى مع تطور وتغيرات المجال.
ما الذي ينقص الدراما الكويتية من وجهة نظرك؟
٭ كل عناصر صناعة الدراما تحتاج إلى «إعادة فلترة» حتى تكتمل الصورة، فمثلا لو عندك نص قوي ولا يوجد ممثلون لتقديمه والعكس صحيح، خاصة أننا نشاهد في بعض الأعمال الدرامية حوارات لا تتناسب مع عاداتنا كمجتمع خليجي، ومن أزمات الدراما الكويتية أن نصوص الأعمال تعرض على كل الشركات وكلهم يقرأونها لذلك القنوات والمنصات يقولون تلك النصوص قديمة وعرضت علينا من قبل.
إذن ما الشروط التي تضعونها في الشركة لقبول النصوص؟
٭ شروط كثيرة، فنحن لدينا حاليا في الشركة قسم يتم فيه مراجعة أي نص يعرض علينا بشكل دقيق جدا، وتخيل انهم اختاروا نصا واحدا من بين 300 نص، بالإضافة إلى أننا نركز في النصوص التي تعرض علينا وما الهدف من القصة وبعد الشخصيات، فإذا كان هناك قاتل على سبيل المثال فما الدوافع النفسية والاجتماعية التي جعلته يقتل؟ وهكذا نحرص على أدق التفاصيل.
حدثينا عن رأيك في كثرة المنصات حاليا وتركيزها على أعمال «السيزون» التي تتكون من عدد قليل من الحلقات؟
٭ أشعر بأن أعمال «السيزون» جميلة ومن صالح المنتج والمشاهد، لكن رغم تعدد المنصات فإن هناك مسلسلات كثيرة لدى المنتجين لم يتم شراؤها حتى الآن والمشكلة أن المنتج ينتج أعمالا وفجأة المنصة ترفضها بسبب مثلا تغير الإدارة التي سبق أن أبدت الموافقة على إنتاج العمل من قبل.
وما رأيك في منصة وزارة الإعلام «51»؟
٭ «حلوة وزينة وفتحت لنا مجالا في كل شيء»، ولا بد أن تأخذ حقها من الاهتمام والتطور، وأتمنى من المسؤولين أن يتبنوا مثل تلك المشاريع ويتم تنفيذها بهدف نمو المجال ودعم عملنا.
هل لديكم في «أبيز» خطة لإنتاج برامج؟
٭ لدينا مشاريع مقبلة في هذا الجانب، لكن هناك أولويات حاليا، أهمها أعمال رمضان ومن بعدها مسرحية العيد.
من وجهة نظرك، هل نفتقد العنصر النسائي في الكويت بالمجال الفني؟
٭ طبعا، وأنا كمنتجة امرأة «غير فنانة» أواجه صعوبات لأن الجميع ينظرون لي كامرأة، وهذا المجال يسيطر عليه الرجل، غير انه في الآونة الأخيرة تمكنت العديد من النساء الخليجيات من كسر الصورة النمطية السائدة لدور المرأة في هذا المجال وتمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات في مجال صناعة الأفلام والدراما، أما في الكويت، فنحن بحاجة إلى تشجيع النساء على خوض تجارب مختلفة في قطاع الترفيه إلى جانب التمثيل، ونحن بحاجة لوجود كتاب سيناريوهات ومخرجات ومنتجات ليتمكن من نقل واقع المرأة الكويتية بصورة الحقيقية.
كيف تنظمين وقتك كمنتجة وكأم لأربعة أطفال «ما شاء الله»؟
٭ أنا حريصة على تنظيم وقتي لأرضي الطرفين، لذلك أوقات تراني متواجدة وأوقات أخرى أكون بعيدة، لأن وجودي معهم هو أمر مهم، ولهذا أنا لا أسافر كثيرا ولا أحضر مهرجانات لصورتي العامة، فالأولوية دائما ستكون لعائلتي وعملي.
بصراحة، كيف شاهدت الوسط الفني وعلاقة الفنانين ببعضهم البعض؟
٭ «الوسط حلو ولو موعاجبني ماكنت دشيت فيه»، وأحبه وأحترم جهد العاملين فيه، وكما تعلم، في كل مجال يوجد فيه منافسة شريفة أو ضارة والمنافسة بين الفنانين لا بد أن تكون شريفة لتعزيز الإبداع الفني والتعاون والتكاتف لإنتاج أعمال عالية الجودة تليق بمعايير مجتمعنا العربي، وأتمنى أن يكون هناك تعاون ودعم أكثر بين كل العاملين في مجالنا، وأن نحرص على ألا نخلق عداوات أو أحقادا بين الفنانين.